كلمة الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب التي ألقاها في حضور رئيس الجمهورية عند افتتاح أولى جلسات المجلس الجديد 11/5/2003م
كلمة الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب
التي ألقاها في حضور رئيس الجمهورية
عند افتتاح أولى جلسات المجلس الجديد 11/5/2003م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
وعلى آله وصحابته الميامين.
فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية .
أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي .
قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية .
الحاضرون جميعاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرحب في بداية هذه الجلسة الأولى من دور الانعقاد السنوي الأول بالأخ/رئيس الجمهوريــة الذي حرص على الحضور لافتتاح الفصل التشريعــي فله منا جميعاً الشكر والتقدير.
الحاضرون جميعاً :
اسمحوا لي أيضاً أن أرحب بالضيوف الكرام وكذلك أعضاء مجلس النواب الجديد مباركاً لهم الفوز بالعضوية متمنياً لهم النجاح في أداء الواجب الوطني الكبير الملقى على كواهلهم ، خاصة وبلادنا والمنطقة تمر بظروف استثنائية غير مسبوقة في تاريخ أمتنا فرضتها تطورات الأحداث المؤلمة التي مرَّ ويمرَُ بها الشعب العراقي الشقيق وسقوط بغداد المرِّوع الذي أدمى قلوبنا جميعاً وجعلنا في حالة ذهول وترقب لما سيأتي به الغد من مفاجآت في ظل الاحتمالات والخيارات المفتوحة أمام الأقوياء واستكانة وضعف وتمزق الأمة العربية المؤسف .
الأخ/الرئيس :
الحاضرون جميعاً :
لقد جاءت الانتخابات النيابية الثالثة في بلادنا والرهانات كثيرة على حصول أعمال عنف ومواجهات ، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الحملات الإعلامية الانتخابية بين الأحزاب والمرشحين ، ودار الكثير من الكلام غير المسئول بين الأحزاب وبحمد الله انتهت تلك الفترة وتجاوزها شعبنا ولم يحصل ما كان متوقعاً عدا بعض أحداث العنف البسيطة المتفرقة ، وكذا الممارسات التي لا تتفق ولا تنسجم مع القانون ورغم كل ذلك فقد جـرت الانتخابات في موعـدها الدستوري وفي ظل ظروف آمنة والحمد لله .
وما يلزم الجميع الآن هو إصلاح النفوس ونشر المحبة ونبذ الفرقة والكراهية و تجاوز أثار الحملات الإعلامية والجروح والإساءات المتبادلة لكي ينطلق الجميع بروح أخوية صادقة نحو البناء والتنمية وصنع الغد المشرق لبلادنا وشعبنا ، وهذا لا يكون إلا بالتسامح ونسيان أثار الماضي وعدم تغليب المصلحة الحزبية على مصلحة الوطن الذي يجب أن يكون فوق الجميع .
الأخ/ رئيس الجمهورية :
الحاضرون جميعاً :
إن اندفاع المواطنين اليمنيين في الريف والحضر لممارسة حقهم الدستوري والقانوني هو أكبر رصيد سياسي نفتخر به ونعتز ، فقد كان ذلك الاندفاع دليل على تطور الوعي والنضج السياسي الذي وصل إليه أبناء شعبنا رجالاً ونساءً ، بحيث أصبح اليمنيون بمختلف أطيافهم قادرون على التعامل مع التجربة الديمقراطية والتفاعل الإيجابي معها والمساهمة الفاعلة في تطوير أدواتها ، وإن الرهان الكبير بين الأحزاب والقوى السياسية في المستقبل هو العمل في أوساط الجماهير لرفع مستوى الوعي لديهم نحو المزيد من الممارسة لحقوقهم السياسية حتى يدركوا الأهمية البالغة لدورهم في التغيير نحو الأفضل من خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية ونحن بحمد الله نعتقد أن هذا الدور يتنامى يوماً بعد يوم وهو ما يجعلنا جميعاً مطمئنون ولا نخشى من المستقبل طالما والجميع ملتزمٌ بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية كوسيلة حضارية لتقديم الأفضل للوطن والشعب وللتنافس الشريف على كسب ثقته .
الأخوة أعضاء مجلس النواب :
لقد وصلتم إلى هذا المكان بعد أن وضع الشعب فيكم ثقته وأنكم سوف تمثلونه خير تمثيل طبقاً للدستور باعتباركم ممثلي الأمة ، فكونوا عند مستوى المسؤولية والثقة التي أولاكم إياها الشعب ، وأعملوا على تطوير آليات عمل المجلس من خلال ركيزتي التشريع والرقابة الفاعلة وليكن هَمُّنا جميعاً العمل على تخفيف معاناة المواطنين ووضع الحلول والمعالجات المناسبة لمشكلة ارتفاع الأسعار وتصحيح الإختلالات أينما وجدت ولمصلحة المواطن ، ولا تكونوا وكلاء للحكومة فأنتم أولاً وأخيراً وكلاء الشعب وهو الذي اختاركم لتراقبوا أداءها وتحاسبوها وفقاً للدستور وآليات العمل الديمقراطي المتعارف عليه في العالم المتحضر ، وأعملوا كفريق عمل واحدٍ يُكَملُ بعضُكم بعضا من منطلق الحرص على مصالح الشعب وما ينفعه ولا يضره وأن تكون العلاقة مع الحكومة هي علاقة احترام متبادل لا علاقة انتقاص من قدرات المجلس أو رغبة المجلس في تعطيل أداء الحكومة .. والدستور والقانون قد رسم هذه العلاقة بوضوح ، وكونوا على علم أن المجلس يمكن أن يخطئ وهو يمارس دوره وأن الحكومة يمكن أيضاً أن تجانب الصواب وهي تنفــذ الخطط والعيب كل العيب هو اعتقاد الكمال والعصمــة من الأخطاء ونحن بشر نصيب ونخطئ.
فخامة الأخ/ الرئيس :
الحاضرون الأعزاء :
إن حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وإعلان القدس عاصمة لهذه الدولة سيظل هدف وغاية كل الشرفاء من أبناء أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم وإنه مهما كثر التآمر على الشعب الفلسطيني ومهما حاولت إسرائيل وبدعم أمريكي إذلال الشعب الفلسطيني وتركيعه لرغباتها وأطماعها الاستعمارية ، فإنه سوف يظل يجاهد ويقدم التضحيات من أجل نيل حريته واستقلاله ولن يضره كيد الأعداء ولا خذلان الأقرباء والأصدقاء فهذا هو قدره وثمن الحرية التي لا تنالها الشعوب بدون الدماء والفداء .. والمهم أن يثبت الشعب الفلسطيني البطل وأن تستمر الانتفاضة المباركة وأن يُصرَّ الجميعُ على مواصلة مسيرة النضال والجهاد وهم الأعلون بإذن الله تعالى .
أما الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة إلى جانب المغتصب والمؤيدة له سياسياً وعسكرياً ومالياً فإننا نقول لها أن سياسة الكيل بمكيالين في كثير من قضايا الشعوب والغطرسة والاستكبار في الأرض لن يزيدا شعوب العالم وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني إلا إيماناً بحقهم وكرهاً لسياسات الإدارة الأمريكية المنحازة لصالح إسرائيل ، وهذا التحول في المشاعر تجاه الولايات المتحدة الذي نشهده اليوم في الكثير من شعوب العالم إنما هو بداية أفول نجمها ، ما لم تراجع حساباتها وتدرك أن مصالحها مع العرب والعالم أكبر بكثير من مصالحها مع العصابة الصهيونية التي تعيث في الأرض فساداً من خلال السيطرة على المال والإعلام في العالم .
في الختام :
أرحب بالأخ الرئيس والضيوف الكرام مرة أخرى .. سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لأداء الأمانة العظيمة وفعل الخير وأن نعمل كفريق واحد لما فيه المصلحة الوطنية وصولاً إلى غدٍ مشرق يسهم فيه جميع أبناء هذا البلد كلٌ من موقعه ، فالحاجة اليوم ماسه لوحدة الصف ووحدة الكلمة لأن التحدي كبير والأطماع في خيرات العرب والمسلمين كثيرة ومخيفة ولا بد من الاعتبار بما جرى ويجري من حولنا.
أسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه الخير والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..