كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 27/1/2003م في أمانة العاصمة ميدان السبعين في المهرجان الجماهيري الكبير لمناصرة الشعب العراقي ورفض الحرب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

         الأخوة / ممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية .

أيها الحشد الجماهيري الكريم .

يا أبناء الشعب اليمني الأبي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرنا اليوم ونحن نلتقي في هذا المهرجان الشعبي الكبير لنصرة الشعب العراقي الشقيق أن نعبر لكم عن شكرنا وتقديرنا لكم لحضوركم من أجل قضية عادلة تعكس الإجماع الدولي والرفض المطلق لمخططات العدوان العسكري الأمريكي البريطاني والتهديد بشن الحرب على العراق الشقيق.

إن اللوبي الصهيوني المتغلغل في مفاصل الإدارة الأمريكية هو الذي يدق طبول الحرب ويتعطش للدماء متجاهلاً النداءات العالمية والمسيرات الشعبية في كل أنحاء العالم المعبرة عن رغبتها في السلام ونبذها للحرب وللدمار والخراب الذي استمرأته الإدارة الأمريكية والبريطانية وأصبح وسيلة الحوار الوحيدة في القرن الحادي والعشرين .

أيها الحاضرون جميعاً :

إن اللذين يحشدون الأساطيل والجيوش الغفيرة في المنطقة اليوم ويتحدثون بلغة القوة والعنجهية ليسو على حق مما يطرحوه وإنما هدفهم الحقيقي هو استئصال القاعدة العلمية والمعرفية لدولة عربية إسلامية وإلحاق المزيد من الضرر بمقدرات الأمة والسيطرة على نفط العراق الخام الذي يسيل له لعاب مصاصي الدماء وتجار الحروب في الإدارة الأمريكية ، ومن المؤسف أن تصبح الإدارة الأمريكية لعبة في يد الصهيونية العالمية التي زرعت لنا العدو الإسرائيلي في القلب ثم تولت أمريكا دعمه مادياً وعسكرياً وعلمياً وسياسياً وهي اليوم تخشى عليه من التفوق العلمي والمعرفي من العرب فتعمل على تفتيت المنطقة وإجهاض عناصر القوة فيها بحجج واهية ومنطق أعوج لم يعد يخفى على أحد .

أيها الحشد الجماهيري الكريم :

في هذا اليوم الذي يتزامن مع موعد تقديم تقرير المفتشين الدوليين عن مدى صحة وجود أسلحة دمار شامل عراقية إلى الأمم المتحدة يخرج العالم في مسيرات شعبية معبرة عن رفضه للحرب ضد العراق ونحن نلتقي هنا لنفس الهدف وهو ما يدعو الحكام العرب بدرجة أساسية لمراجعة حساباتهم الضيقة ونبذ خلافاتهم المصطنعة وأن ينفضوا عنهم وعن شعوبهم غبار الذل والإستسلام ويقولوا لا لأمريكا وألف لا وأن يتقوا الله في الأمانة التي حملوها وأن يستشعروا المسئولية تجاه ما يخططه الأعداء للمنطقة وأن يدركوا أن المستهدف من هذا الحقد الأعمى هو الإسلام ومقدرات المسلمين أينما وجدت وعليهم أن يبذلوا الجهود الصادقة لتعزيز الثقة فيما بينهم وكسر الحواجز والمعوقات التي صنعتها الأنانية والنظرة الضيقة حتى يكونوا صفاً واحداً أمام هذه الهجمة الظالمة الغاشمة التي إن حصلت فإنها لن تتوقف عند العراق فقط بل ستصل إلى الآخرين مهما قدَّموا تنازلات ومهما تزلفوا لأمريكا وبريطانيا مقابل الفتات الذي تقدمه لهم وتشتري به ضمائرهم ومواقفهم  .

أيها المواطنون :

إن على الشعوب العربية والإسلامية أيضاً إدراك المخاطر المدمرة التي تحيط بها والمؤامرة الكبرى التي تحاك ضدها ومن هذا المنطلق فإنني أدعوها للتحرك مع شعوب العالم الحية والتعبير عن رفضها لسياسة الهيمنة والاستعلاء وخيار الحرب الذي تجهز له الإدارة الأمريكية الإرهابية متجاهلة صوت العقل والمنطق ورفض المجتمع الدولي بكامله لاستخدام القوة العسكرية كوسيلة لحل الخلافات .

الحاضرون جميعاً :

لقد كانت وما تزال دولة العدو الإسرائيلي هي الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن والسلام في المنطقة ، ومن المعلوم لدى الجميع أن الكيان الصهيوني المحتل يملك ترسانة نووية ضخمة وأسلحة متطورة ومن الأولى أن يتم نزع هذا السلاح من هذه الدولة الإرهابية العنصرية التي تمارس الإرهاب في أبشع صورة وأقبح مظاهره ، وإننا ومن هذا المكان ندعو المجتمع العالمي والدول المحبة للعدل والخير والسلام أن تتحمل مسئوليتها وتقف بشجاعة وموضوعية أمام إستمرار الإدارة الأمريكية في سياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف عن جرائم العدو الصهيوني البشعة التي ترتكب ضد إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني ، وإذا كان العالم اليوم ينادي بنزع أسلحة الدمار الشامل فلتبداء أمريكا بنفسها ثم بدولة العدو الصهيوني لتضرب بذلك المثل والقدوة فيما تدعو إليه ، أما أن تعمل على تعزيز قدراتها النووية وأن تدعم الترسانة النووية الإسرائيلية وتدعو لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة فذلك ضرب من التخبط الذي يعكس الرغبة المجنونة في إستعراض القوة واستخدام الحرب كوسيلة للسيطرة والهيمنة ولذلك فإننا نناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الوقوف في وجه هذه الهيمنة وأن يرتفعوا إلى مستوى المسئولية
ويعملوا على معالجة النزاعات الإقليمية والدولية وفق معيار عادل ومنصف بعيداً عن التأثيرات الأمريكية التي أضعفت وعطلت دور هذه المؤسسة الدولية الهامة مع الأسف الشديد .

في الختام :

أود أن أؤكد على أهمية مواصلة المظاهرات والمسيرات السلمية المعبرة عن الاستنكار والاستهجان لسلوك الإدارة الأمريكية وطريقة إدراتها للأزمة مع العراق واستمرارها في دعم الكيان الصهيوني الذي يمارس جرائم القتل والتدمير والتخريب اليومي على رؤوس الفلسطينيين دون أن يتحرك الضمير العالمي الأمر الذي يضع الشعب الفلسطيني أمام خيار واحد لا ثاني له وهو إستمرار الجهاد المقدس ومواصلة الانتفاضة المباركة في وجه الغاصبين المحتلين حتى يتحقق النصر بإذن الله سبحانه وتعالى وتعود الحقوق لأصحابها .

وفق الله الجميع لكل خير .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp