نص كلمة الشيخ صادق الأحمر أمام المؤتمر الأول لمجلس شورى تحالف قبائل اليمن



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والقائل : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا )
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين،،، وبعد:
الإخوة المحافظون
أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ
الإخوة أعضاء مجلس النواب والشورى
الإخوة المشائخ والشخصيات الاجتماعيه
الإخوة قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني
الحفل الكريم:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:-
يطيب لنا ونحن نلتقي اليوم في هذا المكان لإفتتاح الجلسة الخاصة بإجتماع مجلس شورى تحالف قبائل اليمن أن أُرحب بالجميع أجمل ترحيب مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات والإجتماعات هي فرصة طيبة للمزيد من التعارف وتمتين أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء اليمن الواحد وهي أيضاً سانحة لمد جسور التواصل بين القبائل من مختلف المناطق والمحافظات ليكون الجميع يداً واحدةً من أجل بناء اليمن الجديد والمحافظة على مكتسبات الثورة الشعبية السلمية ونصرتها وحمايتها من جور السلطة السابقة التي وقفت ضد إرادة الجماهير في التغيير وسفكت الدماء ودمرت حاضر اليمنيين ولاتزال تحلم بالعودة إلى عهد السيطرة والإستبداد والتفرد والإقصاء وهذه والله أحلام قد ولّى زمانُها وانقضى عهدها وسوف يقف اليمنيون لمخلّفات الماضي بالمرصاد ولن يقبلوا بغير العدل وسيادة القانون ومبدأ المواطنة المتساوية ورد المظالم وإنصاف إخواننا في المحافظات الجنوبية لما لحق بهم من تعسف وظلمٍ كان مقصوداً طوال الفترة الماضية.
الحاضرون الأعزاء:
إن تحالف قبائل اليمن وهو يعقد اليوم هذا الملتقى الخاص بأعضاء مجلس الشورى تحت شعار ( القبيلة حضارةٌ وبناء ) يعي جيداً الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا وحجم المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا ورغبته الصادقة في التغيير نحو الأفضل والخروج من الماضي البائس الذي عاصرناه جميعاً طوال الفترة الماضية، ولقد عمل التحالف منذ تأسيسه بتاريخ 15/ 6 /2011م على التعريف بأهدافه النبيلة وغاياته السامية من خلال نخبة من مشايخ اليمن في مختلف المحافظات فكانوا هم اللجنة التحضيرية التي أعدت اللوائح والأنظمة والهيكلة للتحالف ثم تم إقامة حفل إشهار التحالف بتاريخ 30/7/2011م ، كما عملت قيادة التحالف على دعوة واستقبال الكثير من المشايخ والشخصيات والوجهاء لتعريفهم بالتحالف والضرورة الوطنية التي فرضت وجود مثل هذا الكيان الجامع لقبائل اليمن.
ولقد كان التحالف دائماً وابداً مع ساحات الحرية والتغيير في مختلف المحافظات وشارك ومعه الآلاف من أبناء وشباب وشابات اليمن في كل المسيرات السلمية وتحمل كغيره من المكونات الثورية تبعات النضال السلمي وما نتج عن استمرار الفعل الثوري من تضحيات جسيمة اشترك فيها كل أبناء الوطن رجالاً ونساءاً وشباباً واطفالاً وشيوخا.
وكان التحالف في كل اللقاءات التي عقدتها رئاسته مع السياسيين والدبلوماسيين وضيوف اليمن من وفود رسمية مدركاً لأهمية وحساسية المرحلة التي مر بها الوطن وحريصاً على إيصال رسالة التحالف السلمية إلى كل تلك الشخصيات وأنه وهو يمثل مختلف القبائل اليمنية داعية سلام ووئام وحريص على وحدة الوطن ومؤمنٍ كغيره من المكونات الثورية بأهمية النضال السلمي كطريقٍ صائبٍ لتحقيق التغيير المنشود في سبيل يمن جديد يسوده العدل والقانون والمواطنة المتساوية ورد المظالم وهو ما عمل من أجله الثوار الأوائل منذ ثورة 1948م وضحوا من أجله بالغالي والنفيس.
ومن هذا المنطلق فإن التحالف يؤكد أنّه تحالفاً لكل أبناء اليمن أبوابه مفتوحة للجميع دون إستثناء، فأهدافُنا نبيلةٌ وشريفة تعمل من أجل نصرة المظلوم والحفاظ على الوحدة اليمنية والنظام الجمهوري وتسعى من أجل النهوض بالقبيلة نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة التي لا تتعارض قوانينها مع شريعتنا الإسلامية وتؤكد على تعزيز قيم الترابط والتلاحم الاجتماعي والحفاظ على الأسلاف والأعراف الحميدة ومعالجة قضايا الثأر ونبذ العصبية الجاهلية إيماناً من التحالف أن النهوض الحضاري لا يتم إلا بمشاركة الجميع بما فيهم القبائل اليمنية التي تعتبر مرتكزاً أساسياً ومكوناً جوهرياً في المجتمع اليمني، ودورها اليوم أصبح أكثر أهميةً من دورها بالأمس وهو ما يدعوا كل القبائل إلى فهم متطلبات المرحلة الراهنة والقادمة وأهمية التعاون في بسط الأمن والإستقرار والوقوف مع الدولة في محاربة كل الظواهرالسلبيه التي تؤثّر على سمعة اليمنيين وكذا القبائل اليمنية.
الأخوة الحاضرون الأعزاء:
إن شعارنا اليوم كتحالف جامع لكل اليمنيين، هو تقديم الوجه الحضاري المشرق لبلادنا أرض الحضارات السبئية والحميرية وبالتالي المساهمة الإيجابية في مرحلة البناء والتغيير التي بدأناها منذ الحادي والعشرين من فبراير الماضي بكل صدقٍ وإخلاص حتى نصنع فجراً جديداً مُفعمٍ بالآمال مليئٌ بالمنجزات ومشاريع التنمية الحقيقية القائمة على عدالة التوزيع الملبية لطموحات هذا الجيل والأجيال القادمة من بعدنا.
فإذا تجاوزنا المعوقات الراهنة وارتقينا بالمفاهيم والرؤى المستنيرة المسترشدة بتعاليم ديننا الحنيف وعملنا جميعاً على إنجاز ما نطمح إليه بروح التعاون والتآخي، شَكَرنا الناس وكتب التاريخ هذه الأعمال والمآثر بماء الذهب، وإن نحن تراجعنا أو تقاعسنا فإن التاريخ لن يرحم أحداً وستمضي بنا أيام العمر، ويأتي الموت فجأةً ورصيدنا عند الله قليل، وهذا مالا نريده ولا يريده كل عاقل وكل حريص.
الحاضرون الاكارم:
لقد مثّلت ثورة فبراير السلمية عام 2011 م منعطفاً مهماً وبداية جديدةً لعهدٍ جديد لكل ابناء اليمن ومحطةً لتصحيح كل الاختلالات والاعوجاجات التي ورثناها من الماضي البائس.
وإذا كانت المقدمات سليمةً كانت المُخرجات سليمة، وبناءاً على ذلك فإن الحوار الوطني الذي كان سابقاً وسيلةً لضياع الوقت أصبح بالنسبة لنا اليوم وسيلةٍ شريفةٍ وغاية سامية نُخرِجُ به اليمن من محنتها وإنتكاستها وأوضاعها الإقتصادية الصعبة وهو الرهان الذي يحرص على إنجاحه كل من يحب الخير لليمن واليمنيين ويسعى لإفشاله كل حاقد.
وفي هذا المقام أود أن أسجل عظيم شكري وتقديري لجهود الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على ما بذلوه من جهود صادقة أفضت إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي رسمت مسار الحوار الوطني ومراحله ومثلت مخرجاً لليمن وحقناً لدماء اليمنيين، كما لا ننسى ما قام به سفراء هذه الدول من مساعٍ حميدة وجهود حثيثة طوال العامين 2011-2012م ، ثم الدور البارز الذي لعبته ايضاً المملكة العربية السعودية الشقيقة في مؤتمرات المانحين وأصدقاء اليمن وقدمت أكثر من غيرها لمساعدة اليمن على تجاوز المعوقات معتبرةً ذلك واجباً عليها فرضته الأخوة في الدين وصلة القربى وحق الجوار.
الحاضرون جميعاً:
وإيماناً من التحالف بأهمية الحوار الوطني فإنه يدعوا كل الأحزاب والقوى السياسية والقبائل ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذا الحوار وعلى جماعة الحوثي والحراك الانفصالي والقاعدة عدم وضع الشروط المسبقة لإجهاض هذه العملية السياسية الهامة كما أن عليهم نبذ العنف ومنطق القتل وسفك الدماء البريئة لفرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة فالطريق الى حل المشكلات هو ترك السلاح و اللجوء إلى طاولة الحوار والانخراط في العملية السياسية حتى لا يضطر الشعب اليمني لمواجهة هؤلاء بنفس منطقهم الدامي.
وبالمقابل فإن على القيادة السياسية ولجنة الحوار الوطني فتح الباب لمشاركة الجميع دون إقصاء أو استثناء ما دامت لغة هؤلاء بعيدةً عن البارود ولعلَعة البنادق، وينبغي أن يكون الشباب الذين كان لهم قصب السبق في النزول إلى الميادين وتقديم التضحيات مُمَثّلين تمثيلاً واسعاً، فهم الشريحة الأكثر عدداً اليوم وغداً سوف يتحملون المسؤلية الكبرى أمام الله ثم أمام الشعب لأنهم عماد الحاضر وأمل المستقبل، كما يجب إشراك القبيلة التي كان لها أيضاً الدور المُشرِّف سواءً في ثورتي سبتمبر وأكتوبر أو ثورة فبراير السلمية
وبهذه المناسبة أحب أن أؤَكد على أعضاء مجلس الشورى الذين سينضمون إلى التحالف في هذا الاجتماع أن يكونوا رسل السلام والوئام إلى كل مناطقهم وأن يساهموا مساهمةً إيجابيةً في حل مشاكل المجتمع وأن يتعاونوا وجميع القبائل مع الدولة ومساعدتها في بسط نفوذها من أجل ترسيخ الأمن والإستقرار ومحاربة كل عمليات التخريب الموجهة والممولة والتي تطال الكهرباء والنفط والغاز.
كما أطالب الجميع بالوقوف ضد الظواهر السلبية من قطاعات قبلية وثارات وحروب عبثية وأن يركزوا جهودهم على جلب مشاريع التنمية الأساسية لمناطقهم مثل المدارس والطرقات والخدمات الصحيه خاصةً في المحافظات المحرومة التي لعب النظام السابق بإحتياجاتها التنموية وأخضعها لمعايير حزبية ومناطقية ما أنزل الله بها من سلطان.
وفي الختام:
أُؤَكد أن اليمنيين اليوم يعيشون في مفترق طرق، فإما أن يمضوا جميعاً إلى بر الأمان أو يعود الزخم الثوري ويتحرك جميع أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية وهم الغالبية العظمى من أبناء اليمن مقابل أنصار الماضي بكل سلبياته وهم قلة وحينها سوف يحسم الشعب اليمني بكل طلائعه الثائرة خياراته وهو مستعد للمزيد من التضحيات من أجل تحقيق كل أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية ولن يلتفتوا لأحدٍ بعد ذلك.
ولهذا فإني أدعو الإخوة رُعاة المبادرة الخليجية والأصدقاء والأمم المتحدة إلى فرض العقوبات الصارمة على كل من يحاول عرقلة مسيرة التغيير والبناء وخروج اليمن من النفق المظلم وأن يحرصوا على نجاح التسوية السياسية التي قبلها الناس على مضضٍ للخروج من المحنة وإغلاق صفحة الماضي حقناً للدماء وصوناً للحرمات.
وإذا كان من المُحَرّم والمُجَرّم شرعاً وقانوناً الجمع بين الأختين في الزواج فإن الجمع بين الحصانة وممارسة العمل السياسي هو جريمة كبرى تعاقب عليها كافة القوانين والأعراف الدولية !! لما يترتب على هذا الجمع من تخريب لحياة الناس والمجتمعات بشكلٍ عام، ولذلك فإن تحالف قبائل اليمن يدعوا إلى إلغاء الحصانة الممنوحة للرئيس السابق لعدم التزامه بمقتضيات تلك الحصانة وذلك تحقيقاً لمبدأ العدالة والمساءلة فلا توجد مسؤوليةً بدون مساءلة لا في الأديان السماوية ولا القوانين الوضعية.
 
وفق الله الجميع لكل خير،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته