القدس في القلب : الشيخ والقضية

 

القدس في القلب:

 الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر

  والقضية الفلسطينية

 

ظل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر مهموما بالأوضاع في اليمن في ظل الحكم الإمامي المتوكلي جراء المشاكل التي واجهت أسرة (آل الأحمر) والمصاعب التي كان الإمام يثيرها ضدهم ، وفي العهد الأول للثورة انشغل (الشيخ)، بالدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري دون هوادة ودون توقف ، لكن الهزيمة التي حدثت للجيوش العربية عام 1967م كانت أشبه بالصاعقة على (الشيخ)، ويومها أرسل برقيات إلى القيادة المصرية في القاهرة وفي صنعاء يعرض فيها استعداده لحشد عشرة آلاف مقاتل للذهاب إلى ميدان القتال ضد العدو الصهيوني ، وبالفعل قاد (الشيخ) خمسة آلاف مقاتل دخل بهم إلى العاصمة صنعاء لمقابلة قائد القوات المصرية، والتفاهم معه على طريقة السفر إلى مصر والدفاع عن أرض العروبة والإسلام ، ومن يومها بدأ الاهتمام بقضية فلسطين وخاصة بعد أن انتصرت الثورة في اليمن .

وفي مجلس النواب يرأس (الشيخ) لجنة برلمانية خاصة تسمى (لجنة القدس وفلسطين) ، وأسهم مع عدد من العلماء والشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي في تأسيس (مؤسسة القدس) -وهو نائب رئيس مجلس الأمناء فيها-  لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ، والحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة ، كما شارك (الشيخ) في العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية سواء في داخل الوطن أو في خارجه ، ويندر أن يوجد خطاب من خطابات (الشيخ) لايتعرض فيه للقضية الفلسطينية داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه  الآلة الصهيونية الغاشمة.

ويتجلى الاهتمام بقضية فلسطين والقدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني في تخصيص جلسات متعددة في مجلس النواب لمناقشة أي تطورات خطيرة  تشهدها الساحة الفلسطينية ، وإصدار بيانات تأييد قوية ومناشدة للمسؤولين العرب وللمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتهم لإيقاف الهمجية الصهيونية.

كمـا يحرص الشيخ /عبدالله على المشاركة  في الفعاليات الشعبية التي تنظمها المؤسسات الأهلية لدعم جهاد الشعـب الفلسطيني ، ومن أهم هذه الفعاليات :

1- المهرجان السنوي لنصرة الأقصى الشريف .

2- المهرجانات الشعبية للهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين .

3- الأيام التضامنية لمناصرة الشعب الفلسطيني .

4- المهرجانات النسائية لمناصرة الشعب الفلسطيني .

5- مهرجانات الطفل الفلسطيني .

6- المهرجانات الشعرية لمناصرة القضية الفلسطينية .

7- الدورات الطارئة للاتحاد البرلماني العربي والاسلامي لدعم نضال الشعب الفلسطيني.

وفي ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والحصار الصهيوني الظالم على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة .. استضاف مجلس النواب اليمني الدورة الطارئة لمجلس الاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت في صنعاء             في 11/7/2001م ، ورأس الشيخ عبدالله الوفد اليمني المشارك في مؤتمر البرلمانات الاسلامية لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي انعقد في العاصمة الايرانية (طهران)  في 25/4/2001م .

 

رؤية الشيخ / عبدالله للقضية الفلسطينية.
 

من خلال عشرات الخطابات التي ألقاها الشيخ /عبدالله حول القضية الفلسطينية تتضح أبعاد رؤيته تجاه عدد من المسائل المتعلقة بهذه القضية ،وفيما يلي تلخيصا لأهم أبعاد هذه الرؤية التي ظل يعلنها في كل مناسبة ..

 

أولاً/ مركزية القضية الفلسطينية :

يؤكد (الشيخ) دائماً أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والاسلامية ،ويشدد على ضرورة تقديم قضية فلسطين والقدس على غيرها من القضايا والهموم المحلية في العالم العربي والاسلامي ووضعها في أول سلم الأولويات، لما يشكله الوجود الصهيوني من خطر على الدين والأوطان العربية والاسلامية .

والقضية الفلسطينية عند (الشيخ) هي محور الصراع العربي الإسرائيلي،والكيان الصهيوني هو خنجر مغروس في قلب العالم العربي بدعم وتأييد كاملين من بريطانيا وأمريكا بهدف إعاقة الأمة عن تحقيق آمالها وتطلعاتها نحو الحرية والتقدم والرخاء .

 

ثانيا / البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية :

يؤمن (الشيخ) أن قضية فلسطين قضية كل مسلم ، وأن أرض فلسطين أرض المسلمين جميعا لأنها مسرى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى القبلتين وثالـث الحرمين الشريفين ، ولا أحد يملك حق التنازل عن أي جزء منها ، والدفاع عن فلسطين ومقدسات المسلمين ونصرة الشعب الفلسطيني واجب ديني على كل مسلم .

    وينظر (الشيخ) للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية دين وحضارة، كما أنها قضية شعب سلبت أرضه  وحقوقه ، ولذلك فالصراع مع العدو الصهيوني هو صراع من أجل المقدسات والوجود الحضاري للأمة العربية والإسلامية .

 

ثالثا / رفض التعنت الصهيوني :

ظل الشيخ / عبدالله يدين التعنت الصهيوني في كل مناسبة يتحدث فيها عن القضية الفلسطينية ، ويجدد قناعته بأن الهمجية الصهيونية والتنكر لكل اتفاقيات السلام وقرارات الشرعية الدولية، واستمرار سياسة التوسع الاستيطاني على حساب الحقوق الفلسطينية هو أصل الداء الذي تعاني منه المنطقة ويهدد السلام.

وأدان (الشيخ) -في أكثر من مناسبة-الممارسات الصهيونية القمعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمدنيين الأبرياء ، وهدم المنازل ، والحصار الجائر على المدن والقرى وبناء المستوطنات ، وتغيير هوية مدينة القدس العربية الإسلامية، وتشريد المواطنين الفلسطينيين ، ورفض عودة اللاجئين إلى بلادهم ، وتخريب الأراضي الزراعية وقلع الأشجار وحرقها ، ومصادرة الأراضي، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الانسانية وفي مواجهة هذا التعنت الصهيوني يؤكد (الشيخ) أن السبب هو في العجز العربي الرسمي ، والفرقة والتشرذم الذي تعيشه الأمة ، وغلبة الظلم الاستعماري على مواقف الدول الكبرى .

 

 

رابعاً / الموقف الأمريكي المتحيز للكيان الصهيوني :

بوضــوح كامل ، يحمٌل الشيخ /عبدالله الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية المأساة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب التعنت الصهيوني ، ويدين انحياز الإدارة الأمريكية  إلى جانب إســـرائيل ، وتقديم كل أنواع الدعم العسكري والمالي والسياسي لها في المحافل الدولية ، وتوفير الحماية السياسية لحملات التنكيل والتدمير والتقتيل الصهيوني ضد المدنيين العزل من خلال استخدام حق (الفيتو) في مجلس الأمن ضد توفير الحماية الدولية للفلسطينيين العزل ، وكذا تجاهل الولايات المتحدة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كحق عودة اللاجئين ، بينما تتساهل تجاه الاستيطان الصهيوني واستقدام يهود العالم إلى فلسطين وتتغاضى عن امتلاك الكيان الصهيوني للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وإصرار الولايات المتحدة على تحدي مشاعر أكثر من مليار مسلم بالموافقة على نقل سفارتها إلى مدينة (القدس) العربية والإسلامية المحتلة منذ 1967م رغم قرار مجلس الأمن رقم (478) لعام 1980م  القاضي بعدم نقل البعثات الدبلوماسية إلى القدس الشريف .

وانتقد (الشيخ) في أكثر من مناسبة السياسة الأمريكية التي تتورط في معاداة الشعوب، وتعميق العداء بين حضارة الشرق وحضارة الغرب اتباعا لمخطط اللوبي الصهيوني، ومن ضمن هذه السياسة الترويج للمفهوم الأمريكي للإرهاب لأنه يساوي بين المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعوب والمقاومين للاحتلال مثل (حماس) و(الجهاد) في فلسطين المحتلة وحزب (الله) في لبنان وبين العمليات الإرهابية المرفوضة شرعاً وقانوناً،                                  وفي الوقت نفسه تتغاضى الإدارة الأمريكية عن الإرهاب الصهيوني ودولة الكيان الصهيوني رأس الشر في المنطقة وعن كل ممارساتها الإجرامية منذ أكثر من نصف قرن من الزمان .

 

خامساً /الوحدة طريق النصر :

وفي رؤية الشيخ/ عبدالله لطريق النصر فإن الوحدة هي الطريق الأقصر إلى القدس ، فضياع فلسطين سببه تفرق الأمة المسلمة ، ونشوء الدويلات والإمارات المتعددة، وانشغال حكام المسلمين بالكراسي وإهمال أمور المسلمين والركون إلى الظالمين ..

والوحدة المقصود بها هنا  هي وحدة الشعوب الإسلامية،وكذلك وحدة فصائل الجهاد الفلسطيني، وتجاوز الخلافات الوهمية فيما بينها، لكيلا يستفيد العدو الصهيوني من الفرقة والتناحر وإثارة الفتنة بين المقاومين للاحتلال من خلال مشاريع السلام الوهمية .

 

سادساً: المقــــاومــة هي الــحـل :

يؤكد الشيخ /عبدالله أنه ليس هناك طريق لإنهاء الاحتلال إلا طريق المقاومة الباسلة، فهي الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق المغتصبة ، والصهيونية الغاشمة لاتفهم غير لغة القوة ، والجهاد والمقاومة هو الخيار الأوحد والطريق الوحيد إلى النصر باذن الله تعالى ، وقد أثبتت أعوام الانتفاضة أن الجهاد والتضحيات هي العلامة المشرقة في جبين الأمة العربية والاسلامية ، وأن طريق الانعتاق من التبعية والذل والخلاص من مؤامرات الأعداء ليس مفروشا بالورود والرياحين بل مفروشاً بجثث الشهداء الأبطال .

وفي الإطار نفسه يؤكد (الشيخ) دائما على أهمية قيام شعوب الأمة بواجبها في دعم الجهاد في فلسطين، وتعزيز صمود الفلسطينيين الذين يواجهون الآلة العسكرية الصهيونية الهمجية والمدعومة من أقوى دولة في العالم ، وضرورة تحريك الطاقات الهائلة الكامنة في الأمة من خلال تنظيم حملات جمع التبرعات، وعقد المهرجانات الشعبية تأييدا للانتفاضة ، وتخصيص دعم ثابت من ميزانيات الدول العربية لصالح دعم صمود الفلسطينيين وانتفاضتهم.

 

سابعاً/ شــروط الســــلام العــــادل:

تؤكد رؤية الشيخ /عبدالله للقضية الفلسطينية على نهج السلام ، ولكن تحدد بدقة أن السلام المطلوب هو السلام الشامل والعادل الذي يعيد للشعب الفلسطيني أراضيه المحتلة بما فيها القدس الشريف ، وإقامة دولته المستقلة عليها، كما ينبغي أن يشمل السلام استعادة الأراضي العربية المحتلة  في الجولان وجنوب لبنان .

 

ثامناً/ دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني :

ظل الشيخ / عبدالله يدعو المجتمع الدولي ، وخاصة الدول الراعية للسلام مثل أمريكا وروسيا ، للوقوف بحزم تجاه التعنت الصهيوني ، وممارسة كافة الضغوط الكفيلة بإلـزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني ، ولاشك أن هذه الدعوة تنطلق من استشعار الماسأة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال الصهيوني بينما المجتمع الدولي عاجز عن صنع شيء بسبب التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي له.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp