الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ مجلة " المجتمع "8/6/2000م : الهرولة نحو التطبيع لعنة والدكتور الإرياني هو من أعطى

 

مجلة المجتمع الكويتية – 8/6/2000م

 

-       الهرولة نحو التطبيع لعنة والدكتور الإرياني هو من أعطى التوجيهات بمنح اليهود الإسرائيليين "صكوكاً" لدخول اليمن

 

الانطباع الأول الذي يمكن الخروج به من لقاء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس البرلمان اليمني ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح . هو البساطة والصراحة المتولدة عن فهم عميق للأوضاع الدولية والإقليمية .

هكذا بدأ الشيخ عبد الله الأحمر وهو يتحدث عن رؤيته لزيارات الوفود الإسرائيلية الأخيرة لليمن وما صاحب ذلك من حديث طويل عن التطبيع العربي مع العدو ..

ومسؤولية فتح أبواب اليمن أمام الصهاينة والربط بين المساعدات الغربية والتطبيع .. والعلاقة بين الحكومة والإسلاميين وحوادث الخطف والتفجيرات وما يصاحبها من حملات إعلامية ضد اليمن ..

·      بالنسبة للوفود السياحية الإسرائيلية التي زارت اليمن مؤخراً .. من المسئول عن الإتيان بها في هذه الآونة .. الحكومة .. أم الشركات السياحية ؟ من الذي فتح الباب؟

§      المسئول هو الدكتور عبد الكريم الإرياني رئيس الوزراء الذي أتاح الفرصة للشركات السياحية للمجيء بهذه الوفود، وهو الذي أعطى التوجيهات لبعض سفاراتنا في الخارج في نيويورك وعمان بمنح اليهود الإسرائيليين "صكوكاً" لدخول اليمن لأنه لا يمكن أن يمنحوهم تأشيرات إذ أن جوازاتهم إسرائيلية ، لقد أعطى تعليماته للسفارات وما كنا نعلم بها إلا عندما وصل اليهود الإسرائيليين وتم اكتشاف تلك "الصكوك" على جوازاتهم وانكشف الأمر وهو ما استنكره كل اليمنيين .

وعوتب الدكتور الإرياني في ذلك لكنه رد بأن هؤلاء اليهود من أصول يمنية وجاءوا لزيارة أقاربهم .. وهذا غير صحيح بالمرة، اليهود خرجوا من اليمن قبل 60 أو 50 عاماً ولم يبق لهم أقارب في اليمن إطلاقاً وإذا كان هناك من بقي من اليهود في اليمن فلا يتجاوز 300 يهودي .. وليس بينهم وبين الزائرين أي قرابة.

ثم أن هؤلاء اليهود الذين خرجوا من اليمن قبل أكثر من نصف قرن هم ممن ساهم في بناء الدولة الصهيونية المعادية للعرب والمسلمين وأسهم في طرد الفلسطينيين من ديارهم واغتصابها .

هؤلاء محاربون وليس لهم أي أقارب في اليمن ومرة أخرى هؤلاء يهود إسرائيليون واليمن حدد موقفه ورفض التطبيع معهم .

·      وماذا عن بقية اليهود في العالم غير الإسرائيليين الذين يعيشون في الكيان الصهيوني؟

§      هؤلاء مثلهم مثل غيرهم من النصارى والمسلمين الذين يزورون اليمن طالما أنهم يحملون جوازات غير إسرائيلية .. أما يهود إسرائيليون يحملون هويات وجوازات إسرائيلية فهذا مرفوض من الشعب اليمني كله ..

·      ما مصلحة الدكتور الإرياني في المجيء بهؤلاء الإسرائيليين في هذا الوقت ؟

§      لا مصلحة للدكتور الإرياني في المجيء بهؤلاء الإسرائيليين سوى سوء السمعة.

·      لماذا إذن أقدم على هذه الخطوة .. هل هي ضغوط . أمريكية .. مثلاً ؟

§      لا أعتقد ذلك ليس هناك ضغوط وموقفنا الرسمي والشعبي واضح في رفض التطبيع قبل إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة من إقامة دولته وعاصمتها القدس، وهذا يردده الأخ رئيس الجمهورية في كل المناسبات .

·      هل ستكون لكم مواقف أخرى في مجلس النواب ضد ما حدث .. خاصة أن هناك إعلاناً عن وفود أخرى ربما تصل لليمن ؟

§      الشعب اليمني كله يرفض هذا .. أعضاء مجلس النواب والأحزاب والعلماء والمنظمات والشباب .. كل الشعب يرفض هذه الخطوة ويعتبرها غير مبررة .

·      هل تتحدثون في هذا الخصوص نيابة عن كل الأحزاب اليمنية ؟

§      لا .. كل حزب له رأيه له قيادته .. وله قراره .. لكن الواقع اليمني يشهد بأن الجميع ضد هذه الخطوة .

·      هناك وفود أخرى من اليهود ذهبت وخرجت من اليمن قبل ذلك دون ضجة .. فلماذا أحيطت الزيارات الأخيرة لليهود بكل هذه الضجة ؟

§      الضجة حدثت لأن هؤلاء الذين جاءوا هذه المرة إسرائيليون وجوازاتهم إسرائيلية وجنسيتهم وهويتهم إسرائيلية .. أما أن يأتي يهودي أمريكي أو إنجليزي فلا ضجة ولا مشكلة .

·      هناك عملية ربط بين التطبيع من قبل الدول العربية والمساعدات الغربية والذي يبدوا أن المساعدات المقبلة من الولايات المتحدة ربما تكون عبر بوابة التطبيع ؟

§      هؤلاء الذين يقدمون على مثل هذه الخطوات الضعيفة والسيئة بالنسبة للتطبيع وهؤلاء الذين يهرولون نحو إسرائيل إنما يبررون مواقفهم بأن أمريكا تضغط وتشترط عليهم إنها لن تقدم مساعدات إلا إذا طبعوا مع إسرائيل .. وهذا غير واقعي وغير حقيقي أن تشترط أمريكا هكذا وإنما هم يبررون مواقفهم ثم من يرضى على نفسه هذه الضغوط .

·      وما تحليلكم لتزايد تعداد الدول التي تطبع مع إسرائيل ؟

§      هذا ناتج عن هزيمة من الداخل وضعف واستسلام والهرولة نحو التطبيع بأي شكل لعنة ووصمة نعارضها ونستنكرها .

·      ألا يمكن أن يمثل تزايد أعداد الدول التي تطبع مع إسرائيل .. ضغطاً على الموقف اليمني ؟

§      اليمن بعيد عن فلسطين .. نحن لسنا من دول الطوق .

·      في الفترة الأخيرة .. جرت أحداث في اليمن كانت تصاحبها دائماً حملات إعلامية مكثفة .. مثل أحداث الخطف.. جيش تحرير أبين .. ما تحليلكم ؟

§      هناك طوابير .. أو كما يقولون هناك طابور خامس يحرك هذه الحملات ويروج للدعاية المضادة لليمن ويهولها لتظهر أكبر من حجمها .. وحقيقة هذه الأحداث أنها أحداث بسيطة فيما يتعلق " بالخطف" فهو أمر بسيط أن تحدث بعض الاختطافات من "صعاليك" غير سياسيين ويقومون بذلك من أجل مطالب بسيطة تافهة والدولة في كل الأحوال تتخذ إجراءاتها ولم تحدث إساءة لأي مختطف إلا في حادث "أبين" والذي قام به ما يسمى بجيش تحرير "أبين" وهو حادث سياسي، والدولة اتخذت كل الإجراءات الصارمة لمواجهته وأعدمت رئيس المجموعة .

·      لكن هذه الأحداث تصاحبها ضجة إعلامية .. ألا يؤثر ذلك على الاستثمار في اليمن ؟

§      هذه الضجة .. ليست إلا محاولة من الأعداء ومن الانفصاليين في الحزب الاشتراكي للتخريب في اليمن والنيل من سمعته .. لكن الحقائق تؤكد أن اليمن يتمتع بالاستقرار وأن رؤوس الأموال مصونة وأن المستثمرين يلقون التشجيع الكامل والترحيب .

·      اليمن يمتلك ثروات واعده مثل البترول وغيره .. ويحتاج لاستثمارها إلى الانفتاح على العالم .. كيف يوائم اليمن هنا بين استثمار تلك الثروات مستفيداً من التقنية الغربية واستقلال قراره الاقتصادي ؟

§      لدينا قوانين تمنح التسهيلات وتحقق الانفتاح وتحافظ على أموال المستثمرين العرب وغير العرب .

واستثمار الثروات من خلال الاستفادة بالتقنية لا يتعارض مع استقلال القرار الاقتصادي أبداً .. وبعض الإعلاميين العرب هم الذين يضيقون على أنفسهم عندما يرددون أن الاستثمارات والمساعدات والدعم والتعاون من الدول الغنية للدول الفقيرة أو النامية لا يمكن أن تتم إلا بشروط سياسية وأنا اعتقد أن هذا الكلام مبالغ فيه .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp