كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 25/3/2001م في المهرجان الجماهيري الذي أقامته الهيئة الشعبية للدفاع عن الأقصى وفلسطين في ميدان الظرافي بصنعاءبمناسبة أسبوع القدس

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد المعلم الأول وهادي البشرية إلى سواء السبيل وعلى آله وصحبه أجمعين ..وبعد:

أيها الحفل الكريم  :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسعدنا أن يكون معنا اليوم في حفلنا هذا كوكبة من علما ء الأمة  ومفكريها  ومجاهديها الأفاضل ممثلي مؤسسة القدس ووفدهـا الذي تستضيفه بلادنا هذه الأيـام بـرئاسة العـالم المجـاهـد وفقـيه العصر الشيخ الدكتور/يوسف القرضاوي – وإخوانه الكرام في قيادة مؤسسة القدس التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن القدس وفلسطين ومقدساتها وكشف المؤامرات  الصهيونية التي تحاك ضد المسجد الأقصى وفلسطين خاصة وضد الأمة العربية والإسلامية عامة ، فبأسمكم جميعاً وباسم الهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين أرحب  بهم بين إخوانهم وأبنائهم في موطنهم الأول الذي يعتبر قضية فلسطين والأقصى قضيته الأولى وهمه الدائم ، فأهلاً وسهلاً بهم .

أيها الحشد الكريم :

يا أبناء اليمن الأباة :

إن قضية فلسطين قضية كل مسلم وإن أرض فلسطين أرض المسلمين جميعاً ففيها مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبالتالي فلا يملك أحد حق التنازل عن أي جزء منها ، وإن الدفاع عنها واجب ديني وإن نصرة إخواننا المجاهدين في فلسطين المدافعين عن وجودهم وحقوقهم المنتهكة وعن مقدسات المسلمين المغتصبة في أرض فلسطين واجبٌ على كل عربي ومسلم ، فهم يقومون بالواجب الذي ينبغي على الأمة الإسلامية أن تقوم به .

وإذا كانت بعض العوائق تمنعنا من أن نشارك إخواننا الفلسطينيين في جهادهم وإنتفاضتهم المباركة فإننا نستطيع أن  ندعم صمودهم بالمال و بالدعاء وبالضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتتخذ مواقف جادة وقوية وصادقة لدعم الحق الفلسطيني وتسخير كافة الإمكانيات وإستخدام كل الوسائل المتاحة لإستعادة الحقوق العربية وإنقاذ المقدسات الإسلامية في القدس وفلسطين وتطهيرها من دنس الإحتلال الصهيوني .

وإنني من هنا وباسم هذا الحشد الجماهيري وباسم كل عربي ومسلم وباسم كل أطفال الحجارة وكل أبناء فلسطين أناشد قادة الأمة العربية وحكامها الذين سيجتمعون غداً في العاصمة الأردنية  عمان ويشاهدون ما يجري على أرض فلسطين عن قرب بأن يكونوا عند مستوى المسئولية الملقاة على عاتقهم وأن يخرج مؤتمر القمة العربية بقرارات شجاعة وعملية تلبي طموحات الأمة وتعبر عن آمالها وآلامها واستعدادها للتضحية بكل ما تملك من أجل فلسطين وحقوق شعبها وإستنقاذ الأقصى المبارك وكل المقدسات من أيدي الصهاينة الغاصبين ولا بد من إتخاذ موقف واضح وصريح يتمثل في إلغاء كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وكذا إعادة النظر في العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة بحيث تكون هذه العلاقات مرتبطة بمواقف هذه الدول من  القضية الفلسطينية وأخص بالذكر الدول التي تساند العدو الصهيوني وتدعمه وعلى رأسها الولاياة المتحدة .

أيها الحضور الكرام :

إن الإنتفاضة الفلسطينية المباركة مستمرة والشعب الفلسطيني المجاهد لا يزال يقدم التضحيات كل يوم ويقف بكل شجاعة وصبر وصمود أمام الغطرسة الصهيونية والأعمال الأجرامية ويتصدى للمارسات القمعية والوحشية التي تقوم بها حكومة العدو الصهيوني وجيشه الذي يستخدم كل أنواع الأسلحة ضد شعب أعزل يواجه كل ذلك بالحجارة التي أعادت للأمة بعض كرامتها وعزتها المهدورة .

وإننا إذ نحيي ونكبر روح البطولة والإستشهاد والمقاومة والصمود الفلسطيني ونفخر به ، فإننا في الوقت ذاته نحث كل عربي وكل مسلم فيه ذرة من إيمان أو نخوة أو غيرة  أن يسارع إلى دعم الإنتفاضة المباركة ومؤازرتها حتى تحقق أهدافها وتؤتي ثمارها المرجوة  بإذن الله ، فقد أثبتت الأيام والأحداث أنه لا خيار للمسلمين والعرب إلا خيار الجهاد فهو وحده سبيل العزة والكرامة والطريق إلى إستعادة الحقوق وتحرير المقدسات وأن السبل الأخرى لن تؤدي إلا إلى المزيد من الهوان والذل والإستسلام والتنازلات والتفريط بالأرض والعرض فليس أمامنا إلا الجهاد والجهاد وحده حتى يتحقق النصر ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ولنا في تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان خير مثال وأصدق برهان ..والله أكبر ولا عزة إلا بالجهاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp