الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر .. لـ "المجلة" 21/5/2002م : القادة العرب يتحملون المسؤولية لمواقفهم الضعيفة والمتفرجة لما يجري في فلسطين

 

مجلة المجلة - 21/5/2002م

 

-       القادة العرب يتحملون المسؤولية لمواقفهم الضعيفة والمتفرجة لما يجري في فلسطين

 

·      كيف تقراءون الأحداث والتطورات الأخيرة في فلسطين ؟ 

§      قضية فلسطين أصبحت مأساة وكارثة ، وهي قضية عربية وإسلامية وإنسانية تستحق النصرة من القادة العرب والمسلمين وشعوبهم والدول المحبة للسلام والشعوب الحريصة على حقوق الإنسان وعلى منح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

·      لكن ما تزال المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية أسيرة الشجب والتنديد والبيانات ولم تنتقل بعد إلى مواقف الفعل .. لماذا ؟ .

§      الحالة الفلسطينية الراهنة والتي هي كما قلت مأساة حقيقية فنحن والعالم نشاهد ما ترتكبه حكومة الإرهاب الصهيونية من مجازر وإبادة للشعب الفلسطيني وتدمير لمقوماته ومدنه وقراه ، ما يجري ناتج عن تأمر على هذا الشعب تنفذه الحكومة الإرهابية الصهيونية العنصرية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً ومادياً وسياسياً وبضوء أخضر منها وأمريكا التي تدعي أنها راعية السلام تتحمل المسؤولية الكبرى قبل غيرها كما يتحمل القادة العرب نفس المسئولية لمواقفهم الضعيفة والمستسلمة والمتفرجة .. بل الراضية لما يجري في فلسطين لأن السكوت رضى وبعض الدول والحكام العرب مواقفهم فيها تواطؤ واضح مع أمريكا لأن ما يجري في فلسطين لم يكن فقط من حكومة إسرائيل ، وإنما هو من الولايات المتحدة الأمريكية لأنه لا يمكن أن تقوم إسرائيل بما تقوم به دون أن يكون لديها ضوء أخضر وتأييد واضح من أمريكا وما نسمعه ونقرأه كل يوم من تصريحات للرئيس بوش وأعضاء الإدارة الأمريكية لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا هي الموجهة والتي تقر كل الممارسات الصهيونية وهي أيضاً التي تستعمل نفوذها في مجلس الأمن والأمم المتحدة وكذا نفوذها وضغوطها على القادة العرب والقادة الأوروبيين الذين كانت لهم مواقف جيدة أثناء الانتفاضة ، لكن الإرهاب الأمريكي أسكت كل صوت يقف مع العدالة لإنقاذ هذا الشعب حتى وصل الأمر إلى وقوف أمريكا للحيلولة دون إرسال قوة سلام لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والمذابح ، كما حالت دون إرسال مراقبين دوليين ولجنة تقصي الحقائق لما جرى ويجري في مخيم جنين هذه أمريكا التي يلجأ إليها القادة العرب ويشكون إليها يهرعون إلى مركز قرارها (واشنطن) للاستنجاد بها ، وهي المسئولة الأولى والتي تدفع إسرائيل إلى ما يجري من ممارسات إجرامية .

·      هل معنى ذلك أن القادة العرب مشتركون في تنفيذ مخطط أمريكي صهيوني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ؟

§      الزعماء العرب إذا لم يكونوا منفذين فهم ساكتون والسكوت دليل الرضى ، وهم أيضاً مستسلمون لما تمليه عليهم أمريكا ضد شعوبهم ضد مقدساتهم ، وهم قادرون أن يكون لهم مواقف .

·      فيما يتعلق بالعمليات الاستشهادية في فلسطين هناك ضغوط وسمعنا أن اليمن ستقوم بمهمة الوساطة لدى حماس لتنفيذ ذلك .. هل ذلك صحيح ؟

§      الولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت شعار محاربة الإرهاب هي تعني به أن المقاومة المشروعة والدفاع المشروع عن الأوطان سواء في فلسطين أو في غيرها يعتبر إرهاباً وهي تحاول الضغط على القادة العرب لاستخدام صلاتهم وعلاقاتهم بالفصائل الفلسطينية لإيقاف الانتفاضة .. وهذا كله ضغوط أمريكية وإرهاب أمريكي ، وأمريكا تتحمل مسئولية كل ما يجري أو جرى .

·      بالنسبة لليمن هل قام اليمن بدور الوسيط لدى الفصائل الفلسطينية وبالذات حماس لإيقاف العمليات الاستشهادية ؟

§      الآن يتم الإعداد لعقد مؤتمر عربي سيحضره بعض القادة ووزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ واعتقد أن هذا المؤتمر يجري الأعداد له تحت ضغوط أمريكية بهدف الضغط على الشعب الفلسطيني بمعنى الاستعانة بالقادة العرب ضد الشعب الفلسطيني المذبوح والضحية وللأسف أيضاً أن مواقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأخيرة كانت مواقف مخزية بعد أن كان له أثناء حصاره في رام الله شعبيه وسمعة طيبة وعظيمة وتاريخية ولكنه ختمها بموقف مخز وذلك بتسليمه لعناصر وبعض من قادة المقاومة الفلسطينية الناشطة لنفيهم إلى خارج البلاد هذه وصمة عار على ياسر عرفات وعلى كل العرب .

·      لقد عمدت السياسة الأمريكية مؤخراً إلى إلحاق صفة الإرهاب بالعرب والمسلمين .. فكيف ترى الموقف العربي والإسلامي من ذلك ؟

§      إن الاستسلام أو الإذعان من قبل القادة العرب أو المسلمين شيء مخزي وهم يعرفون أن الإسلام والمسلمين هما المستهدفان أمريكياً منذ بداية الحملة التي قامت بها أمريكا تحت شعار الإرهاب ، وسبق أن قالها الرئيس بوش منذ البداية أنها حرب صليبية .. الأمر واضح أن الإسلام والمسلمين عرباً وغير عرب هم المستهدفون من قبل أمريكا وحلفائها.

·      فيما يتعلق باليمن .. أمريكا تتهمها بإيواء عناصر إرهابية تتبع تنظيم القاعدة .. ما صحة تلك الاتهامات ؟

§        سبق أن أوضحت أن هذه ممارسة إرهابية من قبل أمريكا ضد اليمن وضد الدول العربية وأن سعيها لإلصاق هذه التهم بالعرب والمسلمين يمثل إرهاباً .

·      ألا تمثل التركيبة القبلية اليمنية بيئة صالحة لإيواء وحماية العناصر الإرهابية ؟

§      اليمن سواء الدولة أو الشعب ـ وأفراد الشعب هم أفراد القبائل ـ لا يمكن أن يرضوا بحماية من ثبت أنه إرهابي أو مخل بالأمن أو مشتبه به .. الشعب كله متعاون مع الحكومة لمتابعة أي مشتبه به .

·      التقارير الأمريكية تؤكد تسلل عناصر إرهابية إلى الأراضي اليمنية .. ما صحة ذلك ؟

§      أمريكا تدعي هذا والرئيس والحكومة مستعدون لمطاردة أي عنصر يوجد داخل اليمن … أما أن هناك تقارير أكيدة بأسماء موجودة داخل اليمن بالفعل فلا أعتقد إلا اسمين فقط (الأهدل والحارثي) والقوات اليمنية تقوم بمطاردتهم أما المشتبه بهم فسجن الأمن السياسي مليء بالآلاف معظمهم مظلومين ولكن الحكومة تقوم بحبسهم لكي تبرهن لأمريكا أننا متعاونون ولو ظلماً .

·      في حال القبض على مثل هذه العناصر . هل سيتم تسليمهم للولايات المتحدة الأمريكية ؟

§        لا .. لا وقد صرح رئيس الجمهورية والمسئولون أكثر من مرة أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم فنحن دولة مستقلة ذات سيادة ولدينا محاكم ونيابة وقوانين ومن ثبت إدانته ستتم محاكمته والمشتبه به سيحقق معه ليدان أو يبرأ .. والأكثر أبرياء .

·      لقد كان الأمل الأمريكي وما زال أن يكون لها تواجد في اليمن .. هل سيتحقق لها ذلك في هذه المرحلة ؟

§      ما سمعناه من الأخ رئيس الجمهورية في تصريحات متكررة يؤكد استحالة ذلك وينفى المزاعم التي تدعي سماح اليمن بهذا التواجد وأعتقد أن تلك التصريحات فيها الكفاية لأن موقف الرئيس صريح في هذا الجانب .

·      ولكن التواجد الأمريكي في اليمن قائم بصورة مختلفة من خلال فرق التدريب والخبراء الأمنيين والعسكريين . ألا ترون أن ذلك يحقق الهدف الأمريكي ولو في الجانب الأمني والاستخباراتي ؟

§      بالتأكيد أنه سيفيدها بأي حال من الأحول .

·      هل يسمح بذلك على حساب اليمن ؟

§        الأخ رئيس الجمهورية يؤكد أنه لا يوجد سوى عدد بسيط من المدربين العسكريين ولفترات زمنية محددة .

·      هل القوات اليمنية بحاجة إلى مثل هذه الدورات التدريبية لأنها عاجزة عن القيام بمهامها ؟

§      القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني يجيد كل فنون القتال ولسنا بحاجة إلى خبرات أخرى إلا بما يتعلق بالتدريب على الأسلحة المعقدة والحديثة وهذا شيء طبيعي في اليمن وفي غيرها ولدينا خبراء للتدريب على الأسلحة منذ بداية الثورة خبراء روسيون وأوروبيون وأردنيون وأمريكيون .

        ·        خلال الأيام الماضية أعلن الرئيس اليمني أن هناك مخططاً تخريبياً يستهدف محافظات مأرب والجوف وشبوة .. ما هو هذا المخطط وهل صحيح أن هذه المحافظات ستكون المكان المناسب لإعادة تجمع عناصر تنظيم القاعدة ؟

§      اعتقد أن رئيس الجمهورية يقصد أن هناك مشاكل قبلية في هذه المحافظات الثلاث أكثر من غيرها مثل الحروب القبلية المستمرة وعمليات الثأر المتواصلة وكذا أعمال الاختطافات التي تتم في المناطق الواقعة بين مأرب وصنعاء والتي استمرت فترة من الوقت ويقصد الأخ الرئيس أن وجود هذا المناخ قابل لتواجد عناصر مخلة بالأمن وأعمال الخطف من أهم الاخلالات الأمنية .

·      هل ستسمح اليمن للخبراء والعسكريين الأمريكيين المتواجدين في اليمن بالاشتراك في عمليات عسكرية لمطاردة مثل هذه العناصر ؟

§      لا يمكن أن نسمح بذلك طالما وقواتنا المسلحة والأمن قادرة على هذا العمل وجميع رجال القبائل متعاونين مع القوات المسلحة ومع الدولة ضد أي عنصر يحاول الإخلال بالأمن، فالجميع حريصون على أمن البلاد .

·      عمد "السفير الأمريكي" في اليمن آدموند هول على إتباع سلوكيات تتنافى والأعراف الدبلوماسية .. لماذا يسمح له بذلك ؟

§      ما قام به السفير الأمريكي أمر لا تسمح به القوانين والأعراف السائدة في علاقات الدول ولا يحق لأي سفير أن يمارس مثل ذلك والحكومة اليمنية سبق وأن نبهت السفير الأمريكي إلى ذلك ومنعته من أي نشاط أو أي تحركات بعيدة عن القنوات الدبلوماسية .

·      في حال استمرار السفير بنفس التحركات كيف سيكون الموقف اليمني ؟

§        في هذه الحالة ستتخذ اليمن موقفاً حازماً وفقاً للطرق الدبلوماسية المعهودة والمتعارف عليها .

·      فيما يتعلق بالوضع الداخلي يرى مراقبون أن أمريكا تمارس ضغوطاً على الحكومة اليمنية لعودة الكوادر الاشتراكية النازحة وتنشيط الحزب الاشتراكي سياسياً بما يمكنه من الوقوف في وجه التيارات الإسلامية وخصوصاً تجمع الإصلاح .. ما رأيكم ؟

§        ما تقوله مسموع وأمريكا موقفها واضح أنها ضد الإسلام والناشطين الإسلاميين وضد التيارات الإسلامية في كل مكان ، وهاهي تتهم المنظمات الإسلامية في لبنان وفلسطين التي تقاوم الاحتلال الصهيوني بأنها إرهابية فالإسلام في نظرها هو إرهاب .


·      ما هو الموقف الذي يمكن أن يتخذه التجمع اليمني للإصلاح ؟

§      موقف التجمع اليمني للإصلاح موقف سياسي معتدل وواضح ولن يكون له أي موقف بعيداً عن قوانين البلاد ودستورها والحزب الاشتراكي معترف به ويمارس نشاطه وليس هناك أي اعتراض عليه كما أنه ليس هناك أي عداء بينه وبين الإصلاح.

·      فيما يتعلق بالمجالس المحلية .. كيف تقيمون تجربتها خلال السنة الماضية .. وهل ستشاركون في انتخاباتها القادمة ؟

§      إلى الآن لا نستطيع الحكم على تجربة المجالس المحلية بأي شيء وهناك عدد كبير من المديريات التي فاز فيها الإصلاح جمدت وبعضها تم التجميد بعد الفوز الذي حققه مرشحوا الإصلاح مثل محافظة مأرب وما جرى في انتخابات المجالس المحلية الماضية يعطي صورة سيئة ويتنافى مع القواعد الديمقراطية .

·      مستقبلاً .. كيف سيكون موقفكم وهل ستشاركون ؟

§      اعتقد أن انتخابات المجالس المحلية لن تتم بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب أي أنها ستتأجل لعوامل كثيرة يمكن أن توضحها اللجنة العليا للانتخابات .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp