كلمة الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:28/10/1994م في أنقره أثناء زيارته البرلمانية لتركيا

 

دولة السيد/حسام الدين جندروك رئيس المجلس الوطني.

السادة أعضاء المجلس الوطني .

الحاضرون جميعاً :

إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أقوم بزيارة هذا البلد العزيز علينا جميعاً هذا البلد الذي حمل راية الإسلام عدة قرون وترك بصمات ناصعة في العديد من البلدان العربية والإسلامية ومنها اليمن التي تربطها بتركيا روابط عقدية وتاريخية وثقافية حيث ساهمت الدولة التركية في تطوير الكثير من النظم الإدارية والفنية العسكرية قبل الثورة ولا تزال الأيادي والخبرات التركية تساهم اليوم في بناء اليمن  بعد الثورة حيث تولت شركة دوغويت التركية إعادة بناء  سد مأرب الذي شارك في حفل إفتتاحه الرئيس الراحل /تورجوت أو زال كما أن هناك العديد من الاتفاقيات الثنائية في المجالات  التجارية والفنية والصحية التي أبرمت بين البلدين الشقيقين وستجد منا كمجلس للنواب كل دعم ومساندة ، وأنني على ثقة من أن الرغبة المتبادلة بين الطرفين ستكون هي الحافز الأقوى لتوقيع المزيد من الاتفاقيات الثنائية التي ستفتح أمامنا أفاقاً رحبة للتعاون في شتى المجالات في ظل الاستقرار الذي تشهده بلادنا بعد انتهاء حالة التمرد التي قادها الانفصاليون في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني .

السيد الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

إن الوحدة اليمنية التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 90م قد أحدثت نقلة سياسية كبرى في حياة شعبنا حيث تعمق مبدأ المشاركة الشعبية بصورة حقيقية وحددت الثوابت التي قامت عليها الجمهورية اليمنية وهي الديمقراطية والتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة وضمان الحريات وحقوق الإنسان ، وتجسيداً لهذه الثوابت فقد تعددت الأحزاب والصحف ومارست أنشطتها بكل حرية غير أن بعض القوى السياسية التي لم تستطيع استيعاب تلك التحولات قد عمدت إلى إعاقة تجربتنا الديمقراطية وحاولت الالتفاف عليها بكل الوسائل وحينما تمت انتخابات السابع والعشرين من إبريل 93م وعرفت هذه القوى حجمها الحقيقي في الساحة اليمنية اتجهت إلى أسلوب خلق الأزمات المتكررة والمفتعلة ثم كشرت عن أنيابها حينما فجرت الأزمة السياسية في السابع والعشرين من إبريل 94م وهو يوم الانتخابات البرلمانية في بلادنا ويوم الديمقراطية ولقد بأت محاولتهم ضرب الوحدة  والإجهاز على التجربة الديمقراطية بالفشل وخرج الشعب منها منتصراً بعون الله وبفضل وقوف الشعوب العربية والإسلامية المحبة للوحدة اليمنية ومنها تركيا الشقيقة التي كان لموقفها المؤيد للوحدة الأثر الطيب على نفوس أبناء الشعب  اليمني المسالم .

السيد الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

لقد أكدت الجمهورية اليمنية مراراً وتكراراً أن الوحدة اليمنية ليست ضد أحد وأنها عامل استقرار وتعاون وسلام لشعوب المنطقة والعالم وقامت السياسة الخارجية لبلادنا منذ قيام الوحدة وإلى اليوم على أساس الاحترام المتبادل بين الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير ولا تزال أيدينا وقلوبنا مفتوحة لكل الأشقاء من أجل تطوير أفاق التعاون المثمر والبناء بما يخدم المصالح الوطنية العليا لبلدان المنطقة ويرسخ الأمن والاستقرار للجميع ، ونحن في اليمن متفائلون بصورة كبيرة بالمستقبل خاصة بعد أن رست الوحدة اليمنية على قواعد صلبة وتم إنجاز التعديلات الدستورية وانتخاب رئيساً للجمهورية وتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة التي ستقدم برنامجها إلى مجلس النواب في الأيام القليلة القادمة ..

السيد الرئيس :

الحاضرون جميعاً :

أننا ننظر إلى العلاقات اليمنية التركية نظرة متميزة لما يربطنا بهذا البلد من روابط وسوف نولي هذه العلاقات رعاية خاصة وأجدها فرصة لأتقدم بدعوة الشركات التركية ورجال الأعمال لاستثمار أموالهم في الجمهورية اليمنية فالبلد خصب والفرص متاحة خاصة وقد اتجهت اليمن نحو اقتصاد السوق الحر القائم على التنافس المباشر بين القطاعات المختلفة ،ومما لا شك فيه أن توقيع البرتوكول الثنائي بين مجلس النواب اليمني والمجلس الوطني التركي سوف يسهم في رفع مستوى العلاقات الثنائية البرلمانية بين البلدين الشقيقين وسيتيح الفرص لتبادل الزيارات والخبرات البرلمانية والفنية المختلفة بما يعزز التجربة الديمقراطية في البلدين ويعكس صورة جيدة لمنوذج رائد في  البلدان الإسلامية المؤمنة بالنهج الديمقراطي كأسلوب عمل سياسي ..

السيد الرئيس :

 الحاضرون جميعاً :

أن التحولات التي تشهدها المنطقة العربية وعلى رأس ذلك عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة ما لم تراعي مصالح جميع الأطراف على أساس الحق التاريخي العادل للشعب الفلسطيني الذي بيده حق تقرير مصيره  سيكون مصيرها الفشل ،فلا سلام بدون استعادة الحقوق ولا حقوق بدون سلام وإذا كان إحلال السلام العادل في المنطقة مطلب الجميع فإن المجتمع الدولي مطالب اليوم باتخاذ موقف مسئول إزاء ما يجري لإخواننا في البوسنة والهرسك من أبادة منظمة على مرأى ،ومسمع من الجميع ..

وفي الأخير :

لا يفوتني أن أنقل باسمي وباسم أعضاء الوفد التهاني الأخوية الصادقة لكم وللقيادة السياسية في تركيا بمناسبة العيد الوطني لتركيا متمنياً أن نلتقي بكم في صنعاء عاصمة اليمن وبلد الديمقراطية والإخاء والتعاون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp