الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر للقدس العربي 16/3/2004م: أمريكا لم تقدم دليلاً ضد الزنداني والحكومة اليمنية مسئولة عن حمايته و اعتبر أن الانضمام لمجلس التعاون ليس قضية مصيرية

 رئيس مجلس النواب للقدس العربي 16/3/2004م

أمريكا لم تقدم دليل ضد الزنداني والحكومة اليمنية مسئولة عن حمايته

رئيس مجلس النواب اعتبر أن الانضمام لمجلس التعاون ليس قضية مصيرية

 

·        ما أثارته الإدارة الأمريكية حول الشيخ عبدالمجيد الزنداني ألا يشكل إحراجاً لكم ؟

-       إن كل ما يتعلق بملف الشيخ الزنداني هو كلام سمعناه وقامت الولايات المتحدة بتسريبه للصحف دون أن تقدم أي دليل على علاقة الشيخ الزنداني بتنظيم القاعدة أو أسامه بن لادن .

إذا كانت الإدارة الأمريكية تفترض أن ما كان يقوم به الشيخ الزنداني من دعم للجهاد في أفغانستان أبان مقاومة الإحتلال السوفيتي يدخل في إطار دعم الإرهاب فإن الولايات المتحدة كانت المشجع الرئيسي لهذا الدعم وكانت تلح على الدول العربية القريبة دعم هذا الجهاد وتسهل للشباب العربي المسلم الإلتحاق بالمجاهدين .

إن الإدارة الأمريكية في إطار حقدها على العرب والمسلمين ومحاربتهم أصدرت مثل هذه الدعاوى ضد الشيخ الزنداني حتى تحد من حركته وحيويته في العمل الخيري والدعوى الإسلاي وتعطل المؤسسات ومن بينها جامعة الإيمان ، التي تساهم في توعية وتعليم أبناء المسلمين .

·        وماذا أنتم فاعلون ؟

-       الشيخ عبدالمجيد الزنداني رغم مهامه ومسؤولياته في التجمع اليمني للإصلاح إلا أنه أولاً وأخيراً مواطن يمني والمسؤول عنه وعن حمايته وأمنه وحقوقه هي الحكومة اليمنية ولقد التقيت بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح في حضرموت قبل مغادرتي اليمن وأبلغني أن الحكومة اليمنية ستقوم بكل ما يستلزم لحماية الشيخ الزنداني والدفاع عنه وأكد لي أن الإدارة الأمريكية لم تقدم إلى الحكومة اليمنية أي طلب أو مذكرة كما لم ترفق بمذكرتها للأمم المتحدة أي دليل عن العلاقة التي تدعي أنها قائمة حالياً بين الشيخ الزنداني وتنظيم القاعدة .

·        قبل الشيخ الزنداني كان إحتجاز الشيخ محمد المؤيد في ألمانيا وتسليمه فيما بعد للولايات المتحدة ؟

-       هذا يؤكد نظرتهم العدائية للعرب والمسلمين ومنهم اليمنيون .

لقد تمت عملية إحتيال ونصب وإستدراج شارك فيها دبلوماسيون للإيقاع بالشيخ المؤيد وهو رجل طيب وليست له أية علاقة بالعمل السياسي وهو إمام مسجد ومدير مدرسة لتعليم الأيتام وكان ينشط لجمع تبرعات ومساعدة للمدرسة والأيتام كما كان ينشط في جمع مساعدات ودعم الشعب الفلسطيني المحاصر تحت الإحتلال الصهيوني .

ولقد أعتقل الشيخ المؤيد قبل أكثر من عام ورغم التحقيقات الألمانية والأمريكية معه فإن الإدارة الأمريكية حتى الآن لم توجه ضده أي إتهام وهو ما يؤكد أن ما قامت به أمريكا لم يكن إلا من باب العداء .

·        تقولون عداء لليمنيين وهناك تعاون أمني متقدم بين اليمن والولايات المتحدة ؟

-       هو تعاون لخدمة اليمن وأمن اليمن ولا يتجاوز حدود اليمن والرئيس والحكومة والشعب اليمني لا يسمح لهذا التعاون والتنسيق أن يتجاوز ذلك الإطار .

·        دائماً يقال وينفي وجود قواعد عسكرية أمريكية في اليمن ؟

-       ليست هناك أية قاعدة عسكرية أمريكية وليس هناك أي وجود عسكري أو أمني أمريكي على أرض اليمن إلا في إطار التعاون الأمني مع الجهات اليمنية المعنية وفي إطار خدمة الأمن اليمني .

·        التعاون مثلاً في ملاحقة الأصوليين المتشددين ؟

-       هؤلاء المتشددون أبناؤنا جزء منهم كان من المجاهدين في أفغانستان وجزء آخر كان من معارض النظام الشيوعي في المحافظات الجنوبية قبل إعادة الوحدة اليمنية وهم ليسوا أكثر وأن كان هناك تهويل لحجمهم وعددهم الذي يعد بالعشرات وليس أكثر والدولة لا تتحرك ضدهم إلا إذا هم أطلوا برؤوسهم وقاموا بما يعكر أمن البلاد .

·        هل من علاقة بين الشيخ الزنداني وهؤلاء ؟

-       لا ليست هناك أية علاقة .

·        كانت الدولة وبتأييد منكم قد شكلت لجنة حوار مع هؤلاء ؟

·        بالنسبة لنا في اليمن كلنا إسلاميون فنحن لسنا كغيرنا من الدول العربية يوجد فيها فئة أو فصيل أو تنظيم إسلامي والآخرون ليسوا إسلاميين ولقد كان الحوار خطوة مباركة واستفادت منها البلاد أولاً والشباب أيضاً لأنهم كما قلت أبناء اليمن وعلينا رعايتهم وإعادتهم إلى الطريق المستقيم والتخفيف من الغلو الذي يذهبون إليه والعنف الذي يدعون إليه ويمارسونه مثل الهجمات التي شنوها في المياه الإقليمية اليمنية على المدمرة الأمريكية كول أو ناقلة النفط الفرنسية .

·        والسفارات الأجنبية ؟

-       لا لم تتعرض أية سفارة من اليمن لأي إعتداء أو هجوم بإستثناء ما تعرض له سور السفارة البريطانية أما ماعدا ذلك فكان يقال أن تهديدات تلقتها هذه السفارة أو تلك.

·        هل سيستمر الحوار معهم ؟

-       المشكلة أنه ليست لهم مرجعية أو رأس يكون معه أو معها الحوار شاملاً وليس فردياً المهم نحن سنواصل الحوار معهم .

·        هناك دائماً ربط بين العنف في العربية السعودية والمتشددين في اليمن ؟

-      هذا غير صحيح فالعنف يوشك ان يصبح اليوم ظاهرة ونحن الذين نشكو منه يمكن أكثر من غيرنا.

       والسلاح ؟

-       اليمن ليس سوق سلاح والسلاح موجود ليس سراً وليس في سوق سوداء ، السلاح موجود في بعض الأسواق موجود مع المواطنين وفعلاً يبيعونه إلى سعوديين وكانوا يهربونه إلى قبائل في المملكة كما يهربون سلعاً ومواد أخرى لكن السلاح لا يأتي من الخارج لكي يباع في اليمن للسعوديين .

·        لذلك السعودية عملت على إقامة حاجزاً وسور وهو ما خلق أزمة بين البلدين ؟

-       على كل حال كان هناك عتاب من جانبنا بسبب ما كانت تقوم به المملكة من عمل شبه سور أو حاجز على الحدود ومن أجل هذا ذهب الرئيس إلى السعودية وناقش الأمر معهم وحل المشكلة بعد أن التزمت المملكة بوقف العمل بالسور وإزالة ما بنوه .

·        هل كان الحاجز إجراء أمنياً أم سياسياً ؟

-       أعتقد أنه إجراء أمني إذ تم الإتفاق على إستعاضة الحاجز بإجراءات أمنية مشتركة مثل الدوريات ونقاط المراقبة وما شابه ذلك وهناك إتفاق كامل على ذلك .

·        والإجراءات ضد السلع اليمنية ؟

-       هذه سياسة الأخوان في المملكة موجودة دائماً ومستمرة يسمحون بدخول الفواكه اليمنية شهراً ويمنعوها شهراً بحجة أنها ليست معلبة بالشكل المطلوب أو أنها قد تحمل أمراضاً ثم يعودون بالسماح لها بالدخول أي أن هذه ليست مرتبطة بما جرى في الأسابيع الماضية أو سياسة مرسومة .

·        يبن فترة وأخرى تظهر أيضاً بوادر أزمة مع الكويت ؟

-       العلاقات والإتصالات بين الحكومتين والدولتين جيدة ، ما يحصل أحياناً تصريحات متشنجة من بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي ولقد قمنا بمراسلة رئيس مجلس الأمة الكويتي وعاتبناه على ما يحصل من بعض أعضاء المجلس وأبلغنا الشيخ الخرافي بأنه أخذ عتابنا بكل إهتمام وعرضه على أعضاء المجلس وأن المجلس ناقش الرسالة واختلفوا في ما بينهم .

·        هل تعتقدون أن هذه إشكاليات تفتعل لعرقلة دخول اليمن لمجلس التعاون الخليجي؟

-       دخولنا مجلس التعاون ليس قضية مصيرية لنا ، أن إنضمام اليمن للمجلس قوة لنا كما هو قوة لهم وفائدة لنا وفائدة لهم .

الأمر عائد إليهم أي للأخوان في مجلس التعاون نحن أبدينا إستعدادنا ورغبتنا وطلبنا والباقي عندهم .

·        أسمح لي أن أسألكم عن العلاقة مع الرئيس علي عبدالله صالح ؟

- العلاقة الشخصية عميقة وقوية وطيبة وفي تشاور مستمر .

·        وعلاقة حزبكم مع حزب المؤتمر ؟

-       علاقة طيبة وعادية والعلاقة بين الأحزاب ترتهن بالإنتخابات ففي وقت الإنتخابات التشريعية أو البلدية تظهر أزمات وتشتد وتكتب الصحف ولكنها في الأيام العادية تصبح العلاقات عادية .

·        هناك خلاف بين حزبكم والحكومة حول الجرعة الثانية من الإصلاحات الإقتصادية ؟

-       ليس خلافاً بين الإصلاح والحكومة بل بين الشعب والحكومة ونحن في الإصلاح معترضون على هذه الجرعة .

·        ما دام خلاف بين الشعب والحكومة فكيف يوافق مجلس النواب عليها ؟

-       هذا بفضل الأغلبية الكاسحة التي يتمتع بها المؤتمر في مجلس النواب والتي تتجاوز الثمانين في المائة .

·        أختلفتم أيضاً حول قانون تنظيم حمل السلاح ؟

-                                           لقد أتوا إلى المجلس بقانون جديد لتنظيم حمل السلاح وقلنا لهم ان القانون موجود منذ 1992م والمشكلة كانت ولا زالت أن هناك ضعفاً من الحكومة في تطبيقه والتشدد في نصوص القانون والإجراءات وتصعيبه لن يؤدي إلى فائدة لذلك نؤكد أن على الحكومة أن تبدأ أولاً في تطبيق ما هو موجود .

·        يعبر هذا عن ضعف في أداء مجلس النواب ؟

-       بالتأكيد يعبر عن ضعف هذا المجلس والذي هو أضعف بكثير من مجلس 1997م ونحن نسعى الآن من أجل أن يكون للمجلس دور أكثر فعالية في ممارسة دوره في الرقابة على الحكومة .

·        لوحظ أيضاً أنه منذ إغتيال الإشتراكي جار الله عمر ديسمبر 2002 هناك ضعف أيضاً في أداء اللقاء المشترك (تكتل المعارضة الذي يضم الإصلاح والحزب الإشتراكي اليمني والناصريين والبعثيين) ؟

-       لم يؤثر إغتيال جار الله عمر على العلاقة بين الإصلاح والإشتراكي لأن الجميع والإشتراكيين في المقدمة يعرفون أنه ليست للإصلاح يد ولا حوله أية شبهة وقد يكون فتوراً وقع لأن الحماس وسخونة الصراع بين المعارضة وحزب الحكومة يكون في أيام الإنتخابات أكثر من الأيام العادية لكن مما لا شك فيه أن المرحوم جار الله عمر كان متحمساً ونشطاً في تحريك وتقوية العلاقات بين أحزاب اللقاء المشترك .

·        بما يتعلق بالقضية الفلسطينية نلاحظ أن التيارات الإسلامية كانت صاحبة الصوت الأعلى؟

-       وستظل صاحبة الصوت الأعلى إن شاء الله والآن في الوقت الحاضر صوت التيارات الإسلامية هو الأقوى والحمد لله أن الموقف في اليمن من القضية الفلسطينية متقارب وهناك إتفاق ولقاء وقواسم مشتركة بين رئيس الدولة والحكومة والأحزاب وكلنا جبهة واحدة وموحدة لدعم الشعب الفلسطيني وجهاد وحقه من خلال تبرعات للجهاد والإنتفاضة في فلسطين وهذا العمل الإنساني والإسلامي لم نزل في اليمن نقوم به رغم أن أمريكا وضعت المنظمات الفلسطينية الإسلامية التي تقاوم الصهيونية في فلسطين في قائمة الإرهاب .

·        وهل هناك ضغوط أمريكية على اليمن لوقف هذا الدعم وهذه المساندة ؟

-       أمريكا تمارس ضغوطها علينا علناً وتقول أن المنظمات الفلسطينية منظمات إرهابية ولا يجوز التعامل معها لكننا بصراحة في اليمن رئيساً وحكومة وشعباً نرد عليها بأن جهاد هذه المنظمات جهاد حق ومشروع ودعمها واجب .. لكن المواقف العربية والإسلامية تتحول للضغوط على الفلسطينيين لتقديم التنازلات ووقف الإنتفاضة .. والقضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين لأن فلسطين أرض المسلمين والعرب وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ويجب على العرب والمسلمين الدفاع عنها وتحريرها لكن للأسف أن العرب والمسلمين تخلوا عنها .. كان من المفروض أن تكون للعرب والمسلمين مواقف صريحة وقوية وصادقة وفاعلة وما وصل إليه الحكام العرب وما وصلت إليه الشعوب العربية من مخاذل وإنحطاط شيء يدمي القلب ويؤسف له .

·        هل يمكن أن تكون خارطة الطريق مخرجاً للوضع الحالي لتخفيف المعاناة الفلسطينية ؟

-       هي خرطة وعندنا في اليمن الخرطة تعني الكذبة .

·        العراق بعد إحتلاله أصبح هماً عربياً جديداً ؟

-       الذي حصل في العراق لم يكن أحد يتصور حصوله ونحن على قيد الحياة ونحن أمة لنا دولنا ورؤساؤنا وملوكنا وجيوشنا ولنا كرامتنا وسيادتنا .

·        هل هناك من إشكال لدعم المقاومة العراقية ؟

-       لحد الآن نحن لا نعرف من هي المقاومة العراقية وإن كانت مقاومة عراقية موجودة ومباركة ومشروعة ومحددة أهدافها بطرد الإحتلال الأمريكي والمقاومة ضد المحتل مبدأ تقره الشرعية الدولية وحق الشعوب بالتحرر ويؤيده كل العالم .

·        الأمريكيون يروجون لمشروع إصلاحات في دول المنطقة ؟

- هذا المشروع صورة عن التهور الأمريكي في إمتهان العرب والمسلمين والتدخل في شؤونهم وخواصهم لكنه بالدرجة الأولى أهانة لحكام العرب والشعوب العربية ما بعدها إهانة وكنا نأمل أن تقوم الحكومات العربية بإصلاح أوضاعها ويقوم العرب بإصلاح أوضاعهم بأنفسهم بدلاً من أن تأتي أمريكا وتفرض عليها ما تسمية إصلاحات .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp