كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في منتدى القدس الدولية - في تركيا 16/11/2007م

الجمعة:

الأخوة نواب   رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية

الأخوة أعضاء مجلس أمناء المؤسسة

السادة ممثلو المنظمات والهيئات والمؤسسات المشاركة

الضيوف الأكارم

الحاضرون جميعاً

                                        السلام عليكم ورحمة الله

ها نحن قد وصلنا اليوم إلى ختام هذا التجمع الدولي الرائع الذي استضافته تركيا التاريخ والحضارة ، تركيا التقدم والرقي ، من أجل قضية كانت ولا تزال تؤرق كل ضمير حي وكل إنسان حر.

إنها قضية القدس التي انعقد من أجلها ملتقى اسطنبول الدولي وعبر فيه   أحرار العالم ومحبو السلام بكل أطيافهم وألوانهم ودياناتهم وثقافاتهم عن رفضهم القاطع لما تتعرض له مدينة القدس من إنتهاكات ومحاولات لطمس هويتها وتغيير معالمها وتخريب مقدساتها وطرد سكانها وإحلالهم بالمستوطنين ، كما أنهم أكدوا للعالم من خلال هذا التجمع الكبير الذي يضم الأبيض والأسود والمرأة والرجل والمسلم والمسيحي إن فلسطين التي تعتبر القدس رئتها التي تتنفس بها هي أرض الشعب الفلسطيني الذي يسكنها منذ خمسة آلاف سنة وهم السكان الأصليون الذين عمروها قرية قرية منذ قدوم الكنعانيين من شبه الجزيرة العربية سنة2500 قبل الميلاد وأن القدس هي حاضرة اليبوسيين الذين بنوها منذ أربعة آلاف سنة واليبوسيون هم من القبائل الكنعانية العربية وهذا ما تؤكده كتب التاريخ وتشهد به الآثار.

الحاضرون الكرام..

لقد مر على الإحتلال الإسرائيلي الغاشم لفلسطين قرابة ستين عاماً حيث لا يزال الشعب الفلسطيني يقاوم هذا الإحتلال الشرس وهو يقدم كل يوم قوافل الشهداء الذين يدافعون عن حقوقهم المغتصبة ويحمون المقدسات المسيحية والإسلامية في ظل ظروف دولية معروفة للجميع تعمل من خلاله النخب السياسية الحاكمة في أمريكا وأوروبا على دعم المحتل وإدانة المقاومة في مفارقة عجيبة وتناقض فاضح مع المبادئ التي قامت على أساسها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الداعمة لحقوق الإنسان ،وبرغم قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يرضخ تحت نيران الاحتلال البغيض الذي يعمل بصورة متواصلة على تشريد السكان من أرضهم ويحرق   أراضيهم الزراعية ويحل محل السكان الأصليين ، المستوطنين القادمين من الشرق والغرب على حساب دماء أصحاب الحق التاريخي والقومي والديني.

المشاركون الأعزاء..

الحاضرون جميعاً..

إن القدس وبما لها من مكانة روحية في نفوس العرب مسلمين ومسيحيين وكذا المسلمين في أنحاء العالم تتعرض اليوم لمخاطر حقيقية تزيد من دورة العنف والمواجهات وتحمل في طياتها نذر عواقب وخيمة تهدد الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم نتيجة التصرفات الهوجاء للإحتلال الذي يعمل على تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للقدس ويقوم بهدم المساكن المملوكة لأبناء الشعب الفلسطيني ويشيد المستوطنات حول مدينة القدس وما جاورها وكل ذلك ظلماً وعدواناً كما يعتدي على المساجد والكنائس ويمارس اللعب بالنار من خلال التنقيبات عن الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى مما يهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا يجد من يوقفه أو يردعه من المجتمع الدولي أو من الدول التي تدعي أنها ترعى عملية السلام ، سوى ما يؤديه الشعب الفلسطيني من ضريبة دم نيابة عن كل المسلمين وكل أحرار العالم .

الحاضرون الأكارم..

إننا وبمناسبة انتهاء فعاليات هذا اللقاء العالمي الشجاع نطالب بأن يتبنى المشاركون إعلان اسطنبول الدولي من أجل القدس الذي يدعو إلى تثبيت الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في القدس وفلسطين ويؤكد على أن القدس هي إرث إنساني وديني وثقافي وحضاري وتاريخي لا يجوز التفريط فيه ولا يجوز للإحتلال الإسرائيلي تغيير معالم القدس ولا طمس تاريخها العريق أو المساس بقدسيتها وهذا أقل ما ينبغي أن يخرج به هذا الملتقى لأحرار العالم المناهضين لكافة أشكال الاحتلال والغزو، المؤيدين لحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها ، كما ندعو حكام العرب والمسلمين لأن يفيقوا مما هم فيه من وهم يسمى السلام لأن الطرف الآخر ومن خلال الواقع والمشاهدة والممارسة لا يريد السلام ولا يلتزم بأي قرار يدعم عملية السلام ولسنا بحاجة لأن ندلل على هذا فدولة الاحتلال الإسرائيلي هي في حال توسع وبناء وتشييد على أراضي الشعب الفلسطيني وهي في حالة تسلح تقليدي ونووي مستمر بدعم أمريكي منقطع النظير بينما نغط نحن في نوم عميق ونحلم بالسلام والأرض تسرق والأشجار تقلع وتحرق والقدس بمساجدها وكنائسها في خطر.

كما أجدها فرصة لأتوجه بالنداء للمجالس البرلمانية في بلداننا أن تؤدي دورها المنشود في هذا الجانب لأنها تمثل الشعوب ويمكن لها القيام بالكثير والكثير من أجل القدس فنحن على سبيل المثال في مجلس النواب اليمني قمنا بتشكيل لجنة برلمانية دائمة من أعضاء المجلس تسمى لجنة القدس وفلسطين حيث قامت هذه اللجنة ،من خلال برنامج عمل ، بالعديد من الأنشطة المتعلقة بالقدس وفلسطين بالتنسيق مع مؤسسة القدس في اليمن ونفذت اللجنة المشار إليها العديد من الفعاليات مع منظمات المجتمع المدني وهو جهد مفيد وداعم لحقوق الفلسطينيين فندعو البرلمانات الأخرى لإنشاء مثل هذه اللجنة البرلمانية المتخصصة حتى نجعل من مجموعها كيانات برلمانية إقليمية ودولية فاعلة تؤدي دورها من أجل الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين والمسيحيين في تلك الأرض المقدسة وتكون هذه التجمعات إضافة نوعية متميزة من أجل قضية عادلة وحق مسلوب بقوة الحديد والنار   كما ندعو إلى استمرار العمل بكل أشكاله وألوانه حتى يتخلى الإحتلال عن احتلاله ويعود السلام إلى ربوع فلسطين ويعم الحب والوئام وتتفرغ شعوب المنطقة والعالم لمرحلة جديدة من العمل بما يكفل التغيير نحو الأفضل ويقضي على التخلف والفقر والمرض .

الحاضرون الأعزاء

في الختام أشكر الجميع لحضورهم ومشاركتهم وتحملهم متاعب السفر والعناء كما أتوجه بالشكر الجزيل لتركيا الشقيقة حكومة وشعباً على استضافة هذه التظاهرة   العالمية لنصرة الحق وأخص بالذكر مؤسسة وقف تركيا للمنظمات الطوعية وكذا الجمعية التركية للتضامن مع الشعب الفلسطيني اللتان نظمتا ورتبتا لأعمال هذا الملتقى كما أشكر كل الجنود المجهولين من المؤسسات المشاركة الذين سهروا وجهدوا أنفسهم لجعل هذا الملتقى ممكناً ، وكم كنت أتمنى أن أكون معكم وبينكم لولا ظروف المرض التي حرمتني من هذا الخير غير أني على ثقة   أنكم ستؤدون ما تمليه عليكم ضمائركم نحو شعب مظلوم تآمرت عليه القوى الدولية في لحظة ضعف وتفكك وتخلف وعالجت أوروبا مشكلات اليهود الناتجة عن حروبها الطاحنة بأن وهبت لليهود وطناً لا تملكه وزرعت بذرة غريبة في التراب الفلسطيني الذي لا يزال يرفضها ولن يقبلها مهما طال عناؤه وتعددت تضحياته .        

           أشكركم كثيراً والسلام عليكم ورحمة الله ،،

 

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp