كلمة الشيخ صادق خلال المهرجان المندد بالمجزرة الصهيونية بأسطول الحرية

 

1/6/2010م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله

وصحبه أجمعين.

الإخوة قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ..

الإخوة المواطنون الأكارم..

الحاضرون الأعزاء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

ها نحن نتداعى مرة أخرى من أجل قضية تجمعنا وتؤرقنا وتدمينا جميعاً ألا وهي القضية الفلسطينية والتي اختلط فيها اليوم الدم العربي بالدم المسلم والدم الأجنبي ممثلاً بأسطول الحرية ورجاله ونسائه الأبطال الذي اقتحموا الصعاب وركبوا الأهوال والأخطار وحملوا أرواحهم على أيديهم قادمين من أقطار العالم إلى غزة المحاصرة لا يحملون بندقية ولا مدفع وإنما يحملون الطعام والدواء ولعب الأطفال في مبادرة إنسانية عظيمة سبقتها مبادرات مماثلة وسوف يتبعها إنشاء مبادرات أخرى وسفن حرية قادمة ولن تتوقف هذه المسيرة بإذن الله.

الحشد الجماهيري الكريم..

 

لقد أصرت قوى الظلم والطغيان الصهيوني الغاصب على منع سفن الحرية من مواصلة مسيرتها إلى غزة وأقدمت على ارتكاب مجزرة جبانة تضاف إلى تاريخ الكيان الصهيوني الأسود الملطخ بالعار والخزي ولتثبت للعالم أجمع أنها كيان دموي إرهابي بشع لا يتوانى عن إزهاق الأرواح والتدمير والتخريب مهما تلطخت سمعته السيئة ومهما كان العمل الذي يقوم به هذا الكيان السرطاني مقززاً ومتنافياً مع الأعراف والمواثيق الدولية التي تجرم مثل هذا العمل الجبان والغادر بحق الناشطين المدنيين وأحرار العالم الذين رفضوا الانصياع أو الرضوخ للتهديدات الصهيونية الرخيصة.

إننا ونحن نشيد بأبطال أسطول الحرية وما قاموا به من عمل بطولي يخلده تاريخ الإنسانية لنؤكد للعدو الصهيوني وجيشه المحتل أنهم لن يتمكنوا من الصمود أمام سيل الحرية الهادر ولن يهنأوا بطعم النوم والراحة وأن الدعم الشعبي العربي والإسلامي والعالمي سوف يستمر وسوف تتوالى التضحيات من كل الشرفاء والأحرار وما أكثرهم اليوم.

أيها الحشد الجماهيري...

وإذا كانت مواقف الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر هي في صف الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمة ذلك قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف فإن على الحكام العرب أن يتقوا الله في الأمانة التي يحملونها وأن يتحركوا لنصرة الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن غزة السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع وهذا أقل القليل الذي يجب عليهم في المرحلة الحالية، ونُهيب بهم عدم الاكتفاء بالشجب والإدانة كإسقاط واجب فمسئوليتهم كبيرة وعظيمة وسوف يحاسبهم الله على ذلك وعلى مواقفهم السلبية والتنازع فيما بينهم مما جرّأ العدو علينا وعلى أمتنا بل وأغرى الإدارة الأمريكية على دعم هذا الكيان مادياً وعسكرياً دون أي مراعاة للعلاقات الثنائية التي تربط شعوبنا وشعوب لعالم الإسلامي بالإدارة الأمريكية في الوقت الذي كان يمكن استثمار هذه العلاقات لصالح القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال البغيض، إن من العيب على القيادات الرسمية العربية أن تنتظر بفارغ الصبر لما سيأتي من مباحثات السلام بين الأطراف المعنية والكيان الصهيوني. لأن الموقف أصبح واضحاً والسلام ما هو إلا هراء وضحك على الذقون وهو القشة التي يتمسك بها الضعيف.

ونحن كشعوب وأمم لسنا بالضعفاء ولا المتخاذلين ولدينا من القدرات والإمكانات ما هو كفيل برد الحقوق المغتصبة وغسل العار عن انفسنا.

في الختام أود الإشادة بموقف تركيا حكومة وشعباً لما قاموا به ونترحم على الشهداء الذين سقطوا جراء هذا التصرف الصهيوني البربري سواءً من تركيا أو من غيرها من البلدان المشاركة في أسطول الكرامة والحرية وندعو شعوب كل البلدان العربية والإسلامية والدولية لتجهيز المزيد من سفن الحرية، كما نشيد بسفينة الحرية الايرلندية التي لا تزال في عرض البحر تواصل سيرها نحو غزة رغم المخاطر إيماناً من هؤلاء أنهم ينصرون ضية إنسانية عادلة.

مؤكدين على ضرورة استمرار الدعم الشعب والرسمي للمقاومة الفلسطينية التي تثبت الأحداث والمتغيرات كل يوم أنها الخيار الوحيد والرد العملي لذي لا يفهم الغاصبون الصهاينة غيره.

(( وسيعلمُ الذين ظَموا أيَّ مُنقلَبٍ ينقلبون))

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp