الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـمجلة ( إقراء)3/7/2000م: ترسيم الحدود فوت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر

 

مجلة إقراء - 3/7/2000م

 

-       ترسيم الحدود فوت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر

-       الإعلاميون في المملكة واليمن متمسكون بالآداب الإسلامية والأخلاق الفاضلة

-       على صحافة بلدينا دور هام ..ونبارك صدقها وسعيها للتلاقي

 

·      كيف تنظرون إلى ( معاهدة جدة ) لترسيم الحدود وإقرارها برياً وبحرياً بين المملكة واليمن كونها أغلقت هذا الملف الحدودي نهائياً ؟

§      أنني انظر إلى هذا المنجز العظيم على أنه خدم العلاقات اليمنية السعودية ، وأغلق باب القيل والقال ، وفوت على المغرضين الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر، فوت عليهم كل باب، ولم يبق لهم منفذ ينفذون منه سواء منهم الإعلاميون أو السياسيون أو المرتزقة أو المغرضون أو الحاقدون.. فهذه المعاهدة أغلقت باب الشر وفتحت باب الخير إن شاء الله .

·      بعد إغلاق ملف الحدود بين البلدين الجارين ، والذي بقي مفتوحاً 66 عاماً ..   ما هي بنظركم آلية العمل التي ستتجه لها علاقة البلدين الشقيقين ؟

§      آلية العمل التي أراه هي البناء ، بناء البلدين ، والتعاون المثمر في المجالات التجارية والاقتصادية ، والاجتماعية والتعليمية. وغيرها من مجالات الحياة الأخرى، وإن شاء الله تتواصل حلقات التلاقي بين المملكة واليمن بروح أخوية، وبإقبال عظيم لا تشوبه شائبة، لأن ما كان من منغصات أو حساسيات حول نقاط الحدود قد انتهت . والآن سيكون البناء صحيحاً ، والتفاهم صادقاً ، والتعاون مثمراً، ونسأل الله تعالى التوفيق والنجاح والتقدم للجميع .

·      معاهدة الطائف الحدودية بين البلدين عام 1934، ومعاهد جدة عام 2000 ما الفرق بينهما ، وهل يمكن القول بأن الأخيرة استوعبت الأولى ؟

§      نعم .. إن المعاهدة الأخيرة استوعبت الأولى واستوعبت ـ كذلك ـ ما حصل في الفترة الزمنية بينهما خلال الستة العقود ، وهي بهذا المستوى استطاعت أن تستوعب كل شيء ، بل وأغلقت الباب وأغلقت الملف ، وأرست قواعد وأسس ثابتة وراسخة وقوية بين البلدين الشقيقين .

·      مصادقة مجلس الشورى السعودي ومجلس النواب اليمني على المعاهدة يؤكد على التقاء إرادة الشعبين .. ما الذي تمثله المعاهدة بنظركم من آفاق أخرى لرفاه اليمن والسعودية ؟

§      هي بالتأكيد تمثل كل أوجه الخير للبلدين ، ومصادقة كل من مجلس النواب عندنا، ومجلس الشورى في المملكة، هي إجراءات دستورية لابد منها "وفي واقع الأمر فإن كل من مجلس الشورى ومجلس النواب إنما هي مؤسسات مكملة لمؤسسات الدولة التنفيذية ..

ولا شك أن مصادقة المجلسين على المعاهدة قد أضفى عليها صبغة الصفة الشرعية النهائية على هذه المعاهد العظيمة .

·      كنتم ولازلتم أبرز الفعاليات اليمنية لتوطيد علاقة بلادكم بالمملكة ، سواء على صعيد الوصول إلى إقرار المعاهدة مؤخراً أو غيرها ، ما حجم الدور الذي قمتم به، وما طموحاتكم لمزيد من وشائج التقارب والتلاحم ؟

§      كنت وما زلت عاملاً مساعداً وموفقاً لما فيه مصلحة وخير الشعبين والبلدين الشقيقين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية ، وهذا دأبي ، وسيكون هذا منهجي في المستقبل إن شاء الله .

أما عن آمالي وتطلعاتي وطموحاتي ، فإنها كبيرة على مستوى الطموح ، وتفاؤلي دائم وكبير بعلاقات أكثر متانة وقوة بين بلدينا وشعبينا .

·      بعد الاستقرار الجغرافي لليمن ، ما هي أبرز محاور العمل ، التي ترونها أولويات أمام القيادة السياسية في اليمن خلال المرحلة القادمة ؟

§      اعتقد أن أهم جانب في الوقت الحاضر ، أو ما يعاني منه اليمن حكومة وشعباً هو الجانب الاقتصادي ، وجانب المعيشة ، والمطلوب من الدولة أن تركز جهودها على هذه الجوانب ، وعلى جانب الأمن كذلك .. باعتبار أن الأمن والاقتصاد يلتقيان مع بعضهما البعض .

·      اليمن معروف بأنه شعب قبلي وأن للقبيلة نفوذها .. إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا النفوذ ضمن توجه حكومي وشعبي واحد لمصلحة كل اليمن ؟

§      هذا التوجه الذي تتحدث عنه موجود في اليمن ، والقبيلة تعتبر أداة في يد الدولة ضد أي مخرب ، أو مغرض ، وضد أي عدو .. وفي الماضي كانت القبائل هي جيش الدولة ، قبل أن تبنى قوات مسلحة حديثة .. والآن هم رديف، وسيكونون مع الدولة والتقاليد القبلية لا تتنافى مع نظم الدولة ، ولا مع قوانينها ولا تتعارض مع مفهوم وروح الشريعة الإسلامية بحمد الله فالتقاليد تقاليد حميدة ، ونحن متمسكون بها ، وأي شوائب فيها فنحن ضدها .

·      ضرب اليمنيون والسعوديون أجمل مثال بالمعاهدة لحل الخلافات الثنائية عربياً وعالمياً .. فكيف وجدتم الاحتفاء الإقليمي والدولي بهذه المناسبة التاريخية ؟

§      نحن فخورون جداً بما تم ، وبكل ما جرى إنجازه بين اليمن والمملكة العربية السعودية ممثلاً بهذه المعاهدة العظيمة والشعبين في البلدين الجارين تنفسوا الصعداء، وأبدوا أفراحهم ، وابتهاجا تهم ..والأصدقاء ، والأشقاء ، من كل دول العالم باركوا هذه الخطوة ، والحمد لله .

·      ما نوع القراءة التي تستهويك أكثر من غيرها ؟

§      والله .. أنا أتصيد الوقت تصيداً لقراءة بعض الأخبار السياسية ، وبعض النتف التاريخية ..

·      أفهم أنك تحب التاريخ ؟

§      نعم .. أنا أحب التاريخ كثيراً والمعلومات الجغرافية والإطلاع على أخبار العالم، وأتابع هذه الأخبار .

·      ما هو أفضل منهج لتربية الأبناء ، وما هي فلسفتكم للتعامل التربوي والمتابعة لأبنائكم ؟

§      أنا من منهجي أن أترك لأبنائي هامشاً كبيراً من الحرية ، وعدم الضغط عليهم.. وأوقاتي مشحونة بالعمل ، حتى أنني لا أراهم أحياناً ، ولا يسمح لي العمل بالإشراف المباشر عليهم إلا قليلاً .

لكن بحمد الله تعالى فإن المحيط الذي نعيش فيه هو محيط طيب وصالح ، ونرجوا الله أن يكونوا صالحين ، ونرجو الله تعالى التوفيق .

·      ما هو حجم الدور الذي ينبغي على الصحافة أن تقوم به ، وخاصة في تطرقها للحديث عن البلدان الشقيقة عموماً ، والجيران خصوصاً ؟

§      الصحافة يجب عليها أن تكون منابر خير ومواقع ألفة ، ومنابر التقاء ، ودعوة إلى الصدق ، والى الفضيلة ونحن نبارك مثل هذا الاتجاه أما أن تكون بعض الصحف منابر لنفث السموم والأحقاد والشرور، فهذا الذي لا يليق، ولا يحق لرجالات الإعلام أن يسلكوا هذا السلوك وبحمد الله فإن الإعلاميين في كل من المملكة واليمن متمسكون بالآداب الإسلامية ، والأخلاق الفاضلة ، ويجب عليهم أن يكونوا حريصين على مصالح البلدين .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp