كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 19/3/2001م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي لبلادنا

 

معالي الأخ العزيز الشيخ/ جاسم الخرافي - رئيس مجلس الأمة الكويتي   المحترم

أعضاء الوفد المرافق                المحترمون

الحاضرون جميعاً.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود  في  بداية  هذا   اللقاء  الأخوي المبارك  أن  أعرب  لمعالي  الضيف  الكريم  والأعضاء المرافقون عن  بالغ  شكرنا  وتقديرنا  له  لتلبية  الدعوة  والقيام  بهذه  الزيارة  الهامة التي  تكتسب أهمية  بالغة  لما  لها من  خصوصية إذ أنها  أول زيارة  لرئيس  مجلس الأمة  الكويتي  لبلادنا وهي بطابعها الرسمي والبرلماني  تعكس  بوضوح  المستوى  الذي  وصلت  إليه  العلاقات الثنائية بين البلدين  وكذا  الشعبين  الشقيقين  ، فأهلاً  وسهلاً  بكم  جميعاً  في  بلدكم  وبين  اخوانكم  اللذين تربطهم بشعب الكويت  أواصر  العقيدة  والأخوة  والجوار  والتواصل  المستمر  عبر  مراحل التاريخ  المختلفة .

معالي رئيس مجلس الأمة :

الحاضرون جميعاً :

إن  مسيرة  العلاقات  بين  اليمن  والكويت  الشقيقة  سواء  على  المستوى  الرسمي  أو  الشعبي قد  اتسمت  بالتفاهم  المشترك  والتعاون  المثمر  والثقة  المتبادلة  على  مدى  أربعين  سنه  تقريباً ولقد  عززت  الخصائص  المشتركة  تلك  العلاقات  التي  تجمع  بين  بلدينا  الأمر  الذي  كان  له  الأثر البالغ  في  بناء  جسور  المحبة  الصادقة  والمودة  الخالصة  وهذا  ليس  بغريب  على  البلدين  وكان  من ثمار  هذه  العلاقات  الطيبة  الإسهامات  العديدة  لدولة  الكويت  في  العديد  من  المشاريع التنموية  في  بلادنا ،  وإنني  على  ثقة أن  المستقبل  واعدٌ  بالخير  ولابد  من  إستمرار  التعاون  الثنائي وإقامة  المشاريع  المشتركة  بين  الجانبين  حتى  تتعمق  الصلة  وتقوى  المصالح  التي  فيها  النفع   للبلدين  والشعبين   الشقيقين  ، وإنني  ادعو  رجال  المال  والأعمال  الكويتيين  لإستثمار  أموالهم  في  اليمن  فاالمنطقة  الحرة  بعدن  فيها  إمكانات  هائلة  وفرص  الإستثمار  متاحة  أكثر  من أي  وقت  مضى وفي هذا المقام أعرب عن تهنئة ومباركة مجلس النواب لما تم الإتفاق عليه بين وزارة التخطيط في بلادنا وصندوق التنمية  الكويتي على طريق دعم  بعض المش
اريع الخدمية  شاكرين ومقدرين جهود مسئولي الصندوق الكويتي للتنمية آملين أن تتضاعف هذه الجهود من أجل دعم المزيد من المشاريع في مجالات الصحة والتعليم ومياه الشرب وغيرها .

الأخوة الأعزاء :

إننا  ندرك  جيداً  حجم  الأثار  السيئة  والجراح  العميقة التي  أصابت  الشعب  الكويتي جراء  الغزو  العراقي  له  وتلك  محنة  كبيرة  ابتلى  الله  بها  الأمة   ولكننا  نثق  أن  شعب  الكويت الأبي قادر على تجاوز  الماضي  بكل  سلبياته وسيئاته  منطلقاً  نحو   المستقبل  بكل  ثقه  وإيمان  ومواصلاً دوره العربي والإسلامي  في  نصرة   القضايا  العربية  والإسلامية  وفي  مقدمة  ذلك  قضية  الشعب  الفلسطيني  الذي  يمر  بظروف  بالغة  التعقيد فهو  يتعرض  كل  يوم  لشتى  أنواع  التقتيل  والتنكيل  ويواصل  العدو  الغاصب  إلتهام  أرضه  وتشريد  أبنائه  ولايزال  القدس  الشريف  قبلة  المسلمين  الأولى  يئن  تحت  نيران  الإحتلال  ويتعرض لمؤامرة  دنيئة  ترمي  إلى  تقويضه  بحجة  الهيكل  المزعوم ، إننا  فعلاً  بــحاجة   لمراجعة  أنفسنا  والإلتفات  إلى  الأخطار  المحدقة  بنا والتي  تستهدف الأرض  والإنسان  والدين  .

الحاضرون  الأجلاء :

إننا  ونحن  نعلن  تضامننا  مع  أهالي  الأسرى والمفقودين  من أبناء  الكويت  لنأمل  أن  يصل الطرفان   إلى  حل يضع  حداً  لهذه  المأساة   فلا يجوز  أن  تستمر  هذه  القضية  الإنسانية  معلقة بدون  حلول  أو  أن  تكون  وسيلة  للمناورات  السياسية  فكل  ذلك   مرفوض  على  أن  إستمرار الحصار  الظالم  على  الشعب  العراقي  وتجويع  أبنائه  عمل  لا ينبغي  السكوت  عنه  فأبناء  الشعب العراقي  هم  إخواننا  وأبناؤنا  وأهلونا  وهذا  الحصار  هو  تدمير  لمقدرات  وثروات  شعب  هو جزء  من  الأمة  العربية  والإسلامية .

معالي الأخ/ رئيس مجلس الأمة :

الحاضرون جميعاً :

لقد سعدنا كثيراً بالزيارة التي قمنا بها للكويت الشقيقة في إبريل الماضي والتي دفعت بالعلاقات  الثنائية بين البلدين إلى الأمام ولقد كان لكريم أخلاقكم ونُبل مواقفكم والحفاوة الكبيرة التي قوبلنا بها من معاليكم ومن كافة أبناء الشعب الكويتي الشقيق الأثر البالغ في نفوسنا وبحمد الله  تمكنا من خلال تلك الزيارة من التعرف على خصائص الشعب الكويتي الأصيل واعتزازه الكبير بعروبته ودينه وإدراكه الواعي لدوره القومي الإسلامي واثمرت تلك الزيارة عن تشكيل جمعية أخوة وصداقة برلمانية بين المجلسين وإعادة بناء جسور التواصل بين بلدينا وشعبينا الشقيقين .

وها نحن   اليوم  ومن  خلال  زيارتكم  الكريمة  لبلدكم  الثاني  نضيف  لبنة  أخرى  في  صرح العلاقات  بين  بلدينا  ومجلسينا  وبتوقيعنا  على  إتفاق  التعاون  المشترك  بين  المجلسين  نكون  قد وضعنا  الأسس  اللازمة  للتواصل  البرلماني  والإستفادة  المتبادلــة  من  الخبرات  لدى  الجانبين وتنسيق  مواقفنا  في   القضايا  ذات  الإهتمام  المشترك  في المحافل  العربية  والإسلامية والدولية .

في الختام ..

أكرر  الشكر  والتقدير  لمعالي  الأخ  الشيخ/ جاسم الخرافي – رئيس  مجلس  الأمة  الكويتي وللوفد  المرافق  اللذين  تجشموا  مشقة  السفر  وجاؤوا  لزيارة  بلدهم  وإخوانهم  متمنياً أن  تستمر الزيارات  المتبادلـة  على  كافة  المستويات  لأن فيها  الخير  كما  أنها  تقوي  العلاقـات  وتكسر الحواجز  إن  وجدت  وهي  أولاً وأخيراً  واجب  وحق  على  الأخ  لأخيه  والجار  لجاره .

أسأل  الله  العلي  القدير  أن  يوفق  الجميع  لكل ما فيه  خير  بلدينا  وشعبينا  الشقيقين .

والسلام  عليكم  ورحمة  الله  وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp