الشيخ الأحمر لـ((مجلة الوسط ))2/يوليو/1995م : المطلوبون سيتجاوز عددهم الـ16 وحوادث السلفيين لن تتكرر في الجنوب

 

مجلة الوسط - 2/يوليو/1995م

 

-       المطلوبون سيتجاوز عددهم الـ16

-       وحوادث السلفيين لن تتكرر في الجنوب

 

يبدو رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ / عبدالله الأحمر وكأنه حقق إنجازاً على صعيد إعادة الدفء إلى العلاقات اليمنية – السعودية ، خصوصاً بعد زيارة الرئيس على عبدالله صالح للسعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ذلك أن شيخ مشايخ قبائل حاشد عمل طويلاً على إزالة العقبات التي كانت تعترض تطوير العلاقات بين البلدين .

في لندن التي زارها قبل أيام التقت "الوسط " الشيخ الأحمر وسألته عن نتائج القمة السعودية – اليمنية وتطورات الوضع الداخلي في بلاده .

·      كيف ستترجم نتائج القمة اليمنية –السعودية ؟

§      هناك آلية تتمثل باللجان التي ستشكل ،وهي معنية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

·       في السنوات الماضية كان يصدر كلام ودي تعقبه في الكثير من الأحيان انتكاسات على صعيد العلاقات بين البلدين . هل يختلف الاتفاق الحالي عن غيره من الاتفاقات السابقة؟

§      لقد أبدى الطرفان رغبة صادقة وحرصاً شديداً على أن المرحلة المقبلة هي مرحلة عمل وصدق وإيجابية . وأكبر دليل هو رغبة الطرفين في اللقاء وفي طي صفحة الماضي وما حصل فيها من سوء فهم وملابسات وحساسيات ، واقتناعهما بأن لا مناص من التعاون بين الشعبين لأن ما يربط بينهما شيء متميز جداً وفريد من نوعه .إننا نعيش في قطعة واحدة من الأرض هي الجزيرة العربية ، وبين القبائل اليمنية والقبائل السعودية ترابط أسري وأواصر رحم، فالمناطق والمزارع والمراعي مختلطة والعادات هي نفسها ، إضافة إلى الدين واللغة وكل هذه الأشياء كفيلة بأن تكون المرحلة الجديدة مرحلة جد وصدقية يسودها الإخاء والمودة.

·      زيارة الرئيس على عبدالله صالح للسعودية تأجلت مرات عدة قبل أن تتم ، هل كان سبب تأجيلها وجود خلافات حلت في اللحظة الأخيرة ، أم أن هناك أسباباً أخرى ؟

§      التأجيل مرة بعد أخرى ، دليل الحرص على نجاح الزيارة ، سبقتها لقاءات واجتماعات واستعدادات لتكون ناجحة .

·      ما هي القضايا التي كانت عالقة ؟

§      لا يوجد بين البلدين خلافات سوى على الحدود ، وهي خلافات تعاني منها معظم الدول المتجاورة ، خصوصا أن الحدود في الجزيرة العربية غير مرسمة .

·      وهل تم حل هذه الخلافات قبل القمة ؟

§      نعم ، ولقد بقيت في الرياض مع الوفد الذي رافقني خمسة أسابيع ، وبحثنا في كل هذه الجوانب.

·      وما هي الخطوة المقبلة؟

§      العمل جار من قبل اللجنة المشتركة التي اجتمعت أخيراً في جده ، وعملها يحتاج إلى وقت .

·      وماذا عن الوقت المحدد للجان ؟

§      لقد حدد لها سقف نهائي بـ120يوما. ونأمل أن تسرع في عملها وتتوصل إلى النتائج المرجوة من قبل الطرفين قبل التاريخ المحدد.

·      اجتمعت قيادتا المؤتمر الشعبي العام والإصلاح أخيراً ولم يصدر بيان الاجتماع ، هل كانت هناك أشياء محددة ارتأى البعض عدم طرحها على الرأي العام ؟

§      لم يطرح أي شيء غير عادي ، انها اجتماعات طبيعية ودورية معتادة .

·      ما هي أبرز قضية ملحة يواجهها اليمن حاليا ؟

§      الوضع الاقتصادي هو أصعب ما يعاني منه الشعب والدولة بالمقدار نفسه .

·      بعد انتهاء القمة السعودية –اليمنية ، وجه رئيس الوزراء اليمني دعوة إلى رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في اليمن ،هل هناك بوادر للاستجابة لهذه الدعوة ، أم أن هناك شروطاً  وظروفا يطالب بها المستثمرون؟

§      يحتاج اليمن في الوقت الحالي إلى رؤوس الأموال ، سواء كانت رؤوس أموال يمنية في الخارج أم سعودية أم عربية أم حتى غربية ، نحن نحتاج إلى هذه  الاستثمارات ، وهناك قوانين مشجعة  للاستثمار .

·      هل عقدت اجتماعات مع رجال أعمال سعوديين أخيراً للبحث في هذه القضايا؟

§      رأس المال جبان ، شعار معروف ، وأصحاب الأموال يريدون أن يطمئنوا إلى الوضع السياسي والأمني وإلى العلاقات بين اليمن والمملكة العربية السعودية وحتى بقية دول الخليج أنهم يريدون أن يطمئنوا أكثر قبل القيام بأي خطوة .

·      هل بدأ تحول تدريجي لمصلحة الدولة والسلطة والقانون في اليمن في الفترة الأخيرة ؟

§      الشعب اليمني كله قبائل ، والدولة تعتمد على القبائل ومشايخها في فرض الأمن وتنفيذ كل خططها وسياساتها ، والقبائل في اليمن مثل المنظمات الشعبية والنقابات في البلدان الأخرى فبدلا من أن تستدعي الدولة رؤساء النقابات والمنظمات الشعبية لتطرح عليهم أمرا من الأمور تستدعي رؤساء القبائل وتبحث معهم ، وهم بدورهم ينفذون ما تريده الحكومة .

·      أين تلتقي وأين تفترق أو تتعارض مصلحة الدولة ومصلحة القبيلة في اليمن ؟

§      إنها لا تتعارضان ، لأن القبائل اليمنية حضارية وديموقراطية، تؤمن بالعلم والتعليم.

والنظام والقانون ، وبأنه لا يتم أمر من الأمور إلا بسلطان ، إننا على قناعة بأهمية الدولة ، ولقد وجدت في بلدنا الدولة منذ آلاف السنين وقبل أن تكون هناك دول في معظم أرجاء الأرض ، ويعود ذلك إلى أيام بلقيس التي قالت "ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون " .

·      لوحظ في السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة اختطاف موظفين أجانب وعاملين في شركات تنقب عن النفط في اليمن من قبل رجال القبائل ، هل تتوقعون استمرار مثل هذه الأعمال التي تضر بهيبة الدولة ؟

§      هذه الحوادث نادراً ما تقع، وهي تحصل حتى في الولايات المتحدة أن الإنسان لا يتجرأ على السير في شوارع نيويورك وفي جيبه ألف دولار فقد يقتلوه أما في بلدنا فبإمكانك الذهاب وسيارتك محملة بالنقود .إن ما يحصل ليس مصدره عصابات أو مجموعات فالذين يقومون بهذه الأعمال أفراد غير منظمين ، ويقوم شيخ القبيلة وأعوانها بردعهم وتسليمهم للحكومة .

·      مادمت تتحدث عن الديموقراطية والشورى ، هناك من يعترض في مجلس النواب اليمني على مذكرة التفاهم السعودية – اليمنية من ناحية دستورية ، ما هو ردكم ؟

§      لا يوجد اعتراض إلا من العناصر التي جبلت على المعارضة والانتقاد حتى لأقدس المقدسات، وقلت في يوم توقيع المذكرة في مكة المكرمة يوم السابع والعشرين من شهر رمضان عندما سئلت سؤالا مشابها أن للمطر محب و باغض .وأن الأمر لن يخلو من سماع انتقادات ومعارضين في كل زمان ومكان.

·      لكن المعارضين في مجلس النواب يقولون أن تفويضك مخالف للدستور باعتبارك جهة تشريعية وليست تنفيذية ؟

§      أنا قمت بما قمت به بصفتي الشخصية مع أخواني في المملكة ، وتحملت الكثير وأكدت إصراري على الاستمرار في التفاوض حتى توصلنا إلى هذا الاتفاق .

·      بعض أحزاب المعارضة يطالب بإجراء انتخابات جديدة وحتى تشكيل حكومة؟

§      لقد طالبوا بإجراء انتخابات بعد شهر من إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة ، وعلى هذا الأساس قام علي سالم البيض بالاعتكاف في عدن في شهر أغسطس ( أب ) عام 1993م .

·      وماذا عن تشكيل حكومة جديدة ؟

§      لقد قلت عن الواقعة السابقة أنه لم يكن مر ثلاثة أسابيع على تشكيل حكومة حيدر أبو بكر العطاس حتى بدأوا  المطالبة بتشكيل حكومة جديدة الحزب الاشتراكي وأعوانه لا يؤمنون بالديمقراطية والتعددية . وتقديري أن حزبهم لم يكن حزبا ديمقراطيا وكل انتخاباتهم صورية وكان أي عضو يرشحه الحزب من تعز ينتخب في ابين لأنه من الحزب ، لم يكن يعنيهم إذا كان أهل أبين يعرفونه أو يرشحونه .

·      هل أنت على استعداد لتطبيق وثيقة العهد والاتفاق؟

§      لقد ألغوها هم ، وكانت تهدف إلى تجنيب اليمن الحرب وويلاتها ،لكنهم فجروا الحرب وأعلنوا الانفصال .

·      وماذا عن مبادرة الحزب الاشتراكي في صنعاء التي أعلن فيها استعداده للحوار وإغلاق ملف الحرب ,هل يعني لك مثل هذا الكلام شيئا؟

§      لا يجوز إغلاق ملف الحرب التي سالت فيها الدماء مثل السيول وتدمرت فيها مدن ومؤسسات وضاعت أموال وأهدرت حقوق وهتكت أعراض وأعلن فيها الانفصال وهي بمثابة خيانة عظمى ، وبعد هذا كله يطالبون بإغلاق ملف الحرب إن هذا أمر غير منطقي .

·      لقد طالبت الحكومة اليمنية من الانتربول الدولي تسليمها أربعة من قائمة المطلوبين الستة عشر ، هل يعني هذا العفو عن الباقين ؟

§      المطلوبون كانوا ستة عشر ، أما الآن فزاد العدد لأن الذين تأخروا في العودة ولم يستغلوا العفو العام وبقوا على موقفهم المعادي ، سيسري عليهم ما يسري على المطلوبين الستة عشر .

·      وهل لدى الإثنى عشر شخصا الآخرين فرصة للعودة والاستفادة من العفو العام؟

§      لقد أعلن أنهم مطلوبون للعدالة ، وربما نعلن عن عدد أخر في المستقبل .

·      أين أصبح العميد صالح منصر السييلي محافظ عدن ووزير الداخلية السابق؟

§      الحزب الاشتراكي أدرى بمصيره .

·      هناك من يقول بأنه معتقل في إحدى سجون اليمن ، بعد أن تكتمت السلطات على اعتقاله ، ما هي الحقيقة ؟

§      الحزب الاشتراكي يعرف أين هو.

·      هل يعني أنه غير مسجون في اليمن ؟

§      لا يوجد في اليمن ، لقد ظفر ببعض الأموال وهرب بها إلى مكان مجهول .

·      ما هي صحة ما يتردد عن خلافات بين المؤتمر الشعبي العام وتجمع الإصلاح؟

§      الخلافات في الرأي تحصل بين الأخوة والشركاء في أي عمل كان وهذا أمر طبيعي.

·      على ماذا تختلفون ؟

§      أي قضية تناقش ، وتحسم بالطرق الديموقراطية .

·      باعتبارك من أكثر المطلعين على ملف الحرب الأخيرة في اليمن فكم حصدت من ضحايا؟

§      لا توجد تقديرات دقيقة ، وما نشر هو أقل من الحقيقة .

·      ألا يوجد إحصاء ؟

§      لقد حصدت آلاف الضحايا ، بالتحديد لا أعرف .

·      ما هي حقيقة ما يتردد في الخارج عن تعاملكم مع المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن كمدن ومحافظات محتلة ؟

§      ماذا تنتظر من أناس فجروا حرباً وانهزموا غير التشويش واختلاق الروايات غير الصحيحة والحوادث الوهمية .

·      هل أنت بصدد التحرك لتطبيع العلاقات اليمنية- الكويتية ؟

§      بالنسبة إلى الدول الخليجية الأخرى ، بما فيها الإمارات وقطر وعمان ، العلاقات عادت إلى طبيعتها والتعاون موجود ، أما الكويت فإننا نكن لها كل ود واعتزاز وندين لها بالجميل لأنها ساعدت حكومة اليمن في السابق ، إن قلوبنا مفتوحة ونعمل جاهدين لإنهاء القطيعة بيننا وبينها ، سفارة الكويت في صنعاء مفتوحة ، والقائم بالأعمال موجود ، أما سفارتنا في الكويت فهي مغلقة ، ونحرص على إعادة العلاقات ، والاتصالات جارية .

·      هل ترعى شخصياً هذه الاتصالات ؟

§      عبر قنوات أخرى.

·      وهل تستعد للتدخل شخصياً ؟

§      نعم تربطني بالإخوة في الكويت علاقات شخصية ، فأنا الذي تبنيت تأليف لجنة يمنية لمناصرة الكويت أثناء الحرب ، وأنا الذي استضفت الوفد الشعبي الكويتي الذي زار صنعاء عندما قام بجولة على البلدان العربية ، وكنت على اتصال ببعض الأخوة مثل عبدالله المطوع وغيره أثناء المحنة . لقد طلبت أن أزور الكويت على رأس وفد برلماني قبل فترة.

·      ماذا كان الرد ؟

§      لم نحصل على جواب حتى الآن

·      أكثر من مراقب للأوضاع في اليمن لاحظ تنامي التيار الإسلامي ، هل يعني مثل هذا الأمر إمكان حدوث مفاجأت؟

§      أنا أعارض هذه التسمية ، الشعب اليمني مسلم ، ولا يوجد في اليمن إسلاميون وغير إسلاميون ، وحزب " التجمع اليمني للإصلاح " لم يضفي على نفسه هذا الاسم أو هذه التسمية. إن "التجمع " حزب سياسي ديني يمني قومي عربي يؤمن بالديموقراطية والرأي والرأي الآخر وتبادل السلطة بالمنطق والطرق الديموقراطية والتعاون مع كل القوى والأحزاب ، وإذا كانت لدى بعض القوى الإسلامية في دول أخرى مواقف متشنجة فنحن ليس بيننا وبينها أي تفاهم ولا نؤمن بما تؤمن به من تطرف .

·      ما دمت تنبذ التطرف ، ما رأيك بالحكم الذي أصدرته محكمة مصرية بحق الكاتب المصري نصر أبو زيد واتهامه بالردة ؟

§      الحكومة المصرية غير معروفة بتعاونها مع الشباب المتطرف أو المتشدد ، وما دام الحكم صادرا عن محكمة تخضع للحكومة المصرية فهو حكم عادل ، الذي أصدر الحكم لم يكن عمر عبد الرحمن .


·      مادمت ذكرت عبد الرحمن ، هل تعرفه ؟

§      لا نعرفه ولا نعرف عنه غير ما سمعناه من الإذاعات لقد صنع الأمريكيون له هالة كبيرة.

·      أشرت إلى أن التجمع اليمني يضم تيارات مختلفة ، هل يعني أن هناك خلافات حادة بين أصحاب هذه التيارات تهدد بشق التجمع؟

§      هناك أفكار قابلة للنقاش وعندنا مجلس شورى نلتزم قراراته فهو يفصل في كل شيء.

·      شهدت حضرموت قبل فترة مواجهات وكانت عدن قد تعرضت لحوادث مماثلة ، ما أسباب هذه الحرب ؟

§      إنها ظواهر غير سياسية ، ما حصل في حضرموت ، وتحديدا في سيئون حادث فردي بين شخصين تم تضخيمه أما في عدن فهناك شبان بائسون يطلقون على أنفسهم أسم السلفيين ولهم مرشد في منطقة صعدة اسمه مقبل الوادعي ، مهمته تكفير الناس وتأليف الكتب ضد الآخرين أنهم يحرمون زيارة قبور الأولياء وغير ذلك ، ويعتبرون كل شيء بدعة لقد قاموا بعملهم على حين غرة ، ولا أعتقد بأن مثل هذه الأعمال الطائشة ستتكرر.

·      مع أي قياديين من الحزب الاشتراكي تفضل التعامل ؟

§      بالنسبة إلى الاشتراكيين الموجودين في صنعاء والذين تعاونوا مع الشرعية وأدانوا الانفصال ، هؤلاء معي في مجلس النواب ولديهم كتلة برلمانية قوامها حوالي 60نائباً أحد نواب رئيس مجلس النواب  أمينهم العام الجديد.

·      ماذا عن مقاعد النواب الاشتراكيين الموجودين في الخارج؟

§      حتى الآن مقاعدهم شاغرة ، سنسعى لانتخاب أعضاء جدد.

·      أي دور ينتظر الرئيس الجنوبي السابق على ناصر محمد ؟

§      الرئيس على ناصر محمد انصرف عن السياسة ونحا منحى علميا وله مؤسسة كبيرة ، ويكرس جهده ووقته لها.

·      متى تم آخر اتصال بينك وبينه ؟

§      نحن دائما نتواصل في المناسبات والأحداث. والأعياد ، لا يوجد قطيعة بيننا وبينه.

·      وهل أخبرك عن عزمه العودة إلى اليمن ؟

§      الباب مفتوح وأهلاً وسهلاً به في أي وقت.

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp