واجهة اليمن * يحيى الحدي

المصدر 1/1/2008م

خسرت اليمن برحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر واجهتها الاجتماعية الأبرز، ففي الدول العربية عموماً، وفي دول الخليج بصفة خاصة، لا يأتي ذكر اليمن، إلاّ ويذكر الشيخ، الرجل الوقور، ذو الإطلالة المشرّفة، الذي يحظى بالاحترام والتقدير الشعبي والرسمي على نطاق واسع.

 

يحدث كثيراً حين أكون في صنعاء أن أذهب إلى المطار لاستقبال أصدقاء يزورون اليمن للمرّة الأولى، وفي الطريق المؤدي من المطار إلى مركز المدينة، لا أجد عادة ما أعرفهم عليه سوى منزل الشيخ عبدالله في منطقة " الحصبة "، أشير إليه وأقول لهم: هذا منزل الشيخ، هل تعرفونه؟ فيأتيني الجواب سريعاً: ومن الذي لا يعرفه!

 

وفي المرّات التي زرته بمنزله، كان ديوانه العامر يعجّ دائماَ بالمرتادين القادمين من كل أنحاء اليمن دون استثناء، ومن جميع المستويات والأعمار، كان يستفسر (رحمه الله) عن أحوالهم، وعن أخبار آبائهم وأقاربهم، حتى يخيّل إليك أنه يعرف جميع أهل اليمن... يعرف عائلاتهم، قبائلهم، مناطقهم،أعمالهم، لقد كان الشيخ بحق موسوعةً اجتماعيةً، ومرجعاً يعود إليه الناس، لحل خلافاتهم، ولاستشارته في قضاياهم مهما كان نوعها.

 

 تلقيت نبأ وفاته وأنا في الكويت، ووجدت الناس يتحدثون طويلاً عنه وعن مآثره، ويعزونني برحيله، وكأنني أحد أبنائه، لماذا أقول "كأنني"؟، أحسب أن اليمنيين جميعاً كانوا بمثابة أبنائه... اللهم اغفر لعبدك عبدالله بن حسين الأحمر ما تقدم وما تأخر من ذنبه، وأسكنه فسيح جناتك.

  

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp