الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر للسفير اللبنانية 14/3/1995م : طوي أمر الصراع مع السعودية لكن الخلاف مستمر..أنا أخ مسلم, فمن الطبيعي أن ألتقي مع " الإخوان المسلمين"!

 

مجلة السفير اللبنانية - 14/3/1995م

 

-       طوي أمر الصراع مع السعودية لكن الخلاف مستمر..

-       أنا أخ مسلم, فمن الطبيعي أن ألتقي مع " الإخوان المسلمين"!

 

·      كم قاهرة تبدلت عليك وتبدلت عليها؟

§      التبس عليه السؤال للوهلة الأولى, فطفق يستذكر رحلته الأولى إلى القاهرة في عام 1963م وأشار إلى صورته باللباس اليمني التقليدي والجنبية طبعاً ونظارتين شمسيتين, قال: هذه الصورة أخذت لي أثناء زيارتي الأولى للقاهرة .

وعدنا نؤكد على مرادنا من السؤال بإعادته عليه:

·      كم قاهرة تبدلت عليك وتبدلت عليها؟

§      أيام عبد الناصر تبدلت القاهرة مرتين, وأيام السادات أكثر من مرة أما أيام حسني مبارك فهي ليست على وتيرة واحدة, عبد الناصر بدأ بنهج وانتهى بنهج آخر, السادات كذلك, أما حسني مبارك فلم يحدث تغير في سياسته,  كان للقاهرة مكانة كبيرة عندنا وعند غيرنا  أيام عبد الناصر.

·      غياب القاهرة احد أسباب المأزق العربي الكبير.. أليس كذلك؟

§      نعم هي من العوامل الرئيسة.

·      بلد مثل السعودية أو مثل أي بلد عربي آخر لا يغطي مكانها ولا يعوض مصر؟

§      مصر لا يسد مكانها أحد, هي مركز الثقل في الأمة العربية, وهي مؤهلة للقيادة إذا حصل بها خلل فالأمة بلا قيادة.

·      تابع الناس بإعجاب مفاوضاتكم الطويلة مع السعودية وصمودكم في الرياض لمدة شهر وأكثر حتى الوصول إلى مذكرة التفاهم سؤالنا لم نعرف العلاقات اليمنية- السعودية, إلا وهي مأزومة باستمرار- لماذا ؟!

§      أي بلد لها حدود طويلة مع بلد مجاورة مثل حدودنا مع السعودية, ولم يتوصل البلدان إلى ترسيم هذه الحدود, ولم يتعين حدود هذه من تلك يكون وضعها شبيه بوضعنا مع السعودية تكون الأزمات متوقعة وتطرأ الأزمات بين حين وآخر والسبب الحدود نحن والمملكة, بلادنا كانت مقسمة الجزء الشمالي يحكمه الإمام ثم الجمهورية العربية اليمنية وفي الجزء الجنوبي, استعمار وسلاطين, وكان يحدث بين الجزء الشمالي والسعودية احتكاك مباشر لأن المناطق الحدودية مكتضة بالسكان.

أما المناطق الجنوبية حيث السلاطين والاستعمار- فكانت تفصلها عن المملكة صحاري واسعة حيث السكان قليلون للغاية وهم في غالبيتهم بدو رحل لا أراضي زراعية ولا قرى لذلك لم يحصل احتكاك, لاسيما أنه لم يكن هنا تقدير أن في هذه المناطق ثروات نفطية, وكل واحد كان"قرفان" من الصحراء ويضيق بها وببدوها الرحل حتى كان الإمام يحي وأحمد من بعده تركا الصحراء , وخاصة الربع الخالي ولم يقيما فيها ثكنات للجيش أو لحرس الحدود لأن أعباءها أكثر من فائدتها, أما المناطق الشمالية من نجران وحتى البحر الأحمر كانت محل اهتمام وموضوعاً للمنازعات باستمرار, وهذه هي التي تم ترسيمها والتي جرت فيها الحرب بين الإمام يحي والملك عبد العزيز ووقعت من أجلها اتفاقية الطائف سنة 1934 .

أما المناطق الشرقية حتى ما كان منها تحت حكم الإمام يحي فلم يحدث احتكاك حولها أو حرب أو ترسيم من  جبل الثأر وما بعده في الشرق وحتى البحر وكذلك المناطق الشرقية التي كان يحكمها السلاطين.

مرة واحدة حصل خلاف حول التنقيب على النفط بين البريطانيين والملك عبد العزيز عندما كانت شركة أمريكية تقوم بالتنقيب وتحاول استخراج النفط في جنوب اليمن في الخمسينات...

·      أنت كعبد الله الأحمر, هل أنت مُسلِّم أن أهالي عسير مثلا هم غير يمنيين؟

§      وجاء الرد نفسه مؤصلاً و"قوي" هذه المرة.. قال:

§      جرى حوار طويل وحرب انتهت باتفاقية الطائف وتحديد حد كل دولة وتبين وترسم, وانتهى الأمر منذ أكثر من ستين سنة والبلاد العربية بلاد واحدة, هذه المنطقة كانت تتبع هذا البلد وأصبحت ضمن أراضي البلد الآخر وكلنا عرب وكلنا مسلمين وهذه اتفاقية دولية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية ملزمة للدولة وإن حدثت ثورات وتغيرت الأنظمة ولا تقوم ثورة إلا وتعلن أنها ملتزمة بالاتفاقيات ونحن مثل بقية الناس.

·      بعض اليمنيين يعتبرونها اتفاقية إذعان ويعتبرون تجديدها تسليماً بالإذعان؟

§      التجديد لا يعني أنها قابلة للتغير وأنها تجدد كل عشرين سنة, وهذا خبر انتهى, الاتفاقية ملزمة وقطعية وكل دولة عرفت حدودها وبسطت نفوذها وسيطرتها, وحكاية أن هذا البلد كان يتبع اليمن.. مثل الإسكندرون كانت تتبع سوريا, ومثل شط العرب وعربستان, عربستان كان فيها سلطان عربي اسمه "خزعل" مازال حياً, هذا خبر كان وانتهى, لكن السياسات الدولية والمعاهدات الدولية والمواثيق الدولية وما يوجد في الأمم المتحدة مواثيق ومعاهدات وأعراف أصبح لامناص منها والخروج عليها يعني الدخول في أزمة.

صدام حسين مثلاً حاول أن ينقض اتفاقية وقعها هو مع شاه إيرن برعاية الرئيس الجزائري هواري بومدين, تبرأ منها ودخل في حرب وانتهت الحرب وهو في مكان أقل مما كان عليه بموجب الاتفاقية .

·      المفاوضات  كانت مضنية أليس كذلك؟

§      كانت طويلة ومتعبة وكلنا عايشناها بكل أناة وصبر وطول بال حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه لأنه ما هو البديل لو لم نتوصل إلى حل ورجعنا بدون اتفاق؟

·      لابد أنكم مررتم بلحظات توتر وحدة, خصوصاً وقد طال زمن التفاوض؟

§      لم يحصل هذا, كان بعض الإخوان يملون .. يقولون: قطعنا شوطاً لا بأس به والأيام طالت, والوقت رمضان يمكن التوقف هنا, ونعود فنقضي بقية رمضان والعيد مع أسرنا ثم بعد ذلك نستأنف, أنا صممت على الاستمرار لأن الوضع على الحدود كان متوتراً, وكنا نخشى أن يحدث صدام لا يعلم نهايته إلا الله واصلنا الحوار ووصلنا إلى البديل الأفضل لأن البديل الآخر هو الانفجار, كانت القوات محشودة على الحدود وبعض أجهزة الإعلام تنفخ في الحرب والجنود أعصابهم متوترة.. كانوا صائمين في الصحاري بين الشمس والبرد. والحمد لله توصلنا إلى نتائج مرضية جنبتنا وجنبت المملكة مالا يحمد عقباه, وانتم كنتم تتابعون, لابد فالإعلام له دوره.

·      طبعاً تابعنا وقدرنا جهودكم وخصوصاَ أن الحرب الإعلامية كانت غير متكافئة, وأنتم الطرف الأضعف فيها؟

§      نعم نحن الطرف الأضعف لم يكن لنا نصير إلا الله والحرب نتائجها وخيمة حتى لو كانت القوى, متكافئة والمنتصر فيها خاسر لاسيما بين الأشقاء.

·      مذكرة التفاهم هل هي قابلة للحياة ويمكن أن ترسي أساس للاتفاق ؟

§      نعم.

·      هل هناك تباطوء سعودي في التنفيذ؟

§      لا يوجد تباطؤ.

·      مثلاً اللجنة الاقتصادية ألم تجتمع؟

§      ستجتمع في وقتها.

·      اللجنة العسكرية اجتمعت؟

§      اللجنة العسكرية أهم من غيرها لمنع الإستحداثات والاحتكاكات, درء المفاسد أهم من جلب المصالح, العسكرية تدرأ المفاسد و الاقتصادية لجلب المصالح, ودرء المفاسد يقدم على جلب المصالح.

·      هل طوي الخلاف اليمني السعودي؟

§      أي خلاف؟

·      أنت أدرى.

§      طوي الصراع لكن الخلاف شأنه شأن أي خلاف حول أي أمر:( هذا لي وهذا لك.. هذه أرضي وأنت أخذتها) هذه الأمور خاضعة للحوار, لكن الحوار في ظل السلام والمحبة والأخوة والتفاهم الصادق.

·      ألم يكن ملفتاً أن النظام السعودي كان أقرب إلى النظام الشيوعي في الجنوب منه إلى  النظام في الشمال الذي يأخذ بالاقتصاد الحر؟ ألا تستغرب اللقاء بين الوهابيين والشيوعيين؟

§      في الحقيقة التنسيق بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية قائم ومستمر منذ 1970م وما بعد حتى في مواجهة المد الشيوعي كانت المملكة واليمن تنسقان ولهما آراء موحدة وموقف موحد.

·      في السنوات الأخيرة قبل الوحدة كانت العلاقات السعودية أفضل مع الجمهورية اليمنية الديمقراطية, وقدمت لها مساعدات و..؟

§      لم تكن بالمقدار الذي يربط السعودية بالجمهورية العربية اليمنية.

·      لكنهم كانوا مع الانفصال؟

§      هرب الشيخ إلى إدعاء القصور.

·      ما هو دور المجلس فيما يتعلق بإصدار التشريعات والقوانين المتكفلة ببناء أسس الدولة الحديثة؟

§      طبقاً للدستور مجلس النواب هو الهيئة التشريعية الوحيدة في البلاد والذي يقوم بإصدار القوانين وطبقاً للدستور يتقدم بالقوانين إلى المجلس إما الحكومة أو أعضاء المجلس الذين يتبنون ذلك.. وبشكل عام الحكومة هي التي تتقدم بالقوانين إلى مجلس النواب الذي يقوم هو الآخر بمناقشتها وإجراء التعديلات التي يراها مناسبة ومن ثم التصديق عليها. وفي الجلسات الأخيرة تبنى المجلس مشروع محاكمة شاغلي وظائف السلطة العليا وهو الذي قام بصياغته وإصداره قبل أسابيع قليلة... المجلس مهتم بالتشريعات التي تهدف إلى إقامة دولة حديثة, تشريعات وقوانين تساعد في بناء دولة قانونية, فالمجلس والحكومة استناداً للدستور كلاهما يتبنى القوانين وتقديمها أما إصدارها فإنه يتم عن طريق رئيس الجمهورية.

ومن المهام الأخرى للمجلس قيامه بمراقبة تنفيذ القوانين وهذه مسألة تعتبر جزءاً مكملاً لعملية التشريع, لأن إصدار التشريعات من دون مراقبتها والتأكد مما نفذ منها تصبح حبراً على ورق... ومن هذا المنطلق فإن المجلس يريد تفعيل  دور مجالس الرقابة ليس فقط على الأجهزة الحكومية فيما يتعلق بالقضايا المالية والإدارية وإنما أيضاً مراقبة الأجهزة لتنفيذ هذه القوانين التي يصادق عليها المجلس.

·      في مثل هذه الظروف كيف تقيمون التنسيق بين الكتل البرلمانية فيما يتعلق بإصدار القوانين والتشريعات في ظل الاختلافات القائمة بين مواقف الأحزاب داخل البرلمان؟

§      في الوقت الحالي كما قلت لك, مازالت الكتل البرلمانية التابعة للأحزاب غير قادرة على التنسيق  فيما بينها وكما يبدو أيضاً فإن التنسيق داخل الكتلة نفسها غير موجود بالشكل المطلوب . التنسيق الذي وجد بين الكتل تجلى في الأونة الأخيرة أثناء التعديلات الدستورية والترشيحات سواء لمجلس الرئاسة الأخير أو في حالة انتخاب الأخ الرئيس (علي عبد الله صالح)... أيضاً كان هناك تنسيق في قضية منح الحكومة الثقة إلى حد كبير في القضايا الرئيسية والهامة جداً وجد نوع من التنسيق أما في مناقشة القوانين حقيقة لا يوجد أي تنسيق أو توجيه أو تحديد مواقف أو تجانس, مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أن القانون الذي يحتاج إلى فترة معينة لإصداره يأخذ أضعاف الوقت حتى نصدره.

·      هل من سبيل لتلافي ذلك؟

§      نعم... من خلال قيام الكتل البرلمانية بدراسة القوانين داخلها أولاً, ثم تدخل القاعة وهي محددة موقفاً معيناً ورأياً معيناً بحيث نستطيع إنجاز القوانين في فترة قصيرة وننتقل للتشريعات المطلوبة لبناء الدولة الحديثة.

·      وماذا عن دور المعارضة والمستقلين داخل المجلس من هذه القضية؟

§      المعارضة موجودة ولكنها كما يبدو مصابة بنفس الداء الذي أصيبت به الكتل الحزبية... بعد خروج "الإشتراكي" من الائتلاف الحكومي بعد الحرب كان المتوقع أن تكون المعارضة داخل المجلس أقوى مما كانت عليه في السابق. عندما كان المؤتمر والإشتراكي والإصلاح يشكلون حوالي 75% من مقاعد البرلمان فأية معارضة كانت ستكون ضعيفة للغاية أمام هذا التكتل الكبير. لكن كما يبدو أن عدم القدرة على التنسيق جعلنا لا نسمع داخل المجلس من بعض الأحزاب خارج الائتلاف الحكومي . لهذا فإن المعارضة الموجودة حالياً داخل المجلس تعبر بصورة رئيسية عن رأي الأشخاص أو أفراد وليس من كيان معارضة.

·      هل سيلزمكم هذا الوضع إلى استدعاء الحكومة لتوضيح موقفها؟

§      هناك بعض الآراء المطروحة المطالبة بذلك, والحكومة تعد نفسها للتقدم إلى مجلس النواب للإيضاح حول الموقف العام, ونأمل أن تصل المشاورات بين المؤتمر والإصلاح لوضع تصور موحد لمعالجة القضايا الاقتصادية والمالية والإدارية والإسراع بإيصال الموازنة العامة للدولة لمناقشتها في مجلس النواب, خاصة وأن الحكومة قد وعدت المجلس بأنها ستقدم الموازنة للمجلس أواخر شهر مارس الحالي.

·      في ظل الاختلافات القائمة بين المؤتمر والإصلاح ما هو دور مجلس  النواب في تقريب وجهات النظر؟

§      هناك ائتلاف حكومي وهو يقوم بمعالجة هذه القضية.. عدد من أعضاء مجلس النواب لهم دور كل في كتلته وكل يعمل في حزبه على تقريب وجهات النظر ولكن كمجلس لم يلعب دوراً مباشراً, دوره يأتي عندما تقر الحكومة البرنامج ويعرض عليه أما المجلس ككل فهو لا يناقش إلا ما يأتيه من الحكومة أو السلطة التنفيذية, ونحن منتظرون ما سيتفق عليه الحزبان ثم سيقول المجلس رأيه إما بالموافقة أو بالرفض أو التعديل .

·      ماذا إذا شعر مجلس النواب بان الحكومة تأخرت في تقديم ذلك؟ هل يمكن في هذه الحالة أن يتدخل المجلس ويقدم مقترحات بديلة للحلول؟

§      مجلس النواب إذا شعر أن الوضع يستدعي ذلك سوف يطلب الحكومة للمثول أمامه ويستوضح منها ذلك, ويطلب منها البيانات ويسائلها في عدم اتخاذها الإجراءات التي وعدت بها, وفي ضوء الردود سوف يقرر ماذا يعمل, وربما في النهاية – يسحب منها الثقة ويطالب بتشكيل حكومة جديدة, ولكني أدعو الله سبحانه وتعالى ألا نصل إلى هذه النقطة, وطالما هناك من الحكماء في قيادة الحزبين فإني أتفاءل بأنهم قادرون على الوصول إلى تصور مشترك يساهم في إخراج البلد من أزماتها الاقتصادية الحرجة.

·      يجري الحديث عن فساد ينخر جسم الدولة اليمنية فأين يقع دور مجلس النواب في معالجة ذلك, خاصة وأن بعض  الصحف اليمنية تتهم المجلس بإيواء وحماية عناصر الفساد من خلال (لوبي) الفساد في المجلس ... ما تعليقكم؟

§      الناس يتحدثون عن فساد بشكل عام ليس من اليوم أو من أمس أو من قبل أمس... عندما قامت الثورة في26 سبتمبر 1962م ( في شمال اليمن) قامت لمحاربة الفساد الذي كان موجوداً قبل الثورة أيام حكم الأئمة, وربما الأئمة قاموا بثورتهم ضد العثمانيين بسبب فساد الحكام العثمانيين, قضية الفساد قضية شرعية وأزلية, وربما تستمر مع البشر لفترة طويلة.

·      القضية ليست قضية وجود الفساد ولكن الموقف من الفساد فهل موقفنا من الفساد هو موقف جاد وصارم لمحاربته والوقوف في وجهه لأن الفساد لم يكن وليد اليوم وليس وليد الأمس القريب وربما سيستمر لفترة طويلة لكن الأهم ما هو موقفنا من الفساد وكيف نعالجه؟

§      الحقيقة كما نرى ونسمع أن الكل يشكو من الفساد والكل يحاول ويطالب بالوقوف أمامه بحزم لأنه بدأ ينتشر ويستشري في جهاز الدولة.. الحكومة جادة في محاربة الفساد وبرنامجها أشار إلى هذه القضية.. دور مجلس النواب يأتي من خلال الصلاحيات الممنوحة له وهي مراقبة الأجهزة التنفيذية الذي يملك الحق في مراقبتها أما من خلال النزول الميداني إلى الوزارات ومعرفة ما يجري من خلال القضايا التي تصل إليه من المواطنين من شكاوى وتظلمات أو من خلال استفسار الوزراء الذين يتم استدعاؤهم بين الحين والآخر إلى المجلس.

·      هل يعني ذلك أنه من خلال اللائحة الجديدة للمجلس سيكون بمقدوركم فصلهم من المجلس؟

§      هناك مقترح في اللائحة الجديدة والتي لم تقر بعد يشير إلى أن من أخل اخلالاً جسيماً بواجباته يؤدي ذلك إلى فصله, والتفسير في اللائحة الجديدة لهذه المادة هو عدم ممارستك (كعضو مجلس النواب) لعملك في المجلس...

فعندما تصدر هذه اللائحة فإن عدد كبيراً من الإخوة ليس فقط الـ6 (أعضاء الإشتراكي) وإنما غيرهم من أولئك الذين لا يتواجدون ولا يمارسون مهامهم أو يتفاعلون مع ما يطرح في المجلس وكما قلت لك ذلك لا يشمل نواب "الإشتراكي" الستة ولكن يمكن أن يصل العدد إلى أكثر من 60 شخصاً.


·      هل يعني هذا أنه بإمكانهم أن يمارسوا حقوقهم النيابية في المجلس إذا ما عادوا؟

§      إذا ما عادوا!! لأنهم لا يزالون حتى الآن أعضاء, فلا يوجد ما يمنع, ثم طبعاً ( الهاربون) ربما لأسباب خاصة بهم لا يريدون العودة لكن إذا عاد أحدهم فمن حقه أن يمارس واجباته.

·      هل إذا عاد نائب برلماني كرئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس يمكن أن يستوعب مجلس النواب وجوده فيه إلى ان تتم النيابة جمع أدلتها لمحاكمته؟

§      أولاً لابد أن تعرف أن هناك أمراً قضائياً بإلقاء القبض القهري على العناصر المشمولة بقائمة الادعاء العام وعددهم 16 شخصاً ووفقاً للدستور فإن أي عضو ألقي القبض عليه وهو ملتبس في جريمة معينة فمن حق القيادة أن تلقي القبض عليه... وهو إذا عاد (العطاس)سيلقى القبض عليه وبالتالي لن يمارس دوره في المجلس.

·      ما حقيقة الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة بخاصة وأنها صدرت  من أعضاء مجلس النواب؟

§      بعض الإخوة في المجلس دعوا لذلك, لكن لم يكن من منطلق سياسي وإنما من منطلق الحرص على مشاركة جميع الأعضاء في أعمال المجلس لأنها مرت فترة من الفترات كانت ظاهرة الغياب كبيرة فبعض الأعضاء طرح تلك للحد من هذه الظاهرة من باب التحذير والإنذار للإخوة الأعضاء الذين لا يحضرون ولم تكن المسألة المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة, لأنه ليس وارداً ذلك على الإطلاق.

·      وهل صحيح أن بعض الأحزاب بدأت بطرح نفس الفكرة؟

§      بعض الأحزاب بدأت تطرح هذا الموضوع وتدعو لذلك, لكنها في اعتقادي دعوة غير سليمة في الوقت الحاضر.

·      هل هي أحزاب خارج الائتلاف؟

§      غالباً هي من خارج الائتلاف.. أنا كما قلت لك أعتبرها دعوة غير سليمة ولا يتحملها الوضع الراهن وطالما موجود أغلبية الحزبين الحاكمين في المجلس فمن حقهما أن يستمر مجلس النواب حتى انتهاء فترته القادمة عام 1997.


·      هل تعكس التركيبة الحالية لمجلس النواب شعبية الأحزاب خارج البرلمان؟

§      أقدر أقول بكل سهولة نعم لأنه حقيقة نجد أنفسنا أمام سؤال, لماذا تجري الإنتخابات؟ الإنتخابات تجري لمعرفة رأي الشعب في ممثليهم وقد قال ممثلو الشعب في 27 أبريل 93 رأيهم في من يريدوا فأختاروا نواباً من المؤتمر والاشتراكي والإصلاح و الناصري والحق و البعث والمستقلين .

إذا كانت هناك طريقة أخرى لمعرفة رأي الشعب نسمعها, لكن بالنسبة لي هذه هي الطريقة الديمقراطية المعمول بها في كل بلدان العالم ... قد تختلف الأنظمة الانتخابية هذا صحيح, لكن لا توجد طريقة أخرى غير الإنتخابات وصندوق الاقتراع هو الذي يحدد شعبية الأحزاب وهذا ما يجري في اليمن وهو ما يجري في بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الديمقراطية العريقة... وربما الإنتخابات تختلف من دولة إلى أخرى, لكن تظل الإنتخابات والاقتراع هما المعيار والترمومتر لمعرفة شعبية الأحزاب في اليمن.

·      لكن ظهرت اتهامات متبادلة أثناء سير الإنتخابات وبعدها من أنه تم تزوير في بعض الدوائر الانتخابية؟

§      هذه ادعاءات تظهر دائماً أثناء الانتخابات وما بعدها, وهي ادعاءات تأتي عادة من تلك الأحزاب التي لم يحالفها الحظ في الحصول على مقاعد أثناء العملية الانتخابية.

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp