المشاركون في منتدى الشيخ الأحمر يحذرون من كارثة إنسانية قادمة بسبب المياه

اتفق المشاركون في منتدى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر على أن الوضع المائي في العاصمة صنعاء يهدد بكارثة إنسانية بسبب الاستنزاف الجائر لمياه الحوض المائي .
واعتبروا أن عدم العمل على إيجاد حلول عاجلة لمياه حوض صنعاء الأيل إلى النضوب، فإننا سنرسم مستقبلا مجهولا لأجيالنا القادمة.
وطالب المشاركون الجهات المعنية في الحكومة بالبحث عن البدائل سريعا من أجل الحفاظ على ما تبقى من مياه الحوض وإيجاد حلول دائمة لهذه "الكارثة" حد وصفهم.
وفي حين قلل الباحث احمد عبدالله جحاف المتخصص ماجستير هيدروجيولوجي من صحة الأرقام التي تقول بأن حوض صنعاء المائي سينضب بحول 2010 – 2015م وأن الحوض بإمكانه أن يستمر إلى عام 2080م استبعد المشاركون ذلك، واعتبروا المشكلة خطيرة وبحاجة إلى حلول سريعة لأن الآبار الجوفية تتناقص بشكل سريع وكبير في حين أن مصادر التعويض قليلة جداً .
وقال المهندس عبدالله الأكوع وزير الكهرباء والمياه الأسبق أن المشكلة خطيرة جداً وبحاجة إلى حلول مستعجلة في الوقت الحالي لان الوضح الحالي يهدد مستقبل أجيالنا.
وأضاف : كنا في الطفولة نحفر على عمق 50 متر لنجد الماء بغزارة لكننا الآن نحفر إلى 500 متر وربما تجاوزنا 700 متر بحثاً عن الماء .
وأشار إلى أنه قام في عام 95م بزيارة دولة كندا التي تمتلك اكبر مخزون مائي من الماء العذب في العالم، وتفاجأ بقيام الدولة بتوزيع قطع بلاستيكية للمنازل مجاناً وذلك بغرض الحفاظ على الماء لأن الماء حسب تأكيدهم ملك لأجيالهم.
ووصف الأكوع وضع صنعاء المائي بأنه في غاية الحرج لأنه تم استنزاف المخزون المائي الموجود، مؤكدا الحاجة إلى التعامل بجدية مع مشكلة نضوب المياه بحوض صنعاء ودعم المياه المتجددة وإقامة السدود بشكل مدروس، والتخفيف من الاستنزاف الحاد للمياه والبحث عن المصادر البديلة، ونقل مصانع المياه التي تعمل داخل العاصمة للحفاظ على ما تبقى من مخزون مائي.
من جهته أكد سعد الضبي – مدير مياه حوض صنعاء على ضرورة التعاون من أجل حل إشكالية نضوب مياه حوض صنعاء.
وقال : نحن بحاجة إلى إدارة موارد مائية وهذا لايعني أن نحمل هذه الإدارة كامل المسئولية عن مياه حوض صنعاء وإنما لا بد أن يتعاون المجتمع ككل من أجل الوصول إلى حلول سريعة .
واعتبر الحفر العشوائي وعدم قدرة إدارة حوض صنعاء على ضبط من يقومون بذلك بسبب تقاعس الأجهزة الأمنية سببا في استنزاف الماء، مشيراً إلى أن إدارة حوض صنعاء تسعى إلى إشراك المجتمع من خلال تعميم طريقة الري بالتقطير ، موضحاً أن هذه الطريقة توفر ما مقداره 50% من المياه المستنزفة في ري المزروعات .
وشدد على ضرورة الحد من التوسع الأفقي لزراعة القات في العاصمة صنعاء كونه يستنزف معظم مياه الحوض .
إلى ذلك أكد الدكتور ناصر فضل صالح المستشار الاجتماعي لمشروع مياه حوض صنعاء أن صنعاء تواجه تهديداً حقيقياً بنضوب حوض مياه العاصمة.
وقال: إن مياه حوض صنعاء تغطي 8% من الأراضي المزروعة في العاصمة إلا أنها تستنزف ما مقداره 80% من كمية المياه المستخرجة من الحوض الأساسي، مشيراً إلى أن المشروع يعمل على التخفيف من الاستنزاف من خلال العمل مع المجتمع المحلي وتشكيل جمعيات أهليه تتولى التوعية في أوساط المزارعين بتطبيق الري الحديث.
وتشير الأرقام إلى أن المجموع الكلي للآبار المحفورة في حوض صنعاء حتى عام 2002م تصل إلى (13425) بئر يعمل منها (7963) ، ويبلغ الإنتاج السنوي للحوض تصل إلى (258) مليون متر مكعب فيما يصل المخزون الاستراتيجي الغير متجدد (2-3) مليار متر مكعب ، وهذا يعني أن الفجوة بين كم الاستهلاك والكم المتجدد (178-138) مليون متر مكعب .
وكان الباحث احمد عبدالله جحاف قلل من صحة الأرقام التي تتوقع نضوب حوض صنعاء خلال الفترة 2010 – 2015م متوقعاً أن حوض صنعاء سيستمر حتى عام 2080م .
وأقترح بناء 16 سد حول صنعاء من أجل الحفاظ على ما تبقى من مياه الحوض.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى أقر مواصلة مناقشة موضوع حوض صنعاء المائي في الجلسة القادمة للخروج بحلول سليمة للمشكلة.