مخلصاً لأمته ووطنه *اللواء / يحيى بن صالح دويد

الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي فقدناه وفقدته اليمن وكذا الأمة العربية والإسلامية كان رجل بأمه وقد ذهب في وقت كنا أحوج ما نكون إليه وإلى أمثاله من الركائز الوطنية حيث كان يواجه كل المشاكل بحكمة وصبر فقد عانى في حياته طويلاً واكتسب من التجارب ومن المعرفة بالناس ما جعله واحداً من المراجع القبلية والمدنية فلقد ذهب الشيخ المرحوم إلى ربه راضياً مرضياً بعد حياة حافلة بالمواقف العربية والإسلامية والأعمال الوطنية التي حمته وجعلته يتبوأ هذه المكانة العالية في التاريخ الحديث لهذا الوطن فقد أحبه الناس وأخلصوا إليه لمواقفه الوطنية والصادقة وكان محل التقدير من الجميع فلقد شاهدنا الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر في أول شبابه وبعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكان رجلاً ثورياً ومناضلاً ومخلصاً لوطنه وقد اشترك مع قبائل حاشد في كل مناطق الجمهورية ويعجز اللسان عن التعبير عما قام به الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من كفاح ونضال طوال حياته مخلصاً لأمته ووطنه في سبيل ترسيخ الجمهورية ، وكذا ما قام به من جهد كبير وترسيخ الوحدة الوطنية مع القيادة السياسية مع الرجال الوطنيين والمخلصين ولقد كان الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله رجل غيور على دينه وأمته ولا أحد ينكر ما قام به من واجب مشرف للقضية الفلسطينية وكان يعبر في كل مرة عن المشاعر اليمنية للقضية الفلسطينية إذا كان من الطبيعي أن يشترك الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر في مجلس أمناء القدس وهي أعلى هيئة عربية وإسلامية تتولى الدفاع عن أولى القبلتين كما كان الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله تهزه المشاعر العربية والإسلامية وقد أعلن عن اعتراضه ورفضه لاحتلال القطر العراقي من قبل القوات الأمريكية كما عبر عن إدانته الصريحة للفتنة الداخلية للشعب العراقي وإذا كانت ثوابت الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله العربية هي ثوابت اليمنيين والعرب والمسلمين فإن ثوابت اليمنيين لا تقل عنها وهي في الحالتين خطوط حمراء لم يتجاوزها ما يقارب من ربع قرن من معرفتنا به ومتابعتنا لمواقفه فلقد اكتسب الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله ثقة الجميع بمواقفه الشجاعة والمشرفة مع قبيلته حاشد التي انضمت إلى صفة بكل إخلاص ووفاء.

لقد لعب الشيخ الفقيد / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله دوره كشيخ ورمز وطني بجدارة ربما لن يتكرر في أي شخص آخر وسيظل نهجه مرجعاً للجميع.

لقد أسهم الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله إسهام كبير في الإعداد والتنفيذ لحركة 5 نوفمبر التصحيحية لعام 1967م التي أنقذت ثورة سبتمبر من الإنهيار وفتحت الطريق أمام الإنتصار والسلام كما كان له دوراً هاماً وبارزاً في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تعرضت لها الثورة اليمنية وبذل جهود كبيرة وجبارة في التواصل مع القبائل المغرر بها بالدعاية الملكية وإقناعها بالثورة والجمهورية وكسب ولائها . وفي الداخل أسهم الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله في مواجهة الجموح اليساري الذي أراد أن يضيع الثورة والجمهورية بأفكاره ومبادئه المتطرفة المعادية لديننا وعادات شعبنا.

رحم الله الشيخ عبدالله رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته.

  

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp