مقابلة الشيخ عبدالله مع الراية القطرية 13/أغسطس/2005م حول الإصلاح السياسي وتوريث الحكم

الراية القطرية 13/أغسطس/2005م

رئيس مجلس النواب لـ (الراية) الضرورة تحتم إجراء إصلاح سياسي

و توريث الحكم مرفوض في اليمن

 

صنعاء .. نبيل سيف الكميم .

كان قد أنهى لقاءه بالعشرات من المواطنين الذين قدموا إلى منزله في العاصمة صنعاء من مختلف مناطق ومحافظات اليمن لعرض قضاياهم ومشاكلهم عليه .

وطوال ساعات كان متوقد الذهن حاضراً بمكانته وتأثيره على الجميع الذين كان لجوؤهم للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وشيخ مشايخ قبيلة حاشد هو وسيلتهم لتلمس العدل ولقضاء مصالحهم بمختلف أشكالها .

طرحت أسئلتي على الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والتي تطرقت إلى ثنائية الدولة والقبيلة في اليمن وإلى مسار التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية وما يثار حول دعوات الإصلاح السياسي إلى جانب القضية الشائكة الآن وهي الإنتخابات الرئاسية ، أجابني بوضوح أن مسألة التوريث للحكم في اليمن مرفوضة حيث قال أنه لا يمكن أن يتم إلغاء دماء الشهداء وتضحيات الثوار والنظام الجمهوري بجرة قلم .

وأضاف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن من حق العقيد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس أن يرشح نفسه لهذا المنصب كأي مرشح آخر ولكن ليس كوريث .

أثرت مع الشيخ الأحمر العديد من القضايا والموضوعات ومنها ما يرتبط بالشأن اليمني أو الشأن العربي والإسلامي حيث قال لي أن الضغوط الأمريكية على الحكام والدول العربية وصلت إلى حد مخيف واصفاً عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بأنها شيء مجهول معلق في الهواء .

الدولة والقبيلة

·   بداية شيخ عبدالله بن حسين الأحمر .. أسألك هل ما زال الدور والمكانة القبلية في اليمن هي المرجع لحل مشكلات الناس خاصة وأنا قد شاهدت العشرات من المواطنين من مختلف المحافظات يتوافدون إلى مقيلك اليوم لعرض مشاكلهم عليك ولطلب التدخل لحلها؟

-   على كل حال مشاكل الناس والمواطنين كثيرة وهم لا يلجأون إلا لمن يرون أن له القدرة على حلها ومن هو فاتح بيته وقلبه يتسع لهم ولديه السعة من الصبر لسماع مشاكلهم والتدخل لحل قضاياهم ، وأنا واحد من هؤلاء الناس .

·   هذا الأمر ألا يشير إلى أن الدولة اليمنية وبعد أربعين عاماً من قيام الثورة لم تستطع أن توجد مؤسسات وقنوات رسمية حكومية هي وحدها المعنية بحل مشاكل وقضايا المواطنين وفقاً لأسس النظام والقانون المعمول به في الدول الأخرى؟

-       هناك قصور في أداء أجهزة الدولة المختلفة بلا شك .

·        في إعتقادكم متى ينتهي هذا القصور في أداء أجهزة الدولة؟

-   كلما مرت الأيام نرى تحسناً في أداء أجهزة الدولة وفي أداء مسؤولي الأجهزة الحكومية ، لكن هذا التحسن في أداء الحكومة والأجهزة التنفيذية لا يعني أنها صارت في غنى عن مساعدة مشايخ القبائل أو مشاركتهم في حل المشاكل القبلية والإجتماعية.

