كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 29/9/2002م في صنعاء بمناسبة زيارة سماحة الشيخ/ مهدي كروبي - رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني لبلادنا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه

سماحة الشيخ العلامة مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الأخوة  والأخوات أعضاء مجلس الشورى الإيراني.

أعضاء الوفد المرافق.

الحاضرون جميعا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن يكون بيننا اليوم وفد مجلس الشورى الإيراني برئاسة رئيس المجلس الذي يعتبر من رجالات الدولة الكبار في إيران وممن خدموا الثورة الإسلامية وقدموا من أجلها الكثير فتحية طيبة لسماحته ولإخوانه اللذين حضروا معه  ونحن سعداء بهذه الزيارة التي تتزامن مع احتفالات شعبنا بأفراح الثورة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر التي خلع فيها شعبنا الحكم الإمامي المتخلف  ودحر الاستعمار البغيض فكانت الانطلاقة الكبرى نحو أفاق المستقبل والغد المشرق وخرج شعبنا اليمني من أسر التخلف والجهل والمرض ليبداء حياة حرة كريمة وينطلق في مشوار البناء والتحديث والتطوير ومقاومة كل معوقات الماضي وقد تحقق له وبحمد الله تعالى الكثير من المنجزات الكبيرة  في  مختلف الميادين مقارنة بما كان عليه الحال قبل قيام الثورة المباركة.

الأخ رئيس مجلس الشورى:

الحاضرون الأعزاء :

لقد شهدت العلاقات الثنائية بين بلدينا تطورا ملحوظا بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران حيث توسعت مجالات التعاون بشكل مطرد من منطلق الأخوة الإسلامية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا وحينما تعرضت الوحدة اليمنية للخطر الداهم وقفت الجمهورية الإسلامية الموقف الداعم للوحدة ولخيار الشعب اليمني لأن الوحدة هي دين.

ولقد عرفنا بلدكم الشقيق منشغلا بهموم المسلمين داعيا إلى التوحد ولم الشمل ونبذ الفرقة والخلاف من منطلق النظرة العالمية الإسلامية وحديث الرسول صلى الله عليه وعلى أله وصحبه " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" ولهذا فنحن نشكر لبلدكم مواقفها الشجاعة والنبيلة الداعمة لقضايا المسلمين في العالم وما تتحمله من تبعات وخصومات جراء ذلك مؤكدين أن الرسالة العظيمة التي تحملها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وموقعها الإقليمي وثقلها الدولي كله يحتم عليها المضي في هذا الدرب مهما تكالب عليها الأعداء وكثرت مؤامراتهم ودسائسهم .

الحاضرون جميعا :

إن المسلمين اليوم يواجهون أخطاراً حقيقية محدقة بهم  وهي لا تميز بين جنس وآخر لأن المستهدف الأول هو الدين ثم خيرات المسلمين. وتحت شماعة الإرهاب ومحاربته يتلقى المسلمون الضربات تلو الضربات وحدهم دون غيرهم ولو نظرنا شرقاً أو غرباً لوجدنا أن الإسلام هو الذي يعاني مما  يفرض على العقلاء في هذه الأمة إن كان فيها عقلاء وشجعان الوقوف بجدية وحزم وبروح تسامحيه لتقييم هذه الحالة المزرية وبالتالي العمل على تجاوز المعوقات والوقوف صفاً واحداً أمام العدو المشترك الذي يريد تغيير هويتنا الإسلامية ودفن ثقافتنا وسلخ الأمة من قيمها وأخلاقها وإلباسها لباس السؤ القادم علينا من الغرب في ظل العولمة والتجارة الحرة والنظام العالمي الجديد الذي يحمل في طيا ته بذور الفناء. ولهذا فلم يعد من مصلحة الأمة الإسلامية التخاذل والتراخي والتسويف فالطامة قادمة وما لم نستعد لها ونواجهها متسلحين بالتغيير من الداخل أولا وذلك من خلال الإصلاحات السياسية الجادة والحقيقية حتى تزدهر حياة شعوبنا ثم العمل الصادق والمخلص من أجل توحيد صفوفنا وجمع طاقاتنا فإن العاقبة ستكون وخيمة والخسائر  على  الأمة سوف تعيق مسيرة المسلمين الحضارية عدة عقود قادمة لا سمح الله .

سماحة رئيس مجلس الشورى :

الحاضرون الأكارم :

إن ما يجري في فلسطين اليوم وكل يوم وما يواجهه الشعب الفلسطيني المجاهد من تنكيل وبطش وتقتيل وإبادة لهو خير شاهد وابلغ تعبير عن حالة الضعف والوهن التي وصلت أليها الأمة  وهي حالة يمكن من خلالها قياس أوضاع المسلمين في العالم ولذلك فإن الوضع المأساوي الماثل للعيان يفرض على المسلمين الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في جهاده وحقه المشروع في الإنعتاق من الاستعمار الصهيوني الوحيد في القرن الحادي والعشرين ولابد أن يستمر الدعم والمساندة بكل أشكالها حتى تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وتكون القدس عاصمتها وكل ذلك لا يتحقق إلا إذا توحد المسلمون وذابت الفوارق فيما بينهم وأصبحت إرادتهم الممزقة واحدة. وحينها لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ولا غيرها الكيل بمكيالين تجاه قضايانا ولا أن تهدد إيران أو العراق أو سوريا إقتصادياً أو عسكرياً وتغض الطرف بل وتدعم بالمال والسلاح دولة الكيان الصهيوني وتستخدم في كل مرة حق النقض في مجلس الأمن كلما أراد المجتمع الدولي أن يحاسب إسرائيل على جرائمها  البشعة ضد الفلسطينيين وضد الإنسانية. لكنه تخاذل الحكام العرب بدرجة أساسية ثم المسلمين الأمر الذي أغرى الأعداء والحاقدين بنا فهل نرجع إلى رشدنا ونعي أن الكفار والمشركين ما يودون لنا الخير. إن الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ويوجه سياستها الخارجية لصالحه مطالبة اليوم بمراجعة هذه السياسة الحمقاء التي تجعل من المواطن الأمريكي كبش الفداء فهو الذي يدفع الثمن من ماله ودمه ويكسب كل يوم عدا وات جديدة وخصومات عديدة في محرقة رهيبة وهو شعب متعدد الأعراق يحب الخير لبني البشر ويريد أن يعيش بسلام مع شعوب العالم.

الحاضرون الأعزاء:

لا زلت أتذكر زيارتي البرلمانية لبلدكم الشقيق في يوليو سنة  1998 التي  طبعت في ذاكرتي الكثير من الذكريات الطيبة وجسدت من خلال مشاهداتي إرادة الشعب الإيراني البطل في التغيير والتطوير نحو الأفضل وكان من ثمار تلك الزيارة وضع لبنة جديدة في صرح التعاون بين البلدين وتوصلنا إلى توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون البرلماني في مختلف الجوانب وبحمد الله تكونت جمعية أخوة وصداقه بين المجلسين ونحن اليوم ننتهز هذه الزيارة  المباركة لسماحتكم والوفد الجليل لنؤكد على ضرورة المضي قدما في برنامج التعاون البرلماني من خلال الزيارات المتبادلة سواء على مستوى الأعضاء أو الكادر الفني للمجلسين ففي ذلك منفعة للجانبين. وأعلم أن وفد جمعية الأخوة والصداقة الجانب الإيراني سوف يزور بلادنا مطلع العام القادم ومن خلال هذه الزيارات تتوحد الهموم وتتجسد التطلعات لتتحول إلى برامج وأعمال ملموسة تعود بالخير على بلدينا وأمتنا الإسلامية وهذا هو الذي نسعى ونحرص عليه.

في الختام:

آمل أن يسعد الضيف الكريم والسادة أعضاء مجلس الشورى والوفد المرافق بهذه الزيارة لبلدهم الثاني وأن تتاح لهم الفرصة للإطلاع علي بعض المعالم  التاريخية  والحضارية لليمن السعيد  متمنيا للعلاقات بين بلدينا المزيد من التطور والازدهار وأهلا وسهلا بكم جميعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp