ما أرسلت أولادي إلا يموتوا * الشيخ/سليمان العيسى الفرح - رازح

 نقول بداية : نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر عرفناه من عام 1964م ورافقته في الكثير من المواقف وتقربت منه ، فالرجل هذا لم يكن خسارة على أسرته وقبيلته حاشد وإنما خسارة على الشعب اليمني بأكمله وعلى الأمة العربية والإسلامية وبالذات الحركات الإسلامية في أنحاء العالم العربي والإسلامي فرحمة الله عليه ونسأل الله أن يخلفه أحسن خلافه ويصلح أولاده ويجمع شملهم ويوحد رأيهم ، ولا أستطيع أنا أو غيري أن يشرح أو يحصي أو على الأقل يذكر بعض أدواره فهي كثيرة والسجلات لا تتسع لشرحها وأحاول هنا أذكر نبذة قصيرة من بعض ما أتذكره من تلك المواقف أولاً بالنسبة لأسرته فهي أسرة كريمة متسلسلة مضحية ضحى بأبوه الشيخ حسين بن ناصر وأخوه الشيخ حميد بن حسين رحمهم الله جميعاً ، وعانى الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر في السجون سواء في تعز أو في غيره حتى في المحابشة ومنذ عرفته وهو بابتسامته الرائعة ولا يخرج من لسانه أي زلة أو كلمة جارحة سواءً على صديق أو عدو وصدره وسيع على الناس جميعاً ويعالج القضايا بحكمه وصبر وبدون إزعاج عرفته في معارك صعدة هو واللواء / مجاهد أبو شوارب وعرفته في حجة ، عرفته في حصار السبعين وهو في ميدان السبعين وأنا في تبة دارس أنا ومن معي من أبناء رازح نحن والأخ / عبدالله دارس ثم التقينا وقد كلفت بعملية النيدية بعد حصار السبعين ثم التقينا في مؤتمر عبس في 1969م في مطار عبس .. حيث استظلينا تحت شجرة وجلسنا نتحدث ونتفاهم في وضعنا وكان لنا فترة قليلة لم نلتق حتى بكينا جميعاً ثم تعاهدنا على الأخوة والوفاء والمضي في درب النضال ، بعدها التقينا في الكثير من المواقف وتحاورنا ومواقف شاهدتها وهو يحل إشكالاتها فكان حريصاً على اليمن وأن تسير إلى الأمام ومن ذلك دوره في حفظ تفكك اليمن أثناء حرب الإنفصال .

من آخر مواقفه التي أتذكرها في أحداث صعدة الأخيرة وهو في الرياض مريض ويتلقى العلاج وكان يتواصل بي في الكثير من الأوقات ومن تلك المواقف أيضاً أنني التقيت به في المملكة العربية السعودية .. حيث تعالجت هناك بفضل الله تعالى وبجهوده الخيرة .. حيث جلست أتعالج لمدة سبعة أشهر للكثير من الأمراض وعندما علمت أن بلادنا رازح قريبة من مواجهة الخطر سافرت وكنت لا أزال تحت العلاج ورفضت البقاء للعلاج وبعد أن عدت كان يتصل لي ومرة قال لي أنا أحسب رازح ثلث اليمن يا شيخ سليمان فقلت له لقد أرسلت أولادي وأنت تعلم أنني لن أقدر أشارك بسبب المرض وقبائلي بايقاتلوا ، آخر مرة يتصل لي ويقول يا شيخ سليمان أولادك محاصرين في رازح وكان صوته يدل على شدة مرضه وكان في المستشفى فرديت عليه يا شيخ عبدالله ما أرسلت أولادي إلا يقاتلوا ويموتوا في سبيل الله فردد الدعاء الله يحفظهم لأكثر من مرة حتى بكيت فانظر إلى الحنان الذي لديه والمروة ، فكم أشرح فيه من محاسن ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذكروا محاسن موتاكم ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجمع رأي أولاده وأن يسيروا على نهجه ونحن إن شاء الله سنكون إلى جانبهم في ما يحب ويرضى الله تعالى حتى نلقاه .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp