الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر في حوار لتلفزيون المستقلة 15/2/1999م : الخطف يعالج بتطبيق القانون وبالحزم والقوة

 

تلفزيون المستقلة - 15/2/1999م

 

-       لا يوجد حزب إسلامي في اليمن والخطف يعالج بتطبيق القانون وبالحزم والقوة

-       القوانين المقترحة من الحكومة تمر بحرية تامة وفق ما تمليه القواعد الديمقراطية

 

شن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني ورئيس حزب تجمع الإصلاح هجوماً عنيفاً على الادعاءات التي رافقت أعمال الاختطاف الأخيرة والتي نسبتها أوساط سياسية إلى مجموعة إسلامية ، وقال في حديث خاص لـ " تلفزيون المستقلة " الأسبوع الماضي ، بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأنه لا وجود لأحزاب دينية في اليمن تحتكر الإسلام لنفسها ووصف  الشيخ الأحمر هذه الأعمال بالصعلكة ، لكنه في المقابل انتقد موقف الحكومة من عمليات الاختطاف وقال بأنها ليست حازمة لتطويق هذه الظاهرة .

على صعيد آخر نفي رئيس حزب الإصلاح أن يكون حزبه قد تحالف مع المؤتمر الشعبي العام لإضعاف الحزب الاشتراكي ، وقال بأن ما يشهده الاشتراكي اليمني هو نتيجة موضوعية لسياساته الخاطئة . وفيما يخص العلاقات اليمنية ـ السعودية جدد الشيخ الأحمر موقف بلاده الداعي إلى إيجاد حل سلمي للخلاف الحدودي بين البلدين ، وقال أن الأمل لا يزال معقوداً على لقاء شخصي بين الرئيس علي عبد الله صالح والملك فهد بن عبد العزيز لإنهاء الخلاف وشدد الشيخ الأحمر على أن حلم انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي لا يزال قائماً ، معتبراً مبررات أبعاده عن هذا التجمع غير موضوعية ولا واقعية . وفيما يلي النص الكامل للحوار :

·      هل في التيار الإسلامي في اليمن أجنحة من النوع الذي يتبنى أعمال العنف ؟

§      نحن نرفض في اليمن هذه التسميات واستنكر في إذاعتنا أن تسمي هذه العصابة إسلاميين ، فلا يجوز ذلك لأن اليمن كله مسلم ولسنا مثل غيرنا من الدول المخلوطة .

·      هل يجوز هنا تسمية حزب ما بالإسلامي دون الآخرين ؟

§      لا ، لا يجوز .

·      حتى التجمع اليمني للإصلاح ؟

§      نعم حتى التجمع اليمني للإصلاح ، فنحن في اليمن كلنا مسلمون ولا يجوز أن يحتكر اسم الإسلام أي أحد أو حزب أو تنظيم . أما أن تتلبس عصابات إجرامية باسم الإسلام  فهذا لا يجوز إطلاقاً ، هؤلاء ليسوا مسلمين والإسلام منهم براء وهم صعاليك وقطاع طرق.

·      وما هو موقف مشائخ القبائل ؟

§      مشائخ القبائل مع الدولة ، فإن كانت الدولة حازمة فهم جانبها .

·      في اليمن سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وأنت  ترأس السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب ، هل لمجلس النواب وجود حقيقي في النظام السياسي اليمني ، أم أنه مجرد ديكور كما هو الحال في أكثرية البلدان العربية ؟

§      نعم في أكثر البلدان العربية مجلس النواب مجرد ديكور ، لكني أعتز بمجلس النواب في اليمن فهو مجلس مستقل وفعال حتى وإن كانت هناك  تأثيرات على بعض الأعضاء من الناحية الحزبية ، إلا أن مجلسنا من بداية انتخابه مستقل ومجلس ديمقراطي تمارس فيه الديمقراطية بكامل تفاصيلها .

وإذا كانت هناك بعض المواقف فيها لين مع الحكومة أو تعاون ، فما ذلك إلا شعوراً من مجلس النواب وأعضاء المجلس بالمسؤولية المشتركة مع الحكومة ومع السلطة التنفيذية ، فنحن نعتبر أنفسنا مكملين لبعضنا .

·      هل لديكم فعلاً صلاحيات لممارسة دور الرقابة الحقيقية على الحكومة ؟ وهل تستطيعون مثلاً إعادة قانون من قوانين الحكومة إليها للمراجعة قصد رفضه وتغييره ؟

§      هذا ما هو حاصل وجاري ، مجلس النواب يناقش القوانين ويرفض البعض منها ويرجعها للحكومة . يقر بعضها ويعدل أخريات من القوانين ، وهذا ما نمارسه بكل  ديمقراطية .

·      مجلس النواب يقوم على تعددية حزبية ، هل لهذه الأحزاب حقيقة جذور في المجتمع اليمني ؟ هل لها تمثيل أم أنها مجرد تشكيلات سياسية في العاصمة لا نفوذ لها في المجتمع ؟

§      عندما تحققت الوحدة  تبنت الدولة في اليمن التعددية الحزبية ، لأن الديمقراطية وتطبيقها في أي بلد لابد أن تقوم على تعددية حزبية ، ونحن في اليمن اتخذنا هذا الخط فتشكلت أحزاب وإن كانت لا تصل إلى المستوى الذي يتمتع به المجتمع القبلي فيما بينه ، فالتقاليد القبلية عندنا هي أكثر رسوخاً من الحزبية .

·      يقول بعض الناس أنكم تآمرتم في التجمع اليمني للإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام لقتل الحزب الاشتراكي وتهميشه وإخراجه من الساحة ، وهو ما أدى إلى بقاء الوضع السياسي ضعيفاً . ما هو ردك ؟

§      نحن في التجمع والمؤتمر لم نتآمر لقتل الاشتراكي ، وإنما تعاونا للحفاظ على الوحدة والدفاع عنها ، والحزب الاشتراكي هو الذي نحر نفسه بالإنفصال لولا أن رئيس الجمهورية أعاد لهم الحياة ، أما هم فقد حكموا على أنفسهم بالنهاية .

·      هل ترى أن هناك مستقبلاً للحزب الاشتراكي بعد كل ما جرى وبعد مؤتمره الأخير الذي رفض فيه إدانة القوى الانفصالية ؟

§      الحزب الاشتراكي كما قلت  لك هو الذي نحر نفسه ورئيس الجمهورية والدولة هما اللذان أعادا له الحياة بعد إعلان الانفصال وبعد انتصار الوحدة عليه . ولا يزال الحزب الاشتراكي موجوداً على قيد الحياة ، ويمارس صلاحياته وأدواره كأي حزب ، والدولة أتاحت له الفرصة كما هي معطاة للآخرين .

·      هل توافق على التهمة ، التي يوجهها البعض للاشتراكيين بأنهم يتلقون دعماً خارجياً لمناكفة السلطة وأنهم ما زالوا متمسكين بحلم الانفصال مجدداً ؟

§      قد كنا ننفي عنهم هذه التهمة ، لكنهم أرادوا أن يثبتوها عندما عقدوا مؤتمرهم الرابع ، وطالبوا بعودة قادة الانفصال وإعفاء رموزه الذين حكم عليهم بالإعدام ولم يدينوهم في  مؤتمرهم ولا في بيانهم ، بل أظهروا العطف نحوهم والتمسك بهم ، وهذا يؤيد ما يقال عنهم .

·      مادمنا قد تحدثنا عن الخارج متى برأيك يمكن للسعودية واليمن أن يوقعا رسمياً على رؤوس الأشهاد وبشكل واضح للرأي العام اليمني والسعودي اتفاقية لترسيم الحدود ؟

§      حسن النية موجود لدى الطرفين وهذا ما أعرفه ، فحسن النية موجود في اليمن وفي السعودية ولدى الرئيس والملك ولدى المسئولين في اليمن وفي السعودية ، و الحرص على علاقة طيبة بين البلدين موجود ، والحرص على الوصول إلى حلول  مرضية وأخوية في الحدود موجود ، ولدى الجميع رغبة في حل مشكلة الحدود بالأساليب الأخوية والمرضية أكثر من أن تحل بالتحكيم الدولي ، الذي طالما تحدث عنه بعض الصحافيين ، رغم أن هذا التحكيم لم يكن مرفوضاً لا في اليمن ولا في السعودية ، لكننا لا نفضله على الحلول الأخوية .

وإن شاء الله عما قريب ستنتهي هذه المشكلة بالحلول المرضية والأخوية بين البلدين ،  ويمكن أن تكون بحلول سياسية من القيادة في البلدين .

·      في كثير من المرات وبصراحة مثل هذه الأماني تم التعبير عنها في الرياض وفي صنعاء ، لماذا تأخر القرار النهائي وما هي حقيقة الخلاف ؟

§      التفاؤل أفضل من التشاؤم ، والخلاف موجود على أشياء ومواقع بسيطة في الحدود تحتاج إلى شجاعة من هنا وهناك لتخطي مثل هذه العقبات الصغيرة ، ولقاء الرئيس علي عبد الله صالح مع الملك فهد شخصياً وعلى مستوى عال هو الذي يمكن أن يكون الحل النهائي على هذا المستوى .

·      أنت رفضت حضور اجتماع اتحاد البرلمانات العربية الأخير في عمان وقلت أن هذه الاجتماعات لم يعد لها معنى حينما كان الهدف التعبير عن التضامن مع العراق ، هل أنت جاد في توجيه تلك التهمة لتلك الاجتماعات العربية المشتركة ؟

§      نعم وأكرر ما يردد الآن في الشارع العربي : لماذا لم نعد نسمع من الدول العربية أو من المسئولين العرب حتى الشجب والإدانة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها أمريكا وإسرائيل ضد العرب .

·      أمريكا تريد الآن إسقاط النظام العراقي ، هل هذا من حقها ؟

§      ليس من حقها ، ومن العار على المسئولين في الدول العربية أن يسكتوا على مثل هذا فإذا كانت أمريكا تتآمر الآن وتعمل جاهدة لإسقاط النظام العراقي ، فستتمادى وتعمل على إسقاط الأنظمة في البلدان العربية الأخرى ، فلا يجوز للحكام العرب أن يسمحوا لأمريكا أن تتدخل في شؤون أي دولة من دول العالم .

·      بعض العرب يرحبون بالموقف الأمريكي ويتعاونون معه ؟

§      هذا عار ما بعده عار.

·      طيب كيف توفق بين هذا الغضب العارم على ما يجري في العراق وبين مواقفك المعروفة في الدعوة لتطبيع العلاقات بين اليمن الكويت ، كيف تكون نصير للبلدين في آن واحد ؟

§      موقفنا واضح سواء على الصعيد الشخصي أو الرسمي ، فنحن أدنا ورفضنا اعتداء العراق على الكويت ، ولكن في الوقت الحاضر وقد استمر الحصار على العراق ثمان سنوات ، يجب أن نتعاطف مع شعب العراق لرفع الظلم عنه. أما النظام العراقي والرئيس صدام حسين فهو باق ومستمر تسع سنوات ، وإذا كانت أمريكا أو من يؤيدونها تريد أن تغير النظام في العراق ، فها هي تسع سنوات مرت ولم يتغير ، بل أزداد قوة كما نسمع ، فالظلم هو على شعب العراق ، والإجراءات التعسفية هي ضد الشعب العراقي .

·      محورنا الأخير يتصل بالبرقيات التي تم تبادلها أخيراً بين الرئيس  اليمني علي عبدالله صالح والعاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في ذكرى دخول الملك عبد العزيز إلى الرياض والعمل التوحيدي الذي قام به في الجزيرة العربية ، هل تتوقع في مدى جيل أو جيلين من الزمن أن تتم الوحدة بين ما يعرف الآن بالمملكة العربية السعودية واليمن ؟

§      الطريق تبدأ خطوة خطوة ، فنحن في اليمن كررنا رغبتنا في دخول مجلس التعاون الخليجي ، لأن موقعنا الطبيعي هو في هذا المجلس ولأن مجلس التعاون شمل الكثير من دول الجزيرة العربية ولم يبق إلا اليمن وهو جزء منها .

·      يقال أن نظامكم السياسي مختلف ليس ملكياً ولا أميرياً ؟

§      نعم هذا إحدى الأسباب التي يقولون أنها تعيق ذلك .

·      ويقال أنكم دولة فقيرة لا تنسجم مداخيلكم مع اقتصاديات تلك الدول ؟

§      لم نسمع بهذا .

·      هكذا يقال في الخارج ؟

§      الفقر ليس عيباً ، وإذا كنا فقراء مادياً فلسنا فقراء معنوياً .

·      نحن نطرح هنا ما قيل أنها بعض معوقات التقارب أو حتى الوحدة اليمنية السعودية ، وأنت قلت أن اليمن طلب دخول مجلس التعاون الخليجي وتم رفض الطلب فما هي الخيارات ؟ وهل تظن أنه لا يزال الحديث ممكنا عن احتمال توحد وتقارب دول هذه المنطقة التي تربط بينها الجغرافيا والتاريخ والدين والأنساب ؟

§    نحن موحدون طبيعياً بالنسبة للعقيدة والعادات والأعراف والبيئة ، وتضمنا رقعة واحدة من الأرض هي الجزيرة العربية . كلنا ننحدر من قبائل عربية واحدة ، فنحن سكان الجزيرة العربية قبل أن نكون دولاً .

·      إذاً فلا زلت تنصح أحفادك بالتمسك بحلم الوحدة هنا ؟

§      لا يجوز التخلي عن الآمال والطموحات التي يجب أن تستمر وتعيش معنا ولابد أن يكون التفاؤل هو السائد .

·      ختاماً أشكرك لقد انطلقت قناة " المستقلة " الفضائية الأسبوع الماضي من لندن إلى العالم العربي ، ماذا تريد منها وماذا تتمنى لها كإعلام فضائي ؟

§      أولاً نبارك لك أنت كشخص الهاشمي الحامدي فهذا كله تم بجهودك وبقدراتك المحدودة، فنبارك لك ونشكرك على الجهد وعلى هذا الطموح والمثابرة التي بها وصلت إلى ما وصلت إليه .

ونتمنى لقناة " المستقلة " أن تكون مسموعة إلى العالم العربي ، ونتمنى  عليها أن تتبنى المواضيع العربية والإسلامية تبنياً منصفاً وصريحاً وأن تكون صادقة .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp