كلمة الشيخ عبدالله رئيس المجلس الوطني بمناسبة إعلان الدستور الدائم 1970م

بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس المجلس الجمهوري السادة أعضاء المجلس الجمهوري السادة نواب رئيس الوزراء السادة الضيوف أعضاء السلك الدبلوماسي السادة الحاضرون جميعاً أحييكم أكرم تحية وأرحب بكم أجمل ترحيب باسمي شخصياً وباسم المجلس الوطني ولا استطيع التعبير عما يطفو على نفسي من الشعور بالغبطة والاعتزاز بهذا اللقاء التاريخي الذي نرسي فيه دعائم الحياة وقواعد الشورى والعدالة والمساواة ونقرر مصير شعبنا ونرسم له خطط السير ونضعه على الطريق السوي . إننا اليوم نحقق أعظم أمانينا، وحلم راودنا وأحرارنا وما ناضلوا من أجله خلال أربعين عاماً، إننا نحقق الأمل الذي رأيناه وعشنا عليه وامتلأت بسببه السجون ونصبت المشانق وقطعت الرؤوس وقدمت الضحايا الجسام من أرواح ودماء وأموال. ورحم الله شهيدنا أبو الأحرار القاضي/ محمد محمود الزبيري القائل:- سجل مكانك في التاريخ ياقلم فهاهنا تبعث الأجيال والأمم هنا القلوب الأبيات التي إئتلفت هنا الحنان هنا القربى هنا الرحم والقائل :- إن الأنين الذي كنا نردده سراً غدى صيحه تصغى له الأمم والحق يبدأ في آهات مكتئب وينتهي في زئير ملئه نقم أيها السادة: إن المجلس الوطني الذي أتشرف برئاسته قد تأسس على تقوى من الله وثقة من الشعب رغم الظروف الصعبة التي كانت تتحكم باليمن نتيجة حرب دامت ثمان سنوات أهلكت الحرث والنسل وكادت تمزق الشعب اليمني شر ممزق. وقد كانت قوانا مبعثرة مشتته في الشمال والجنوب نحارب في الشمال للاستقرار وندعم كفاح إخواننا وأبناءنا في الجنوب ضد الاستعمار نحمي ظهور هؤلاء الإخوة والأبناء وعونهم ونفتح الطريق لمساعدتهم ونجعل من المدن والقرى الحصينة قواعد لنضالهم وملاذآتهم. لقد كنا نخوض معركتين ونحارب في جبهتين.. معركة في الشمال في سبيل الاستقرار ومعركة في الجنوب لتحريره من الاستعمار إيماناً منا بضرورة الوحدة الوطنية الشاملة. أيها الإخوة: لقد تأسس المجلس الوطني والوحدة الوطنية في مهب الرياح واليمنيون منقسمون على أنفسهم يحارب بعضهم بعضاً وكثير من أبنائنا وإخواننا يعيشون خارج بلادهم لا يستطيعون العودة إليه والعلاقات مقطوعة بين اليمن وبين بعض الدول الشقيقة والفوضى ضاربة أطنابها في كل ناحية. وقد استطاع المجلس الوطني أن يساهم بتعاونه المخلص الصادق مع القيادة الرشيدة في المجلس الجمهوري ومع الحكومات المختلفة التي منحها الثقة استطاع بالتعاون مع الجميع أن يساهم في تحقيق وإعادة الوحدة الوطنية وإعادة الرغبة الشعبية في إقرار السلام وإعادة العلاقات بين اليمن والدول التي كانت علاقاتها مقطوعة مع اليمن حتى سار الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وأصبح الواجب الأول على المجلس الوطني أن يعمل على القضاء على الفوضى التي لا يصلح معها أمر ولا يستقر وضعاً ولا يبنى مجتمعاً ولا تنهض دولة فاتجه على لجنة من العلماء وذوي الخبرة والمختصين لوضع دستور دائم للبلاد مستمد من الشريعة الإسلامية وتجارب الأمم الراقية والشعوب المتقدمة ويضمن الوحدة الوطنية بين أبناء اليمن ويجمع كلمتهم ويحشد طاقاتهم وإمكانياتهم وينقلهم من الظلمات إلى النور ومن الفوضى إلى النظام ويحدد الاختصاصات ويبين الحقوق والواجبات ويكفل الحرية والعدالة والمساواة فلا تطغى فئة ولا يستبد حاكم بمحكوم ولا يستغل الأقوياء الضعفاء وقد انتهى المجلس الوطني من وضع الدستور قبل ثلاثة أشهر وتقدم به كمشروع إلى المجلس الجمهوري واليوم يشرفني أن أقدم السيد رئيس المجلس الجمهوري ليعلن الدستور الدائم على شعبنا العظيم.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp