الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ الاتحاد " 1/6/1999م : الوحدة اليمنية راسخة مثل الجبال

 

صحيفة الإتحاد - 1/6/1999م

 

-       الوحدة اليمنية راسخة مثل الجبال

 

·      تحتفل اليمن بعد أيام بمرور تسع سنوات على تحقيق الوحدة ..كيف تقيمون كرئيس للسلطة التشريعية مسار الوحدة والديمقراطية خلال هذا السنوات ؟

§      بالنسبة للوحدة فهي قد تطهرت بدماء الشعب حيث لم يسبق أن تلاحم الشعب وتفاعل وناضل بكامل شرائحه وفئاته كباراً وصغاراً على مر التاريخ مثلما حدث في حرب الدفاع عن الوحدة ضد الانفصاليين الذي أرادوا الرجوع بالوطن إلى الوراء ولذلك أقول بأن الوحدة ثابتة وراسخة كرسوخ جبال اليمن .. أما الديمقراطية فنحن حقيقة نعتز ونفتخر بها في اليمن .

·      هل هذا يعني بأن الوحدة أصبحت آمنة الآن بعد هذه السنوات ولا تتهددها أية مخاطر – وهل تقلقكم المعارضة في الخارج ؟

§      ليس هناك شعب من الشعوب إلا وفيه شواذ يعارضون ويحاولون دوماً أن يبلبلوا لتشويه صورة النظام الحاكم وزعزعة الأمن والاستقرار ، ولكن تبقى محاولاتهم كلها يائسة وفاشلة .

·      الأحكام الأخيرة ضد جماعة ما يسمى بجيش عدن الإسلامي ما رأيكم فيها ؟

§      نحن شعب يحتكم إلى الشريعة الإسلامية والله سبحانه وتعالى يقول في كتابة العزيز " ولكم في القصاص حياة فالأحكام التي صدرت أحكام عادلة ونابعة من الشريعة الإسلامية ضد من ارتكب جريمة القتل وسواء كان القتلى يمنيين أو غير يمنيين عرباً أو غير عرب ، مسلمين أو غير مسلمين ، فربنا سبحانه وتعالى يقول " النفس بالنفس " إلى آخر الآية .

·      ولكن هناك من يرون بأن حكم الإعدام لن ينفذ مثل ما انه لم ينفذ من قبل على عبد الرحمن الجزائري الذي قام بعدة تفجيرات في الضالع قبل أكثر من عام ونبيل نانكلي السوري الأصل ؟

§      قضية الجزائري دخلت فيها وساطة محلية قبلية عند أولياء الدم وقبلوا فيها الديات الشرعية .

·      وبالنسبة لنانكلي ؟

§      ما أعرف أن حكم الإعدام قد صدر ضده وفقاً للشريعة الإسلامية التي تقضي بقتل من يعيثون في الأرض فساداً .

·      كرئيس لمجلس النواب تتهمكم المعارضة بأنكم الوجه الآخر للسلطة وتنفذون ما تريد ؟

§      أنا رئيس المؤسسة التشريعية في البلد التي تكمل مؤسسات الدولة المكونة من ثلاث سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية ومجلس النواب كيان من كيانات الدولة ومن واجبي ومسؤليتي أن أحرص وأعمل على ترسيخ وتوطيد الأمن في البلد وأسهر على مصلحة اليمن ، ولذلك فالإتهام لا أساس له وهو اتهام باطل وفي غير محله .

·      أكدتم في تصريحات صحفية بأن حزب الإصلاح ليس له مرشح للرئاسة وسيدعم الرئيس علي عبد الله صالح .. هل هذا يأتي ضمن اتفاق مع المؤتمر الشعبي العام؟

§      ليس اتفاقا ولكنها قناعة .

·      هل يعني ذلك بأن قيادات الحزب قد اتفقت حول هذا الموضوع خاصة وان مجلس شورى الإصلاح كان قد أرجا مناقشة ذلك إلى دورة قادمة ؟.

§      نعم مجلس الشورى أرجأ الحديث حول هذا الموضوع ولكن كرئيس للتجمع اليمني للإصلاح هذا هو رأيي وأنا متمسك به .

·      هل النظام الأساسي للحزب يمنحكم هذا الحق ؟.

§      لم أكن الوحيد الذي أعلن عن ترشيح الرئيس على عبد الله صالح فقد صرح بذلك أيضاً الأمين العام لحزب الإصلاح محمد اليدومي .

·      ولكن تصريحات اليدومي انتقدها عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الله المقالح واعتبرها اجتهاداً شخصياً وليس قرار الحزب ؟.

§      مجلس الشورى هو بمثابة اللجان المركزية في حزب الإصلاح ومن حقه  إتخاذ القرار الذي يراه وهذا يشكل قمة الديمقراطية داخل الحزب نفسه والذي يسمح لكل إنسان أن يدلي برأيه .

·      معنى هذا أن هناك اختلافاً حول هذه المسألة ؟

§      ليس اختلاف ولكن يمكن أن نسميه تبايناً في إطار ممارسة الديمقراطية داخل الحزب .

·      في نفس الاتجاه .. أعلنت أحزاب المعارضة أن لديها مرشحاً للرئاسة وربما تطلب منكم الدعم في مجلس النواب للحصول على نسبة 10% التي يقررها الدستور للمرشح .. فإذا طلبت ذلك هل ستدعمونها ؟

§      عندما تتقدم أحزاب المعارضة  إلى رئاسة مجلس النواب سوف تتعاون معها على تزكية مرشحها .

·      اقصد أنها قد تطلب دعم الإصلاح وليس المجلس ؟

§      وهذا ما اعنيه أيضاً ، فإذا تقدمت بطلب سندعمها كمجلس سواء كنا إصلاحاً أو غير إصلاح لأننا حريصين على الممارسة الديمقراطية .

·      كيف هي علاقتكم مع المؤتمر الشعبي العام ؟

§      علاقتنا مع المؤتمر علاقة مصيرية وقديمة وفيها قواسم مشتركة وتجمعنا مواقف وملاحم مشتركة أيضاً .

·      كان هناك حديث حول صفقة بين المؤتمر والإصلاح لضمان مشاركة الإصلاح في الانتخابات الرئاسية اشترط فيها دفع تعويضات لشركة المنقذ عن الأرض التي آلت إلى الدولة في عدن .. ما صحة ذلك ؟.

§      هذا كلام سخيف .. ونحن في الإصلاح أرفع من أن نقايض أو نساوم وشركة المنقذ مثلها مثل أي شركة استثمارية في البلاد ولا علاقة لها بحزب الإصلاح .

·      بعد فترة من الاستقرار بدأت الأوضاع الاقتصادية في اليمن تسوء مرة ثانية وشهد الريال اليمني تدهوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، ما هي الأسباب برأيكم ؟.

§      هذا شيء مخيف فعلاً ومقلق وتتحمل مسؤوليته الحكومة .

·      هل لديكم تصورات لمعالجة هذا الوضع ؟

§      الحكومة هي التي لها برنامجها ولها تصورها ، وهي التي أصرت على أن تنفذ توجيهات البنك الدولي المتعلقة بالإصلاحات التي فرضها عليها والتزمت بها .. فهي أذن المسئولة عما يحدث .

·      ما هو الجديد في مفاوضات  الحدود اليمنية – السعودية ؟

§      الجديد أن اللجان المشتركة مستمرة في لقاءاتها والاتصالات على مستوى القيادتين السياسيتين مستمرة من حين إلى آخر والنوايا الحسنة متوفرة هنا وهناك . ونحن متفائلون ولا بد من إنهاء هذا الملف قريباً أن شاء الله .

·      كان الخلاف الأساسي بين البلدين يتركز حول نقطتي جبل ثار ورأس المعوج .. هل حدث تقارب في هذا الاتجاه ؟

§      هاتان النقطتان الحدوديتان من النقاط التي شملتها اتفاقية الطائف قبل 60 سنة وجبل الثأر يعتبر نقطة النهاية من الجهة الشرقية ورأس المعوج هو نقطة النهاية في الجهة الغربية على ساحل البحر الأحمر ويعتبران البدايتين لما شملته اتفاقية الطائف واتفاقية الطائف بملحقاتها واضحة وصريحة ومحددة بمواصفاتها  الدقيقة ومواقعها ومسافاتها .. ونرى أنه لا بد من الالتزام بها .

·      بعد الانفراج في العلاقات اليمنية مع الكويت كيف تنظرون إلى المستقبل بين البلدين؟

§      أولاً لا بد من التأكيد بأننا نحن في اليمن حريصين منذ البداية على علاقتنا مع الكويت ولذلك لم نقطعها أبداً ، وظلت سفارة الكويت في صنعاء مفتوحة والقائم بالأعمال موجود بيننا . والآن جاءت المبادرة  من دولة الكويت الشقيقة بدعوة وزير الخارجية لزيارة الكويت وإعادة فتح السفارة وهذه نعتبرها مبادرة أخوية صادقة ، وهو ما كنا حريصين عليه ونطالب به وننتظره ونأمل أن تشكل هذه المبادرة خطوة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق بين البلدين الشقيقين .

·      الزيارة المتكررة لقيادات عسكرية أمريكية لليمن طرحت العديد من التساؤلات ..فما هي طبيعة هذه الزيارات ؟

§      جرى حول هذا الموضوع حديث طويل وقيل أن الحكومة اليمنية ستقدم تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أراضيها ولكن الأخ رئيس الجمهورية حسم هذا الأمر و أكد  أنه لا صحة لذلك كما أكد على ذلك رئيس مجلس الوزراء وقال أن هذه الزيارات تأتي في إطار علاقات التعاون بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية وهذا أمر مفروغ منه فأمريكا دولة كبيرة ويجب أن يكون لليمن معها علاقة قوية مثلها مثل غيرها من الدول.

·      ولكن مجلس شورى الإصلاح في اجتماعه الأخير كان قد أعلن رفضه لتقديم تسهيلات عسكرية لأمريكا وهذا الأمر كان وارداً في تفكير الحكومة ؟

§      هذا كتنبيه فقط .

·      الحرب الإرترية – الإثيوبية كيف ترونها ؟

§      الحروب أينما كانت وبين من كانت مرفوضة لأنه لا خير فيها – والرئيس علي عبد الله صالح كما تعلم يتبنى مبادرة في هذا الاتجاه للمصالحة بين البلدين .

·      ما هي تأثيرات هذه الحرب على اليمن ؟

§      تعاني اليمن من النزوح للهاربين من تلك الحرب وهذا بالطبع يضر بنا فأوضاعنا معروفة وظروفنا الاقتصادية معروفة إضافة إلى أنها تهدد الأمن في البحر الأحمر وهذه أيضا مسألة تهمنا خاصة وإننا نسعى دائماً مع جيراننا وأشقائنا في الدول المطلة على البحر الأحمر أن يبقى هذا البحر آمناً مستقراً .

·      وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه اليمن برأيكم لإنهاء هذه الحرب ؟

§      كما ذكرت فقد كلف الرئيس علي عبد الله صالح بعد المبادرة وفوداً لزيارة البلدين ومحاولة تقريب وجهات النظر تمهيداً للمصالحة .

·      كيف تنظرون إلى واقع العالم العربي في الوقت الراهن ؟

§      بمرارة وبحزن شديدين لأن العرب رضوا لأنفسهم أن يصلوا إلى هذه الحال من التفكك فتمزقت صفوفهم وتفرقت آراؤهم وتباعدت كلماتهم ونجدهم في حالة صمت غريب في كل ما يجري حولهم حتى ما يتعلق بقضاياهم المصيرية .

·      وفي ظل الواقع هل ترون إمكانية عقد القمة العربية ؟

§      ليس هناك مستحيل إذا صلحت النوايا وهذا شيء مفروض على الحكام العرب بأن يسهروا ويعملوا جادين على إزالة الخلافات والتقارب وعودة اللحمة فيما بينهم لأن هذا فعلاً مفروض عليهم وواجب من أجل مواجهة التحديات .

·      وكيف ترون مبادرات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في هذا الاتجاه ؟

§      زايد قام بمبادرات كبيرة وعديدة يشكر عليها وكذلك الأخ الرئيس علي عبد الله صالح له مبادرات في هذا الاتجاه ولكن مع الأيام لا بد أن يصل الجميع إلى قناعة بضرورة الانتقال من هذه الحال التي تعيشها أمتنا العربية اليوم .

·      هل تعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية وراء عدم انعقاد القمة العربية ؟

§      طبعاً فالولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إلا أن يكون العرب ممزقين شذر مذر ليسهل عليها ابتلاعهم وابتلاع خيراتهم .

·      وما رأيكم فيما يحدث بالأرض المحتلة ؟

§      أوضاع مأساوية ، وأعتقد بأن السياسة التي ينتهجها ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية سياسة استسلام .

·      وفي هذا الوضع هل يمكن تحقيق السلام ؟

§      ليس هناك سلام وإنما استسلام والواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود الأمور إلى الاستسلام الكامل والنهائي إلى إسرائيل .

·      وما هو الحل ؟

§      عودة اللحمة العربية من أجل أن يكون للأمة العربية شأن .

·      الأحداث في كوسوفا وأوضاع المسلمين هناك كيف ترونها ؟

§      وهذه أيضاً مأساة العالم والإنسانية بكاملها ومأساة القرن العشرين وهي حقيقة مأساة مخزية لمن يدعون الإنسانية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في الدول الغربية التي تنظر إلى العالم الثالث بازدراء وتعتبرهم وحوشاً مع إن الوحشية التي نشاهدها الآن في الغرب وفي أوروبا أفظع مما شاهدناه  في أفريقيا وفي الدول المتخلفة أو الأكثر تخلفاً وما يحدث في كوسوفو مخزاة للدول الحضارية أو التي تدعي الحضارة .

·      هل ترون أنه إذا لم يتدخل الناتو عسكرياً كان يمكن حل المشكلة ؟

§      المشكلة أو الكارثة كانت موجودة وقائمة قبل أن يتدخل الناتو وبعد أن تدخل .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp