الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ"الحياة" 14/6/1998م : لم أهاجم مصر وما يحصل في اليمن يضخم

 

صحيفة الحياة - 14/6/1998م

 

-       اعتبر تولي الإرياني لرئاسة الحكومة أمرا طبيعيا

-       لم أهاجم مصر وما يحصل في اليمن يضخم

 

اعتبر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح أن الرئيس الإرتيري أسياس أفورقي يتصرف بطريقة "نشاز" مع الدول المجاورة  واستبعد في حديث إلى الحياة أن يكون هناك تأثير للحرب الإثيوبية الإريترية على اليمن لكنه لاحظ أن ما يحدث لجارك لابد أن يقلقك.

وقلل من أهمية الأحداث التي شهدتها حضرموت وأبين والضالع قائلا أنه "مبالغ فيها" وأن ما يحصل في اليمن "يضخم ويساء تفسيره ويصبح كأن الدنيا ستسقط فيما الأمر بسيط".

ووصف المجموعة الإسلامية التي ظهرت في أبين أخيرا بأنها "جماعة بسيطة" مؤكداً أن هذه الظاهرة "ستعالج" ونفي أن يكون هاجم مصر. وهنا نص الحديث:

 

·      ما هو في اعتقادكم السبب الحقيقي لاندلاع الأحداث في القرن الإفريقي وهل سيكون لذلك تأثير على اليمن؟

§      أفسر اندلاع الحرب بين أثيوبيا وارتيريا بالاتفاق الذي تم قبل الاستقلال (الإرتيري) بين قائدي الجبهتين أسياس أفورقي وملس زيناوي لإسقاط نظام منغيوستو هايلي مريام أعتقد أن هذا الاتفاق بين زيناوي قائد جبهة تيغري وأفورقي قائد الجبهة الشعبية لتحرير إرتيريا،  لم يكن طبيعيا بل فرضه الاستعجال حيث أن النصر الذي حققاه جعلهما يقولان هذا لي وهذا لك وهكذا فإن البناء الذي تم على عجل كان خطأ ان إثيوبيا التي هي دولة الحبشة التاريخية والعريقة والتي هي قائمة من قبل المسيح وقبل الإسلام والتي لم يكن هناك دولة غيرها في إفريقيا السوداء في تلك الأيام إثيوبيا أفاقت بين ليلة وضحاها لتجد نفسها معزولة عن البحر هذا شيء غير طبيعي أن الشعب الإثيوبي العريق والمتعدد القوميات والذي يبلغ تعداده أكثر من 50 مليون أصبح غير راض عما أبرمه رئيس حركة التيغري في معزل عن القوى الأخرى والقوميات الأخرى مثل الأمهرة والأوزومو ومعروف أن التيغري هي أصغر القوميات وأقلها عددا.

·      لكن الملاحظ أن إثيوبيا هي التي شكت أولاً من هجوم ارتيري؟

§      هنا أريد أن أضيف أن أفورقي الذي أعطاه زيناوي هذا المكسب الكبير والنصر العظيم والتنازل الأساسي لا يزال يطمح في التوسع على حساب الدولة والقوى التي أعطته كل هذا . إن النظام في إثيوبيا صبر عليه صبرا كبيرا إلى أن ضاق به ذرعا و المعروف أن أفورقي يتصرف بطريقة نشاز فهو تارة يتحرش بالسودان وتارة بجيبوتي وتارة يحتل جزر يمنية، إنه تصرف غير عقلاني لدولة جديدة صغيرة فقيرة لو لم تكن هناك قوى تستخدمه أداة ومخلبا ضد الآخرين.

·      ماذا سيكون تأثير ذلك على اليمن؟

§      أعتقد أن ذلك لن يكون له تأثير علينا لكن ما يحصل لجارك يقلقك، بالنسبة إلينا علاقتنا مع إثيوبيا ومع أريتيريا، منذ ولدت وقبل أن تولد، كانت جيدة وكان هناك تعاون ونحن نستغرب تنكر أفورقي لليمن التي نصرت وأيدت ودعمت المطالبة باستقلال إريتيريا واعترفت به. إنني أستغرب أن يكون جزاؤنا إقدام النظام الجديد في أريتيريا على احتلال جزر يمنية. ولكن بعدما رأينا ما الذي فعله مع السودان التي أصرت الإريتيريين ونصرتهم أكثر منا وفتحت أبوابها لهم والتي نعتبر أن لها فضلا بنسبة خمسين في المائة في انتصار الثورة الإريتيرية لم نعد نستغرب شيئا. أما عندما اعتدى على إثيوبيا وفجر حربا معها وهو الذي ولدت دولته من ضلعها مع نظامه وجدنا أن ما حدث معنا لا يقاس بما فعله مع غيرنا.

·      لماذا تأجل صدور قرار هيئة التحكيم في قضية جزيرة حنيش؟

§      كما فهمنا أن المحكمة طلبت التأجيل وستجد الخبر اليقين عند الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني رئيس الوزراء الذي ملف القضية في يده.

·      هل أنتم راضون عن حكومة الدكتور الإرياني؟

§      الدكتور الإرياني هو الأمين العام للمؤتمر الشعبي وهو حزب الأغلبية، ومن حقه أن يكون رئيسا للوزراء فالحكومة هي حكومة المؤتمر ومن حق الأغلبية تشكيل حكومتها. إنني أجد طبيعيا أن يكون الدكتور الإرياني رئيسا للوزراء في المرحلة الراهنة.

·      هل من جديد على صعيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية؟

§      إن العلاقات مع السعودية لم تطرأ عليها أي شائبة أو أي شيء يغيرها. العلاقات والترابط الأخوة شيء والحوار من أجل الحدود ومشاكل الحدود شيء آخر.

·      لنعد إلى قضية الحكومة، لماذا لم تشاركوا فيها؟

§      تقصد أن يشارك التجمع اليمني للإصلاح فيها لماذا؟ إن الحكومة الجديدة امتداد للحكومة القديمة (التي كانت برئاسة الدكتور فرج بن غانم).

·      ما الدور الذي تلعبونه إذا بصفتكم الحزب الثاني في البلد؟

§      نحن خارج الحكم وخارج السلطة، بعد الانتخابات التي أجريت عام 1997م، حصل حزب المؤتمر الشعبي العام على أكثرية كبيرة وكما في البلدان التي فيها تعددية يشكل حزب الأغلبية الحكومة .

·      هناك كلام كثير على تحركات لإسلاميين متطرفين في محافظة أبين. ما صحة ذلك، وكيف يجب النظر إلى هذه الأمور؟

§      ما في بلد من بلدان العالم الثالث، لاسيما البلدان التي فيها ديمقراطية وتعددية حزبية إلا وفيه تظاهرات ومسيرات ترفع فيها مطالب. فاليمن مثل غيرها.

·      هل تريدون القول إن الأحداث في حضرموت أو أبين أو الضالع مبالغ فيها؟

§       مبالغ فيها من ناحية ومن ناحية ثانية أي شيء يوجد عندنا وهو لا يساوي شيئا مقارنة مع ما يحصل في البلدان الأخرى، يضخم ويساء تفسيره ويصبح كأن الدنيا ستسقط فيما الأمر بسيط.

·      بصفتك رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح هل تستطيع أن تقول لنا ما إذا كانت هناك تحركات لإسلاميين متطرفين في أبين؟

§      إنهم جماعة بسيطة إنهم جماعة من الذين اضطهدوا أيام الحكم الثوري في المحافظات الجنوبية عندهم عقد من جراء ما نالهم خلال ذلك الحكم من تعذيب وسجن.. إلخ. حصلت عندهم ردود فعل وتكونت عندهم ردود أفعال وهم ينظرون إلى كل شيء من منظار أسود لأنهم عاشوا عذابات وتعرضوا للتنكيل .. إنهم جماعة بسيطة.

·      كيف ستعالجون هذه الظاهرة؟

§      ستعالج.. ستعالج، هؤلاء ليس لهم وزن ولا يلقون تجاوبا.

·      هل صحيح أنكم هاجمتم مصر والنظام في تصريحات نسبت إليكم أخيرا؟

§      لم أوجه أي اتهامات إلى مصر أو إلى الرئيس حسني مبارك الذي أكن له احتراما بصفته رئيس أكبر دولة عربية، وإنني أنفي ما نسب إلي جملة وتفصيلا، وأتحدى من لديه دليل حسي على هذا الكلام الذي لم أتعود قوله كما أتحدى أيا كان من أن تكون أجريت معي مقابلة في هذا الصدد ولا أنسى إضافة إلى تقديري للرئيس حسني مبارك أن مصر وهي الشقيقة الكبرى، معروفة بمواقفها الداعمة لخيارات شعبنا منذ قيام الثورة وحتى اليوم.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp