وداعا أيها المميزون *فؤاد العلوي

  نقلا عن مجلة النور
قبل يوم واحد من نهاية العام 2007 كنا على موعد مع رحيل حكيم اليمن الشيخ عبدالله، وفي ثاني يوم من العام الذي تلاه غادرنا رجل الخير الشيخ محفوظ شماخ .. واليوم ومع بزوغ عام ميلادي جديد نودع واحدا من العظماء الذين رُسمت أسماءهم في سماء اليمن .. إنه المهندس فيصل بن شملان رحمه الله.

 إنها بالفعل تواريخ مميزة لأناس مميزين .. وهكذا هم العظماء يعيشون حياتهم كالأنجم المتلألئة، وإنهمُ انتقلوا إلى جوف الثرى لم يخفتوا، بل تتحول ذرات ترابهم إلى لآلئ ثمينة، ويوم غروبهم إلى ذكرى للتأسي والإقتداء.

يقول محمد قحطان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح "لقد فقد الشعب اليمني بن شملان، وفقدنا بفقده الشيء الجميل في أنفسنا الذي نبحث عنه ونتطلع إليه .. تواضعٌ جم مع تاريخ نضالي ووطني مشرف لا يضاهى".

ويضيف : "كان بن شملان نموذجا للمثقف الموسوعي الثقافة .. الملتزم بقضايا شعبه وأمته .. إنه نموذج للشخصية اليمنية التي يبحث عنها كل يمني نزاهةً وتواضعاً".

توفي المهندس فيصل بن شملان مع أول يوم من العام الحالي بعد حياة عامرة بالنضال من أجل أمته وشعبه، واشتهر في حياته بنزاهته رغم توليه مناصب يسيل لها لعاب الفاسدين حد تعبير قحطان.

تقول اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في بيان نعيها "كان المهندس بن شملان يمتاز بسجل مهني نظيف طوال حياته العملية وأدائه الوظيفي واهتمامه بالمشاريع الخيرية، فقد أعاد سيارة إدارة تسويق النفط التي كانت بعهدته أثناء عمله، وكذلك الحال مع إدارة مصفاة عدن، وفي عام 94 عين وزيراً للنفط ولم تصرف له سيارتان كباقي الوزراء وكان بعهدته سيارة تركها في حوش الوزارة ومضى".

ويضيف البيان ساردا مناقب الفقيد " في عام 97 صرف رئيس الجمهورية سيارة للمهندس فيصل بن شملان لكنه بعد ذلك اضطر لبيعها لمواجهة تكاليف المعيشة، وأثناء عمله كوزير صرف ما كان قد ادخره من عمله الخاص لسداد مصاريفه أثناء عمله في الوزارة".

وعندما غادر بن شملان الدنيا خلف لأبنائه راتبا حكوميا مقداره 38 ريال من مجلس الوزراء بخلاف باقي الوزراء الذين يحظون بامتيازات وسيارة كل سبع سنوات.

 

يقول سلطان العتواني إن بن شملان "ترك بصماته على كافة الأرض اليمنية من خلال مواقفه الشجاعة ورفضه للظلم والاستبداد ودعوته للتغيير".

ويضيف "لقد كان بن شملان - رحمه الله- فارسا لا يشق له غبار .. ففي انتخابات 2006م الرئاسية استطاع أن يجعل اليمن كلها تتفاعل مع حملته الانتخابية ومع دعواته للتغيير".

وقال للصحوة نت "لقد خسرنا بن شملان وخسره الوطن لكننا نعاهده أننا سنكون أوفياء لتلك القيم والمثل التي أرساها الفقيد في حياته سواء أثناء تقلده المناصب الوزارية أو البرلمانية وكذا تقاليده التي أرساها في الانتخابات الرئاسية".

ومثلما كان بن شملان متواضعا في حياته غير محب لمظاهر البهرجة والتعالي، فقد كان حريصا على أن يكون يوم وفاته يوما عاديا على غير أمثاله من الوزراء والمسئولين، فقد أوصى بأن يصلى عليه بعد أقرب صلاة من وفاته وأن لاتكون هناك جنازة رسمية، وهو ما تم بالفعل حيث ووري الثرى بعد صلاة فجر يوم الثاني من يناير 2009 في جنازة عادية حضرتها قيادة اللقاء المشترك وآلاف المواطنين بمدينة عدن.

 

رحمك الله يابن شملان وأسكنك فسيح جناته ورحم الله الشيخ عبدالله وشماخ وكل عظماء الأمة.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp