كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 17/7/2000م في روما بمناسبة زيارته البرلمانية إلى إيطاليا

 

السيد/ رئيس البرلمان الإيطالي.

السادة الحاضرون .

أود في البداية أن أعبر عن جزيل الشكر لصديقي رئيس البرلمان الإيطالي على دعوته لنا للقيام بهذه الزيارة الهامة في الوقت الذي تشهد فيه اليمن العديد من التحولات الإيجابية على طريق الإلتزام بالنهج الديمقراطي والتعددية الحزبية وحرية الصحافة وإحترام حقوق الإنسان .. أما عن العلاقات اليمنية الإيطالية فإنها تعتبر من أقدم العلاقات العربية الأوروبية إذ يرجع تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي لكن هذه العلاقة لم تأخذ الطابع الرسمي حتى تم توقيع معاهدة صداقة وتعاون بين اليمن وإيطاليا سنة 1926م .

ولقد ظلت هذه العلاقات تتسم بالبرود حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1962م حيث كسرت الثورة طوق العزلة الذي فرض عليها وفتحت الجمهورية الأبواب أمام الأشقاء والأصدقاء وأقامت علاقات صداقة مع مختلف الدول ومنها إيطاليا وكان من ثمار تلك السياسة الجديدة للنظام الجمهوري توقيع أول إتفاقية تجارية وفنية وإقتصادية مع إيطاليا في يونيو 1963 تلتها العديد من الإتفاقيات الثنائية كما قدمت إيطاليا لبلادنا جملة من القروض  في مختلف المجالات التنموية .

السيد/ رئيس البرلمان الإيطالي :

السادة الحاضرون :

ومنذ مطلع التسعينات شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين فتوراً ملحوظاً رغم المواقف الإيطالية الداعمة للوحدة اليمنية خاصة أبان محنة الحرب التي تعرضت لها بلادنا في صيف 1994م .

ومن هذا المنطق فإننا اليوم ونحن نقوم بهذه الزيارة البرلمانية لدولة صديقة لنآمل أن تشهد العلاقات تطوراً واسعاً في مختلف المجالات وإننا لنؤكد على أهمية تفعيل دور اللجنة المشتركة المشكلة بين الجانبين ونطالب الأصدقاء في البرلمان الإيطالي بالعمل على حث الحكومة على تفعيل هذه اللجنة المشتركة لإنها إحدى الصيغ العملية والتي من خلالها يمكن رسم البرامج المشتركة وإستكمال المشاريع المتعثرة بين الجانبين خاصة في المجال الزراعي وإيجاد قنوات مختلفة للتواصل الثنائي ومن ثم الإرتقاء بالعلاقات بين البلدين الصديقين إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعاً.

الحاضرون الأعزاء :

إن مجالات التعاون الثنائي المشترك بين بلادنا وإيطاليا متعددة وكثيرة فهناك المنطقة الحرة بعدن والتي يمكن إقامة العديد من المشاريع الثنائية فيها كما يمكن الإستثمار في مجالات مثل النفط والغاز والمعادن والسياحة والتي تشهد كلها تطوراً ملحوظاً خاصة وأن قانون الاستثمار الجديد بتعديلاته يمنح المستثمرين العرب والأجانب العديد من الحوافز والتشجيعات والضمانات وبما يكفل نجاح الكثير من المشاريع الإستثمارية وبنسب ربحية معقولة ومقبولة .

السادة الأعزاء :

أما على الصعيد البرلماني فإن زيارتنا هذه تعتبر اللبنة الأولى والأساس في صرح العلاقات الثنائية في هذا الجانب  ونحن في بلادنا قد خطونا خطوات متقدمة على طريق الديمقراطية والتعددية الحزبية وأصبح لدينا برلمان يمثل الشعب وينتخب كامل أعضائه إنتخاباً حراً ومباشراً وهو يمارس دوره طبقاً للدستور والقانون ويتمتع بصلاحيات جيدة غير أننا وبحكم قلة  الخبرة لانزال نعاني من عدم القدرة على تفعيل دور المجلس الوظيفي وتطوير أدواته التشريعية والرقابية ولذلك فإن دعم الأصدقاء الإيطاليين مهم في هذا الجانب ونحن نعول عليه لإنكم بلد عريق في العمل البرلماني .

آمل أن يكون البروتوكول الذي تم التوقيع عليه عصر اليوم نقطة تحول في مسيرة العلاقات بين المجلسين وأن يكون ملبياً للآمال والطموحات المنشودة واثقاً أن تأسيس جمعية صداقة برلمانية ستسهم في تعميق العلاقات البرلمانية بين الجانبين .

السيد/ رئيس البرلمان الإيطالي :

السادة الحاضرون :

إن الحديث عن القضايا الثنائية ذات الإهتمام المشترك ينبغي أن لاينسينا القضايا الهامة على الساحة الإقليمية والدولية ومن أبرز القضايا التي تشغل المجتمع الدولي اليوم هي قضية السلام في المنطقة العربية والتعثرات المتكررة التي تمر بها جراء التعنت الإسرائيلي وإتباع سياسة مزدوجه تتلخص في إستمرار التفاوض ومصادرة الأراضي وفرض الأمر الواقع وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني .. وهذا أمر خطير ينبغي أن يتنبه له المجتمع الدولي لأنه لايؤدي إلى حلول منصفة ومرضية بل يضاعف من حجم المشكلة ويزيد من معاناة الأبرياء وأصحاب الحق وسوف يكون من نتائجه إنفجار الوضع وتعريض الأمن والأستقرار في المنطقة لإمتحان عسير يصعب حينها التنبؤ بحجمه وحدوده ولذلك فإننا نؤكد وبإستمرار أن السلام المنشود هو منظومة متكاملة تشمل إستعادة كافة الحقوق المغتصبة في فلسطين وسوريا ولبنان وتضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني بعاصمتها القدس الشريف وبدون هذه المطالب الأساسية سيكون السلام إنتصاراً لإرادة المغتصب وتضييعاً لحقوق الأبرياء.

إننا ننتظر من الأصدقاء الإيطاليين ممارسة دور أكثر إيجابية فيما يتعلق بهذه القضية خاصة في المحافل الإقليمية والدولية ونحن نقدر مواقفكم المبدئية الداعمة للتوصل لحل شامل وعادل للقضايا العالقة ذات الصلة بمسيرة السلام .

في الختام ..

أكرر شكري وتقديري لزميلي رئيس البرلمان الإيطالي الذي أتاح لنا القيام بهذه الزيارة مؤكدين على دعوته لزيارة بلادنا على رأس وفد برلماني لتعميق عرى الصداقة بين مجلسينا وبلدينا الصديقين .

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp