ورحل أحد فرسان اليمن الكبار * عبدالله الشعيبي

  

نيوز يمن 30/12/2007م

ستفتقده اليمن كثيراً... ستفتقد مواقفه الوطنية والقومية... إنه الشيخ الجليل عبدالله ابن حسين الأحمر الذي بفقدانه ستخسر اليمن أحد فرسانها الكبار صاحب الصولات والجولات الوطنية البارزة، ستخسر اليمن أحد رجالها الكبار الذي كان يمثل رمزاً من رموزها البارزة.
نعم أن المرء مجرد ضيف عابر في هذه الحياة وما يخلده في ذاكرة التاريخ الإنساني هي أعماله الصالحة.

وكون الموت حق علينا تفرضه سنن الحياة إلا أن رحيل إنسان بحجم الشيخ بالتأكيد سيمثل خسارة كبيره ليس لعائلته فقط ولكن للوطن وعزاؤنا الوحيد أن نسمو فوق الصغائر ونستلهم العبر والدروس من تاريخ من سبقونا ومنهم المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر .
لم نتشرف في اللقاء بالمرحوم الوالد الشيخ الله يرحمه ويرحم كل موتانا والأحياء أيضاً وكنت كثيراً ما أتمنى اللقاء به .

تابعت مسيرة المرحوم الشيخ الحافلة بالمآثر المتميزة وكنت معجباً بمعظم مواقفه حتى لو تعارضت مع مواقفي فهو يجب أن يحترم لموقعه ودوره الوطني..كانت تعجبني تلقائيته وتمسكه بمواقفه وتسامحه وبالذات الطبيعة القبلية الوطنية للرجل .. وكانت تعجبني فيه طريقة احتوائه للإشكاليات القبلية التي تتفجر بين الحين والأخر حيث كان يعتبر المرجعيه الأولى للقبائل اليمنية، ودفاعه المستميت عن القبيلة ودورها الوطني وإمكانية توافقها مع المتغيرات الوطنية وسلطة الدولة كان من أكثر القضايا التي يثيرها مع الصحافة.
واليمن اليوم تتساءل عن من يستطيع أن يغطي مكانه؟ بالتأكيد لا أحد ولكن عزاؤنا في بقاء الوطن شامخاً وقوياً وقادراً على تجاوز أنفاقه المظلمة.

الفاجعة كبيره والأخطر لو استسلمنا لها واستمرينا في النحيب وكأن شيئاً لم يكن.
وأتمنى لو تتحول الفاجعة إلى جهد يخلص الوطن من الاحتقانات التي يعيشها اليمن بفعل ممارسات تضر بالبلاد والعباد وهذا هو ما نستطيع تقديمه لروح فقيد الوطن وأحد فرسانها الكبار الشيخ عبدالله الأحمر الذي وصف الوضع في اليمن ذات يوم أنه يسير في نفق مظلم وكان وصفاً دقيقاً وحكيماً.. فهل نسعى للبحث في كيفية الخروج من هذا النفق ومتى؟.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp