كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 25/10/2000م في صنعاء بمناسبة المهرجان السنوي لذكرى الإسراء والمعراج الذي أقامته الجمعية الخيرية الإسلامية لنصرة الأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاضرون جميعاً..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يطيب لي ونيابة عن الأخ رئيس الجمهورية أن أرعى اليوم هذا المهرجان السنوي المبارك الذي يتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم وتنظمه الجمعية الخيرية الإسلامية لنصرة الأقصى الشريف والذي يقام سنوياً بهدف تذكير المسلمين بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ولفت أنظار العالم إلى الظلم والطغيان الذي تمارسه الصهيونية العالمية ممثلة بإسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمحاولات المستمرة لتدنيس الأقصى وخططهم الإجرامية الرامية إلى هدم المسجد بغية قطع الارتباط الروحي بينه وبين المسلمين ، لكننا نقول لليهود هيهات أن تصلوا إلى مراميكم الدنيئة فدماؤنا وأرواحنا رخيصة من أجل القدس وسنظل أوفياء للقدس ما حيينا مهما استكان الجبناء وتآمر الأقوياء وانهار المبطلون والضعفاء .
الحاضرون جميعاً :
لقد قامت الانتفاضة المباركة للشعب الفلسطيني من أجل الدفاع عن الأقصى وإنتصاراً لمحاولات تدنيسه من قبل المجرمين المعتدين ثم كبرت وتوسعت هذه الانتفاضة لتشمل كافة أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف فصائلهم ولم يتوقف الأمر عند ذلك فلقد عم الوطن العربي والإسلامي غضب عارم جراء الممارسات الإجرامية البشعة لقوات الاحتلال الغاشمة ضد شعب أعزل وعبرت الشعوب الحية عن مواقفها من خلال المسيرات والمظاهرات الرافضة لاستمرار الاحتلال وطالبت الحكام بفتح أبواب الجهاد أمام الأمة لكي تلقن أحفاد القردة درساً جديداً كما لقنهم قبل ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأجلاهم من جزيرة العرب نتيجة خبثهم واستمرار تآمرهم ضد الإسلام والمسلمين كما يصنعون اليوم , إننا ومن منطلق الواجب الديني ندعو الجميع إلى دعم الانتفاضة بشتى الوسائل لكي تستمر وتقوى فهي أملُ الأمة بعد الله في استرداد الحقوق وهي الطريقُ الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس , ولقد أثبتت التجارب أن اليهود لا يفهمون غير القوة ولا يُخيفُهم غير الجهاد وكلُنا نعي دور المقاومة اللبنانية البطلة ممثلة بحزب الله وما ألحقته من هزائم بالجيش الإسرائيلي المحتل وكيف أن الضربات الموجعة هي وحدها التي أجبرته على الخروج من جنوب لبنان ذليلاً صاغراً وليست المفاوضات ولا التنديدات ولا قرارات الشرعية الدولية التي وضعتها أمريكا - راعية إسرائيل- تحت أقدامها .
أيها الحفل الكريم :
إننا في الوطن العربي والإسلامي عموماً وفي اليمن على وجه الخصوص نعبر عن تأييدنا لانتفاضة الشعب الفلسطيني المجاهد ونحن مع استمرارها مهما بلغ حجم التضحيات إيماناً منا أن اليهود لا عهد لهم ولا ذمة وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولا يوجد شعب على وجه الأرض نال حريته واستقلاله بغير المقاومة والجهاد . وإذا كان بعض المكابرين يعتقد أن فلسطين ستعود بالمفاوضات فهو جاهل بحقائق التاريخ غير مدرك لحجم المؤامرات الصهيونية التي تستهدف استئصال مقدسات الأمة وسلخها عن دينها وقيمها الشريفة .
الأخوة الحضور :
لقد عقدت الشعوب العربية والإسلامية آمالاً عريضة على مؤتمر القمة العربي الذي انعقد هذا الأسبوع في القاهرة غير أن نتائجه كانت مخيبة للآمال وتحقق فيهم المثل العربي القائل (تمخض الجمل فولد فأراً) لقد كانت الأمة تتوقع أن تكون القرارات عند مستوى الحدث قوية مؤثرة وداعمة لجهاد شعب أعزل يقدم كل يوم قوافل من الشهداء غير أن الدبلوماسية الحمقاء لعبت دوراً سلبياً في التأثير على قرارات القمة حتى خرجت هزيلة تعكس وتؤكد حالة الضعف والهوان التي وصل إليها بعض المنهزمين ولا عجب في ذلك فقد كان أول من امتدح بيان القمة ووصفه بالعقلانية هم اليهود مع الأسف الشديد ، لقد كانت الأنانية المفرطة والحرص على المساعدات الأمريكية هما المسيطران على البعض فضحوا بدماء أبناء الشعب الفلسطيني وتناسوا الشهيد محمد الدرة وأمثاله اللذين سقطوا ويسقطون يومياً وهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة وعن مقدسات الأمة جمعاء ، وإننا في هذا المقام نعبر بإسمكم جميعاً وبإسم الجمعية الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين عن تقديرنا العالي للموقف الشجاع والحازم للأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إزاء ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تنكيل على أيدي الصهاينة المجرمين كما نثمن موقف بعض الزعماء العرب الإيجابي تجاه التطورات الجارية في الأراضي المحتلة وما أبدوه من حرص على دعم الانتفاضة لكي تستمر فلهم منا الشكر والتقدير.
الحاضرون جميعاً :
إننا ونحن نعيش في ظل هذه الظروف المخزية التي تمر بها أمتنا العربية وحالة التفكك الراهنة التي تتحمل مسئوليتها الزعامات ليجدر بنا أن نستمر في دعمنا لانتفاضة الأقصى ولا نيئس فإنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ، ولابد أن يأتي يوم النصر بإذن الله تعالى ، المهم أن تستمر وقفتنا ويستمر دعمنا لإخواننا في فلسطين ولا نكون ممن تحركهم فقط المصائب والنكبات فالدرب بالنسبة للقضية الفلسطينية طويل فيجب أن تستمر الفعاليات والأنشطة الموجهة لصالح الانتفاضة ولا ننسى المال فهو عصب الحياة واستمرار المقاومة والجهاد مرتبط بالدعم المالي لأن المواجهات الدامية تُخلّف وراءها الأرامل والأيتام والجرحى فمن لهؤلاء غيركم .
وفق الله الجميع للإنفاق السخي في سبيله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..