كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 28/12/2002م في أمانة العاصمة بمناسبة انعقاد أعمال الدورة الاولى للمؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد

أصحاب الفضيلة الأباء والأخوة العلماء .

الأخوة/ الوزراء .

الأخوة / أعضاء مجلسي النواب والشورى .

الأخوة / أمناء عموم الأحزاب ومساعدوهم .

الأخوة / المشائخ .

الأخوة / رؤوساء وأمناء عموم الاتحادات والنقابات .

أصحاب السعادة / السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي .

الأخوة والأخوات / الضيوف كافة .

الأخوة والأخوات / أعضاء المؤتمر العام .

الحضور الكرام جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لي في البداية أن أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب شاكراً ومقدراً إستجابتكم الكريمة لدعوتنا وحضور حفل إفتتاح مؤتمرنا العام الثالث في دورته الأولى والذي ينعقد إلتزاماً بمقتضيات النظام الداخلي للإصلاح وحرصاً منا على إرساء التجربة الديمقراطية وقواعد العمل الشوروي والقبول بنتائجه وتجسيد المشاركة الفعلية لأعضاء الإصلاح في إتخاذ القرار عبر إختيارهم لقياداتهم ووضع الأطر والخطوط العامة لمسيرة الإصلاح في المرحلة القادمة بما تحمله من تحديات ومصاعب يتحتم علينا مواجهتها بوعي وإدراك وإعداد وإستعداد.

الحضور الكرام :

ينعقد مؤتمرنا هذا وسـط ظروف معقدة وخطيرة محلـياً وعربـياً ودولـياً ، وفي ظل هجمة شرســة تتعرض لهـا الأمة تستهدف وجودهـا وهويتها وعزتها وكرامتـها وفي ظل أوضاع لا تسر أحداً.

فلم يعد خافياً على أحد ما تمر به البلاد من ظروف إقتصادية متردية وأحوال معيشية صعبة وغلاء متزايد وفساد يشكو منه الجميع ويتضرر منه الجميع ، وحياة سياسية تتعرض للإفساد أيضاً ، فالهامش الديمقراطي يضيق وينكمش كل يوم والحريات وحقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة وضمنها الدستور تنتهك ، والقانون مغيب ، والممارسة الديمقراطية أفرغت من محتواها وأبقي على شكلها لأسباب أنتم تعرفونها ، وما جرى في مرحلة القيد والتسجيل لا يبشر بخير وسيقودنا إلى إنتخابات تفتقر إلى الأحد الأدنى من الشفافية والنزاهة وتكافؤ الفرص والتنافس الشريف ، فحزب واحد يملك كل شيء ويسيطر على كل شيء ويمرر كل ما يريد بينما بقية الأحزاب لا تملك غير ثقتها بالله وإعتمادها على جهود أعضائها وأنصارها وعلى وعي الناخبين وحرصها على إرساء التجربة مهما كانت المشاق والتبعات ومهما تعرضت للإيذاء والتمزيق و الإتهامات الباطلة والتشويه المتعمد ومصادرة الحقوق .

لذلك فإننا ندعو جميع القوى الوطنية لوقفة جادة ومسئولة أمام هذه الأوضاع والخروج برؤية موحدة وموقف واضح حتى نجنب بلادنا المزيد من العناء والمصاعب التي هي في غنى عنها ، فنحن جميعاً أبناء اليمن ومن حقنا أن ندافع عنه وأن نحميه ، ومن واجبنا أن نعمل على إخراجه من النفق المظلم الذي تقوده الممارسات اللا مسئولة للسلطة وأنانيتها المفرطة وإلغائها للآخر فمصلحة اليمن يجب أن تظل فوق كل اعتبار .

كما ندعو الجميع لرص الصفوف ووحدة الكلمة والتصدي للمخاطر الخارجية التي تستهدف بلادنا ومحاولة الإنتقاص من سيادتها وإستقلالها تحت مبررات وذرائع واهية ، فالشعب اليمني شعب أبي قدم تضحيات كبيرة عبر تاريخه الطويل من أجل حريته وإستقلاله ولن يركع لأحد غير الله سبحانه ولن يُسمح لأحد بأن يفرط في سيادته وإستقلاله .

الحاضرون الكرام :

إن أمتنا العربية والإسلامية تواجه اليوم مخاطر كبيرة وهجمة شرسة تستهدف مقوماتها وقيمها و عقيدتها وثرواتها ، وما لم يرتفع القادة إلى مستوى المسئولية الملقاة على عاتقهم والأمانة التي يحملونها و يتجاوزوا الخلافات الهامشية والحساسيات الصغيرة ويلتقوا على كلمة سواء ورأي موحد وموقف صلب لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمة كلها ، ما لم يفعلوا ذلك فلينتظروا مصيراً أسوأ من مصير دويلات الطوائف وعند ذلك لن يفيدهم بكاء مجدٍ أضاعوه .

الحاضرون الكرام :

إن ما يجري على أرض الأسراء والمعراج وما يتعرض له شعب فلسطين الشقيق من قتل وتنكيل وتشريد وإرهاب على أيدي الصهاينة المغتصبين يجب أن يتحول إلى عامل دفع وقوة تدعم الإنتفاضة وتساند أطفال الحجارة الذين أعادوا للأمة بعض كرامتها المفقودة ، لا أن يكون سبباً للتخاذل والجبن والتردد والإنهزامية ، ففلسطين أرض عربية إسلامية والدفاع عنها وعن المسجد الأقصى واجب على كل عربي و مسلم ، وإذا كانت الظروف قد حرمت الشعوب من شرف الجهاد بالنفس فإن أبواب الجهاد كثيرة ولا تزال متاحة أمام كل الشرفاء .

والذي يثير القلق أكثر ذلك التغاضي والصمت الدولي إزاء مايجري في فلسطين حتى الشجب و الإستنكار لم نعد نسمعه من المنظمات والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان وكأن أطفال وشيوخ ونساء فلسطين ليسوا بشراً ، وإذا ما وجد إستنكار فإنه مع الأسف يساوي بين الضحية والجلاد ، فهل تبلد إحساس العالم إلى هذا الحد ؟.

ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لما يعاني منه شعب العراق الشقيق وما يتعرض له من حصار وتجويع ، حتى وهو يستجيب للقرارات الدولية وينفذ ما يطلب منه لم يشفع له ذلك بل زادت حدة التهديدات والتحركات والحشود العسكرية الأمريكية والبريطانية إستعداداً لضربة جديدة والعالم العربي يقف متفرجاً وكأن ما يبيت ضد العراق لا يعنيه مع أن الجميع يعلمون ويصرحون أن أي ضربة للعراق ستجر المنطقة كلها إلى المجهول ، ورغم إرتفاع بعض الأصوات العربية والدولية المعارضة لضرب العراق إلا أن الغطرسة الأمريكية لا تزال تسير في مخططها المحقق لأهداف الصهيونية في كسر شوكة العرب وكرامتهم ، وكل ذلك يجري تحت ذريعة مكافحة الإرهاب .

إننا ندين الإرهاب بكل أشكاله وصوره من أي جهة جاء وتحت أي مسمى كان ، وفي نفس الوقت نرفض أن يعتبر نضال وكفاح الشعوب وجهادها من أجل نيل حريتها وإستقلالها إرهاباً ، فمقاومة المحتل والمعتدي أمر مشروع تقره الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ، ولا نقبل أن يضل مصطلح الإرهاب دون تحديد واضح لمفهومه ، يتفق عليه المجتمع الدولي أو أن يصبح سوطاً مصلتاً على الأفراد والجماعات والشعوب لإخضاعها وإذلالها .

وليس ببعيد عن ذلك ما تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة من هجمة إعلامية صهيونية وضغوط أمريكية ، وما ذلك إلا لمكانتها وموقعها من العالم الإسلامي وما تمثله من رمز للأمة الإسلامية كلها وما تضمه من مقدسات ، والنهج الذي تلتزم به .

إننا إذ ندين كل ذلك فإننا ندعو القادة العرب والمسلمين إلى مقاومة الإملاءات والضغوط الخارجية ، وأن يبادروا إلى توحيد الجبهة الداخلية وتوحيد الصف العربي والإسلامي حتى يمكن مواجهة تلك الأخطار المحدقة بالأمة ، وعلى العرب والمسلمين قادة وشعوباً أن يعدوا أنفسهم ويوجهوا إمكاناتهم وقدراتهم كلها لمواجهة مؤامرات الأعداء المتربصين بهم ولم يعد أمامهم سوى مواجهة الحقيقة المرة وليس لهم من مخرج غير سبيل الجهاد الذي أمر الله به فهو وحده طريق العزة والكرامة .

الأخوة أعضاء المؤتمر العام :

إنكم ستقفون أمام قضايا هامة في هذه الدورة ، وأرجو أن تكونوا على مستوى المسئولية التي انتدبكم إخوانكم من أجلها ، وآمل أن تضعوا نصب أعينكم مصلحة الإصلاح ومصلحة اليمن وأنتم تختارون قياداتكم الجديدة للمرحلة القادمة بما تحمله من تحديات ستواجهنا جميعاً في المستقبل ، وهي تحديات توجب علينا أن نلتحم بالمواطنين في كل المناطق وأن ننفتح على جميع القوى في الساحة لنتعاون جميعاً من أجل بناء اليمن وخير اليمن حاضراً ومستقبلاً ، ولذلك فإن عليكم أن تسمعوا قدر طاقتكم لتبني قضايا الجماهير والدفاع عن حرياتهم ومصالحهم ، وأن تبذلوا الجهد في خدمة البلاد ولا تنشغلوا بصغائر الأمور والخلافات الهامشية ، فالمرحلة حرجة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود ووعي وإلتزام وإنضباط وبعد نظر وأنتم أهل لكل ذلك .

الحاضرون جميعاً :

في الأخير أكرر ترحيبنا بالضيوف الكرام الذي شرفونا بالحضور وأشكر كل من ساهم في الإعداد و التنظيم لهذا الإحتفال وأعمال المؤتمر .

قال تعالى ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp