كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 5/6/2002م في صنعاء في المهرجان الذي أقامته مؤسسة باكثير للآداب والفنون دعماً للقضية الفلسطينية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة / رئيس وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة باكثير للآداب والفنون.

الأخوة / المشاركون في المهرجان .

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود في البداية أن أسجل شكري وتقديري لهذه المؤسسة الأدبية الرائدة التي تسهم في خدمة الأدب وتعمل على تطويره والإرتقاء به كما تلعب دوراً بارزاً في حفظ التراث اليمني الأصيل من خلال ماتقوم به من أعمال أدبية وإهتمام بنشر وتحقيق كتب التراث اليمني خاصة تراث الأديب اليمني الراحل على أحمد باكثير الذي كان له إسهاماً كبيراً في مجالات القصة ، والمسرحية ، والشعر الحديث ، إلى جانب كونه من الدعاة والمصلحين المعاصرين أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم ، وكل هذه الأنشطة للمؤسسة هي تعزيزاً لجسور التواصل الفكري والثقافي والفني مع الثقافات الإنسانية المعاصرة وفق رؤية إسلامية للفن وتحديد مفهومه ومضمونه بعيداً عن الإبتذال والسقوط في مهاوي الردى والإنحراف بالذوق العام ، فلها منا الشكر والتقدير لإننا ندرك أن العمل في هذا المضمار في ظل قيم الأدب والفن المعاصر هو صعب للغاية .

كما أشير إلى أن الشعر الموجه والذي يخدم قضايا الأمة ويرتقي بالنفس الإنسانية في سلم المعالي مطلوب بل هو واجب على اللذين منحهم الله الموهبة والقدرة ليواصلو العطاء ويحفزو الهمم ويعملو على النهوض بالأمة من كبوتها وإقالتها من عثرتها فالشعر الرصين يعتبر مصدراً من مصادر تحريك الرأي العام وتوجيهه بما له من تأثير بالغ على مشاعر الإنسان وأحاسيسه لإن فيه الحكمة والعبرة والموعظة ، ولقد لعب الشعر اليمني قبل الثورة دوراً هاماً في صقل الحركة الوطنية وتوعية الشعب بظلم الإمامة وكان من العوامل المساهمة في تفجير الثورة ، وكلنا يتذكر أشعار الأستاذ الشهيد/ محمد محمود الزبيري - والأثر الكبير الذي تركه فينا من خلال شعره الحماسي الثوري المتميز الذي كان أشد وقعاً من الرصاص على نظام الأئمة .

الحاضرون الأعزاء :

إن إقامة هذا المهرجان الشعري والإنشادي الثالث للمؤسسة من أجل نصرة القضية الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطيني البطل يؤكد لنا جميعاً أن القضية الفلسطينية هي في وجدان كل أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته وشرائحه ، ففي العام الماضي كنا نرعى مهرجان الشعراء الشعبيين اليمنيين الذي أقيم من أجل الإنتفاضة المباركة واليوم نرعى هذا المهرجان دعماً لإخواننا في فلسطين ، وهكذا لا بد أن تستمر الأنشطة والفعاليات الرسمية والحزبية والشعبية الداعمة لجهاد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ولا ينبغي أن تتوقف ولا يجوز التقليل من أهمية هذه الأنشطة فهي التي من خلالها يتجدد وعي الأمة وتصحو من سباتها العميق وتتهياء للمواجهة ، ولا بد أن يكون الجميع على أهبة الإستعداد للجهاد في فلسطين متى سمح الزمان لنا بذلك .

ومثل هذه الأنشطة تذكي في الأمة روح الجهاد وهي ضرورية فما ضاعت الحقوق إلا عندما تركنا الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام.

الحاضرون الأكارم :

لقد كانت القضية الفلسطينية ولا تزال محور الصراع العربي الإسرائيلي منذ أن غُرِسَت إسرائيل في قلب العالم العربي كخنجر وبدعم وتأييد كاملين من بريطانيا وأمريكا بهدف إعاقة العرب عن تحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو الحرية والتقدم والرخاء ، وبهدف إستغلال خيرات وإمكانات بلداننا العربية الضخمة لصالح أعدائنا دون وعي منا أو إدراك ، غير أن الأمور اليوم قد تغيرت وأصبح العداء واضح والأهداف أكثر وضوحاً والحماقات المستمرة التي ترتكبها أمريكا والمتمثلة في مساندتها الظالمة للمعتدي الصهيوني  قد جعلت الكثير من أنصارها في العالم العربي والإسلامي يعيدون حساباتهم ويدركون حقيقة السياسة الخارجية للولايات المتحدة التي لا تتسم بالمصداقية ولا تعرف الموضوعية إنما هي سياسة عمياء يقودها الحقد على العرب والمسلمين ويرعاها هدف إستراتيجي يقوم على أساس ضرورة تفوق النظام العالمي الجديد بقيمه الغربية المادية على كل قيم الشعوب خاصة الشعوب العربية والإسلامية التي تملك مخزوناً هائلاً من الأخلاق الرفيعة والثقافة المتوازنة والتعاليم الدينية السمحاء القادرة على صبغة العالم بأحسن صبغة ، فكان هذا الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين في كل مكان وأصبح الإرهاب و
محاربته بصورة إنتقائية سيفاً مسلطاً على رقاب الحكام والشعوب العربية والإسلامية تستخدمه أمريكا متى شاءت وكيف شاءت دون وازع من ضمير أو خوف من الله .

الحاضرون الأعزاء :

إننا نؤكد في اليمن أن دعمنا للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو مبداء لا حياد عنه وهو موقف لا تُغيره ولا تُبدله الأيام والخطوب ، ومهما اشتدت معاناة الشعب الفلسطيني وتجبرت عليه الصهيونية فإن الفرج آت بإذن الله تعالى وأن عليهم الإستمرار في الإنتفاضة والمقاومة ونحن معهم وكل الشعوب العربية والإسلامية معهم وسنبذل مانستطيع حتى يتحقق لهم النصر المؤزر ، وإن أهم ماينبغي التنبه له هو عدم الإنجرار وراء المخططات الماكرة التي تقودها المخابرات الأمريكية اليوم بطلب من إسرائيل بحجة ضرورة التغيير في القيادة الفلسطينية ، فالتغيير حق للشعب الفلسطيني وحده وليس لأحد غيره حق فرض رؤيته لإن الشعب الفلسطيني هو أخبر بمصلحته الوطنية ، فأتمنى أن لا تكون زيارة المسئول الأمني الأمريكي الحالية بمثابة القنبلة الموقوتة ، وأنا على ثقة أن الأخوة الفلسطينيين يدركون ذلك فهم في ميدان المواجهة وقد علمتهم الأيام الكثير من الدروس والعبر وهم أذكى من أن تمرر عليهم أمريكا خططها وبرامجها التي لا تخدم إلا أمن إسرائيل ودولة الكيان الصهيوني أولاً وأخيراً .

في الختام ..

 أتمنى لهذا المهرجان النجاح في أعماله ، وأن تكون هذه الفعالية إضافة جديدة لوعي الأمة  ، وخطوة إلى الأمام على طريق ترسيخ القناعة الكاملة التي تتلخص في المقولة الشهيرة ( أن ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp