تحذيرات في منتدى الأحمر من حمى الضنك ومطالبات للحكومة بالتحرك

 
الدكتور نجيب غانم والدكتور عبدالقوي الشميري المتحدثين الرئيسيين في المنتدى

ناقش منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في جلسته الأولى عقب إجازة عيد الأضحى المبارك قضية "
حمى الضنك .. تحديات صحية مستجدة".

وفي جلسة المنتدى - التي رأسها الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر - أكد الدكتور نجيب غانم رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب أن مشكلة حمى الضنك يعود سببها الرئيسي إلى شحة المياه التي تعاني منها محافظة تعز.

وقال: مدينة تعز تعاني من شحة كبيرة في المياه ما دفع الناس إلى تخزينها وبطرق عشوائية وهو ما جعل تلك المياه مصدرا لتكاثر الحشرات الحاملة لفيروس حمى الضنك، مؤكدا أن هذا الفيروس جاء من فساد البيئة الناتج عن تقصير قطاع صحة البيئة ووزارة الصحة.

وأكد أن هناك مجموعة من الجهات التي يفترض أن تقوم بواجبها كما يجب، مشيرا إلى وجود تقصير صحي وإعلامي في التوعية بهذا الوباء وكيفية الوقاية منه وأخطاره.

وأشار إلى أن قضية وباء حمى الضنك وصلت إلى مجلس النواب، وشكّل المجلس بشأنها لجنة مشتركة من لجنة الصحة والسكان ولجنة الخدمات، حيث قامت اللجنة بزيارة مدينة تعز والنزول إلى المستشفيات، كما قابلت اللجنة محافظ المحافظة وكان الانطباع العام الذي خرجت به هو أن هناك خلل موجود في صحة البيئة والجهات المعنية في وزارة الصحة.

وأضاف: ما خرجت به اللجنة المشكلة من مجلس النواب هي وعود يغلب عليها الجانب النظري والدليل على ذلك هو انتشار هذا الوباء أكثر.

إلى ذلك أكد الدكتور/ عبدالقوي الشميري الأمين العام لنقابة الأطباء اليمنيين أن حمى الضنك بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد إلا أن أول جائحة رصدت فعليا هي في العام 1779 وكانت في جنوب شرق آسيا، أما التشخيص الفعلي فلم يأت إلا بعد الحرب العالمية الثانية نظرا لحالة الانتشار للجنود أثناء وبعد الحرب ما تسبب في نشر الوباء.

وقال: كانت هناك سبع دول ينتشر فيها الوباء قبل الحرب العالمية الثانية، أما اليوم فهناك 100 دولة يوجد فيها هذا الوباء وأن قرابة 2.5 مليار إنسان يعيش في مناطق يتواجد فيها حمى الضنك.

وأشار الشميري إلى أعراض وباء حمى الضنك الرئيسية، وقال إن أعراض الوباء تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة إلى 40-41 درجة، وألم شديد في الرأس مع آلام في المفاصل لذا تسمى هذه الحمى بحمى كسر المفاصل، بالإضافة إلى آلام في البطن مع قيئ وربما يؤدي إلى الإسهال.

وأضاف: من الملاحظ أن من مخاطر هذا المرض أن المصابين بالكبد فيرس ( C )  في حال إصابتهم بحمى الضنك فإنه يعمل على تليف الكبد والسرطان خلال عام.

وأشار إلى أنه وفقا لدراسة أجراها المختبر المركزي على 200 شخص من أبناء تعز ممن يقولون إنهم لم يصابوا بالوباء، تبين أن 85% منهم يحملون الأجسام المضادة المعبرة عن الإصابة بمرض حمى الضنك، معتبرا أن ذلك رقم كبير وهو حد أقصى لنسبة الإصابات في العالم.

وأكد الشميري أن حمى الضنك ليس لها علاج على الإطلاق، كما أنه ليس لها أي لقاح.

وتطرق الشميري إلى أنواع الباعوض الموجود في اليمن، وقال: لدينا نوعين من البعوض الأول هو بعوض الأنوفلس وهو متوطن في اليمن وهو من يصيب مئات الآلاف من اليمنيين سنويا بالملاريا، أما البعوض الذي اكتشف مؤخرا فهو قادم من مصر وتدعى الزاعجة المصرية، وأكثر الدراسات تقول إن تجارة الإطارات المستعملة هي المصدر الأساسي لنقل هذا النوع من البعوض.

جانب من المنتدى

وأكد أن الوقاية من هذا الوباء يتمثل في مكافحة البعوض باعتبار أنه هو الذي ينقل الوباء، وكذا إعطاء قدر كبير من السوائل للمصابين بالمرض لأنه يفقد الكثير من السوائل ما يتسبب في جفاف لدى الشخص قد يؤدي إلى الوفاة لا سمح الله.

وطالب الشميري الحكومة بتوفير أجهزة فصل مكونات الدم لتسهيل العلاج، مشيرا إلى أنه لايوجد سوى جهاز واحد في تعز بشكل عام.

من جهته قال النائب صادق البعداني الذي أثار قضية وباء حمى الضنك في البرلمان إن الحكومة لم تنفذ سوى توصية واحدة من توصيات مجلس النواب وهي إحراق الإطارات في مدينة تعز.

وأضاف: هناك 1083 حالة رصدت حتى الشهر الماضي منها 902 حالة حادة، مشيرا إلى أن آخر الوفيات هو مدير مستشفى الإسراء التخصصي بباجل محافظة الحديدة وزاهر مجاهد نجيب الذي جاء الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة.

إلى ذلك عبر المشاركون في المنتدى عن تخوفهم من انتشار الوباء في محافظات أخرى غير تعز، وطالبوا الحكومة بالتدخل السريع للحد من المرض، وعدم مواجهته بالصمت.

وأكد المشاركون على دور وسائل الإعلام في التوعية بهذا الوباء وإثارة القضية كون الوباء خطير ويتطلب جهودا كبيرة لمواجهته.

يذكر أن الجانب الرسمي غاب عن جلسة المنتدى رغم توجيه الدعوة لوزير الصحة والسكان د.عبدالكريم راصع للمشاركة.