كلمة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في المهرجان السنوي لمؤسسة القدس الخميس 25/8/2005م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين القائل: (لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى).

أيها الحفل الكريم .

الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لي أن أحضر اليوم هذا المهرجان السنوي الذي تنظمه مؤسسة القدس فرع اليمن وذلك في إطار تذكير المسلمين والعالم بالجريمة النكراء التي اقترفتها الأيادي الصهيونية الآثمة ، حيث أقدمت على حرق المسجد الأقصى في أغسطس 1969م ، وإنه من حسن الطالع أن تتزامن هذه الذكرى الأليمة مع حدث هام ومنعطف تاريخي جديد في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني البطل وأعني بذلك الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة مذموماً مدحورا بفضل الله تعالى وبفضل الضربات الموجعة لطلائع التضحية والفداء من أبناء الشعب الفلسطيني والسائرون على طريق المقاومة والانتفاضة الذين يقدمون كل يوم دمائهم رخيصة من أجل الوطن والمقدسات وخاصة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تّعبر عن ضمير الشعب الفلسطيني وإرادته الحرة المتسلحة بالإيمان العميق أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأن اليهود عبر التاريخ لا يعرفون لغة حوار غير لغة القوة والشواهد في التاريخ الإسلامي كثيرة ولعل جنوب لبنان خير مثال على ذلك واليوم غزة وغداً القدس بإذن الله حتى تندحر فلول الإحتلال وتتطهر أرض فلسطين كاملة من رجسهم وأوزارهم .

الحاضرون الأعزاء .

إننا ونحن نحيي الذكرى الأليمة لإحراق المسجد الأقصى قبل سته وثلاثين عام لا ينبغي أن ننسى أن تلك الحادثة لم تكن سوى إختبار لإرادة الشعب الفلسطيني والمسلمين في العالم وحين عمّت المواجهات الدامية الأراضي الفلسطينية وخرجت المظاهرات والمسيرات في العالم الإسلامي منددة بتلك الجريمة البشعة بداء اليهود ومن ورائهم الدول الداعمة للإحتلال بوضع مخططات جديدة تؤدي في النهاية إلى تغيير الوضع الجغرافي والسكاني لمدينة القدس وبسط السيطرة الكاملة عليها ومن ثم هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم ، وإذا كانت قوات الإحتلال الصهيونية قد انسحبت اليوم من قطاع غزة فإن عيون قادة العدو الإسرائيلي متجهة إلى الضفة الغربية وإلى مدينة القدس التي يقام حولها اليوم جدار الفصل العنصري وهي جريمة كبرى تضاف إلى سجل الإحتلال المليئ بالصور البشعة والممارسات الإجرامية الدموية ضد الشعب الفلسطيني ، حيث يخطط اليهود من خلال جدار الفصل العنصري إلى إبتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وتشريد عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية التي تعيش في مدينة القدس وضواحيها ولذلك فإننا نحذر من هجمة شرسة قادمة يخطط لها الكيان الصهيوني بعد إنسحابه من غزة تتمثل في ضرب المقاومة الفلسطينية وتجريدها من سلاحها وإستكمال السيطرة الكاملة على مدينة القدس والتمهيد لهدم المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى .

أيها الحفل الكريم .

إن المرحلة القادمة في حياة الشعب الفلسطيني هي مرحلة دقيقة وهامة تقتضي من الجميع التكاتف والتعاضد والعمل المشترك الهادف إلى هزيمة الإحتلال وإجلائه عن كل الأراضي الفلسطينية ، إذ لا بد أن يكون هذا الهدف واضحاً ومحل إجماع من كافة القوى السياسية في الساحة الفلسطينية وأن المحتل الغاصب للأرض لا يمكن له أن يخرج منها بدون ثمن وأن الحديث عن نزع سلاح المقاومة في ظل إحتلال غاشم وظالم هو ضرب من التخبط الأعمى وتفريط بتضحيات جسيمة قدمها الشعب الفلسطيني على مدى نصف قرن أو يزيد ، وإذا كان الإحتلال يحاور السلطة الفلسطينية وبيده المدفع والدبابة والطائرة ويمارس القتل والدمار والخراب ، فلا بد أن يكون لدى السلطة الفلسطينية ما يحد من جبروت هذا الطغيان وليس شيئاً آخر سوى المقاومة يحقق ذلك .


الحاضرون الأعزاء .

إن على العالم العربي والإسلامي ممثلاً بحكامه وشعوبه الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومناصرة حقوقه العادلة ودعم مقاومته الباسلة والتنبه لخطورة المخططات الصهيونية الرامية إلى هدم المسجد الأقصى خاصة بعد أن استغلت إسرائيل إعلامياً مسألة إنسحابها من غزة وقدمت نفسها للعالم بأنها محبة للسلام وقد ضحت من أجل السلام وعلى الذين خدَّرتهم مشاهد إخراج المستوطنين اليهود من غزة أن يتذكروا كيف أخرج الفلسطينيون من هذه الأراضي قبل ثلاثة عقود وماذا حل بهم من المأسي والويلات وما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني إلى اليوم جراء هذا الإستعمار العنصري البغيض الذي تفرّد بجرائمه ومذابحه ودماره على أبشع أنواع الإستعمار في الماضي والحاضر .

إن حكام العرب والمسلمين مطالبون بدرجة أساس أن يتقوا الله في القضية الفلسطينية لأنها ليست قضية شعب ، إنها قضية الأمة الإسلامية قاطبة ، فالقدس هي وطن بداخله فلسطين والقدس هي قبلة المسلمين وهي رمز عزتهم وعنوان إسلامهم والتفريط فيها أو التقاعس عن بذل الجهود لتحريرها هو خذلان للإسلام وتفريط بالحقوق وإستسلام للذل والهوان الذي نعيشه اليوم .


إن الواجب يقتضي من الحكام عدم الهرولة في التطبيع بحجة تشجيع عملية السلام المزعومة كما أن الإستمرار في دعم الإنتفاضة المباركة لأبناء الشعب الفلسطيني مطلوب كخيار إستراتيجي يكافئ الدعم الإستراتيجي المستمر الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل ولولا الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها لإرهاب إسرائيل لما صمدت هذه النبتة الخبيثة كل هذه العقود .

في الختام ..

أدعو الشعب اليمني وشعوب العالم الإسلامي جميعاً إلى مواصلة دعم جهاد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة وعدم خذلانه بسبب الضغوط الأمريكية الظالمة التي تمنع هذا الدعم وتسميه إرهاباً زوراً وبهتاناً وتقدم في نفس الوقت وبكل وقاحة كافة سبل الدعم العسكري والمالي لإسرائيل لضرب الشعب الفلسطيني ، كما أدعو الشعب الفلسطيني لمواصلة الجهاد على مختلف الجبهات وفي هذه المرحلة  أؤكد على أهمية شد الرحال من المدن والقرى الفلسطينية إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه وإقامة الفعاليات المختلفة داخله ومن حوله حتى يبقى الأقصى محل إهتمام العالم ومهوى الأفئدة ولكي لا يحدث مالا يحمد عقباه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp