كلمة الشيخ عبدا لله التي القاهافي المنامةأثناء جلسة المباحثات الرسميه مع نظيره البحريني بتاريخ 21/12/2003م
الأحد 21/12/2003م .
معالي الأخ العزيز الأستاذ/ خليفة بن أحمد الظهراني
رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين الشقيقة
الأخوة / أعضاء مجلس النواب البحريني .
الحاضرون الأعزاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود في البداية أن أهنئكم وأهنئ الشعب البحريني الشقيق بالعيد الوطني للمملكة وإنَّها لمناسبة سعيدة أن تأتي هذه الزيارة البرلمانية الأولى للبحرين والجميع هنا يعيشون أفراح هذا العيد الذي تأتي ذكراه الثانية والثلاثين وقد قطعت المملكة شوطاً هاماً وحيوياً على طريق مسيرة البناء والتقدم واحتلت موقعاً مرموقاً في الأسرة الدولية ليس هذا فحسب بل أن تجربتها الديمقراطية ومسيرة العمل السياسي التي انطلقت منذ مارس 1999 وما تلا ذلك من حوارات أفضت إلى المصادقة على ميثاق العمل الوطني وما أعقب المصادقة من خطوات مهمة تُوجت بإجراء الانتخابات البرلمانية كل ذلك يلقى الثناء والإعجاب من الكثير من الأشقاء والأصدقاء برغم قصر المدة التي بدأت معها هذه التجربة السياسية الناضجة المستوعبة لأسس وقواعد العمل السياسية المؤصَّل والذي يستوعب الجميع ويشرك أبناء الوطن في مسئولية النهوض بالبلاد وتطويرها .
الحاضرون الأكارم :
إن العلاقات الثنائية بين بلادنا ومملكة البحرين الشقيقة ليست وليدة اليوم ولا يمكن القول بأنها بدأت فقط مع افتتاح اليمن لسفارة لها في هذا البلد العزيز بعد الوحدة اليمنية مباشرة ، إنها علاقة تضرب جذورها في أعماق التاريخ فقد التقت الحضارة السبئية القديمة مع حضارة دلمون التي كان موطنها البحرين قبل الإسلام عن طريق التجارة وبعد الإسلام كان العلاء إبن الحضرمي الصحابي المعروف أول من وفد إلى هذا
البلد الكريم حيث ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة للهجرة البحرين لنشر الإسلام وتعاليمه السمحة وعاش فيها حتى خلافة عمر بن الخطاب وعلاقة تاريخية كهذه لابد من ترجمتها اليوم من خلال المزيد من التعاون القائم على أساس هذه العلاقة التاريخية وبهذا الصدد فإني أطالب إخواني هنا سواء في مجلس النواب أو الحكومة بضرورة فتح سفارة للمملكة في صنعاء حتى تنمـو المصالح المشتركة وتتوسع لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين.
معالي رئيس المجلس :
الحاضرون الأكارم :
إننا في مجلس النواب اليمني حريصون كل الحرص على فتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال البرلماني ولهذا فقد سعدنا بالدعوة الكريمة التي تلقيناها لزيارة المملكة واثقين بأن هذه الزيارة وما سيتبعها من زيارات متبادلة ستكون بمثابة الجسر الذي يعبر بالعلاقات الثنائية في كل المجالات إلى ميادين واسعة ومصالح مشتركة متعددة ومتنوعة تخدم شعبينا وبلدينا ، وفي هذا الصدد فإننا نؤكد لكم أن مجلس النواب اليمني يرحب بالزيارات البرلمانية المتبادلة سواء على مستوى الأعضاء أو الجهازين الإداريين للمجلسين وسيقدم كل ما لديه من خبرة ومعرفة في مجال الإدارة البرلمانية والإعلام البرلماني ومشاريع القوانين وكل ما من شأنه رفد وتقوية العمل البرلماني في المجلسين .
الحاضرون الأعزاء :
إننا نأمل من خلال هذه الزيارة الدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام وتفعيل الاتفاقيات المشتركة الموقعة بين الحكومتين فدور مجلس النواب وكذا دور اللجنة الحكومية المشتركة مهم في هذا الاتجاه وبعد التوقيع على بروتوكول التعاون البرلماني بين المجلسين أثناء هذه الزيارة ستنشأ جمعية أخوة وصداقة برلمانية والتي ستكون إنشاء الله لبنة جديدة في صرح التعاون المثمر والمهم أن تتحرك هذه اللجان والجمعيات في اتجاه تعميق المصالح المشتركة وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بما يعود بالمنفعة على أمتينا العربية والإسلامية ، فلا شك أن همومنا واحدة وتطلعاتنا مشتركة وآمالنا بالغد المشرق والواعد بالخير والرفاهية لا يقل عن غيرنا من أمم الأرض ، ومن حقنا أن نتعاون ويكون لنا مصالح مشتركة كعرب ومسلمين قد تتفق هذه المصالح مع الغرب وقد تختلف فذلك ليس عيباً وليس خروجاً عن الطاعة إنما العيب كل العيب هو محاولة الأقوياء فرض ثقافتهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهـم على شعوب العالم بالقـوة وطمس ثقافة الآخرين باعتبارها ثقافات متخلفة .
الأخ/ رئيس المجلس :
الحاضرون الأكارم :
إن الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا والهجمة الشرسة علينا وتسييد شريعة الغاب في التعامل مع الشعوب أمر خطير يدعونا إلى التفكير العقلاني والتدبر العميق لما ستؤول إليه الأمور إذا استمر هذا النهج المستكبر ومحاولة السيطرة السياسية والهيمنة الاقتصادية على مقدرات الشعوب وخنق الدول الضعيفة دون وازع إنساني أو أخلاقي . إن هذا السلوك يحتم على الجميع رفض الهيمنة وعدم الاستسلام لقوى الاستكبار والظلم مهما كان جبروتها لأن صولة الباطل ساعة وصولة الحق إلى قيام الساعة .
إننا في ظل اختلال التوازن الدولي والأطماع العمياء مطالبون بحماية أنفسنا من الغرق وبلداننا من الاستعمار الجديد وذلك لا يكون إلا بالعمل المشترك والتقارب ووحدة الصف وردم فجوة القطرية والأنانية التي أضعفتنا وهذه مسئولية الحكام أولاً ثم هي مسئولية الشعوب وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية وكل الأطر السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية إذ لابد أن يعمل الجميع من أجل خير الأمة ومصلحتهـا العليا وليس هناك مصلحة أكبر من التوحد لمواجهة الأخطار التي لم تعـد تخفى علينا والتي تسعى لطمس هويتنا .
الحاضرون جميعاً :
لقد ظلت القضية الفلسطينية على مدى خمسين عاماً محوراً للصراع العربي الإسرائيلي وجرحاً نازفاً في جسد الأمة العربية والإسلامية لما لفلسطين من مكانه مقدسة في نفوس المسلمين جميعاً لإن فيها قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين ولذلك فهي قضية الجميع ، وإن عملية السلام في المنطقة وخارطة الطريق ومقررات جنيف الأخيرة لن يكتب لها النجاح ما لم تكون منصفة وعادلة وتضمن عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف هذه هي المطالب التي يمكن من خلالها تحقيق السلام وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وما لم فإن كل الجهود والمحاولات الرامية إلى التوصل إلى أنصاف الحلول ستبؤ بالفشل فالشعب الفلسطيني لن يسكت عن حقوقه وسوف يستمر في نضاله وتضحياته حتى يتحقق له النصر بإذن الله تعالى .
وإنه لمن المؤسف أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً منحازاً إلى جانب إسرائيل المعتدية وتدعمها بالمال والسلاح وفي المحافل الدولية دون اعتبار لما يربط الولايات المتحدة الأمريكية من علاقات صداقة مع العرب ومع كل الدول الشريفة المحبة للعدل والسلام بل وتعتبر أن الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم إرهابيين في الوقت الذي ترى فيه ما يمارسه جيش الاحتلال الصهيوني من عمليات قتل وتدمير وتخريب واغتيالات للأشخاص وتبرر ذلك بأنه حق مشروع ودفاع عن النفس في منطـق أعوج لا يقبله العقل ولا تصدقه الأذن .
إن استمرار المواجهات الدامية غير المتكافئة في الأراضي الفلسطينية بين المدافعين عن الأرض والمغتصبين لها لن تذل الشعب الفلسطيني بل ستوسع دائرة العنف وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ، كما أنها تعمق الحقد والكراهية في نفوس الشعوب العربية
والإسلامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر ينبغي أن لا تسهم الإدارة الأمريكية في توسيع نطاقه فمصالحها مع العرب والمسلمين أكثر من مصالحها مع إسرائيل .
في الختام :
أتمنى للعلاقات بين بلدينا المزيد من التطور والنماء ويشرفني أن أتوجه إلى معالي رئيس المجلس بالدعوة لزيارة بلده الثاني اليمن على رأس وفد برلماني في أقرب فرصة ممكنة .
كما أشكر لكم جميعاً الحفاوة وحسن الإستقبال وكرم الضيافة التي غمرتنا منذ وصولنا أرض المطار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..