كلمة الشيخ عبد الله بمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى المباركة 2/10/2003م
كلمة الشيخ عبد الله بمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى المباركة 2/10/2003م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحفل الكريم..
قادة الأحزاب والمنظمات الجماهيرية .
الحاضرون جميعاً..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني أن أكون معكم اليوم لحضور هذا المهرجان الذي يأتي بمناسبة الذكرى الثالثة لإنتفاضة الأقصى المباركة التي نتمنى أن تستمر وتتوسع لتشمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة فذلك هو قدر الشعب الفلسطيني البطل الذي لا مفر منه وهو بذلك الفداء يسطر بطولات وملاحم عجز الآخرون عن تقديمها وسوف يكتب التاريخ بأحرف من نور هذه التضحيات ويسجل مواقف الخزي والمذلة على الأمة المتخاذلة إزاء ما يجري في فلسطين من إنتهاكات وعدوان وحشي على الأبرياء من قبل المحتلين الصهاينة والجيش الشاروني المدجج بأعتى الأسلحة.
الحاضرون الأكارم :
ستظل قضية الشعب الفلسطيني المسلم وحقه المشروع في التحرر من الإستعمار الصهيوني البغيض محور الصراع بين العرب والمسلمين من جهة وبين الصهيونية وحلفائها من الجهة الأخرى ، وهذه حقيقة لا يتغافل عنها إلا ظالم يريد غمط الحق ونحن اليوم على يقين أكثر مما مضى أنه مهما تباينت وجهات النظر وتعددت الآراء فإن شعوب العالم الحرة الأبية المؤمنة بقيم الحرية والعدالة تقف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في نيل إستقلاله وحريته وإقامة دولته على كامل التراب الوطني الفلسطيني .
وإذا كانت الإدارة الأمريكية المتعاقبة قد عميت عن الحق وإستمرت في دعمها للمحتلين اليهود وإطالة بقائهم في المنطقة العربية بفعل تغلغل اللوبي الصهيوني في مفاصل الإدارة الأمريكية فإن ذلك لن يدوم إلى ما لا نهاية إذ لا بد للحق أن ينجلي ولا بد للظلم أن ينتهي وما ضاع حق ورائه مطالب ، وكنا نتمنى على الإدارة الأمريكية أن تراجع حساباتها مع شعوب المنطقة وشعوب العالم الإسلامي وأن لا تركن إلى الحكام اللذين أوصلوا الأمة إلى هذه الحالة من الضعف والتمزق فلا بد لهذه الأمة أن تستيقظ والتاريخ يدلنا على ذلك بل وتؤكد الأحداث أنه كلما اشتدت الضربات على الأمة الإسلامية زادت قوة ومنعه وهبت من سباتها نحو دروب الحق والنور والصراط المستقيم .
أيها الحفل الكريم :
إن ما يهمنا نحن العرب والمسلمين كشعوب هو الوقوف مع الحق مهما كان الطريق طويلاً والثمن باهضاً ومناصرة جهاد الشعب الفلسطيني مهما تنوعت أساليب الكيد للعمل الخيري الداعم للشعب الفلسطيني المناضل واضعين في الحسبان أن الوقوف مع الحق هو مبداء شريف محمود عند الله وعند الناس والتخاذل عن نصرة الحق سلوك مشين مذموم عند الله وعند الناس ولهذا فإني أدعو الحكام والشعوب إلى الإستمرار في دعم الإنتفاضة الفلسطينية وأن لا يخشوا أمريكا وحربها على الإرهاب المزعوم وتوجيه سهامها لكل المؤسسات الخيرية الإسلامية في العالم تحت هذا الشعار الظالم في الوقت الذي تقوم فيه المنظمات اليهودية والصهيونية في العالم بجمع المليارات من التبرعات لصالح الكيان الصهيوني المغتصب للأرض حيث تشكل هذه التبرعات إلى جانب سخاء الإدارة الأمريكية شريان الحياة لدولة إسرائيل ولولا هذا الدعم والتعاضد مع هذه النبته السرطانية لما وقفت نصف قرن أمام كل التضحيات التي قدمها ويقدمها العرب والمسلمون .
أما الفلسطينيون فليس لهم طريق إلا الجهاد أو الإستشهاد فالعدو متفوق عليهم بالعدة والعتاد والسلاح وهم لا يملكون إلا التضحية والدماء التي ستهز الأعداء وعلينا أن ندعم الأخوة الفلسطينيين بالمال الذي هو مقدم على النفس وندعو الله أن ينصرهم ويثبتهم ونحن سنظل ندعم الإنتفاضة وجهاد الشعب الفلسطيني بما نملك حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..