في محاضرة له بمنتدى الشيخ الأحمر..مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن يبشر بزوال إسرائيل من الخارطة إذا توفرت إرادة عربية قوية

استبعد جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن اندلاع حرب إقليمية في المنطقة بحسب التهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي أفصحت عنها العام الماضي.

وأكد أن ما تتحدث عنه إسرائيل وأمريكا عن حرب إقليمية سيكون المستهدف منها إيران وسوريا كلام بعيد عن الصواب، ولا يستند إلى حقائق صحيحة، وإنما هدفه إرباك الشارع العربي والإسلامي.

وأشار خلال محاضرة له بمنتدى الشيخ الأحمر أمس الإثنين إلى أن المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة في تراجع مستمر "فإسرائيل لم تعد في مأمن، وهي تترنح الآن بفعل المقاومة"، مؤكدا أنه إذا وجدت قوة عربية وإسلامية حقيقية لفنيت إسرائيل من الخارطة.

وقال: إن إسرائيل تلقت هزائم متعددة في حروبها مع العرب ابتداء من حرب أكتوبر 1973 الذي دمر فيه خط برليف، وقيام أول سلطة فلسطينية في عام 1994م، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بدون اتفاق رسمي في مايو 2000، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية في نفس العام، واستمرارها إلى الآن، بالإضافة إلى فوزر حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة السلطة في 2006م، وكذا هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006م في لبنان، وفشله في الاجتياحات لقطاع غزة عامي 2007-2008م.

وأكد في محاضرته تحت عنوان (ستون عاما على النكبة..التحولات الإستراتيجية وآفاق المستقبل) أن هناك تقدما في برنامج المقاومة، والبرنامج العربي، فيما يلحظ التراجع في الفكر الصهيوني، وتراجع طموحاته الكبيرة السابقة على الأقل من الناجية النظرية، كما أن هناك تقهقر في حجم الآلة العسكرية الإسرائيلية بسبب الضعف الذي تبديه أمام الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وأشار إلى أن هناك تشكل لموقف عربي ربما تتبعه مواقف رسمية عربية باتجاه التحرك وبقوة خلف المقاومة الفلسطينية واللبنانية لإزالة الاحتلال.

واعتبر الحمد أن من أهم محددات المستقبل القادم هي المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتصاعدها في مواجهة القوة الإسرائيلية، وتطور الديمقراطية في الوطن العربي، وتطور تصورات الفلسطينيين والعرب إزاء التفاوض، وعدم الاعتماد عليه كخيار وحيد مستقل، والتحول نحو اعتبار الانتفاضة والمقاومة سندا سياسيا للموقف السياسي العربي الفلسطيني على حد سواء.

وأشار إلى أن هناك تراجعا في القوة القيادية لإسرائيل، وأن "الكارزما" القيادية لإسرائيل انتهت في ظل فشل القيادات الحالية في تحقيق أهداف الكيان وطموحاته ومواجهة التحولات الفلسطينية المناهضة.

وقال: إن ملامح المشهد خلال السنوات الثلاث القادمة يتمثل في تراجع إسرائيل سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، وتقدم المقاومة الفلسطينية، وتبلور الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتراجع نفوذ أمريكا في العالم، وتقدم الدور الأوروبي، وزيادة فرصة الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967م، واستمرار جمود عملية السلام.

واستبعد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الذي يزور اليمن حاليا حدوث أية تسوية خلال الخمس سنوات القادمة سواء مع الفلسطينيين أو سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هناك اتفاقية سلام خلال الأعوام القادمة.

وأكد أنه منذ 60 عاما ظهرت عدد من النظريات بهدف اجتثاث الاحتلال ومنها نظريتي التفاوض والمقاومة، مشيرا إلى أن معظم النظريات فشلت إلى حد الآن في استعادة فلسطين، ويعول الآن على نظرية المقاومة في إعادة الحلم العربي خصوصا بعد أن أثبتت تقدما على عدد من المستويات، والتحقق من أنها أكثر النظريات فاعلية إلى الآن.

وفيما يخص الجانب العربي توقع الحمد تزايد التحولات في العلاقات العربية العربية على الصعيد الرسمي، وسيادة نمط القطبية الإقليمية والقطرية فيها، وتراجع قدرتها على اتخاذ مواقف مستقلة نسبيا في التعامل مع واقع الصراع سلما وحربا.

وفي المنتدى الذي رأسه الشيخ حمير الأحمر نيابة عن الشيخ صادق المسافر خارج الوطن أجمع المشاركون أن خيارة المقاومة هو الأنسب في مواجهة الاحتلال الصهيوني نظرا لما حققته خلال السنوات الماضية.

وشدد المشاركون على ضرورة استمرار المقاومة ودعمها، وكذا تحرير إرادة الإنسان العربي وتخليصه من التبعية.

وقال يحيى الشامي عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني إن تغيير التركيبة السياسية لأنظمة الحكم العربية عامل جوهري باتجاه نصرة القضية الفلسطينية، مؤكدا أن ما وصفها بالبرجوازية الطفيلية "التي تنهب المال العام" لا تتمتع بأي نزعة داخلية وطنية فهي على استعداد لبيع حتى المقدسات في سبيل المال وبالتالي لا يعول عليها حاليا اتخاذ مواقف قوية تجاه الاحتلال الصهيوني.

ودعا إلى إدراك الدور لمن وصفهم بقوى الإسلام السياسي المناضلة – حد وصفه – ومن إلى جانبها، مؤكدا على الدور الذي تلعبه هذه القوى ومن بجانبها لنصرة القضية الفلسطينية.

وأشار الدكتور غالب القرشي إلى أن المقاومة هي الخيار الأقوى في دحر الاحتلال الصهيوني خصوصا بعد أن جربنا جميع الخيارات، مشيرا إلى أن إسرائيل تلقت عددا من الهزائم أمام المقاومة، وليس أمام الأنظمة الداعية إلى التطبيع.

من جهته أكد الدكتور عمر العمودي أن من أسباب نكبة 48 هي ضعف الجانب الفلسطيني، وتنافس قياداته فيما بينها وارتفاع عدد اليهود، ودخول العرب الحرب مع إسرائيل وهم لايملكون مقدرات القتال، بالإضافة إلى الظروف الدولية التي كانت مع زرع الكيان الصهيوني.

وقال: إنه لا توجد رؤية عربية إسلامية تجاه القضية الفلسطينية، كما أن أموال الحكام العرب والأغنياء في مجتمعاتنا تخضع للوصاية الغربية، وبالتالي لا توجد سوى المقاومة المسنودة بالرأي العام كخيار وحيد تجاه العدو الإسرائيلي.

وأشار الدكتور خالد الفهد إلى أن طبيعة الصراع مع إسرائيل هو صراع تاريخي ليس مع إسرائيل وإنما مع الغرب، كما أن إسرائيل ولدت بقرار من الأمم المتحدة، مطالبا العالم العربي بدعم الجهاد في فلسطين باعتباره الخيار الأفضل لمقاومة العدو الصهيوني.

واتهم النائب محمد الحاج الصالحي الأنظمة العربية بالتآمر على المقاومة، في حين تطمح هذه الأنظمة للسلام الانبطاحي.

من جهته أكد عبدالله المقطري أن هناك تحول كبير في قدرة الشعب الفلسطيني من حيث تمكنه من الحفاظ على هويته، وفشل إسرائيل في هذا الجانب، مشددا على ضرورة دعم المقاومة، وتوسيع الحوار بين القوى السياسية الفلسطينية العربية.

وأشاد الدكتور عبدالعزيز الشعيبي عميد كلية التجارة بلحمة الداخل الفلسطيني، وقال: إن اللحمة الفلسطينية أثبتت صمودا غير عاديا رغم الهجوم الشديدة التي يبذلها العدو الإسرائيلي باتجاه تفريق وحدتهم.

وأكد الدكتور عبدالقوي الشميري أن مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي ينطلق من مستقبل الشعوب فإذا تحررت الشعوب تحررت فلسطين.

وقال: نحن في دول ليس فيها للإنسان حق في المشاركة في الحكم، وليس فيها للإنسان أي إرادة تذكر في حين أن إسرائيل تحاكم رئيس وزرائها، وهذا يعني أن النظام الإسرائيلي نظام قابل للحياة، داعيا إلى تحمل المسئولية تجاه القضية الفلسطينية.