منتدى الشيخ الأحمر يقر إقامة ندوة وطنية حول قضية المبيدات الزراعية
أقر منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أمس الإثنين عقد ندوة وطنية حول قضية المبيدات، يستضاف فيها كل المعنيين في القضية.
ومن المقرر أن يعلن عن موعد إقامة الندوة ومكانها في وقت لا حق عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وكان منتدى الشيخ الأحمر واصل الإثنين 24- 3 -2008م مناقشة قضية المبيدات الزراعية، حيث خصصت جلسة المنتدى لمناقشة الحلول اللازمة لمشكلة المبيدات وآليات تطبيقها على أرض الواقع.
وناقش المنتدى برئاسة الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر خمس أوراق للأستاذ عبدالقوي عبدالجليل مدير عام وقاية النباتات بوزارة الزراعة حول "دور وزارة الزراعة في تنظيم تداول المبيدات"، والدكتور أحمد شملان مدير مركز الأورام السرطانية بالمستشفى الجمهوري عن "حالات سرطانية من الواقع"، والدكتور عبدالرحمن ثابت أستاذ السميات بكلية الزراعة جامعة صنعاء حول "الحلول اللازمة للخروج من إشكالية المبيدات"، والأستاذ ياسين التميمي الأمين العام المساعد لجمعية حماية المستهلك حول "مخاطر التداول الراهن للمبيدات على المستهلك في اليمن"، والأستاذ عبدالخبير العامري رئيس نقابة تجار المبيدات عن "رأي تجار المبيدات والمستلزمات الزراعية".
وأكد عبدالقوي عبدالجليل مدير عام وقاية النباتات بوزارة الزراعة أن وزارته ظلت مجمدة لقانون تنظيم المبيدات لأكثر من خمس سنوات.
وقال: إن القانون الذي صدر في 1999م ظل في الإدراج حتى العام 2006 حيث بدأت الوزارة العمل به في هذا العام.
وأشار خلال مشاركته بمنتدى الشيخ الأحمر مساء أمس إلى أن الوزارة استطاعت منذ تطبيق القانون تخفيض أنواع المبيدات المتداولة في السوق اليمنية من 1024 نوع من المبيدات مع بداية 2006 إلى 400 نوع في 2007م.
وانتقد عبدالجليل إجراءات التقاضي في المحاكم والنيابات اليمنية عند إحالة المخالفات إليها، ما يتسبب في تحميل الوزارة وإدارته بالتحديد الكثير من المتاعب.
وشدد مدير عام وقاية النباتات بوزارة الزراعة على أن تفعيل قانون تنظيم المبيدات لن يتم إلا عن طريق توفير كادر بشري مؤهل بسبب العجز الحاصل في هذا الجانب، وكذا توفير الأجهزة الخاصة بالفحص، وأن يكون هناك مبنى خاص لتحليل المبيدات الزراعية ، مشيرا إلى أن كل هذه الإمكانات تفتقدها الوزارة.
وأكد عبدالجليل أن الوزارة نجحت في تقليص المبيدات الضارة المستخدمة على القات إلى 80%، مشيرا إلى أن المبيدات الزراعية يستخدم معظمها في رش القات، أما المحاصيل الزراعية الأخرى مثل الذرة أو الحبوب الأخرى فنادرا ما يتم استخدام المبيدات، كما يتم استخدامها بأحجام متفاوتة في الخضروات،والفواكه.
وقال عبدالجليل: اليمن من أقل الدول التي تستخدم المبيدات الزراعية على المحاصيل الزراعية، وهذا من واقع إحصاءات ميدانية حيث يتم استخدام 20 جرام من المبيدات لكل هكتار، فيما في الدول الأخرى يستخدم 1000 جرام لكل هكتار، إلا أنه أشار إلى أن هناك استخدام خاطئ للمبيدات من قبل المزارعين.
وأوضح أن وزارة الزراعة بدأت في إدخال القات ضمن المحاصيل الزراعية التي تخضع للرقابة والإشراف، وتحليل المبيدات وأسمدة الصالحة لها، مشيرا إلى أن الوزارة لم تدخل القات ضمن المحاصيل التي يمكن تخصيص المبيدات لها سابقا.
واعترف بوجود قصور في أنشطة وزارة الزراعة التوعوية للمزارعين، مؤكدا في ذات الوقت أن مشكلة تهريب المبيدات تعد إحدى العوائق التي تقف أمام الوزارة.
وأشار إلى حاجة الإدارة العامة لوقاية النباتات إلى مبلغ 44 مليون ريال لتفعيل الرقابة الميدانية على المبيدات سنويا، و 250 مليون لشراء أجهزة ومختبرات.
الدكتور أحمد شملان مدير مركز الأورام السرطانية من جهته أكد إن المركز استقبل منذ افتتاحه في 2005م أكثر من 11 ألف حالة سرطانية، وسجلت محافظة صنعاء وأمانة العاصمة الأولى بين المحافظات اليمنية حيث وصلت نسبة الإصابات السرطانية التي استقبلها المركز من صنعاء وأمانة العاصمة إلى 20% تليهما محافظة تعز بنسبة 14% ، وإب 12% والحديدة 9%، مشيرا إلى أن الإصابة بالسرطان توزعت بحسب الكثافة السكانية، وأن معظم الإصابات هي في الجهاز الهضمي، وبعدها سرطان الغدد اللمفاوية، والبلعوم الأنفي.
وقال: هناك بعض المرضى وبسبب الاستخدام الغير السليم للمبيدات يأتون ألينا وهم يعانون من انسدادات في الأنف أو رعاف شديد، ومعظم الحالات التي تصل من هذا النوع تأتي في وقت متأخر حيث يكون حينها المرض قد تطور أكثر وأصبحت صعوبة العلاج له واردة بسبب تأخره، مؤكدا أن سبب تأخر المرضى في الوصول إلى المركز هو غياب الوعي في المقام الأول، والحالة المادية الصعبة لدى المواطنين حيث يضطر الكثير للصبر على آلامهم وعدم الذهاب إلى المستشفى.
إلى ذلك أكد الدكتور/ عبدالرحمن ثابت أستاذ السميات بكلية الزراعة بجامعة صنعاء أن هناك خطأ في الإحصائيات التي ذكرها مدير عام وقاية النباتات وأن نسبة استخدام المبيدات أكثر مما ذكر، مشيرا إلى أنه لو حسبت بدقة فإن نصيب الفرد من المبيدات سيصل في العام الواحد إلى نصف كيلوا.
وقال: أضحى السرطان هاجس رعب ينتشر في أوساط المواطنين على مختلف مستوياتهم المادية والثقافية، ومبعثا لإثارة القلق لما يخلفه من أسى، ومعاناة للأسر التي يفترسها الوباء.
وأشار إلى أن السرطان يصيب النساء والرجال والأطفال فبالنسبة للنساء فسرطان الثدي هو الأول ، ويشكل مابين 30% إلى 40% من نسبة السرطانات الأخرى، أما الرجال فإن سرطان المخ والبلعوم يمثلان النسبة الأولى ويأتي بعدهما سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الجهاز الهضمي، كما لوحظ ارتفاعا في نسبة الإصابة بسرطان الكبد، وهذا يرجع إلى احتواء القات على نسبة كبيرة من التانين بنسبة 10%، ويعتقد أنه السبب في السمية على الكبد الذي يعتبر مخزن للسموم.
وتوقع الدكتور ثابت إلى أن السرطان يهدد حياة ثلث سكان اليمن أي ما يقارب 7 ملايين نسمة، ومن بين كل ثلاثة مواطنين احتمال إصابة أحدهم وارده.
وأكد أن تكلفة جلسات الإشعاع تزيد عن 400 الف ريال للمريض الواحد، كما أن تكلفة العلاج الكيميائي مرتفعة، والمريض يحتاج ما بين 9-10 جرعةـ وتكلف الجرعة الواحدة الجمعية ما بين 500 إلى 600 الف ريال للمريض في الجلسة الأولى، أما الجلسة الثانية فيكلف العلاج ما يزيد عن 12 الف دولار، وترتفع الكلفة في حالة المضاعفة.
وأشار إلى أن القات يأتي في مقدمة الأسباب التي أدت إلى انتشار السرطان في اليمن، حيث تشير دراسات إلى أن عدد مخزني القات يوميا 4 ملايين شخص في حين ارتفعت نسبة تعاطيه وسط الذكور خلال السنوات القليلة الماضية بصورة كبيرة لتتراوح في الوقت الراهن بين 80 إلى 85% فيما تصل النسبة بين النساء إلى 35%.
وقال: إن هناك خمسة مبيدات يستخدمها اليمنيون في رش محصولاتهم الزراعية يعتبر من يروجها في أوروبا من طائفة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية ممن يجب محاكمتهم أمام محكمة مجرمي الحرب الدولية، وهي مبيد (بروبارجيت) والذي يوجد منه خمسة مستحضرات تجارية تؤدي إلى الإصابة باورام سرطانية في الجز الأوسط من الأمعاء الدقيقة، ومبيد (مان كوزيب) ويوجد مستحضرات تجارية تتسبب في أورام سرطانية في الكلية والأمعاء، ومبيد (ما نيب) ويوجد منه خمسة مستحضرات تجارية تؤدي إلى الإصابة بأورام الغدة الدرقية، وأخيرا مبيد (فولبيت) ويوجد منه مستحضر تجاري واحد يسبب سرطان الإثناعشر.
وأكد الحاجة إلى مبيدات فطرية بدلا عن المبيدات الزراعية، وإستخدام الأتربة الناعمة، مشيرا إلى أنه قام بفحص ستة أنواع من الأتربة في اليمن واتضح أنها تحتوي على مادة كبريتية من شأنها القضاء على الفطريات التي تعيق نمو المحاصيل الزراعية.
واقترح من ضمن البدائل عن المبيدات شجرة تسمى في المحافظات الجنوبية المريرة، ويتم إستخدامها في الهند بكثرة إلا أن الشجرة اليمنية التي تسمى النيم أكثر فاعلية، حيث يمكنها أن تقتل كل الديدان في التربة الضارة بالشجرة، بالإضافة إلى شجرة (العشر) حيث تقتل المادة السائلة فيها كل اليرقات المتسببة في إتلاف المحصول الزراعي.
واتهم وزارة الزراعة بتشجيع ظاهرة تهريب المبيدات الأكثر خطورة من خلال المعوقات التي تضعها أمام المبيدات الأقل خطورة.
ياسين التميمي الأمين المساعد لجمعية حماية المستهلك أكد أن ثلاثة في الألف يموتون سنويا بسبب السرطان في اليمن، وأن السبب الرئيسي يعود إلى الإستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية.
وطالب التميمي وزارة الزراعة والري بتفعيل دور الإرشاد الزراعي للحد من الاستخدام الخاطئ للمبيدات، واستخدام البدائل الممكنة عن المبيدات الزراعية.