دوافع مجهولة

·   الوسط السياسي والإجتماعي اليمني تابع مجريات ما شهده البرلمان من تجانب حيال موضوع تعديل اللائحة الداخلية وخاصة منها ما يتعلق بقصر فترة رئاسة المجلس لمدة سنتين ، وهناك من اعتبر أن الهدف من تحديد فترة رئاسة مجلس النواب بسنتين فقط بأنه استهدف مباشر للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر . ما تعليقك ؟

-   بداية أنا لا أفهم ما هي الدوافع والأسباب التي جعلت البعض في مجلس النواب يقدمون هذا المقترح بتعديل فترة رئاسة المجلس لتصبح عامين بدلاً من سته أعوام ، كما لا أستطيع أن أحدد لك من الذي يقف خلف فكرة هذا المقترح .

·        يقال بأنك كنت من أشد معارضي هذا التعديل ؟

-       ليس صحيحاً ذلك كان لدي تحفظ على المقترح لكنه لم يكن قوياً .

·        لماذا التحفظ ؟

-   لأنه لا يوجد في الدول العربية وفي دول العالم مثل هذا الأمر ، أو التقليد البرلماني بأن تتم كل سنتين إنتخابات لإختيار هيئة أو قيادة للبرلمان سواء كان يسمى مجلس نواب أو شورى أو شيوخ .

مراكز قوى

·   وماذا عمَّ يقال أن بعض الشخصيات وما يسمى بمراكز القوى في حزب المؤتمر الشعبي العام هي التي تقف خلف الإساءة لكم شخصياً وأنه يشير أيضاً إلى القلق من الدور والمكانة القبلية التي يحظى بها الشيخ الأحمر في أوساط اليمنيين ، ماذا تقولون؟

-   المحللون السياسيون وكذا الصحفيون هم أدرى مني بذلك ، فلديهم من الإستنتاجات والتحليلات أكثر مما يمكن أن تجده عندي من إجابات .

العنف مرفوض

·   أحداث العنف والشغب التي جرت إحتاجاجاً على قرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية .. هل ترون أن ذلك يعود إلى تنامي السخط الشعبي من أداء حكومة الحزب الحاكم ؟

-   قد يكون ذلك صحيحاً ولكن ما حدث من أعمال شغب وفوضى ونهب للممتلكات العامة والخاصة أمر مرفوض وهي أعمال فوضى وخارجة عن القانون ، وحتى وإن كانت أعمال الشغب والفوضى عبرت عن رد فعل عفوي وغاضب من قرار رفع الدعم عن النفط والوقود من قبل المواطنين ، فإن التعبير عن الرأي لا يتم بهذه الطريقة أو الأسلوب فهناك وسائل للتعبير ولإبداء الرأي لكن الفوضى مهما كانت مبرراتها مرفوضة .

المسؤولية

·   كان رفع أسعار الوقود ضرورياً كما قالت الحكومة في الوقت الذي كشفت المظاهرات أن المواطن هو المتضرر الأول والأخير من هذه الضرورة ؟

-   الجميع عليه مسؤولية والكل يتحمل هذه المسؤولية ولا يجوز لأحد سواءً كانت الحكومة أو المواطن أن يتنصل من هذه المسؤولية ، فمعالجة الأمور لا بد أن تتم بالشكل المعقول فإذا كان النهي عن المنكر سيؤدي إلى ماهو أنكر منه فيجب تجنبه .

·   15 عاماً منذ أن بدأت التجربة الديمقراطية والسياسية بشكل علني في اليمن ، أسألك شيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأنت تترأس حزب الإصلاح المعارض عن جوانب القصور في التجربة الديمقراطية والحزبية في اليمن ؟

-   جوانب القصور والإخفاق في تجربة التعددية السياسية والتجربة الديمقراطية في اليمن كثيرة وعديدة ، لكن وجود الديمقراطية بحد ذاته في اليمن اعتبرها خطوة عظيمة وما يوجد لدينا من هامش ديمقراطي يعد من أحسن ما هو موجود في بقية دول العالم أو موجود في الدول التي لديها هامش من الديمقراطية أما القصور في تجربتنا الديمقراطية فهي كثيرة .

·        من يتحمل ذلك من أحزاب المعارضة ؟

-       لا .. لا .. الدولة وليس أحزاب المعارضة .

·        لماذا ؟

-   هناك تدخل من قبلها في مسار العمل السياسي والديمقراطي ، و الحكومة بما تتخذه من إجراءات بحكم سلطتها التنفيذية تحد من ممارسة أحزاب المعارضة لحقوقها ونشاطها السياسي بشكل كامل  وديمقراطي ، وذلك لأنها تريد أن لا تمارس ديمقراطية حقيقية .

الحوثي والدولة

·   حركة التمرد على السلطة الحكومية التي قادها في محافظة صعدة حسين بدرالدين الحوثي وبعده بأشهر والده بدرالدين الحوثي .. هناك الكثير من التداعيات التي خلفتها على مختلف الأصعدة ، سؤالي شيخ عبدالله هل أنتم إلى جانب المعالجات والإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة اليمنية لمواجهة تمرد الحوثي أم أن لكم رؤية ووجهة نظر أخرى حيالها ؟

-   المعالجات التي قامت بها السلطات لمواجهة التمرد الذي قاده حسين الحوثي ومن بعده والده ضد الحكومة والدولة في محافظة صعدة هي معالجات وإجراءات عسكرية وأمنية كان الهدف منها إنهاء ذلك التمرد ومحاربة الخروج عن سلطة الدولة والقانون ، وتلك المعالجات والإجراءات العسكرية والأمنية أدت دورها وحققت الغرض المرجو منها ونحن معها لأنها هدفت إلى الحفاظ على أمن وإستقرار اليمن وإلى الحفاظ على وحدته الوطنية وسلامه الإجتماعي .

معالجات أخرى

·   لكنها معالجة عنيفة خلفت قتلى وجرحى بالعشرات والمئات ولم تستطع أن تقضي على ما دعا إليه الحوثي الأبن ومن بعده والده بدر الدين ، فما زال لهم أنصار وأتباع يؤمنون بما دعوا إليه ؟

-   قد يكون ذلك صحيحاً كما ذكرت ، لكني أرى أن المعالجات العسكرية والأمنية كانت ضرورية وفي ذات الوقت فإنه لا بد أن تكون هناك معالجة متكاملة لقضية التمرد الذي قاده حسين الحوثي ووالده ضد سلطة الدولة ، بحيث لا يقتصر الأمر على المعالجة العسكرية والأمنية حيث أن من واجب الدولة والسلطات الحكومية أن توجد حلولاً ومعالجات أخرى ومختلفة لحل التداعيات التي خلفتها فتنة وتمرد الحوثي ومنها إيجاد معالجات سياسية وإنسانية ودينية ، لكي يكون النجاح في هذه المعالجات متكاملاً ولا يقتصر على جانب من الجوانب فقط وبما يحقق إنهاء مواقف رد الفعل التي قد تظهر بين وقت وآخر من بعض المتأثرين بالحوثي .

الملكية والجمهورية

·   تمرد الحوثي أثار قضايا تتعلق بالنظام الجمهوري ومسألة الزيدية والشافعية في اليمن ، وكذا أظهر الدعوى لعودة الملكية وما يقال عن إضطهاد الشيعة ، بإعتقادك شيخ عبدالله من يتحمل مسؤولية إثارة مثل هذه القضايا ؟

-   كما قلت لك يجب أن يتم إجراء معالجة متكاملة لما أثارته فتنة وتمرد الحوثي من قضايا ، ومسؤولية إنجاز هذه المعالجات هي مسؤولية الدولة فعليها أن توجد معالجة سياسية وإجتماعية وإقتصادية ودينية وثقافية لمواجهة كل القضايا التي أثيرت بفعل فتنة وتمرد الحوثي وخروجه عن الشرعية والنظام والقانون ودستور البلاد وهذه مسؤولية تتحملها الدولة .

إصلاح من الداخل

·   موضوع آخر يتعلق بإصلاح الوضع السياسي في اليمن حيث دعت بعض الشخصيات السياسية اليمنية المقيمة في الخارج إلى بدء العمل من أجل ذلك ، هذه الدعوات لإصلاح الوضع السياسي في اليمن ما موقفكم منها ؟

-   هذه الدعوات والمبادرات الداعية إلى إصلاح الوضع السياسي اليمني ومعالجة الإخفاقات الحالية التي تمر بها التجربة الديمقراطية هي دعوات صحيحة ، ولكن مثل هذه الدعوات والمطالبات يجب أن تنبع من داخل اليمن وليس من خارجه ووفقاً للمتطلبات الوطنية اليمنية ، وعلى الشخصيات السياسية اليمنية الموجودة في الخارج ومن ترفع هذه الدعوات وهذه المطالب السياسية أن تعود إلى اليمن وأن تقوم بواجبها تجاه إصلاح الوضع السياسي .

·        في رأيك شيخ عبدالله هل هناك ضرورة لإصلاح الوضع السياسي الداخلي في اليمن؟

-   نعم هناك ضرورة لإصلاح مسار التجربة الديمقراطية وإلى معالجة وإيجاد حلول للمشكلات والمعوقات التي واجهتها هذه التجربة ، إضافة إلى ضرورة وضع سياق من الإتفاق على قواسم وطنية محددة ما بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وهذه القضايا جميعها قد أثيرت وتم تناولها والكتابة عنها .

الإنتخابات الرئاسية

·   توعدت شيخ عبدالله بأن تكون الإنتخابات الرئاسية المقرر لها أن تتم العام 2006م بأن تكون إنتخابات مختلفة ، وهناك من فسر ذلك القول بأن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أراد من خلال ذلك أن يوجه رسالة سياسية لأطراف معينة في السلطة وقوى في الحكم ؟

-   ليس ذلك صحيحاً .. ما أردت أن أقوله هو أن الإنتخابات الرئاسية القادمة ستكون أكثر ديمقراطية ستشهد مجرياتها ممارسة ديمقراطية أوسع .

·        هناك من يطرح بأن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر سيرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية ؟

-       هذا أمر بعيد وغير وارد تماماً .

·        الرئيس علي عبدالله صالح أعلن أنه لن يرشح نفسه في الإنتخابات القادمة ؟

-       القرار كان مفاجئاً للجميع .

·   إذا تراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره ، هل سيدعم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الرئيس صالح لتولي منصب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية أخرى؟

-       هذا الأمر في وقته .. وأنا مع الديمقراطية والممارسة الديمقراطية .

·   طيب .. ماذا لو رشح العقيد أحمد علي عبدالله صالح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية في الإنتخابات القادمة والمقرر أن تتم في سبتمبر 2006م ، هل ستدعم ترشيحه بصفتك شيخ مشايخ قبيلة حاشد وكذا رئيساً للبرلمان ورئيساً للهيئة العليا لحزب الإصلاح؟

-   أولاً أحمد علي عبدالله صالح له الحق في أن يرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية بطريقة ديمقراطية وليس كما تقوله بعض الصحف ووسائل الإعلام بأنه إذا ما رشح نفسه فإنه يستكمل الشكل الديمقراطي فقط .

·        تقصدون ما يثار حول مسألة توريث الحكم في اليمن ، وتهيئة أحمد علي عبدالله صالح لتولي الحكم خلفاً لوالده ؟

-   هو ذلك .. لأن ما يثار حول توريث الحكم في اليمن أمر غير مقبول ولا يصح أما أن يرشح أحمد علي عبدالله صالح نفسه للرئاسة بطريقة ديمقراطية وكأي مواطن آخر فذلك من حقه أما مسألة التوريث فهي غير مقبولة ومرفوضة ، لأنه لا يمكن أن تصبح دماء شهداء الثورة والتضحيات التي قدمت في سبيل إنهاء النظام الملكي والتحرر من الإستعمار لاغية بجرة قلم ، فالنظام الجمهوري هو الأساس ولا يمكن أن تجعله جرة قلم مجرد جزء من الماضي .

لصالح إسرائيل

·   القضية الفلسطينية هي محور سؤالي لكم .. فقد حدثت خلال الأسابيع الماضية مواجهات بين حماس والسلطة الفلسطينية في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للإنسحاب من الضفة ، ومع هذه التداعيات في مسار قضية فلسطين ما هي الرسالة التي يوجهها الشيخ الأحمر للفلسطينيين ؟

-   ما يجري في الساحة الفلسطينية بين وقت وآخر من مواجهة وإصطدام بين حركة حماس والسلطة أو بين الفصائل الفلسطينية الأخرى وكذا السلطة شيء مؤسف ولا يجوز أن يحدث مهما كانت أسباب الخلاف ، أو اختلاف وجهات النظر بين الأشقاء الفلسطينيين وهذا أمر يسوؤنا أن يحدث .

·        هل تتوقع شيخ عبدالله مع إنسحاب إسرائيل من الضفة أن تستمر عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟

-   مسيرة السلام بين الفلسطينيين والعرب وإسرائيل أنا أعتبرها مجرد شيء مجهول معلق في الهواء ، لا يستطيع الفلسطينيون أن يتعاملوا معه ويثقوا فيه ، ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية واقفة إلى جانب إسرائيل بكل قوة وتقدم لها الدعم المالي والعسكري والسياسي ، وهذا يعني أن الوصول إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل هو غاية بعيدة المنال .

هدف إستراتيجي

·   تسعون من خلال ترؤسكم  للجنة القدس إلى مؤازرة النضال الفلسطيني ودعمه وذلك كجزء من الدعم الشعبي في اليمن للفلسطينيين ألا ترى شيخ عبدالله أن على الدول العربية ألا تحد من دعمها للنضال والمقاومة والشعب الفلسطيني وأن عليها مسؤولية توجب عليها أن لا تركن فقط للدعم الشعبي ؟

-   نعم ذلك صحيح فدعم المقاومة والنضال الفلسطيني يجب أن يظل هدفاً إستراتيجياً لكل الدول العربية وهي التي تتحمل مسؤولية نصرة الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ، كما أن على الحكام العرب واجباً كبيراً تجاه قضية فلسطين لأن تقاعسهم عن أداء هذا الواجب الإسلامي والعربي والقومي هو الذي جعل إسرائيل تتطاول إلى هذا الحد الذي وصلت إليه في قمعها الوحشي للشعب الفلسطيني وموقف الحكام العرب المتخاذل هو موقف مخجل لهم ولدولهم ، لذا فإن الضرورة التي تستوجبها مسؤولية جميع العرب والمسلمين في مؤازرة ونصرة نضال ومقاومة الفلسطينيين للإرهاب الوحشية التي تمارسها إسرائيل تستدعي من جميع الحكام والقادة العرب ومن الدول العربية والإسلامية أن تغير من مواقفها المتخاذلة وتتخذ الموقف العربي والإسلامي الذي يحتم عليها أن تقف إلى جانب الحق وإلى جانب الجهاد في سبيل الله .

واجب ديني

·   الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت أن من يقدم العون لحماس أو للمقاومة الفلسطينية بأنه يدعم الإرهاب حسب توصيفها ، ماذا عن لجنة القدس التي تترأسها شيخ عبدالله بن حسين الأحمر ألا تخشى أن تصبح هذه اللجنة التي تقدم الدعم والمعونة الإنسانية للفلسطينيين تحت مجهر التصنيف الأمريكي بدعم الإرهاب ؟

-   أقول لك بأن الإتهامات الأمريكية الموجهة ضد الشخصيات والكيانات الجماهيرية والشعبية التي تقدم العون للأشقاء في فلسطين أياً كان مضمونها بأنها بما تقدمه تدعم الإرهاب ، إذا ما وجدت من الدول والأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية من يذعن لها ويستسلم لها ، فإن الولايات المتحدة مع هذا الإذعان لما توجهه من إتهامات تتمادى في إستهدافها تجاه كل من يساند ويدعم الشعب الفلسطيني ، لكن لو أن الحكام والقادة العرب واجهوا هذه الإتهامات ومارسوا حقهم وأدوا واجبهم في مساندة ودعم المنظمات والجهاد الفلسطيني كما تملي عليهم مسؤولياتهم ودينهم فما الذي باستطاعة الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعله ، فدعم الجهاد والمقاومة الفلسطينية وتقديم العون لإخواننا أبناء الشعب الفلسطيني واجب علينا وهو واجب يفرضه ديننا الإسلامي (جاهدوا بأموالكم وأنفسكم) والجهاد بالمال هو الأسهل الآن ، أما الجهاد بالنفس فللأسف فإنه صار الآن بعيد المنال منا ، وبالنسبة للجنة القدس فإن ما تقوم به هو مناشدة اليمنيين بأن يبادروا إلى التبرع لإخوانهم في فلسطين والذي تهدم بيوتهم وتغتصب أراضيهم ويقتل أطفالهم ونساؤهم على مرأى ومسمع العالم ، كل يوم على يد القوات الإسرائيلية وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي الموجه لإبادة الشعب الفلسطيني .

شيء مخزٍ

·        الضغوط الأمريكية جعلت اليمن والعديد من الدول توجد ضوابط لمسألة جمع التبرعات لصالح المشاريع الخيرية ؟

-   هذا شيء مخزٍ .. ووضع مؤسف جداً ، لأن هذه الضغوط الأمريكية صارت أمراً واقعاً أذعنت له الدول ومنها اليمن والتي منعت الناس في المساجد من تقديم التبرعات وهذا أمر وواقع مخجل ومخزٍ أن يمنع التبرع للفلسطينيين بأوامر من الدولة وهو أمر مخيف لأنه يشير إلى المستوى الذي نجحت الضغوط الأمريكية في الوصول إليه .

اعتراف عربي

·   ما يحدث في العراق والموقف العربي تجاه تطورات الوضع العراقي ، فقد تراجعت اليمن عن تسمية سفير لها في العراق وذلك بعد مقتل السفير المصري ، وسؤالي شيخ عبدالله بن حسين الأحمر هو لماذا هذا التسارع العربي لإرسال سفراء للعراق؟

-   للأسف فإن الدول العربية ومنها اليمن تسعى إلى كسب رضا أمريكا وأي دولة عربية تقوم بإرسال أو تعيين سفير لها في العراق في ظل حالة الإحتلال الأمريكي للعراق فإنها لا ترسله كسفير لدى الحكومة العراقية وإنما ترسله ليكون سفيراً لها لدى قوات الإحتلال الأمريكية والتي هي وحدها التي تملك السلطة في العراق فلماذا التسابق لإرسال سفراء عرب ومن الدول الإسلامية ليكونوا سفراء لدى السفير الأمريكي في العراق ولدى قوات الإحتلال الأمريكي وما الذي يجبرنا على ذلك إذا لم يكن اعترافنا المبطن بشرعية الإحتلال الأمريكي للعراق تحت مسمى الوقوف على جانبه .

مستنقع العراق

·   عمليات المقاومة العراقية ، ألم تجعل الولايات المتحدة تغوص في مستنقع العراق كما غاص الإتحاد السوفيتي في مستنقع أفغانستان ؟

-       ذلك ماهو ظاهر الآن ويحدث وتنقله الفضائيات يومياً .. وما يتحدث به المحللون الإستراتيجيون .

تخدم الإحتلال

·   وماذا عن العمليات والتفجيرات التي تستهدف مدنيين عراقيين سواء كانوا من السنة أو الشيعة أو الأكراد هل ترون أنها قد تدفع إلى حرب أهلية في العراق ؟

- هذه العمليات التي تستهدف المدنيين مرفوضة ، ولا يمكن الحديث عنها مهما كانت مبررات من يقفون خلفها ، لأنها لا تخدم إلا بقاء الإحتلال الأمريكي وهو المستفيد الأول وبما من يقف خلف هذه العمليات والتي لا يمكن وصفها إلا بالقول بأنها عمليات حرب أهلية بين العراقيين المستفيد منها هو الإحتلال الأمريكي .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp