الشيخ عبد الله بن حسين الأحمــر يؤكد في حواره مع مجلة الزمن الكويتية 5/6/1999م : القبيلة لم تأكل الدولة … فكلنا قبائل

 

مجلة الزمن الكويتية - 5/6/1999م

 

-       القبيلة لم تأكل الدولة … فكلنا قبائل

 

الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية والقيادية في اليمن فهو زعيم التجمع اليمني للإصلاح وشيخ مشائخ حاشد كبرى القبائل في اليمن .. وهو وإن كان رئيساً لحزب الإصلاح المعارض إلا أنه يظل الزعيم القبلي لقبيلة الرئيس علي عبد الله صالح ، رئيس الحزب الحاكم ، ويعتبر المرجعية المهمة في الكثير من القضايا المصيرية للبلاد .سألناه :

·      ترأسون حزب الإصلاح المعارض وترأسون مجلس النواب ذو الأغلبية المؤتمريــة ( حزب المؤتمر الحاكم ) وتتزعمون أيضاً مشائخ حاشد ، كيف تستطيعون الجمع بين كل هذه المتناقضات ؟

§      ليس هناك تناقض ، وكل الذي ذكرت من مهام ما هي إلا مكملات بعضها لبعض فحزب الإصلاح المعارض الذي أرأسه هو أحد الأحزاب الرئيسية في الساحة اليمنية وعنده ثاني كتلة برلمانية في مجلس النواب بعد حزب المؤتمر صاحب الأغلبية في المجلس ، ورئاستي لمجلس النواب جاءت بقناعة الأخوة الأعضاء في المجلس واختيارهم ، وليس لاعتبارات حزبية أما ترؤسي لقبيلة حاشد فالشعب كله قبائل ، أعضاء مجلس النواب قبائل وأعضاء الإصلاح قبائل وأعضاء المؤتمر أيضاً قبائل ولا يوجد أي تناقض .

·      الجانب الرقابي على الحكومة يكاد يكون غائباً عن اهتمامات مجلس النواب الحالي ، لماذا هذا التغيب ؟

§      الجانب الرقابي لم يكن غائباً إطلاقاً عن أداء المجلس وإنما ظروف الحكومة وظروف البلاد هي التي تجعل المجلس يقدر هذه الأمور إلى جانب أن أغلبية أعضاء مجلس النواب هم من الحزب الحاكم ولهذا فهم يراعون التوجهات الحكومية .

·      يلاحظ أن هناك وئاما تاما بين المجلس والحكومة حتى أن البعض اعتبر مجلس النواب أداة في يد الحكومة ما هو تفسيركم لذلك ؟

§      هذا غير صحيح فالمجلس والحكومة هما سلطتان من سلطات الدولة الثلاث – التشريعية ، والتنفيذية ، والقضائية – والمسؤولية مشتركة ومتكاملة ، ومع هذا فالمجلس يستدعي الحكومة لمساءلتها حول بعض القضايا أو المخالفات وهذا نوع من الجانب الرقابي .

·      ستجرى الانتخابات الرئاسية في ( تشرين الأول من أكتوبر ) المقبل لماذا لم يتخذ حزب الإصلاح قراراً واضحاً حتى الآن بشأن الترشيح للرئاسة ؟

§      الإصلاح سبق أن أعلن موقفه من ذلك قبل فترة في مقابلات لي مع العديد من الصحف وكذا الأمين العام للإصلاح وهذا موقف الإصلاح ، ويكمن في قناعتنا بدعم الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في هذه الانتخابات .

·      هل يعني ذلك أن الإصلاح لم يجد شخصية بمستوى هذا الموقع أم أنه ما زال يوازن بين جملة المصالح التي يمكن أن يجنيها جراء ذلك ؟

§      قناعتنا بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح لم تكن نابعة من مصالح وإنما لما للأخ الرئيس من رصيد وطني أكسبه هذه القناعة لدى المواطنين .

·      واقع الحال يقول : إن هناك اندماجا كبيراً بين السلطة والقبيلة في اليمن ، ما هي طبيعة هذا الاندماج و ما هي أبرز العوامل التي لعبت دوراً في ذلك ؟

§      اليمن كله قبائل والسلطة ورجالها من أبناء القبائل والقبائل ومشايخ القبائل في اليمن عبر التاريخ كانوا هم السند الداعم للدولة وهم المتعاونين معها ولا تستطيع أي دولة الاستغناء عنهم .

·      يعتبر بعض المراقبين أن الطابع القبلي ما زال أحد أبرز العوائق أمام التطور المدني في اليمن ، كيف تفسرون هذه النظرة السوداوية للقبيلة اليمنية ؟

§      هذا الاعتقاد خاطئ ونظرة قاصرة ، فالقبائل اليمنية قبائل حضارية وهم أعمدة الدولة وصناع الحضارة ويتقبلون أي جديد ويتأقلمون معه ، ولهم عادات وتقاليد حميدة ومتمسكون بها كما أنهم متمسكون بعقيدتهم الإسلامية ، أما المدنية الزائفة المخالفة لما يؤمنون به ويعتقدونه والتي تخل بعقيدتهم الإسلامية فهم يرفضونها .


·      ما رأيكم بما يقال أن القبيلة في اليمن تمكنت من التهام السلطة ؟

§      سبق أن قلنا : إن السلطة ورجال السلطة هم أبناء قبائل ولا يوجد في اليمن مسئول في المدينة أو في الريف لا ينتمي إلى قبيلة .

·      مادام يوجد للقبيلة حضور كبير في السلطة لماذا لا يلعب أقطابها دوراً كبيراً في ردع بعض رجال القبائل الذين يمارسون أعمال تخريبية كالاختطافات التي تسيء إلى سمعة اليمن وتحرجها خارجياً ؟

§      من يقومون بهذه الأعمال هم شواذ ولا يمثلون القبائل ويكادون ينحصرون في منطقة واحدة وكل القبائل اليمنية ومشايخها يستنكرون هذه الأعمال الشاذة ويطالبون الدولة بالضرب بيد من حديد على الذين يمارسون هذه ( الأعمال القذرة ) .

·      كيف ينظر الشيخ الأحمر للتجربة الديمقراطية في اليمن بعد أن شارفت على إنهاء العقد الأول من عمرها ؟

§      نظرتي إلى هذه التجربة كما هي نظرة غيري لأنها تجربة رائدة وناجحة ونعتبرها مكسباً من المكاسب المهمة لليمن ، ونفتخر بها لأنها ليست كتجارب البلدان الأخرى عبارة عن ديكور فقط ، وقد شهد لها كل المهتمين بالديمقراطية من دول وهيئات ومنظمات دولية والحقيقة إن اليمن هو بلد الشورى منذ اكثر من أربعة آلاف عام وبشهادة القرآن الكريم .

·      يقال إن التجربة الديمقراطية أرهقت البلاد بكثرة الأعباء المادية دون أن يلمس المواطن العادي انعكاساتها المباشرة وبالذات في مجال الإصلاح السياسي ؟

§      كل شيء وله ثمن وتجربتنا بحمد الله ناجحة ومهما كان الثمن باهظاً فالوحدة والديمقراطية يستحقان كل التضحيات .

·      سؤال أخير ، تجاوز اليمن والكويت مرحلة الفتور في العلاقات بينهما بتطبيع العلاقات الثنائية بينهما قبل أيام ، كيف تنظرون إلى مستقبل هذه العلاقات وما هي أبرز العوامل المؤثرة  إيجابا لذلك ؟

§      إعادة العلاقات بين الشعبين الشقيقين أمر طبيعي ولابد لهذه العلاقات أن تعود إلى سابق عهدها لأننا إخوة وأشقاء والقطيعة بيننا لا تليق ، ونحن من جانبنا لم نقطع العلاقة وبقيت سفارة الكويت في صنعاء مفتوحة والقائم بالأعمال ظل يمارس مهامه طوال الفترة الماضية وها هي المياه عادت إلى مجراها والحمد لله .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp