ما من مشكلة عنده إلا ولها حل * عايض صالح الشطبي

 

1/1/2008م

الوالد المناضل الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب رجل عظيم بل من أكبر العظماء في تاريخنا المعاصر إن لم يكن الوحيد في عصره فالشيخ عبدالله أعدم والده وأخوه ووضع في الحبس صغيراً وخربت بيوتهم من قبل الإمام الطاغية وأنا أذكر أن الإمام أمر الجزارين بقطع وادي من أشجار البن بالمقاصم في وديان محافظة حجة يقصد منه الإذلال والتنكيل وكان الشيخ عبدالله صابراً مناضلاً جسوراً وعندما خرجنا من السعودية المئات وكان معنا الشيخ حمود عاطف استقبلنا الوالد الشيخ عبدالله الأحمر في القفلة كالجبل الشامخ مدافعاً عن الثورة والجمهورية وشهدنا معه معظم الحروب التي كان على رأسها فكان شجاعاً لا تهزه القنابل والمدافع وأذكر يوم كنا معه وهو في مطار السبعين أيام الحصار والدانات تنهال عليه من كل جانب وهو ثابت ثبوت جبال عيبان ونقم ولقد كان حكيماً في تصرفاته عاقلاً فاهماً صبوراً حليماً يتميز عن العقال ببعد النظر وفهم الأمور ملماً بكل أعراف وأسلاف القبائل والعادات والتقاليد وكان لا تغيب عنه أي مسائل شرعية وهو ذا باع طويل فيها يحب الدين والمتدينين حب القبيلة ويعز القبائل ويحترمها ويحب العلماء ويكرمهم ويحترم القضاء والقضاة وما من مشكلة إلا ولها عنده حل ، ينزل كل إنسان في منزلته لا ينحاز إلى طائفة أو فئة أو قبيلة أو مجموعة عاش للكل و يسعى إلى جمع الشمل ووحدة الكلمة فكان كما السد الكبير الذي يجمع كل السيول حيث جمع مشائخ القبائل من أقصاها إلى أقصاها وأعاد للقبيلة قيمتها ومجدها بعد أن كانت قد طمست معالمها وكان حاكم للحكام ومرجع عند الاختلاف وناصراً للمظلوم ، وقد منحه الله قوة الشخصية ، وبلاغة في القول وحكمة وفصل في الخطاب ومنحه الله ذاكرة عجيبة للحفظ عن ظهر قلب ، فمن عرفه مرة أو سمعه لا يغيب عن ذهنه ولا ينسى كغيره وهو من المسارعين في الخيرات والمبرات وصاحب المكرمات ، وهو بطل الحدود مع الجوار وترسيخ علاقة اليمن بالجيران ، يبتسم دائماً مهما كانت الخطوب والأهوال ولا تعد مناقبه ولا مواهبه ولا مكارمه ولا مساهمته في الخير والصلاح والجود .

ناضل وجاهد حتى رسخت الثورة ، ووقفت على قدميها ، وعمل على إنجاز الدستور الدائم للبلاد ، وساهم في الحفاظ على سيادة النظام والقانون ، وسعى من أجل وحدة اليمن وترابه ، ومواقفه ثابتة ومعروفة ، وله مواقف نضالية تاريخية عربية فتصريحاته في حرب الخليج وغزو العراق مخلدة في ذاكرة كل عربي وإسلامي فلقد سئل ذات يوم عن علاقات اليمن مع الولايات المتحدة الأمريكية فقال ذلك البيت الشعري:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى              عدو له ما من صداقته بدُ

ومواقفه وإسهاماته في دعم القضية الفلسطينية معروفة كذلك وفي كل المؤتمرات الإسلامية ولا نستطيع أن نحصي صفاته ومناقبه ولكن نقول ما قاله القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني:

وليس على الله بمستنكر              أن يجمع العالم في واحد

فرحم الله الفقيد فقيد الأمة العربية والإسلامية وأدخله الله فسيح جناته وجازاه الله عنا وعن اليمن والعروبة والإسلام خير الجزاء

إنا لله وإنا إليه راجعون

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp