كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 22/2/2000م في الجزائر بمناسبة انعقاد المؤتمر التاسع للاتحاد البرلماني العربي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ/ عبدالقادر بن صالح  - رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري رئيس المؤتمر .

الأخوة/ نواب رئيس المؤتمر .

الإخوة/ رؤوساء المجالس النيابية العربية.

الإخوة / رؤوساء الوفود المشاركة .

الحاضرون الاعزاء .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسمحوا لي في البداية أن أعبر عن بالغ شكري وتقديري للشعبه البرلمانية الجزائرية الشقيقة على أستضافتها لأعمال الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس الإتحاد البرلماني العربي ومؤتمره التاسع وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الأصيل الذي قوبلنا به منذ وصولنا إلى هذه الارض الأبية , كما أوجه الشكر للأمانة العامة للإتحاد التي بذلت الكثير من الجهد في سبيل الاعداد والتهيئة لهذا التجمع البرلماني العربي الذي ينعقد على تراب الجزائر العزيزة على أنفسنا الغالية في قلوبنا بلد المليون شهيد معبراً عن مباركة اليمنيين جميعاً لمسيرة الإصلاحات التنموية بقيادة فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ودعمه لقانون الوئام الوطني لكي يتفرغ الجميع لبناء الجزائر وتعويضه عما فات خلال الأزمة الماضية .

الحاضرون جميعاً :

إن الأمل يحدونا في أن يكون هذا اللقاء البرلماني فاتحة خير من أجل إستعادة التضامن العربي وتحقيق المصالحة العربية المنشودة واللذان بغيابهما خسر العرب الكثير من الفرص التاريخية وتجاوزتهم الاحداث .. ومن هذا المنطلق فإن علينا كبرلمانيين أن نستشعر المسئولية وندرك بوعي الظروف والاوضاع الصعبة التي تعيشها أمتنا العربية وما ألت إليه ومن ثم نبذل الجهود اللازمة لإستعادة التضامن العربي الفعال الذي بدونه ستظل لقاءاتنا ومؤتمراتنا مجرد مناسبات موسمية تنتهي بإصدار البيانات التي لايتبعها إلا النسيان .

الأخ/ رئيس المؤتمر :

الحاضرون جميعاً :

إننا في البرلمانات العربية نتحمل اليوم جزءاً من المسئولية تجاه العديد من القضايا داخل البيت العربي بإعتبارنا في موقع المسئولية ونستطيع المساهمة الفاعلة في إتجاه إحياء التضامن العربي وتفعيل أليات المجالس النيابية في بلداننا صوب الهدف الذي نتغنى به جميعاً كما يمكن التفكير في وضع إستراتيجية بعيدة المدى على طريق إرساء قاعدة تشريعية موحدة تبداء بالجوانب التي يقل فيها الخلاف مستلهمة القواسم المشتركة وقيمنا الإسلامية وتراثنا العربي .

إن الجماهير العربية التي انتخبتنا ممثلين لها تنتظر منا السعي الحثيث والعمل الدؤوب نحو كل ما يجمع الشمل ويوحد الطاقات والقدرات حتى نخرج من عثرتنا ونتجاوز خلافاتنا الهامشية التي انهكت قوانا لينطلق الجميع نحو حياه حره كريمة تحقق نهضه تنموية شاملة بما نملك من رصيد حضاري وطاقات مختلفة تؤهلنا للريادة وخدمة الإنسانية جمعاء .

الأخ/ رئيس المؤتمر :

الإخوة/ الزملاء :

إن جدول الأعمال لهذا المؤتمر قد حفل بالعديد من الموضوعات الهامة والتي يعكس بعضها أمال وتطلعات شعوبنا ولذلك ينبغي علينا الوقوف أمامها بوعي ومسئولية لمالها من مردود إيجابي على طموحاتنا في العمل المشترك الذي يعود بالخير على أمتنا ويقفز بنا نحو آفاق رحبه لنرسم من جديد مكاننا اللائق بين الأمم .

ولقد لفتت إنتباهي بعض البنود المدرجة في جدول أعمال المؤتمر وهي وإن كانت مهمة إلا أنني أعتقد أن لدينا أولويات هي في الوقت الراهن أهم من غيرها فاالقضية الفلسطينية لاتزال قضية القضايا فماذا قدمنا من أجلها وجنوب لبنان شاهد على الغطرسة الصهيونية والجولان يرفرف عليه علم إسرائيل وأطفال العراق يموتون بالجملة جراء الحصار المفروض على الشعب العراقي وماتعانيه ليبيا والسودان لايخفى علينا , ولا أدري كيف يمكن لنا أن نبلور إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة المستجدات في العالم وهذا هو حالنا .

أعتقد أن علينا البدء بقضايانا وليس عيباً أن يطول الحوار حولها أو يحصل الخلاف فيها وتتباين وجهات النظر فيها إذ لابد في النهاية من الوصول إلى وفاق ينفع الناس وهذا هو بيت القصيد ومن المعلوم أن عملية احياء التضامن العربي من المهمات الشاقة والمعقدة التي تتطلب العمل المتواصل والإيمان العميق بأهمية الهدف لإنه هو مفتاح الحلول وبه ومن خلاله يستطيع العرب تجاوز الكثير من المعوقات .

الأخ/ رئيس المؤتمر :

الحاضرون الأجلاء :

إن الآلام كثيرة لكن الأمال كبيرة ومسافة الألف ميل تبداء بخطوة والبيت واحد والأمر يحتاج إلى التعاضد والتعاون من كل المسئولين في الوطن العربي ومالم نفكر في الغد المشرق لأمتنا ومتطلباته ونتجاوز الماضي واخفاقاته فإنه لامستقبل لنا بين الأخرين خاصة في ظل عصر التكتلات الأقتصادية والعولمة التي تخفي في ثناياها الكثير من الاطماع الاستعمارية القديمة الجديدة الهادفة إلى صياغة العالم وفق منظور غربي يصطدم مع قيمنا وأخلاقنا ورؤيتنا للكون والحياة .

أتمنى لمؤتمرنا هذا النجاح في أعماله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp