في منتدى الأحمر.. الشيخ صادق: ما يجري في السودان من مخلفات الإستعمار البريطاني

أكد الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر أن دولة السودان الشقيقة تواجه حربا غير معلنة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وقال: إن هذه الحرب لم تكن من قبل الدول الغربية فقط بل أسهمت فيها الدول العربية التي لم تقف إلى جانب السودان عندما حصلت تلك الطفرة الزراعية، ما اضطرها إلى تكديس تلك المنتجات. واعتبر ما هو حاصل في السودان حاليا من مشاكل في دار فور وآبيي والجنوب هي من مخلفات الاستعمار البريطاني الذي مازالت آثاره إلى اليوم، مدللا على ذلك بما هو حاصل حاليا في فلسطين والعراق، وكذا مصر التي لا تستطيع فتح معبر رفح أمام المحاصرين في قطاع غزة. وأشاد الشيخ صادق – خلال منتدى اليوم الذي خصص لمناقشة حكم المحكمة الدولية حول منطقة آبيي السودانية – بما حققه الاقتصاد السوداني من إنجازات تنموية وصفها بالجيدة. وقال عندما ذهبت إلى السودان هذا العام وجدت أن هناك تنمية كبيرة في مختلف الجوانب وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك اقتصاد قوي. وتمنى الشيخ صادق للشعب السوداني الشقيق كل التقدم والرفاه، داعيا الحكومة السودانية إلى العمل على الحفاظ على المنجزات الحالية ورفع مستواها إلى الأفضل. وفي المنتدى قدم مستشار السفارة السودانية الأستاذ/ عبدالهادي عبدالحميد محاضرة عن حكم المحكمة الدولية حول آبييه. وأكد أن حكم المحكمة الدولية رغم كونه لم يكن بالمستوى المطلوب لدى الحكومة السودانية إلا أنه سيساهم في تعزيز وحدة السودان، وقد يغير اتجاهات المواطنين في جنوب السودان إلى دعم خيار الوحدة. وأشار في رده على أسئلة المشاركين في المنتدى إلى السياسة الأمريكية الجديدة نحو السودان. وأكد أن السياسة الأمريكية تجاه السودان لاتصنعها الإدارة الأمريكية ، وإنما اللوبي الصهيوني. وقال: من المؤسف أن سفراءنا في واشنطن عندما يلتقون الساسة الأمريكيين يؤكدون لهم أن السياسة الخارجية نحو السودان لاتصنعها الإدارة الأمريكية وإنما الأيدي الصهيونية. المستشار بالسفارة السودانية أشاد خلال محاضرته في المنتدى بالسياسة الأمريكية منذ وصول الرئيس أوباما إلى سدة الحكم، وقال: هناك وعي يظهر في بعض الدوائر الأمريكية تتحدث عن اللوبي الصهيوني وتدخلاته في السياسة الخارجية الأمريكية. وأكد أن السودان يلمس حاليا تحسنا إيجابيا في السياسة الأمريكية نحو السودان، ودلل على ذلك بالمبعوث الأمريكي في السودان الذي قال إنه رفع تقريرا إيجابيا عن الوضع في السودان رغم الضغوط التي مورست عليه. وأشار إلى أن مجموعات يهودية تحاول حاليا إبعاده من السودان لتوجهه الإيجابي، وذلك من خلال ممارستها ضغوط على الإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي أكد في محاضرة له أن السودان يجب أن لا يستقر ويجب إشغالها بالقلاقل. واعتبر عبدالحميد أن مايجري حاليا في دار فور هو عبارة عن تضخيم إعلامي لا أكثر، وقال: أتحدى أي وسيلة إعلامية أو أي جهة تبرز صورا لقتل في دار فور. وأكد أن هناك بعض القنوات العربية تسير دون وعي في تضخيم الحدث، لكن الحقيقة غير ذلك تماما. وأشار إلى أن سبب لجوء الحكومة السودانية إلى التحكيم الدولي في قضية آبيي جاء عندما وجدت أنه يمثل خيارا ضروريا بعد أن تأزمت الأمور وصلت إلى درجة الصدام مع الحركة الشعبية التي رفضت كل الأطروحات – بتعبيره. وأكد أن الحكم ساهم في حقن الدماء وعمل على حل الأزمة. مضيفا "الحكم لم يلب كل ماتريده الحكومة السودانية، فيما الحركة الشعبية قبلته على مضض كونه أسقط عليهم أكبر حقل نفطي في السودان وأعاده للحكومة السودانية. من جهتهم شدد المشاركون في المنتدى على ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية على إرساء سياسة تتسم بالعدالة وتحقق الديمقراطية لكي تتحقق التنمية في مختلف المجالات.