كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 27/9/2001م في الرباط في الدورة الثانية لمؤتمر مجالس إتحاد الدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد بالمغرب

 

الأخ/ رئيس الدورة الثانية لمؤتمر إتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

الأخوة/ رؤوساء مجالس الدول المشاركة .

الأخوة / رؤوساء الوفود البرلمانية المشاركة .

الأخوة/ ممثلو المنظمات والهيئات المشاركة .

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إسمحو لي في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل والإمتنان العظيم للمملكة المغربية الشقيقة التي استضافت أعمال هذا المؤتمر الإسلامي البرلماني الذي يخصص أعماله لقضية إستراتيجية تهم كل العرب والمسلمين في أصقاع الأرض ألا وهي قضية القدس الشريف وفلسطين المحتلة ، فأكرر الشكر للشعبة البرلمانية المغربية على حسن الإعداد والتنظيم وهذا كفيل بأن يحقق مؤتمرنا هذا  الأهداف المرجوة منه إنشاء الله تعالى .

الأخوة الحاضرون :

لقد ظلت القضية الفلسطينية وسوف تظل شغلنا الشاغل وهمنا الكبير ، ذلك أنها قضية إنسانية وإسلامية عادلة مرتبطة بحق شعب عربي في العيش الكريم في أرضه ، كما أنها قضية مرتبطة بقبلة المسلمين الأولى حيث الأقصى الشريف والأماكن المقدسة التي تتعرض اليوم للتدنيس من قبل الصهاينة اللذين يواصلون حملتهم المحمومة لتغيير المعالم الجغرافية لمدينة القدس وهي محاولات رخيصة تستهدف هدم الأقصى الشريف وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه .

الحاضرون الأعزاء :

بالأمس القريب عقدنا في صنعاء دورة طارئة للإتحاد البرلماني العربي خصصت للقضية الفلسطينية ووسائل دعم الإنتفاضة المباركة ونجحنا وبتعاون الأشقاء في تقليص هامش الخلافات وتغليب المصالح القومية على المصالح الوطنية فكان إعلان صنعاء والذي أجمع فيه المشاركون على أهمية إستمرار دعم إنتفاضة الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل المتاحة وفي مقدمة ذلك الدعم المالي الذي نضمن بإستمراره بقاء الإنتفاضة حية مشتعلة بإعتبارها الطريق الوحيد للخلاص من يد الإحتلال والغطرسة الصهيونية ، وها نحن اليوم نلتقي في نطاق أوسع وعلى مستوى الدول الإسلامية أيضاً من أجل القضية الفلسطينية والقدس الشريف وسائر الأراضي العربية المحتلة ، وكما أكدنا في لقاء صنعاء على ضرورة تقديم القضية الفلسطينية والقدس الشريف على غيرها من القضايا فإننا نؤكد اليوم مرة أخرى على ذلك حتى نضمن نجاح هذا المؤتمر فكلنا لديه قضايا محلية وكلنا لديه هموم وطنية لكننا لا بد أن نرتب الأولويات ونضحي من أجل ديننا وعقيدتنا فالخطر الصهيوني داهم وهو يضرب في العمق دون تمييز واضعاً نصب عينيه الإسلام كعدو إستراتيجي لابد من محاربة أهله وإقتلاع جذورهم وتدنيس مقدساتهم فاليهود كما وصفهم القرآن الكريم هم
أشد عداوة للذين أمنوا .

الأخوة الكرام :

إن التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية والهجمة البربرية الوحشية على أبناء الشعب الفلسطيني والممارسات الإجرامية الدنيئة لقوات الإحتلال الصهيوني وتدمير المساكن وقتل الأبرياء وإقتلاع الأشجار وإحراق الأرض وكل أساليب البطش والإرهاب والتنكيل التي تنفذها الآلة العسكرية الهمجية الإسرائيلية وبتعاون تام من قطعان المستوطنين الحاقدين كل ذلك لن يثني أبناء الشعب الفلسطيني عن مواجهة  الصهاينة اللذين جلبتهم القوى الدولية من أصقاع الأرض ليكونوا حجرة عثراء على طريق النهوض الحضاري لأمتنا العربية والإسلامية وإن الإنتفاضة المباركة لكل أبناء الشعب الفلسطيني لهي كفيلة بإسترداد الحقوق المغتصبة وفقاً لمبداء أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومن هذا المنطلق فإن علينا كشعوب عربية وإسلامية أن لا نعول كثيراً على المفاوضات فهي لن تعيد الحقوق  ولقد أثبتت الأيام ذلك ورأينا كيف استطاعت المقاومة اللبنانية البطلة إخراج الصهاينة من الجنوب وهم  يجرون أذيال الهزيمة والعار بعد عشرين سنة من الغطرسة ومحاولة تركيع الشعب اللبناني المجاهد الذي قدم الغالي والنفيس حتى تحقق له النصر المؤزر وغلبت الفئة القليلة الفئة الكثيرة بإذن الله .

أيها الأخوة الأعزاء :

إننا وفي هذا المؤتمر نهيب بالحكومات العربية والإسلامية أن تحترم إرادة شعوبها وتعمل بصدق من أجل نصرة القضية الفلسطينية وأن لاتنقاد وراء الضغوط التي تمارسها القوى الدولية ضدها فتخلق تبايناً كبيراً بينها وبين الشعوب فإن ذلك هو مخطط صهيوني ماكر وضعه مؤسسي الحركة الصهيونية  بهدف إضعاف الأمة وتفكيك إرادتها حتى يسهل السيطرة عليها وإبتزازها في كل حين .

 ولقد أتضحت الحقائق اليوم أكثر من أي وقت مضى وتكشفت الأهداف بصورة لاتدع مجالاً للشك وأصبح  الإسلام وأهله مستهدفون  أينما كانوا ورأس الحربة في ذلك هي إسرائيل المحتلة التي تلقى الدعم من أمريكا بصورة رئيسية فهي التي تدعم هذا الكيان السرطاني وتطيل بقائه في المنطقة فلولا الدعم السياسي والإقتصادي والعسكري اللامحدود لإسرائيل لانكسرت شوكتها وانكشفت حقيقتها كدولة إجرامية تمارس البغي والفساد في الأرض .

وإننا مع كل هذا الوضوح في المواقف والرؤى من قبل الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا فإننا نطالب المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة بإعتبارها راعية السلام أن تمارس دورها الأخلاقي في هذه القضية وأن لا تكيل بمكيالين مما يعمق العداء بينها وبين الشعوب العربية والإسلامية ويجعلها تحصد ثمار هذه العداوة في شكل أعمال أرهابية كما حصل في واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من سبتمبر الحالي الأمر الذي  ندينه  و لا نقره ولا يرضاه ضمير حي فاستهداف الأبرياء وترويع الأمنين مرفوض مهما كانت المبررات إلا أننا نقول لأمريكا أن من يزرع الشوك يحصد الألم .

في الختام :

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم فرغم أن لدينا هموم أخرى لاتقل أهمية عن غيرها وهي المتعلقة بالحصار على العراق وليبيا والسودان وإستمرار إحتلال الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية إلا أنني وكما أسلفت أتمنى على المؤتمر التركيز على قضيتنا المحورية وتكريس الجهود من أجلها لما نرى ونشاهد من تطورات مؤسفة بشأنها وبشاعة وغطرسة في مجرياتها حيث استغلت قوات الجيش الصهيوني إنشغال العالم بالأحداث في أمريكا من أجل تصفية الحساب مع العزل من أبناء الشعب الفلسطيني مستخدمة بذلك مختلف أنواع الأسلحة من الطائرات والمدافع والدبابات والصواريخ في ظل الصمت المطبق للمجتمع الدولي الذي لايرى إلا بعين واحدة ولا يسمع إلا بأذن واحدة .

أتمنى أن تكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح سائلاً المولى القدير أن يجمع شمل الأمة العربية والإسلامية على الخير والمحبة  لتمارس دورها الحضاري الإنساني من جديد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp