كلمة الشيخ عبد الله في مهرجان نصرة الأقصى الشريف يوم الخميس 1/6/2006م

الحمد لله رب العالمين القائل سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وأصحابه أجمعين

الحفل الكريم

الحاضرون جميعا

               السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 ها نحن نلتقي اليوم من أجل قضية جامعة للأمه ومن أجل هدف عظيم ومهمة إنسانية نبيلة ألا وهي نصرة الأقصى الشريف العزيز على قلوبنا وقلب كل مسلم والسؤال المهم الذي ينبغي أن نسأل أنفسنا إياه هو ماذا قدمنا لأولى القبلتين وثالث الحرمين.

إن اليهود في أنحاء العالم يناصرون المحتلين ويقدمون لهم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي وهم على باطل فماذا فعلنا نحن أهل الحق .

إنها أسئلة كثيره أضعها عليكم وعلى الشعوب العربية والاسلامبه وبالأخص الحكام العرب الذين بأيديهم الشيء الكثير.

لقد كان الأقصى الشريف ولايزال مهوى الأفئدة  والعنوان الجامع للامة الإسلامية فهل تعي أمه الإسلام أن ذهاب الأقصى لاسمح الله معناه المزيد من التفكك والفرقه والضعف. 

الحاضرون الأعزاء :

لا شك أنكم تدركون حجم المعاناة الاليمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني اليوم اكثر من أي وقت مضى وكل ذلك بسبب الانتخابات الحرة والنزيهة التي أفرزت حكومة جديدة وبرلمان  منتخب وفقاً لإرادة الشعب الفلسطيني الحر لقد كانت الانتخابات الفلسطينية الأخيرة محل تقدير المجتمع الدولي قاطبة رغم حالة التزوير الشائع للانتخابات في المنطقة العربية ولقد شهد لنزاهتها الأعداء قبل الأصدقاء غير أن أمريكا وحلفائها لم يكونوا يتوقعون تلك الصفعة من الشعب الفلسطيني الذي قال لا لخيار السلام والاستسلام ونعم لخيار المواجة واستمرار الإنتفاضة حتى يتحقق النصر .

 واليوم يتعرض شعب بأكمله لحصار ظالم غاشم بسبب خياراته الديموقراطية ويمنع عنه الطعام والدواء رغبة في إذلاله وتركيعه وإخضاعه لإرادة الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكية العمياء في كل تصرفاتها.

الأخوة الحاضرون

إن المسؤولية علينا جميعا تتعاظم تجاه إخواننا الفلسطينيين الذين يذوقون اليوم أصناف العذاب والإبتلاء وهم يقفون شامخون رؤوسهم مرفوعة يدافعون عن حياض الإسلام ومقدساته بالنيابة عن الأمة بأكملها . فهل نشعر بمعاناتهم وآلامهم ونقدم لهم ما نستطيع أم نظل نتباكى على أوضاعهم ونكتفي بالبيانات والنقاشات التي لا تقدم لهم قيمة رغيف واحد أو حبة دواء.

إنني وبهذه المناسبة أدعو الشعوب العربية والإسلامية للتحرك والقيام بالواجب الديني والإنساني والأخلاقي تجاه إخوانهم المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وكل فلسطين 

, ولو قدم كل مسلم دولارا لإنهاء الحصار الظالم الذي تفرضه قوى الظلم والاستبداد لأنهار هذا الحصار ولأدركوا أن الشعب الفلسطيني ليس وحده بل تقف من ورائه أمة المليار ونصف المليار مسلم.

الحفل الكريم

إن إخوانكم في فلسطين يواجهون اليوم أعتى استعمار عرفه العصر الحديث ورغم ظروفهم الصعبة والمواجهات الدامية بينهم وبين جيش الاحتلال المدجج بأعتى أنواع الأسلحة إلا أنهم  لا يزالون يصرون على المضي قدما في دروب الجهاد والنضال ويقدمون أروع الصور في التضحية والفداء  ولا شك أن المواجهة غير المتكافئة بين الجانبين ينتج عنها الخراب والدمار والجوع والمرض فلابد من الوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني ودعم المشاريع الخيرية التي تقوم بها المؤسسات الخيرية العاملة في اليمن والتي منها جمعية الأقصى الخيرية   وهناك جملة من مجالات الخير التي يمكن لنا التحرك من خلالها ولذلك ندعو الجميع إلى التحرك السريع وعدم الاكتفاء بالمشاهدة وابتلاع مرارة الأسى والحزن فالمبادرة مطلوبة والسرعة مهمة في هذا الجانب, وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله.

الحاضرون الأعزاء

إنني أدعو الحكومات العربية والإسلامية إلى الإسراع في تسليم المخصصات المالية التي اعلنت عنها هذه الحكومات لدعم الشعب الفلسطيني المجاهد كما أتوجه إلى الحكام العرب والمسلمين باللوم على تقصيرهم في أداء الواجب عليهم حيث أنهم يخشون أمريكا وينسون أن الله فوق الجميع وسوف يسألهم عن معانات إخوانهم في ارض الرباط فلسطين. ومما لا شك فيه أن بمقدور  الحكام أن يخصصوا من ميزانيات بلدانهم نسبة ولو ضئيلة لصالح الشعب الفلسطيني كما أن بلدان النفط العربية والإسلامية تستطيع أن تفرض دولار على كل برميل نفط يباع لأمريكا ولكن لم يبادر حتى الآن أحد لحسابات معينة يعكسها الخوف والضعف الذي أوهن الأمة ووصل بها إلى الحضيض.

إنني أناشد الجميع أن يتقوا الله ويساهموا في إنقاذ الشعب الفلسطيني من الهلاك فهم قادرون إذا تحرروا من عقدة الخوف على إنقاذه كما أني أدعوهم إلى تسهيل وفتح باب التبرعات الشعبية وأن لا يقفوا ضد إرادة الشعوب التي تتوق إلى تقديم كل أشكال الدعم لكن بعض الأنظمة تحول دون ذلك. ونذكر أنه مهما طال العناء فإنه لن يدوم فما ضاع حق وراءه مطالب.

 أتمنى أن نخرج من هذا المهرجان بشىء ينفع الله به إخواننا المجاهدين في فلسطين ونحن على ثقة أن القيادة السياسية في بلادنا وكل أبناء اليمن سباقون في هذا المضمار فندعوهم للمبادرة وتيسير سبل الدعم الشعبي حتى نقف مع اخواننا ويتحقق لهم النصر المؤزر وتعود فلسطين إلى أحضان أبنائها ويتطهر الأقصى من دنس اليهود واللذين يقفون من ورائهم والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

             والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp