في حواره مع " الراية " القطرية 2/نوفمبر/1999م : الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر متفائل بمستقبل اليمن ..

 

صحيفة الراية القطرية - 2/11/1999م

 

-       من الأولويات رفع المعاناة الاقتصادية وفرض هيبة الدولة .

-       تحالف الإصلاح مع المؤتمر استراتيجي ولا تأثير للاشتراكي .

 

عقب انقضاء جلسة البرلمان التي حضرها الرئيس علي عبد الله صالح لأداء اليمين الدستورية كرئيس منتخب من قبل الشعب لأول مرة في اليمن لفترة رئاسية جديدة بساعات فقط كنت في منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وزعيم أكبر القبائل اليمنية لإجراء هذا الحوار للراية وفي هذا الحوار يكشف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب وزعيم التجمع اليمني للإصلاح جوانب من اعتمالات وتفاعلات الحياة السياسية في اليمن وما يرتبط بها من تساؤلات وخاصة تلك المثارة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأولى في اليمن وما هو المؤمل أن يتحقق على الصعيد الوطني في المستقبل إضافة إلى جوانب أخرى ترتبط بعلاقة اليمن بدول الجوار في الجزيرة والخليج وتوجهات السياسة المتوقعة لليمن مستقبلاً لتطوير هذه العلاقة .

·      كيف تنظر إلى مستقبل اليمن بعد إجراء أول انتخابات رئاسية ؟

§      أنا متفائل بالأسس التي وضعتها اليمن وهي تسير باتجاه المستقبل خاصة بعد نجاح أول انتخابات رئاسية ديمقراطية ومتفائل بالمستقبل وآمل أن يحقق الرئيس علي عبد الله صالح آمال اليمنيين وأن يجسد ثقة الشعب التي منحها إياه ..

·      وما هي الأولويات التي ترون أن من الواجب أن يبدأ الشروع فيها بعد الانتخابات خلال المرحلة القادمة ؟

§      في قائمة المهام والأولويات الواجب أن تشرع بالقيام بها أجهزة الدولة العمل على الرفع من مستوى دخل الفرد والحد من اتساع معاناته الاقتصادية والمعيشية بالترافق مع ترسيخ الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة على الكل والضرب بيد من حديد على من يعبث بأمن البلاد سواءً كان من المواطنين أو من العاملين في أجهزة الدولة .

·      وماذا عن الانتخابات المحلية التي تعهد الرئيس صالح بأجرائها .. هل تمثل قضية ملحة وفي قائمة المهام المستقبلية التي تأملون أن تتحقق ؟

§      سواء كان إجراء الانتخابات للمجالس المحلية قضية ملحة أو لم تكن . فإنها بنص الدستور واجبة وأجراؤها يمثل خطوة من الخطوات الديمقراطية التي يسير اليمن على نهجها .

·      هل قرار ترشيح الإصلاح للرئيس حظي بموافقة جميع قيادات الإصلاح ؟

§       جميع القضايا والشئون التي يتخذ الإصلاح بشأنها  قراراً تتم بموافقة الأغلبية وهذا الآمر يتم داخل الأحزاب وكذا في أوساط الشعوب ، وقرار ترشيح التجمع اليمني للإصلاح للرئيس على عبد الله صالح في الانتخابات كمرشح للإصلاح اتخذ بأغلبية وكان أيضاً اتخاذه عن قناعة .

·      ولكن هناك بعض قيادات للإصلاح التي اعترضت على هذا القرار وبعضها كما ذكرت بعض المعلومات دفعت لمنع كوادر الإصلاح لعدم التصويت للرئيس صالح؟

§      ليس صحيحاً ذلك .. وليس صحيحاً أن هناك من اعترض على قرار ترشيح الرئيس على عبد الله صالح .. ربما يكون هناك اختلاف في الرأي ، والذي يصب في الرؤيا حول معالجة وتصحيح بعض الأوضاع .. وهذا الاختلاف بالتأكيد ظاهره صحية .

·      إذن لم يكن هناك جناح داخل الإصلاح معارض لهذا القرار .. وبالتالي لم تقاطع كوادر من حزب الإصلاح الانتخابات والتصويت لصالح الرئيس ..؟

§      نعم لم يقاطع الانتخابات أحد من كوادر حزب الإصلاح أو حتى تعارض هذه الانتخابات .. ولكن وجود مطالب لإصلاح الأوضاع والمشكلات التي يعاني منها اليمن ، فهذه المطالب موجودة قبل الانتخابات وبعدها ..

·      أوساط سياسية قالت أن مقابل ترشيح الإصلاح للرئيس صالح هو مشاركته في الحكومة القادمة ؟

§      لا صحة لذلك ولم نبحث هذا الموضوع لا داخل تكوينات الإصلاح ولا مع الأخ رئيس الجمهورية أو مع حزب المؤتمر الشعبي العام.

·      هناك شكوك حول بقاء تحالفكم مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس على عبد الله بنفس قوته مستقبلاً هل هذه الشكوك صحيحة من وجهة نظركم ؟

§      ليس هناك مرتكزات لما قلت بأنه شكوك .. التحالف بيننا في التجمع اليمني للإصلاح وبين المؤتمر الشعبي العام موجود وقائم منذ فترة طويلة والرئيس نفسه يؤكد دائما أن هذا التحالف استراتيجي .. ونحن بدورنا نؤكد ذلك فتحالفنا مع حزب المؤتمر تحالف استراتيجي وليس تكتيكياً أو مرحليا مؤقتاً .

·      تدعو المعارضة إلي أجراء مصالحة وطنية وطنية والرئيس  صالح أكد مؤخراً أن ليس هناك فيتو ضد أحد من قيادات المعارضة لممارسة حقوقها السياسة بكل حرية . هل انتم مع دعوة إجراء مصالحة وطنية في اليمن ؟

§      مع من المصالحة الوطنية ؟

·      مع قيادات المعارضة والحزب الاشتراكي الذي يطالب بالمصالحة والوفاق الوطني؟

§      الحزب الاشتراكي اليمني وقياداته موجود داخل اليمن وأمينة العام ولجنته المركزية والمكتب السياسي وجميع قيادات الحزب موجودين ويمارسون نشاطهم السياسي والحزبي داخل اليمن دون أي موانع .

·      ولكن هناك قيادات للحزب تعيش خارج اليمن والمطالبة بالمصالحة تهدف إلى إيجاد ظروف ملائمة لعودة هذه القيادات ؟

§      قيادات الحزب الاشتراكي الموجودة خارج اليمن أنهت نفسها ولم تعد هي قيادات للحزب أصلاً .. لأن هذه الشخصيات عملت على تنفيذ مؤامرة الحرب والانفصال وحاربت الوحدة اليمنية وسعت للقضاء عليها  .. ؟   

·      هل ما زال لهذه القيادات تأثير سلبي داخل اليمن ؟

§      لا .. لم يعد لهذه القيادات أي تأثير على المجريات في الساحة اليمنية وتفاعلاتها السياسية المختلفة .. إلا إذا كان المقصود من سؤالك وجود تأثير لها على قواعد في الحزب فهذا شيء أخر .

·      قانون تنظيم حيازة السلاح الذي تأخر صدوره .. ألا ترون أن الوقت قد حان لإصداره والشروع في تطبيقه لإنهاء المشكلات الأمنية المترتبة على انتشار حيازة الأسلحة في اليمن ؟

§      ليس هناك قانون بهذا الاسم " حيازة الأسلحة " فالشعب اليمني كله مسلح وإنما هناك مشروع لقانون سيعالج قضية حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبرى .

·      وجهة نظركم هذه تتعارض مع ما تطرحه الحكومة حول هذا القانون والذي ترى أهمية تضمنه لمواد قانونية للقضاء على ظاهرة حمل السلاح نهائياً سواءً في المدن أو المناطق الريفية ؟

§      الحكومة لا تطرح مثل هذا الطرح الذي ذكرته والقانون يسعى لتنظيم حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبرى فقط وليس منع حيازته .

·      حوادث التخريب والأعمال المخلة بالأمن في اليمن هناك من يرجعها لوقوف جهات أجنبية معادية لليمن وهناك من يعتبرها رد فعل من قبل المواطنين تجاه الحكومة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها ما هو تعليقك ؟

§      الرأي الأخير هو أقرب للحقائق .

·      أذن ألا ترون أن من الواجب إيجاد معالجات واقعية لمسببات هذه الحوادث بدلا من إلقاء تبعيتها على الغير ؟

§      هذه المعالجات بأيدينا ، والذي يتحمل مسئولية ذلك هي الحكومة والجهات الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية وكذا القوات المسلحة .

·      قضية الحدود مع السعودية ما الجديد بشأنها وهل هناك موعد معين لإغلاق ملف الحدود بين البلدين ؟

§      الرئيس علي عبد الله صالح أكد في الآونة الأخيرة أن المتبقي من قضية ترسيم الحدود مع السعودية الشيء اليسير وان المناطق الحدودية المختلف عليها بين البلدين لا تتجاوز الكيلومترات فقط .. وهذا هو الواقع .

·      معنى هذا إنكم على وشك التوصل لاتفاق نهائي مع السعوديين ؟

§      نعم

·      متى سيتم التوقيع على هذا الاتفاق ؟

§      في القريب العاجل إن شاء الله .

·      دعت اليمن على لسان الرئيس صالح إلى إقامة شراكة مع دول الجزيرة والخليج .. ما هي مرتكزات هذه الدعوة وما الغرض منها ؟

§      دعوة اليمن تنطلق من رغبتها في الدخول مع الأشقاء في السعودية وفي دول الخليج العربي في استثمارات ومشاريع نفطية وتنقيب عن المعادن في اليمن .. نظراً للإمكانيات الكبيرة الموجودة لدى الأشقاء في السعودية والخليج والتي تستثمر في دول أخرى خارج المنطقة لذلك فنحن في اليمن رأينا أن استثمار هذه الإمكانات لدينا في أوجه مختلفة من الجوانب الإستثمارية سيصب في تحقيق مصالح مشتركة تفيد اليمن وتفيد كذلك أشقائنا في السعودية وفي دول الخليج العربي .

·      دعوتكم هذه فسرت على أنها خطوة تقدمت فيها المصالح الاقتصادية على السياسية وان اليمن من خلالها قصدت أن تتجاوز بقاءها خارج إطار مجلس التعاون الخليجي بخلق مصالح إقتصادية مع دول المجلس أولاً ومن ثم التعامل مع الواقع السياسي ؟

§      العالم كله في هذا العصر وهذه الحقبة يهمه الجانب الاقتصادي والعلاقات بين الدول في الوقت الراهن مبنية على المصالح المشتركة .

·      أذن فهناك تأجيل لرغبة اليمن بالانضمام لعضوية مجلس التعاون الخليجي بالفعل؟

§      ليس هناك تعارض بين إقامة مصالح اقتصادية مع الأشقاء في الجزيرة والخليج وبين هذا الموضوع .. ونحن نعتبر دعوتنا للشراكة بأنها خطوة متقدمة لإيجاد مصالح اقتصادية ومنافع إستثمارية ستعود بالخير على الجميع .

·      أثيرت في الآونة الأخيرة قضية ترحيل يهود يمنيين إلى إسرائيل باتفاق مع الحكومة اليمنية ما صحة هذه الأنباء والمعلومات ؟

§      اليهود اليمنيين الموجودين حالياً في اليمن لا يتجاوز عددهم الـ800 و الـ900شخص وهم لا يتعرضون لأي مضايقة ويتمتعون بكافة الحقوق ومن بينها حق بقائهم في وطنهم ..وإذا أراد أحدهم أن يهاجر إلى أمريكا أو إلى إي بلد أوروبي أخر فليس هناك مانع عليهم فهم مثل غيرهم من اليمنيين .

·      اشتراك أطفال يمنيين في معسكر ترعاه منظمة تسعى لخلق تقارب بين الأطفال العرب والأطفال الإسرائيليين . هل هذا مؤشر على بداية لوجود علاقات تطبيع بين اليمن وإسرائيل؟

§      لا..لا .. مشاركة أطفال يمنيين في هذا المعسكر كما سمعنا من وسائل الإعلام لا يعني أن هناك تطبيع مع العدو الإسرائيلي .. ومشاركتهم في ذلك المعسكر الذي ترعاه أمريكا وأقيم في أحد الولايات الأمريكية هو لأهداف إنسانية وأنشطته عادية شبابية وشارك فيه أطفال يمنيون من الذين يعيشون في أمريكا .

·      مسيرة السلام في الشرق الأوسط هل ترون أنها ستصل إلى غايتها بإيجاد سلام حقيقي ومتوازي في المنطقة ؟

§      لا يوجد في الواقع شيء اسمه مسيرة سلام .. وما يجري هو تمثيلية .. وكما قلت فليس هناك سلاماً وإنما استسلام لإسرائيل ومواجهة هذا الاستسلام لا يتم إلا من خلال تنقية الأجواء بين الدول والشعوب العربية وإجراء المصالحة العربية والوقوف صفاً واحداً أمام أعدائهم وأمام القوى التي تستهدفهم وللوقوف أمام التحديات الكبرى .. هذه هي الوسيلة الوحيدة أمام العرب للتكاتف ولنيل حقوقهم .

·      اختتم حوار الراية معك .. بسؤالك عن الإيجابي والسلبي في القبلية باليمن ؟

§      الإيجابي في القبلية في اليمن أكثر من السلبي وبالطبع فالمجتمع اليمني هو مجتمع قبلي وليس كغيره من المجتمعات ونحن نعتز بالمجتمع اليمني وتقاليده وعاداته فإن إي عادات وتقاليد لا تخلو من الشوائب ولكن ما هو إيجابي في القبلية باليمن هو أكثر من السلبي بكثير .

·      ولكن ألا تعتقدون أن هناك تعارضاً بين المجتمع القبلي كالمجتمع اليمني وبين الديمقراطية وهي إحدى ركائز المجتمعات المدنية ؟

§      لا.. ليس هناك إي تعارض .. فالعادات والتقاليد القبلية داخل المجتمع اليمني تمثل جميعها عناصر معززة للديمقراطية والتي تمارسها القبيلة في اليمن منذ قديم العصور .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp