كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 18/10/2001م في الحفل السنوي التاسع للجمعية الخيرية لتعليم القران الكريم بصنعاء

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المعلم الأول وهادي البشرية إلى سواء السبيل وعلى آله وصحبه أجمعين .

الحاضرون جميعاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

نيابة عن الأخ رئيس الجمهورية يسعدني أن أرعى هذا الحفل السنوي التاسع الذي تقيمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم من أجل تكريم الحفَّاظ والحافظات من الحلقات النموذجية وكذا خريجي الكلية العليا للقرآن الكريم الدفعة الرابعة وحسب علمي فإن الجمعية تقوم برعاية ما يزيد على أربعمائة حلقة من حلقات التحفيظ في مختلف محافظات الجمهورية وقد تخرج من هذه الحلقات  خلال السنوات الماضية أكثر من تسعمائة حافظ وحافظة لكتاب الله وهم اليوم يؤدون واجبهم الديني والتربوي أسال الله لهم التوفيق في تأدية هذا الواجب العظيم تجاه المجتمع حتى يكونوا فعلاً خير الناس لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (خيركم من تعلم القران وعلمه) فعلى الحفاظ مسئولية كبيرة وأمانة تجاه المتعلمين إذ لابد من مضاعفة الجهود والمتابعة الحثيثة للتلاميذ حتى تثمر العملية التعليمية بتخريج الحفاظ والحافظات.

الحاضرون جميعاً :

 لاشك أن الاهتمام بالمدارس الدينية ونشرها ورعايتها هو من مسئولية الدولة في المقام الأول والتي يجب عليها أن تلبي احتياجات المجتمع في مختلف مجالات التعليم بصورة أساسية وأن تعمل على تشجيع وتكثيف مدارس تحفيظ القرآن الكريم حتى تتربى الأجيال على حفظ القرآن وحبه والتخلق بأخلاقه لأنه الطريق القويم الذي يهدي الناس إلى سواء  السبيل وفيه عزنا ورفعتنا وإقالتنا كأمة مسلمة من العثرة والتردي الذي وصلنا إليه بعد أن ابتعدنا عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولهذا فلابد من تظافر الجهود مع الدولة من أجل نشر هذا الخير فهو الضمان الحقيقي لإستقامة الأمة والحصن الحصين للشباب والشابات ضد موجات الغزو الفكري المكثفة والمتعددة التي تهدف إلى سلخ المسلمين عن أخلاقهم وعقيدتهم مصدر عزتهم وتقدمهم بين الأمم.

الحاضرون الأكارم :

إننا في بلد الأيمان والحكمة بحاجة إلى المزيد من التعليم الديني والتوسع في بناء المدارس التي تخدم هذا النوع من التعليم فكما أن المجتمع بحاجة إلى الطبيب والمهندس فإنه بحاجة إلى حافظ القرآن  العالم بعلومه كي يكون بذرة طيبة في المجتمع تنبت  الخير كما أن توفير هذا النوع من التعليم هو إستجابة لرغبة المتعلمين وأولياء الأمور كما هو الحال في العديد من بلدان العالم.

الأخوة الحاضرون :

وكما أن الدولة تتحمل مسئولية توفير فرص التعلم فإن التعاون والدعم من المواطنين مطلوب أيضاً ولهذا أدعو أبناء الشعب اليمني وخاصة رجال الأعمال وكل الميسورين إلى الاستثمار الدائم في هذا النوع من التعليم الذي يعود على صاحبه بالربح المؤكد عند من لا يظلم الناس مثقال ذرة .

 إن كل من يشارك في دعم التعليم الديني ونشره في المجتمع إنما يضع اللبنات القوية في صرح الأمة لكي تعود إلى خيريتها فتكون أمة مجاهدة مستعصية على الأعداء الذين يضمرون لها الشر ويرغبون في طمس أخلاقها وتدمير قيمها الفاضلة .

فعلينا جميعاً العمل من أجل تحصين مجتمعنا من عوامل الانحلال والفساد حتى ننهض بالأمة فتمارس دورها الريادي الحضاري بين الأمم من جديد في الختام أتمنى للجمعية الخيرية النجاح في أعمالها ومشاريعها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp