كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 12/11/2000م بمناسبة مهرجان المسيرة النسائية لمناصرة الشعب الفلسطيني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .

يسرني وبإسم اللجنة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين أن أرحب بالجميع شاكراً ومقدراً هذا الحضور للمشاركة في  المسيرة الجماهيرية النسائية التي تجسد بصدق الرفض الشعبي من أبناء اليمن رجالاً ونساءً للممارسات القمعية الإجرامية التي ترتكبها كل يوم عناصر الكيان الصهيوني الغاصب للأرض والمقدسات ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح وبصورة همجية بشعة لا نجد لها مثيلاً في التاريخ وتتنافى مع كافة المواثيق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان كما أنها تعبر عن منطق الاستعلاء والاستكبار في الأرض الذي وصل إليه اليهود ومدى حقدهم الدفين على الإسلام و المسلمين ومقدساتهم .

الأخ/ رئيس الوزراء :

الضيوف الأعزاء :

الأخوات الكريمات :

لازلنا نتابع جميعاً ما يجري على الساحة الفلسطينية ونرقب عن كثب حجم التضحيات الجسيمة والدماء التي تسفك والدمار الهائل في البنية التحتية كل هذا والعالم يقف مشاهداً وكأن ما يحصل هو مجرد مسرحية درامية لا تعني أحد وينسون الأرامل وأصوات الاستغاثة واليتامى وأنينهم والشيوخ وبكائهم في زمن كثر فيه الجبناء وقل فيه الشجعان والشرفاء ، وإذا كان هذا هو قَدَرُ الشعب الفلسطيني البطل الذي يدافع عن العرض والمقدسات وحقه في الوجود والعيش الكريم ويكافح من أجل نيل استقلاله الوطني وهو حق مشروع فإن على الأمة العربية والإسلامية تجاه كل ذلك واجب ديني كبير تفرضه الهجمة الصهيونية الشرسة على مقدرات الأمة جمعاء وما فلسطين  إلا الحلقة الأولى في إطار هذا المخطط الصهيوني الواسع المدعوم من القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا .

الحاضرون جميعاً :

إن الانتفاضة الفلسطينية المباركة وجدت لتبقى وهي تعبر بجلاء عن غضب الشعب الفلسطيني العارم وعزمه على مواصلة جهاده المشروع  مهما سقط من شهداء حتى يتحقق له النصر وتكون القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية بإذن الله ، ولذلك فإن استمرار دعم هذه الانتفاضة من الجماهير العربية والإسلامية أمر في غاية الأهمية بل هو كما قلت واجب ديني نُصرةً لله ولرسوله ولديار المسلمين التي ترزح تحت نيران الإحتلال ، وإذا كان اليهود في العالم وخاصة في أمريكا يدعمون هذا السرطان الخبيث بالمال والسلاح وبصورة وقحة ومكشوفة فإننا مطالبون بدعم الانتفاضة بكل الوسائل الممكنة وفي مقدمة ذلك الدعم بالمال وإن أمكن السلاح ليدافع إخواننا عن عرضهم وكرامتهم وحقوقهم المشروعة التي اغتصبها الصهاينة الملعونين في كتاب الله أينما ثُقفوا .

كما أن مواصلة المظاهرات وإقامة المهرجانات والندوات وكافة الأنشطة الداعمة للانتفاضة الشعبية من الواجبات المفروضة لإنها في حدود القدرة الممكنة وهي التعبير الصريح والواضح عن رأي الشعوب العربية والإسلامية في القضية الفلسطينية وأن مسيرة السلام التي حذَّرنا من مخاطرها في وقت مبكر قد وصلت فعلاً إلى طريق مسدود وأن البديل لذلك هو الجهاد المقدس وهو طريق الشرفاء وأصحاب الكرامة لاستعادة كل ما أخذ بالقوة والإرهاب والتنكيل .

الحاضرون جميعاً :

الأخوات الحاضرات :

إننا ونحن نلتقي في هذا اليوم المشهود من أجل نصرة إخواننا وابنائنا في الأراضي المحتلة لنتوجه من خلال اللجنة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين وبإسم أبناء الشعب اليمني إلى الملوك والرؤساء والأمراء وأصحاب السيادة الذين يجتمعون اليوم في الدوحة لمناقشة قضية الشعب الفلسطيني نتوجه إليهم بإسم الأيتام والأرامل والشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني ونناشدهم الله أن يقفوا وقفة جادة ومسئولة ولا يخشون في الله لومة لائم ويعملوا على تحقيق مطالبنا التالية :-

إغلاق السفارات التي تمثل الكيان الصهيوني في بعض العواصم العربية والإسلامية لأن الشارع العربي والإسلامي يرفض هذه العلاقة المنتقصة التي لا مصلحة فيها للأمة أبداً .

الاعتراف الرسمي بالانتفاضة الفلسطينية المباركة واعتبارها حقاً وطنياً مشروعاً لأبناء الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نيران الاحتلال .

منع كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واعتبار الصهاينة المحتلين لفلسطين جسماً غريباً في جسد الأمة العربية والإسلامية .

رفع حجم المساهمة المالية في دعم صندوقي الأقصى والانتفاضة واستمرار ذلك الدعم حتى يتحقق النصر على الأعداء .

 إعادة النظر في علاقات الدول العربية والإسلامية مع الدول الصديقة في ضوء مواقفها من حقوق الشعب الفلسطيني .

الاستخدام الأمثل للأسلحة الاقتصادية التي يملكها العرب والمسلمون كوسيلة ضغط على الأصدقاء الذين يدعمون الكيان الصهيوني وبما يحقق الهدف الإستراتيجي المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف .

هذه هي مطالبنا المعبرة عن إرادة الشعب اليمني بكامله وهي نفسها المطالب الجماهيرية للشعوب العربية والإسلامية فهل يعمل الحكام على تحقيقها إحتراماً لشعوبهم وتحقيقاً لإراداتهم .

إننا نآمل ذلك ونسأل الله أن يوفقهم لما فيه مصلحة الأمة وعزتها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp