الدكتور الترب: الـ 30 من نوفمبر كان البداية الحقيقية لتحقيق الوحدة اليمنية

استأنف منتدى الأحمر اليوم الاثنين نشاطه عقب إجازة عيد الأضحى المبارك بندوة خصصها لمناقشة ذكرى الاستقلال عن الاحتلال البريطاني والتي تصادف الـ 30 من نوفمبر وعلاقة هذه المناسبة الوطنية بالوحدة.

وفي الندوة - التي رأسها الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المنتدى - قدم الدكتور عبدالعزيز الترب رئيس الإتحاد العربي للتنمية الإدارية محاضرة أكد فيها على أهمية هذه المناسبة في دحر الاستعمار وتحقيق الوحدة.

وأشار إلى أن هذه المناسبة العظيمة في حياة الأمة اليمنية كانت البداية الحقيقية لتحقيق الوحدة اليمنية بعد دحر الاستعمار الذي كان يعمل على تغذية عوامل التجزئة وإبقاء اليمن مجزأ.

وأكد أنه رغم أن الوحدة لم تكن قد تحققت عمليا في تلك المرحلة إلا أن اليمنيين في الشمال والجنوب كانوا يعيشون الوحدة بكل معانيها فكانت التدريبات للثوار ضد الاحتلال تتم في تعز كما أن كثير من أبناء المحافظات الجنوبية شاركوا في معارك وملاحم بطولية ضد الاستبداد في الشمال.

وتطرق الترب خلال محاضرته بمنتدى الأحمر إلى المراحل التي قادت إلى الـ 30 من نوفمبر، ودور الحركات التحررية في هذا الجانب ابتداء من 14 اكتوبر وما قبلها.

وأشار إلى ما تواجهه الوحدة من أخطار، مؤكدا في ذات السياق على أن الوحدة تحققت، وأنه ينبغي اليوم أن نعمل على الحفاظ عليها، محذرا من أن الانفصال الذي ينادي به البعض لن يعيد اليمن إلى دولتين فقط وإنما إلى أكثر من ثلاثة دول.

وأضاف مقترحا الحلول: رغم أنه لايوجد عسكري في العالم يقبل بالحوار، إلا أنه لابد من الحوار لحل مشاكل البلاد، داعيا الأحزاب السياسية في ذات الوقت إلى الاعتراف بشرعية الانتخابات الرئاسية في 2006، والعمل سويا من أجل مواجهة الأخطار المحدقة بالبلد.

وقال: لكي نحافظ على 30 نوفمبر الذي تحقق فيه الاستقلال ووقعت فيه اتفاقية الوحدة لابد من تحقيق العدل والمساواة.

وأكد أن المشكلة التي تواجه الوحدة اليمنية تكمن في "اختيار عناصر للإدارة غير قادرة على الفهم الصحيح للناس"، مشددا بأن مشكلة اليمن هي في سوء الإدارة.

وأشار في رده على مداخلات الحاضرين في المنتدى إلى أن إصلاح أوضاع اليمن لن يكلف الرئيس الشيء الكثير إذا كانت هناك إرادة صادقة".

وأرجع - في رده على التساؤلات حول أسباب توقف أعمال التفجيرات والشغب أثناء خليجي 20 أرجع الترب - أرجع ذلك إلى توقف الدعم الخارجي.

وأكد أن اليمن لدى المستعمر أهم من أفغانستان لذا فقد اختلقوا القرصنة التي كانت عبارة عن بروفة لإعادة الاستعمار والسيطرة على مداخل الوطن العربي.

وقال: إنه سبق وأن سمع مقولة وهو في إحدى الدول الأوروبية من قبل أحد الناشطين هناك مفادها "إذا لم تصححوا أنفسكم فسنأتي لإدارتكم مرة ثانية".

وأكد على أهمية ثورة 26 سبتمبر وقال: "إن هذه الثورة نقلت اليمن من التخلف إلى القرن العشرين، ولو لم تنجح هذه الثورة لما استطعنا أن نصل إلى 30 نوفمبر".

ودعا الترب الحزب الحاكم باعتبار أن المسئولية في يده إلى أن عدم المكايدة، كما دعا الأحزاب والمنظمات المدنية إلى أن يعوا مسئوليتهم في التوحد من أجل مواجهة الأخطار".

وأضاف: "هناك جهات لاتريدنا أن نكون مستقرين، وهناك لعبة دولية تستهدف الجزيرة العربية كاملة".

ودعا "جميع اليمنيين إلى الحرص، وأن يكونوا أكثر وطنية شريطة أن يحتكم الحاكم للعقل وأن يدرك أن البلد ليست بيد أحد".

 

حلقة تواصل

الدكتور أحمد الأصبحي - القيادي في المؤتمر الشعبي العام الحاكم - أكد في مداخلته خلال المنتدى أن مناسبة الـ 30 من نوفمبر تمثل حلقة تواصل مع ما سبقها ومع ما جاء بعدها.

وأشار إلى واحدية النضال في طرد الاستعمار والإمامة، "لأنه لم تكن هناك فواصل بين أبناء الشعب اليمني رغم اختلاف من يحكمون، حيث كان هم الشعب حينها أعلى".

وأكد أن الذين استقلوا في الـ 30 من نوفمبر كانوا مدركين أن الاستقلال جزء لا يتجزأ من الوحدة لذا فإنهم وبعد الاستقلال مباشرة سارعوا لفك حصار صنعاء.

ودعا الأصبحي في مداخلته إلى التعريف بواحدية الثورة، وقراءة التاريخ قراءة لا تلغي الآخر.

وأكد أن اليمنيين اليوم أمام مرحلة جهادية جديدة هي الجهاد من أجل التنمية وبناء الذات.

وانتقد الأصبحي ما وصفها بوهمية الحنين إلى الاستعمار والقول بأنه أفضل، مؤكدا أنه "لم يكون هناك أي فضل للاستعمار على اليمن، فبريطانيا سلمت عدن لبومباي، وأتت بالهنود إلى اليمن، وجاءوا بالأخلاط من الصينيين وإخواننا الصومال حتى يستقيم لهم البقاء".

وأضاف: "لقد ظل الاستعمار حتى استقلت الهند، يسعى لطمس الهوية عن عدن إلا أنه لم ينجح في ذلك".

من جهته أكد صالح أبو صلاح أن ثورة أكتوبر وبعدها نوفمبر "تعني أن الشعب اليمني لم يلمس ما يبهره من الاستعمار شيء والدليل على ذلك أنهم لم يخلفوا لليمن علماء أو كوادر تنهض بها".

وقال: "إن الـ 30 من نوفمبر يعني أن السلطة يمكن أن تكون دواء يجب تعاطيه، أو داء يجب استئصاله". داعيا إلى الحفاظ على هذه المناسبة من أجل الحفاظ على الوحدة من خلال إرساء العدل والمساواة".

وشدد على "ضرورة أن يكون هناك حوار وطني جاد يفضي إلى ديمقراطية خالصة". مؤكدا أن الديمقراطية هي من صميم الدين الإسلامي لقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم".

ثلاثة أقسام

إلى ذلك أشار الشيخ علي أبو حليقة واحدية الثورة اليمنية، وأكد أن الثوار من الشمال والجنوب كانوا يقاتلون سويا ضد الاستعمار والاستبداد.

وقال: في الشمال انقسم المناضلون إلى ثلاثة أقسام "قسم في سجن حجة وآخر استشهد والقسم الثالث انطلق إلى الجنوب، وهذا ولد لدى الجماهير اليمنية أهداف متحدة فجاءت ثورة 26 سبتمبر، وأذكر أن ملحمة حدثت في نقيل يسلح بين الاماميين وثوار بقيادة مجموعة من الجنوب".

وأكد أن "الوحدة اليمنية هي مطلب شعبي قبل الثورة وبعد الثورة "والدليل على ذلك أن الوحدة اليمنية كانت مزروعة في نفوس الثوار قبل قيام الثورة".

وشدد أبو حليقة على أهمية الحوار حاليا لحل أزمات البلاد، مضيفا " الأخوة الذين يرفعون اليوم أعلام الجنوب يمكن أن يكونوا أصدقاء الغد إذا نظرنا لمطالبهم".

واستطرد: "هناك أخطاء لكن الأخطاء يجب أن تصحح، وأن نلتقي الكل في ظل الحوار".

وأشار إلى دور بريطانيا في التسبب في إيقاع الخلافات بين فصائل العمل التحرري قبل وبعد الثورة، مؤكدا أن بريطانيا كانت السبب في إشعال الفتنة بين فصائل العمل السياسي.

واحدية النضال

إلى ذلك أشار علي زين بن شنظور عضو اللجنة العليا لمجلس التضامن الوطني ما يجري من حديث عن واحدية الثورة، مؤكدا أن السلطة قبل انطلاق الحراك مؤخرا تعمدت إخفاء ثورة اكتوبر لكنها أدركت فداحة ذلك الخطأ مؤخرا.

وأضاف: "إذا كان المقصود بواحدية الثورة واحدية النضال فهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، لكن إذا قلنا إن الثورة واحدة فإن الدولة هي واحدة، ولم نسمع في يوم من الأيام أن ثورة واحدة أنتجت دولتين".

وأكد أن الحديث عن ثورتين لا يعني أننا نفصل بين دولتين، داعيا إلى الحفاظ على الثورتين، مؤكدا أن هذه خصوصية تاريخية عندما نعترف بها يسهل معها حل المشاكل.

وشدد بن شنظور على ضرورة إرساء العدل والمساواة لإعادة روح الوحدة التي كانت موجودة من قبل، متسائلا في ذات السياق عن "السبب الذي جعل أبناء الجنوب يقبلون بـ عبدالفتاح إسماعيل القادم من الشمال رئيسا واليوم يغيرون مواقفهم".

من جهته قال مقبل نصر غالب "إن اختزال الوحدة والثورة بالمقاتلين والقتلة إجحاف بحق الشعب لأن الثورة شارك فيها الجميع الصحفي والفنان والكثير قدم الدعم".

وأضاف: "نريد أن نختلف على المستقبل وليس على الوحدة التي شارك في ترسيخها كل أبناء الشعب".

واستطرد: "لا يجب أن نتحاور اليوم على الوحدة بعد أن مضى عليها 20 عام، ويجب أن نتحاور على الإدارة التي أقصي منها النخبة وأصبحت الإدارة تعطى لأضعف الناس".

وواصل: "الوحدة كانت محصلة نهائية والرئيس لم يكون السبب فيها فقد عمل فيها كل الناس طوال 30 سنة واليوم نختزلها في فلان وفلان".

وأكد غالب الحاجة إلى معالجة مشاكل اليمن، مشيرا إلى أن "المشكلة تكمن في تهميش وإزاحة الكفاءات وتولية أضعف الناس وأجهل الناس وحيثما تفقد هذه المعايير تبقى الدولة غير ذات قيمة".

 

العلاقة في المضمون

يحيى الشامي عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني من جهته قال: إن العلاقة بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر هي المضمون الرئيسي لوحدة الشعب، مضيفا: ثورة سبتمبر هي ثورة في وجه الإستبداد، وهي تشترك مع ثورة اكتوبر في هذا الهدف المتميز.

ودعا الشامي إلى التوقف عن الجدل حول واحدية الثورة لأن هذين الحدثين صنعهما الشعب اليمني.

وأكد الشامي أن المهمة الملقاة على عاتق المنظومة السياسية هي الحفاظ على استقلال البلاد ووحدة الشعب حاليا، مضيفا: "لست مع من يقول إن البلاد لا تتعرض لمخاطر تواجه استقلالها وسيادتها، فاليمن اليوم تكاد تكون تحت الوصاية والدول الغربية تجتمع لأجل اليمن وأصبح الكثير يتحدث عن أن هذه الدولة معرضة للفشل".

وطالب الشامي من يحكم البلاد إلى الاكتراث للحلول السياسية التي تطرحها حركة المعارضة فهي تطرح أفكارا لاتعبر عن مصالح شخصية لأن أسهل ما يمكن الحصول عليه في هذه البلد هي المصلحة الشخصية".

وأضاف: "إذا لم يكترث الحاكم من كلام المعارضة فليدع كلامها، وليسمع لحديث الإنسان العادي في الشارع ويمد يده إلى الآخرين لوضع الحلول".

وانتقد الشامي جنوح السلطة إلى الحديث عن الثورة في الإعلام الرسمي بمنأى عن الجانب السياسي، مؤكدا أن الثورة لم تأتي إلا بعد حراك سياسي وإجتماعي واسع.

وأشار إلى أن هناك أخطار محتدمة على اليمن، "فالدولة لم تنهار كليا ولكن البعض هنا وهناك بدأ يعود إلى التقاليد الاجتماعية القديمة وبدأت تحل تلك العادات مكان الدولة وهذا بتأكيد علماء الاجتماع دليل على ضعف الدولة".

وأضاف: "الأمر الثاني أن المعارضة ما تزال تفكر بحركة مسئولة ولم تحاول أن تنفعل الأمر الذي يستدعي الانتباه من قبل السلطة مالم فإننا سنضرب بآمالنا عرض الحائط".

أما علي القفيش عضو اللجنة العليا لمجلس التضامن الوطني فقد أكد على أن الثورة اليمنية واحدة لأن جذور اليمنيين واحدة.

وقال: "نحن شطر واحد أعيدت وحدته ولم نسمع حتى في عهد الاستعمار عن شمال وجنوب لأن الجميع ظل مرتبطا باليمن".

وأضاف: "نحن في أزمة بالفعل وهذا يستوجب على المعارضة أن تشد حالها للدفاع عن اليمن وليس على الرئيس أو غيره".

وأشار إلى ما يجري في بعض المحافظات الجنوبية من أعمال فوضى، وقال: "أنا نزلت إلى بعض المناطق التي فيها أعمال فوضى ووجدت أنه لايوجد بين ألئك الأشخاص شخصية مؤثرة، وليسوا سوى أولاد قصر عندهم ثقافة جديدة هي الجنوب العربي".

ودعا القفيش المعارضة إلى القيام بدورها والإنطلاق لأن الخطر هو ضد اليمن وليس ضد أحد من الناس".