كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 17/2/2000م في صنعاء في المهرجان الذي أقامته مؤسسة باكثير للآداب والفنون ومنظمة الدعوة الإسلامية من أجل نصرة الشعب الشيشاني.

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين القائل


( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)


والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته المجاهدين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .


الأخوة الحاضرون :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


مرة أخرى نلتقي من أجل قضية الشعب الشيشاني المظلوم ، والذي تكالب عليه أعداء الله من الشرق والغرب وظلمة المسلمون في جميع أنحاء العالم بسكوتهم على مايجري من تدمير وتخريب شامل على يد الآلة العسكرية الروسية الضخمة وليس لهؤلاء المسلمون ذنب إلا أنهم قالوا ربنا الله فكانت المواجهة غير متكافئة والفارق في العدة والعتاد كبير.


لكننا نشهد أن المجاهدين الشيشان قد أبلوا بلاءً حسناً وقدَّموا أروع صور التضحية والفداء في زمن قلَّت فيه التضحيات وندرت فيه البطولات وكثر المتثاقلون إلى الأرض فمضى هؤلاء المجاهدون يُسطِّرون للمسلمين وحكام المسلمين أمجاداً عظيمة ويعرِّفونهم بأن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام وبدونه لاتقوم للمسلمين قائمة .


اللهم فتقبل المجاهدين الذين استشهدوا دفاعاً عن عقيدتهم وأرضهم ، فذلك هو جهدهم وتلك هي إستطاعتهم فقد قضوا ورؤسهم مرفوعة وسيوفهم مسلولة والعيب كل العيب هو في تخاذل الأمة الإسلامية وحكامها في مشارق الأرض ومغاربها وليس في هؤلاء الأبطال الأفذاذ.


الأخوة الأعزاء :


إن ما يتعرض له إخوانكم في الشيشان هو من الإبتلاءات التي تُمحِّص المسلمين لكي يعلم الله من ينصره ورسله بالغيب وكل ذلك من أجل أن يستيقظ المسلمون من غفلتهم وينفضوا عنهم غبار الذل ويوحِّدوا صفوفهم تمهيداً لغد مشرق بإذن الله ، إن الأعداء قد أدركوا أن الإسلام قادم لا محالة فاشتد آذاهم له وتقاسموا بينهم الأدوار لضرب الإسلام أينما سطع نوره لكن الله تبارك وتعالى متم نوره ولو كره الكافرون ، ولا بد لهذا الليل الحالك السواد من أن ينجلي وينكسر القيد ويطلع الصباح مهما اشتد الخطب ومهما بلغت المهانة والإستكانة والتاريخ لايرحم والحقيقة أننا في عهد أوكلت فيه الأمور إلى غير أهلها فانتكست راية الإسلام وسيطر على قلوب الحكام حب الدنيا وكراهية الموت فأصبحوا يحولون بين شعوب العالم الإسلامي والرغبة في الجهاد بل أن بعضهم أصبح اليوم أداة يستخدمها أعداء الإسلام لضرب الإسلام.


الحاضرون جميعاً :


إن الحالة التي نعيشها هي غير طبيعية ولابد للمسلمين من تجاوزها يوماً من الأيام والشيء الطبيعي هو أن ينتصر الإسلام ويبلغ أمره مابلغ الليل والنهار ولابد من رجال مؤمنين يعملون الصالحات ويعبدون الله لايشركون به شيئاً وهم المستخلفون في الأرض وهذا وعد الله ( ومن أصدق من الله حديثاً) والأمر محسومٌ بنا أو بغيرنا فالسعيد من استمسك بهذا الدين والذليل من تركه (وكل صغير وكبير مستطر).


الحاضرون الأعزاء :


تعلمون جميعاً حجم الخراب والدمار الذي تعرضت له مدن وقرى الشيشان وتدركون حجم معاناة الآلاف من اللاجئين فهم بحاجة ماسه إلى مد يد الدعم والمساعدة منا جميعاً وهذا أقل القليل ولذلك فإني أدعو المسؤولين والتجار والقادرين على بذل مايستطيعون عسى الله أن يكتبنا من المجاهدين بأموالهم .


في الأخير


أشكر مؤسسة باكثير للآداب والفنون ومنظمة الدعوة الإسلامية التي أعدت ورتبت لهذا المهرجان من أجل نصرة الشعب الشيشاني .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp