منتدى الشيخ عبدالله الاسبوعي يواصل تقييم

منتدى الشيخ عبدالله الاسبوعي يواصل تقييم " الدور السياسي للقبيلة في اليمن "

 

الاثنين, 19 / سبتمبر / 2005م

 

 

    واصل منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاسبوعي مناقشة وتقييم  الدور السياسي للقبيلة في اليمن وعلاقتها بالسلطه عبر التاريخ القديم والحديث , والدور المحوري الهام الذي ماتزال تلعبة في اليمن , بوصفها احدى مكونات المجتمع المؤثرة ذات الفاعلية الكبرى في اطار المجتمع والدولة , وذلك في ضوء البحث المقدم من الباحث الدكتور محمد محسن الظاهري  تحت عنوان " علاقة القبيلة بالدولة والتعدديه السياسية في اليمن "

   وفي المنتدى الذي افتتحة الاخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر  رئيس مجلس النواب عصر اليومتناول الدكتور الظاهري اهم الخصائص التي تتمتع بها القبيلة في اليمن وحضورها القوي , ونجاحها في البقاء والتعايش مع الدولة والتآقلم مع كل المتغيرات منذ القدم وحتى اليوم , ومشاركتها الملموسة في صنع القرار السياسي للبلاد على مر التاريخ دون الوصول الى قمة السلطة , وتحقيق متطلبات افرادها , وتفوقها على الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الضعيفة والغائبه عن ممارسة دورها .

    وهو ما يتناقض مع النظرة الغربية والتي تعتبر القبيلة مرحلة تسبق قيام الدولة  وتزول بوجودها , كماتحمل القبيلة مسئولية تخلف المجتمع ,

   في غضون ذلك .. اكدت تعقيبات الحاضرين على ان الشعب اليمني مجتمع قبلي بكافة شرائحة , واعتبار القبيلة من اكثر مكونات المجتمع تأثيرا , تميزت بقدرتها على البقاء والتطور والتكيف مع مختلف المستجدات ,

   وان الانتماء القبلي مدعاة للافتخار من كل يمني , ومن كل عربي يعتز بإنتسابة لقبائل اليمن أصل العروية , مشيرين الى خصوصية القبلية في اليمن ومظاهر اختلافها الكبير عن القبلية البدوية الصحراوية المتحركة والقبلية الافريقية الوثنية المتخلفة .

    فالقبلية اليمنية متحضرة ومستقرة في تجمعات سكنية عمت السهل والجبل وبنت المدن والقرى , واحدثت نهضة زراعية غير مسبوقة , وشيدت المدرجات والسدود العملاقة, ومارست التجارة والصناعة بانواعها , وشكلت في مجموعها دولة , أسست لقيام حضارة عظيمة هي الاكبر والاعرق في الجزيرة العربية .

 كمااسهمت في تماسك المجتمع اليمني , وحفظ هويتة وأصآلتة وموروثة الحضاري , وذلك بفضل مجموعة القيم والاعراف التي حكمت المجتمع القبلي وكونت مايسمى بالديموقراطية المجتمعية , كالحرية في ابداء الراي والمشورة وابرزها في المؤتمرات القبلية ( الداعي ) , ومظهر المساواة في العلاقات الداخلية بين الشيخ وافراد القبيلة وفقا لمقولة  " شيخ واحد بين أنداد " وقياس نفوذ الشيخ بمكانتة في القبيلة , وكذا طريقة اختيار الشيخ القريبة من الشورى والنهج الديموقراطي ,

   مشيدين بالاعراف والقيم الخيرة المجسدة للاخاء والتعاون والتضامن في القبيلة .. كالشهامة والمسارعة لحل النزاعات, واحترام الملكية الخاصة , وحظر الثأر في المدن والهجر , وحماية من يفض النزاعات فيما يسمى "بالهجرة "ومنع أخذ اراض الغير , ونصرة المظلوم والمسماة " بالمؤاخاة " وحفظ الامن والحقوق عند غياب الدولة , وكل هذه قيم ومفاهيم نجحت في إبقاء دور القبيلة فاعلا , ولا تختلف في مجموعها عن الشرائع الدولية المتعلقة بحقوق الانسان في العصر الحالي.

     ومما ساهم في نجاحها .. تجانس المجتمع القبلي وخلوة من الاقليات والاعراق المختلفة , فكل قبائل اليمن أتت من فخوذ وفروع – بحسب التقسيم الاداري القبلي– تنتهي كلها في قبيلة واحدة هي قبيلة همدان بن زيد .   

   ونددت التعقيبات ببعض الدراسات البحثية المحلية المتجنية , والتي تعمدت تشوية القبيلة من خلال تطويع الاحداث التاريخية  وفقا لقناعاتهم المسبقة , مطالبين بأهمية دراسة الظاهرة وتأثيرها بتجرد وحيادية وبنظرة علمية منصفة .

   وخلص الحضور إلى ان القبيلة بما تمتلكة من اعراف وقيم وضوابط ديموقراطية وقدرة تنظيمية , قد أهلها للبقاء والنماء وجعلها من اهم العوامل المؤثرة في تاريخ اليمن القديم والحديث , وسهل تفوقها على منظمات المجتمع المدني واضطلاعها بدورهاوان القبيلة ستظل تؤدي دورا محموداً في الحاضر والمستقبل القريب , طالما ظلت " اشكالية السلطة " معلقة في الوطن العربي , واستمرت الاحزاب في حصر نشاطها في الجانب السياسي المؤسمي , بل انه حتى في مرحلة الدولة المدنية المتحضرة  ستجد القبيلة دور أخر قد لا يقل فاعلية عما تمارسة اليوم .