كلمة الشيخ صادق في المهرجان الجماهيري التضامني مع غزة الأحد 28/12/2008م

بسم الرحمن الرحيم
الأحد 28/12/2008م
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل (( ولا تحسَبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ))
والقائل (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )) والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الهدى والحق وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديه واتبع منهاجه إلى يوم الدين .
-           أصحاب الفضيلة العلماء
-           قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني
-           الحاضرون الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
بالأمس التقينا من أجل فلسطين واليوم نلتقي من أجل فلسطين. من أجل غزة الباسلة التي أصبحت بصمودها ورجولة أهلها رمز العزة وقِبْلة المفَاخَرة وعنوان الشهامة والبطولة والفداء. غزة التي تتعرض اليوم لعدوان همجي ووحشي من آلة الدمار والخراب الصهيونية المدعومة ظلماً من الإدارة الأمريكية أصبحت وهي تقف شامخة أبية رافعة الرأس أقول أنها أصبحت قطرة الشرف الوحيدة في ليل العار العربي والإسلامي المظلم. غزة اليوم وتحت أزيز الطائرات إف 16 وهدير المدافع والدبابات هي التي تسجل تاريخها بأحرف من نور وتسجل الأنظمة والشعوب تاريخاً ممزوجاً بوصمة عار ولباس خوف وجبن .
لكِ الله يا غزة يا قطعةً من قلوبنا . لكِ الله يا غزة يا أحب إلى نفوسنا من أي مدينة عربية . لكِ الله يا غزة يا أرض الرجال والجهاد والاستشهاد في زمن الذل والخضوع والركوع لغير الله . لَكُم الله يا رجال غزة الشجعان الميامين . لكم الله يا شيوخ وأطفال غزة الذين تمارسون حياتكم الطبيعية في غزة رغم الخراب والدمار المفجع.
لَكُنَّ الله يا نساء غزة وبناتها المجاهدات يا أشرف من في الأرض ويا أشجع النساء وأكثرهن تضحية وصبر .
أما جيوشنا العربية وأما سلاح الأنظمة فإذا لم يتحرك أي منها اليوم وتتحرك فيهما نخوة المعتصم فلا خير فيهما ولا بارك الله فيهما ولا في جمع السلاح وتكديسه على حساب قوت الشعوب وعرقها وبؤسها وشقائها فالشعوب هي أحق بالسلاح من الأنظمة الخائفة والذليلة التي تمسك بالسلاح وأيديها ترتعش خوفاً وجَزَعَاً على مصالحها الشخصية وإن مما يُؤسف له أن يكون هذا هو حالنا وأولمرت الخسيس وليفني الحاقدة ومصاص الدماء باراك يسددون ضرباتهم بالأسلحة الأمريكية الصنع إلى صدور إخواننا فيبيدون المئات والألوف أمام أعيننا وعلى مرآى ومسمع المجتمع الدولي بكامله . ولعل ما حصل أمس في غزة خير شاهد على تلك النزعة الإجرامية والحقد الدفين المتأصل في قلوب الصهاينة على أبنائنا وإخواننا في فلسطين عموماً وفي غزة الصامدة على وجه الخصوص . ولكن هيهات لأبناء القردة والخنازير أن يذلوا الشعب العربي الفلسطيني البطل الصامد على مدى ستين عام والذي لم تذله ولن تذله الغطرسة الصهيونية ولا السلاح الفتاك ولا طائرات الأباتشي ولا طائرات إف 16 الأمريكية لأنه شعب يعشق الشهادة ولديه قضية وطنية كبرى وهدف عظيم وسامي تهون دونه التضحية بالنفس والمال والأهل والولد وهذا هو الفرق بينهم وبين الصهاينة المحتلين الذي جلبتهم قوى الإستعمار والإستكبار من أنحاء الأرض ليس لأن لهم حق أو موطن بل تم جمعهم ليكونوا خنجراً في خاصرة الأمة ولكي يكونوا شجرة خبيثة في أرضنا الطيبة فلسطين ونحن نقول لهم والله والله إنكم لن تهنأوا بالراحة ولا الأمن ولا الأمان لأنكم مجرمون وقتله وسفاحون ومغتصبون ديار غيركم وقِبْلَةَ المسلمين الأولى فأنتم ومَنْ وراءكم ستظلون أعداء محاربين وجب على الشعب الفلسطيني ومِنْ ورائهم الشعوب العربية والإسلامية وكل إنسان حر أن يحاربكم في فلسطين ويطردكم منها أذلة مقهورين طال الوقت بنا أو قصر ، اليوم أو غداً هذه السنة أو القادمة ، هذا القرن أو القرن الذي يليه لن نسكت لن نُسلِّم لن نركع إلا لله . سنقاوم مهما تخاذل الحكام ومهما حاول دهاقنة السياسة أن يعلمونا ما يجب أو مالا يجب .
نؤمن أن  الطريق إلى القدس ورام الله وغزة وكل فلسطين ليس عبر مفاوضات مدريد ولا اتفاقات أوسلوا ولا مباحثات بلانتيشن ، الطريق واحد وهو معلوم ، إنه طريق المقاومة وتصعيدها وتوسيع رقعتها وتجريع العدو الغادر من نفس الكأس المُرة وهو ما يوجب تقديم المزيد من التضحيات وإهراق الدماء في سبيل الحرية والعزة والكرامة . أفلا يستحق منا الأقصى أن نضحي ؟ أفلا يستحق منا القدس أن نقدم ما نملك؟ والله إن صلاةً واحدةً جوار قبة الصخرة بعد تحرير الأقصى من دنس اليهود النَّجسين تعدل لدينا الدنيا وما فيها .
فيا إخواننا الأبطال في فلسطين وغزة اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ولا يضركم من ضل إذا أهتديتم ولا يغرنَّكم الجبناء الخائرون وتُرَّهاتهم ولا العملاء المندسون ولا الموالون للأعداء ويظنون أنهم مستترون . أمضوا إلى ما أنتم عليه ماضون فإنكم على الحق وبالحق تظهرون وليس لكم إلا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة وكلاهما ربح محض .
إننا وبهذه المناسبة وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها إخواننا في فلسطين وخاصة المحاصرون في غزة ندعو الأنظمة والحكام العرب إلى تحمل مسئولياتهم الدينية والوطنية والتاريخية إزاء الإجرام الممنهج الذي تمارسه العصابة الصهيونية بدعم من الإدارة الأمريكية وأن يقفوا موقفاً رجولياً في قمتهم القادمة إن تيسر انعقادها وأن يتخذوا الإجراءات الكفيلة بوقف العدوان على قطاع غزة وهم قادرون على ذلك ، كما ندعو الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك السريع وتبني القرارات الدولية التي تَكفُّ يد المعتدي الآثم الذي استباح الدماء وولَغَ فيها حداً لم يسبق له مثيل وأن تعيب هذه الهيئات والمنظمات على الإدارة الأمريكية والبريطانية المواقف المخزية لهما لأن ما يجري في غزة من إبادة شاملة لا يمكن تبريره تحت أي مسمى ونؤكد على دعوة الشعب اليمني الكريم المعطاء بكل فئاته ورجال أعماله للتبرع بالمال ودعم صمود إخواننا في غزة وهي دعوة لكل الشعوب العربية والإسلامية للإستمرار في نصرة اخواننا في فلسطين ومساندتهم للوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني الغاشم والبغيض كما نطالب مصر العروبة والاسلام مصر المواقف والمبادئ أن تفتح المعابر في وجه إخواننا المحاصرين وأن تكون سنداً للشعب الفلسطيني في محنته فالعدو لمصر وللعروبة والإسلام ليس إخواننا في غزة إنما العدو هو المحتل للأرض الذي يقتل ويدمر ويسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل .
بسم الله الرحمن الرحيم
(( أفحسبتم أن تدخلوا الجنة ولمَّا يَعلَمِ اللهُ الذين جاهدوا منكم ويَعلَمَ الصابرين )) صدق الله العظيم
الموت لأعداء الإنسانية اليهود المحتلين والرحمة والغفران للشهداء الأبرار الفائزين والصمود الصمود للمقاومة الفلسطينية الباسلة المتمسكة بحبل الله المتين .
 
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
 
 
 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp